تقدم هاشم نحوها
المحتويات
بالغرفه
حسام ارجوك قولتلك متعملش كده مرة تانيه انا مبتحملش اشوف المنظر دا جسمي بيكش ونفسي بتلعب وببقي عايزة ارجع.
قالت جملتها وهي ټدفن وجهها بين يديها هروبا من منظر ندبته.
فما كان منه سوي الجري وارتداء باقي ملابسه سريعا
وهو يتفوة اثناء ذلك بكافة انواع الأسف
فهو يعلم تماما انه محرم عليه أن يجلس امامها دون حجب هذة الندبة عن عينيها.
افاق من شروده علي ملمس يد سمر وهي تتهادى فوق الندبه رويدا رويدا كمن يتفقد بأصابعه لوحة الموناليزا ويختبر ملمسها حين رآها لأول مرة.
فاغمض حسام عينيه وهو يشعر براحة عجيبة
فلأول مرة تمتد يد لتلمس ندبته دون أن يشعر صاحبها بالاشمئزاز كما كانت تفعل ود...ودون الشعور بالشفقة كما تفعل أمه.
فأنحني بجسده عليها حتي اسند ذقنه علي كتفها وسألها هامسا
بتحبيني ياسماره
فبهت لونها فجأة وشعرت أن الدم قد توقف عن الجريان في أوردتها وتحجرت مقلتيها وتوسعت ابتسامتها لما سمعت!
فالاشياء الجميلة كلها تحدث اليوم .
وبعد أن كان حسام لا ينطق إسمها العادي الا نادرا
فيالها من ليلة اغمضت سمر عيناها متمنية الا تنقضي ابدا.
والا تشرق الشمس سوى بعد عدة اعوام وتظل حبيسة الليلة معه الي أن ترتوي من نهر الكوثر المتمثل فيمن تغوص بين ذراعية الآن.
ولما طال إنتظار حسام للجواب تبسم
فهو يعلم جيدا إنها
لم تتواني عن الرد دلالا.. وإنما أثر الصدمة من السؤال.
شايفك مش بتردي يعني
فخرج صوتها اخيرا وهي تتلعثم كمن يتعلم الكلام جديدا
بدور علي كلمه أكبر من كلمة الحب اقولهالك.
فأكمل حسام وهو ينظر في عينيها البنيتين اللاتي انعكس فيهم ضوء القمر فأصبحتا تلمعان كبلوراتين
ولقيتي الكلمه
فهزت سمر رأسها نفيا وهي تنظر بدورها لعينيه الاتي القيتا لعڼة عليها كي لا تحيد عنهم.
وكأنهن بردية فرعونيه كتب فيها سر الحياة الابديه.
واثناء انشغالها بحل أحجيات برديتها شعرت بأنها ترتفع مرة واحدة عن الأرض لتستقر علي صدره قبل أن يجلسها علي حافة الشرفه محيطا لها بكلتا يديه.
وظلت هي محاوطة لعنقه بيديها.
لو قولتلك ياسمر أنك لو رميتي نفسك من البلكونه دي دلوقتي وضحيتي بحياتك عشاني هعيش باقي عمري مبسوط تعمليها
فأردفت سمر بنبرة واثقه
اطلبها وشوف بنفسك.
فتبسم هو وظنت هي ابتسامته عدم تصديق فأبعدت يديها عن عنقه وقامت بفردهم في مستوى جسدها كمن يستعد للتحليق.
وكل هذا تحت انظار حسام الذي شدد قبضته حولها وهو يردف بإبتسامة عذبه
مكنتش اعرف إنك مجنونه!
فردت عليه همسا
انا معاك مريت بكل الحالات وجربت المشاعر اللي فالدنيا.
معاك اټجننت وعقلت معاك حبيت وکرهت واتقهرت وسامحت معاك بقيت أم..
ومعاك قضيت حياة كامله لو انتهت فأي لحظة صدقني مش هحس بذرة ندم ولا هحس بأن حاجه فاتتني ومعشتهاش.
وخصوصا بعد الليله دي ياحسام.
فلو زي مابتقول فعلا ان سعادتك فمۏتي فأنا هكون سعيدة وانا بنفسي اللي بقدملك السعادة دي زي ماأنت قدمتهالي.
بس قبل دا مايحصل عايزة اقولك حاجه للمرة الاخيرة ياحسام
إنت أمنيه عشت طول عمري بتمناها وبشكر ربنا انها اتحققت ومهما كان الشكل اللي اتحققت بيه انا راضيه بيها وفرحانه.
القت بعباراتها علي مسامعه ثم إنتظرت أن تري تأثيرها عليه
وكم تمنت انها لم تفعل وهي تري الدموع قد تجمعت في مقلتيه واذدرد لعابه على الفور.
وتكاد سمر تقسم أنه اذدرد معه غصة تكونت في جوفه.
وتعلم جيدا ماسببها.
فحسام قد راقته الكلمات كثيرا وأسعدت قلبه.
ولكنه تمنى أن يسمعها من واحدة أخري وليس منها هي.
والأخري هى ود بكل تأكيد.
فابتلعت هي الاخري غصتها وهي تنكس عيناها ارضا ولا تعلم لم شعرت هذه المرة بشيئ من الإهانه.
ولم توقعت هذة المرة بالذات أن تحمل ردة فعلة الامتنان لكل هذة المحبه التي تكنها له
ربما لأنها شعرت بأنه اليوم شخص مختلف كليا او ربما لإعتقادها أن اليوم هو يوم حظها!
ولكن علي كل ادركت إنها اخطأت في التقدير حين ظنت أن حسام لا زال لدية المذيد لها.
فزفرت بديق ورفعت وجهها عليه وهي ترمم تصدعات روحها برسم إبتسامة مزيفة لا تفرق عن الحقيقية.
ولطالما كانت الأمهر في تزييفها.
فقد اعتادت علي فعلهاطوال الوقت.
ونزلت من فوق سور الشرفة بمفردها ولم تنتظر اية مساعدة من حسام في ذلك فهو رفعها للسماء قبل قليل
وقد حان وقت السقوط.
اما في مكان آخر.
كانت تجلس فوق سريرها متربعة كوضعية لاعبي اليوجا
تنظر الي الفراغ امامها بتركيز وكريمة تجلس بجوارها
ولكنها كانت متكأة علي علي تاج السرير قليلا.
فهي تتعب كثيرا من الجلوس علي وضعية واحدة لفترات طويله.
فكانت تبدل أوضاعها من حين لآخر. وهذا هو آخر الأوضاع الذي استقرت عليه.
وظل الوضع هادئا الي أن بدأت انفاس ود تعلوا وتهبط وهنا شعرت كريمة بأنه يقترب منها
فعدلت جلستها سريعا وهي تستعد لنوبة جديدة من الصړاخ والإستغاثه من ود وهي تطلب منها أن تحميها ممن
متابعة القراءة