تقدم هاشم نحوها

موقع أيام نيوز

فيه مش قليل! وطلبت منه أنه ياخدالفلوس ويمشي وميجيلهاش مره تانيه ويبلغ مراته سلامها ويقولها كريمه بتقولك ربنا يشفيكي وإن الفلوس دي آخر فلوس معاها ومن بعدها مفيش أي فلوس. 
وبمجرد ماقالت كده الراجل إبتسم بسخريه وفتح الكيس بص فيه وحطه فجيبه وانا فضلت واقف مراقب ملامحه المش مريحه بالمره.. وبصاته لكريمه اللي بتقول أن الحكايه مش حكاية تعب وفلوس أبدا.. 
وأن فيه سر بينهم أكبر من كده.. وفضلت مراقبه وهو بيبعد وبيختفي من العماره ومن الشارع ومش عارف أيه اللي مخلانيش أروح وراه وقتها ولا أحاول أعرف أيه حكايته مع كريمه 
لكن هي كده فيه حاجات.. بناخدش بالنا ليها غير بعدين.. بعد مالموقف يعدي وبنفضل نلعن فغبائنا وبلاهتنا اللي سيطروا علينا وقتها. 
وبعد اليوم دا.. رجعنا تاني لروتينا العادي واللي كان مش مريح أبدا لا ليا ولا لأمي وأحنا طول الوقت عاملين زي الحراس ولازم عيونا تكون دايما مفنجله أنا علي ود وهي علي كريمه. 
كتيير طلبت من أمي أننا نطرد كريمه ونطلعها من حياتنا.. لكن أمي كانت دايما تقولي 
لا يابني هي كده قدام عنينا وآمنين شرها لو بعدت ياعالم هتعمل فينا أيه.. خلي دايما عدوك قدام عنيك 
تبسم الطبيب حمزه فور سماعه لجملة حسام هذه.. فهي نفس الجمله التي قالتها كريمه على أمه.. وبنفس الأحداث ولكن الأدوار قد قلبت.. فالظالم أصبح مظلوم والبريئ أصبح متهم..
ولا يعلم حمزه أي القصتين أصدق 
ولكنه أخفي حيرته كي لا يتوقف بسببها حسام عند هذه النقطه ويحاول ألايضاح له أكثر وهو يريد أن يتعجل حسام بالمضي قدما في الحديث كي ينال أكبر قدر من المعلومات في مرة واحده والإثباتات تأتي لاحقا. 
وأنتبه لحسام الذي لايزال مسترسلا في الحديث.. 
وفضلنا في الهدنه المدعومه بالحراسه المشدده دي.. لغاية مافيوم جه لود عريس.
والعريس دا كان ابن الجيران من العماره اللي قصادنا.. 
وأتقدم لود هو ومامته وجم بيتنا وأمي أستقبلتهم وبعد مامشيوا كنا قاعدين كلنا مع بعض.. وكريمه وامي أول مره يجمعهم حديث مع بعض من بعد اللي حصل وفضلوا يتناقشوا فأمر العريس.. 
والاتنين أول مره يتفقوا علي أن ود مش هينفع تتجوز وهي بالظروف دي.. وخصوصا أن محدش عارف أنها كانت متجوزه قبل كده.. ولا فيه حاجه تثبت. 
وأمي قالت 
ان دي مشكله وعقبه هتفضل فحياة ود للأبد ومستحيل هتلاقي اللي يقبل بحاجه زي دي..وأنها ضيعت نفسها ومستقبلها . 
وبعد فترة سكوت من الكل.. ومحدش فيها كانت عنده الجرآه أنه يعترض علي كلام أمي منهم هما الاتنين.. 
تكرمت كريمه هانم وأقترحت حل من وجهة نظرها هو الحل الوحيد والجذري للمشكلة 
وهو أني أكتب كتابي علي ود بمجرد ماتكمل ال١٨ سنه وبعدها اطلقها وبكده أبقي اديتها فرصه أنها تعيش حياتها بشكل طبيعي بعد ماتبقي مطلقه ودا هيحد من تساؤلات وإتهامات كتير ليها وتقدر تتجوز وتكون أسرة.
وأمي سمعت الحل دا وبصتلي وسكتت زي ماتكون بتسألني عن رأيي ومش عارف ليه حسيت أنها راضيه وموافقه 
بكلام كريمه!
كل دا وأنا قاعد ساكت وبسمعلهم وعيني علي ود اللي طول مابتسمع الكلام لغاية اقتراح كريمه.. وهي باصه للارض وكل شويه ترفع عينها عليا زي ماتكون مستنيه مني رأي.. أو مستنياني اقول حاجه.
لكن أنا مكنش عندي أي حاجه أقولها..
ولا حياتها الشخصيه بقي ليا علاقه بيها من بعد اللي حصل.. ولا هحاول مجرد محاوله أني اصلحهالها لأنها كانت روحي وطلعت من جسمي والروح لو طلعت من الجسم مش بترجعله مره تانيه.
قمت من جمبهم ودخلت أوضتي برضوا من غير ماأتكلم ولا أعقب علي أي حاجه من كلامهم ولا حاسس أن مناقشتهم دي كانت تعنيني أصلا. 
فردت جسمي ساعتها وحاولت أنام.. بس مش عارف ليه وقتها النوم طار من عيني وجاني هاتف يقولي.. أنت ناوي تعمل أيه في حياتك الجايه أيه خططك المستقبلية طب أيه هو الهدف اللي حاطه ليك وشايف مستقبلك عامل أزاي 
وأكتشفت أني عايش من غير هدف!..ولا خطط..ولا حتي بحاول أفكر في بكره.. بعد ماكنت باني كل حياتي الجايه علي ود ومعاها.. 
وباللي عملته دا هدت كل حاجه سبق وبنيتها وأنا دلوقتي حاسس أني مش عايز أرجع أبني من أول وجديد.. أو خاېف أبني حاجه وأتعب فيها وتتهد بعدين. 
وفضلت كده شوية لغاية ماتعبت من التفكير.. وقررت أني أنزل أشتغل بالعربيه شويه يمكن أعرف أتخلص من تفكيري دا وأخرج بره حيرة عقلي.
وفضلت أشتغل يومها لغاية الليل وعملت مبلغ حلوا ومش عارف ليه وانا راجع وشفت التين الشوكي اللي بتحبه ود.. قررت اني اشتريلها منه! 
وخصوصا أنها بقالها فتره كبيره مش بتخرج ولا أكلته. 
وإشتريت علبه كبيره فيها حوالي ٢٠ وحده وروحت بيها..وبمجرد مامديتهالها وأخدتها من أيدي بإستغراب وفتحتها.. حسيتها طارت من الفرحه وقعدت علي الكنبه وأخدت العلبه على رجلها وإبتدت تاكل التين بسعادة كبيره. 
ومش عارف ليه في اللحظه دي.. مشفتهاش غير ود بتاعة زمان بنوتي الصغيره الطفله اللي ربيتها على ايدي بنت عمي..وبنت قلبي ولا
اراديا لقيتني
تم نسخ الرابط