تقدم هاشم نحوها
المحتويات
يريد الفتك بها
ولكنه في كل مرة يعدل عن ذلك بعد أن يجعلها تشعر أنها ادني من قاب قوس من المۏت ويجعلها تختبر هذا الإحساس مرارا وتكرا.
وبالرغم من أن كريمه فعلت ما بإستطاعتها كي تجعله يختفي من امام أعين ود الا أنه اقوي منها ومن كل مافعلت ومن جميع محاولاتها.
وتدرك ايضا انه اقوي مما ستفعل مستقبلا وسيظل الحال كما هو الحال منذ سنوات عديده وسيظل الوضع كما هو عليه..
ولم يكن هذا الخيار من ضمن الافعال المستحيله. فقد حاولت ود فعلها مرتين. وفي كل مرة تنجوا من المۏت بإعجوبه. وكأن لها اوجاع لازالت تنسج في الغيب ويأبى القدر الا أن تختبرها.
وبعد انتهاء النوبة المعتادة سكن جسدها وارتخت اطرافها وهى تراه يبتعد
فيقرر أن يعطيها المزيد من الوقت وهي علي قيد الحياة فهو لم يكتفي من تعذيبها بعد.
توقفت اخيرا كريمه عن هدهدة ود بعد أن تأكدت أنها خلدت للنوم تماما.
وقامت بإرحة جسدها الهزيل علي الفراش ووضعت رأسها علي الوسادة.
وظلت تتحسر علي خطأ قد حدث دون قصد كلفها وكلف ابنتها الكثير والكثير.
وأنسلت بعد ذلك من جانبها وخرجت من الغرفه الي غرفة المعيشه.
وأمسكت بالهاتف وفكرت جديا أن تهاتف الطبيب حمزة فهي بحاجة لاحد يساندها الآن فيما يحدث لود ويشد أذرها ويخبرها بأن كل شيئ سيكون على مايرام.
ومن سيكون كل هذا غيرة هو وحده.
ولكن ما منعها عن فعل ذلك هو تأخر الوقت فقد شارفت عقارب الساعه علي إعلان تمام الساعة الثالثة صباحا
فقالت لنفسها
ومن بهذا الوقت سيكون مستيقظا الا شخصان محب ومريض. وحمزة لا هذا ولا ذاك فإذا سيكون الآن من ضمن النائمين.
أنثى بمذاق القهوة ١٠
أفاق حسام علي ضړبات صغيرة رقيقة فوق ساعدة يعلم جيدا لمن تكون.
فتبسم ومد يدة ليمسك بصاحبها دون أن يفتح عيناه.
وماأن القي القبض علي ذلك المشاغب حتي تعالت صوت قهقاته الطفولية
وهو يجد نفسه جالسا فوق بطن ابيه الغائر كقارب صغير يتسع لمؤخرة قاسم الصغيرة أن تغوص بداخلة.
فقد رأى امه تسند رأسها علي صدر أبيه في سابقة لم تحدث من قبل
ولم يسبق له أن رآهم بهذا القرب!
فأنحني للأمام قليلا وبدأ في دفع رأس أمه من فوق صدر أبيه ليصحح وضعا من ندرة حدوثه ظن الصغير أنه وضعا خاطئا.
إنفرج ثغر سمر عن ابتسامة وهي تشعر بدفع قاسم لها من فوق صدر ابيه.
وكأنه يخبرها أن وقتها السعيد قد أنتهي وأن الليلة الجميله قد ولت.
وحل من بعدها الصباح وأشرقت الشمس على ذبد ماحدث بالأمس.
وعليها ان تتوقع أنه سيذوب قريبا ولن يصمد أمام شمس الواقع الحارقه.
رفعت رأسها قليلا ثم ضغطت علي شفتها السفلي بتوعد وهي تنظر لقاسم
وتقوم بإرجاع شعرها للخلف
وهو بمجرد أن رأي حركتها ضحك واختبأ بين ذراعى ابيه
فحركة أمه هذة تعني أن هناك موجة من الدغدغه والعض تقترب منه.
فواصلت
وها هي تهجم عليه هجوما ضاريا لم يستطع هو أو أبيه صدة!
واخذ ثلاثتهم يضحكون في سعادة ومرح لأول مرة.
وكم تمنت سمر دوام هذا الحال عليهم.
ولكنها تعلم جيدا ان دوام الحال من المحال.
وخاصة وهي تري حسام ينهض من الفراش وينشق عنهم تاركا لهم الفراش ليعودا الي وحدتهم بدونه.
اما حسام فذهب لأخذ حماما دافئا وهو يشعر بإرتياح عجيب اليوم! ولا يعلم سببه وأخذ يتسائل
تري اهو بسبب الهم الذي افرغه من قلبه بالامس علي مسامع الطبيب حمزة واشركه بأكثر اسرارة الدفينة الما!
وخاصة وانها المرة الاولي التي يفتح فيها قلبه لأحد ويسمح له أن يعرف عنه هذا القدر من المعلومات التي لا يعلمها احدا سواه هو وأمه.
أم بسبب ماحدث بالأمس بينه وبين تلك السمراء الهادئه كنسمات الصباح!
والتي لا يعلم لم يتبسم الآن بمجرد ذكره لاسمها
انهي حمامه ووقف أمام المرآه وأخذ ينظر الي انعكاسة. ثم بدأ يتلمس ندبته. وأغمض عيناه وهو يتذكر ملمس اصابعها الناعمه عليها بالأمس وتعجبه من فعلتها! واكتشافه تقبلها الكامل للندبة
وهو من كان يتعمد كشفها امامها هي بالذات كي يجعلها سببا آخر لنفورها منه فوق كل الاسباب التي يعطيها لها.
وأيقن أن من كان يسعي لجعلها تنفر منه هي اكثر الناس منه قربا!.
وأن من كان يفعل المستحيل ليقربها منه كانت طوال الوقت أكثرهم عنه بعدا.
ولا يعلم لما شعر اليوم بأن بعض الغيوم بدأت تنقشع من امام عينيه وبدأت الرؤيه تتضح وينتبه الى بعض الامور التي كان غافل عنها.
انهي حمامه وخرج امامها وهو عار الصدر كعادته.
وماإن تاق عليها حتي تبسمت له بمحبة بالغه
متابعة القراءة