تقدم هاشم نحوها
المحتويات
طرقات متتاليه تنبه المريضه بقدوم شخص ما اليها ثم دخل ونظر لها ومد يده يعدل نظارته وهو يراها ممددة علي فراشها بهدوء وعيناها متعلقة بباب الغرفه كمن تنتظر دخول شخص معين وخاب ظنها بدخوله هو فخفضت عيناها سريعا بخيبة امل..
تقدم منها حمزه ببطئ وجلس علي الكرسي امامها وبدأ في تأملها قليلا وهو يسبح الخالق علي هذا الجمال الكامن في وجه هذه المخلوقه ثم استهل كلامه معها بكلمات بسيطه
صبر لحظات ولم يتلقي اجابة ولكنه اكمل علي اي حال.. طيب مأكلتيش اكلك ليه قالها وهو ينظر الي الطعام الموضوع بجانبها ومن الواضح انها لم تقربه واكمل بدون انتظار لاي اجابة منها...
هو انتي مش عارفه انك لو مأكلتيش هنضطر اننا نديكي الاكل دا علي هيئة محاليل عشان جسمك ميضعفش وتحصلك مشاكل ومضاعفات من قلة الاكل ومن الواضح انك بقالك كتير مش بتاكلي كويس ودا واضح عليكي جدا وابتدت تظهر عليكي بعض المشكلات فعلا زي السواد اللي تحت عنيكي دا مثلا واللي بيقول ان عندك انيما ١٠٠ ٪
قالها وانتظر ردة فعل ود التي تمثلت في نظرة عابره من عينيها اليه استطاع ان يري من خلالها ۏجع دفين في اعماق ود يكاد يعادل طوفان ان تركت له العنان يخرج ويدمر كل شيئ يحيط بها
استمر بعدها فالتحدث اليها حتي وان لم تجبه فيكفي انه تيقن انها تستمع جيدا وكلماته تعطي التأثير المطلوب حتي وان كان مفعوله بطيئا فهو افضل من العدم..
لكنه تدارك. نفسه اخيرا واردف ضاحكا والله القعده دي ماكان ناقصها غير فنجانين قهوة مظبوط وكانت الدنيا بقت تمام.. الا قوليلي ياود بتحبي القهوة صمت قليلا امام نظرتها المفاجئه اليه واردف سريعا سؤال مش المفروض يتسأل صح اصل مفيش حد مبيحبش القهوة فالدنيا دي غير لو كان عنده مشكله ولازم يعالجها بالتأكيد..
وكمان هجيبلك معايا مفاجأه هتعجبك اوي.. كان يتمني ان يري لهفة الفضول في عينيها ولكنه لم ير بدلا عن ذلك سوي نظرة قاتمة خالية من المشاعر تخبره بان لاشيئ فالعالم الان يستطيع ان يجعلها سعيدة.
خرج بعدها متوجها الي حديقة المشفي وهو يطالع ساعته التي شارفت عقاربها علي الاشارة للساعة الحادية عشر واوشك لقائه قريبا بمن ستكشف له الغاز حالة ود امامه كأوراق التاروت...
يتبع
انثي بمذاق القهوة ٤
اسرع الطبيب حمزه خطواته الي حديقة المشفي بعد ان جابها بعينيه ذهابا وايابا
ولم يجد سوى امرأة في العقد الثالث تقريبا من عمرها تجلس بجوار رجل عجوز وهو نزيل بالمشفي يعرفه حق المعرفه
فهو المشرف على حالته وسيدة حوالي في الخمسين من عمرها متشحه بالسواد يظهر عليها الوقار تجلس على كرسي خشبي رافعة رأسها للأعلي تتأمل في بنيان المشفي بشرود فذهب اليها على الفور وقلبه يحدثه بأنها هي الشخص المنشود..
وتأكد من صحة احساسه حين اقترب منها فأنتبهت له ووقفت وهي تطالعه وابتسامة حنونه شقت محياها واتسعت حين تحدث اليها سائلا
حضرتك ام ود
فأجابته بصوت حنون تقدر تقول كده يابني.
ضم حمزه حاجبيه متعجبا وقام بعدل نظارته ولم يخفي عليها استغرابه فاردفت مكمله
متستغربش يابني انا اللي كلمتك فالتليفون وقولتلك اني ام ود بس الحقيقه اني مش امها ود معندهاش ام ولا اب ود يتيمه لكن لو باعتبار ان الام هي اللي بتربي وبتحب وتصون وتكبر مش الام اللي بتولد فأنا امها..
انا الداده بتاعتها واللي ربيتها من وهي
متابعة القراءة