منقذي الزائف بقلم بتول على
المحتويات
عنك أكتر..
آه طبعا ياعمي.. أنا اسمي ياسر الدميري.. صاحب شركة الدميري للصناعات الدوائية.. خريج كلية صيدلة و عندي امي واخويا واختي وبابا اتوفى من ٣ سنين ربنا يرحمه..
غمغم سعد
ربنا يرحمه يابني.
بس وطبعا الشركه ليا انا وماما واخواتي.. بس انا ليا النصيب الاكبر من حيث الإداره بس.. وعندي شقة وعربية وحالتي المادية الحمد لله كويسه جدا... ده الي اقدر اقوله لحضرتك ولو عندك أي استفسار تاني اتفضل..
لأ معنديش استفسارات تانيه.. وفي النهايه الأهم هو إنك تكون شخص كويس ونحس ده من تعاملنا معاك ومع عيلتك.. ده الي هيخليني مطمن على بنتي مش أنت عندك ايه.
تنحنح بتوتر طفيف وهو يسأله
طيب ياعمي يعني حابب أعرف رأيكم المبدأي ايه
تحدث مسعد بجدية
بصي يابني أنا مش هكدب عليك بنتي بلغتني إنك عرضت عليها الجواز من أسبوع وسيبتلها مهله تفكر قبل ما تيجي وتتقدم .. وأنا أقدر أتفهم إنك حبيت تاخد منها الموافقة قبل ما تيجي هنا عشان متتحرجش ويكون الرفض منها هي .. خصوصا إنكم زمايل شغل أو بمعنى أصح هي في الآخر موظفة عندك ومش حلوه في وشك إنك كمديرها تتقدملها وتترفض .. عشان كده حبيت تاخد الموضوع من بره الأول وأنا فاهم ده عشان كده مش هلومك إنك كلمتها هي الأول.. بس الي أقدر أقولهولك إنها مادام جابتك هنا يبقى هي موافقة .. وأنا برضو سألتها وحسيت إنها ميالة للموضوع وهسألها تاني قدامك .. بس أي اتفاق
هز ياسر رأسه بموافقة مرددا
عداك العيب يا عمي .
دكتور ياسر عرفني عن نفسه وأنا مبدأيا معنديش
الأخيرة عشان أحدد ميعاد معاه ييجي فيه هو وأهله .. قولتي ايه يا زهرة
أجابته بصوت منخفض من كثرة خجلها فهذة المرة الأولى التي تجلس فيها لتعلن عن موافقتها على العريس المتقدم
الي تشوفه حضرتك .
ابتسم سعد بهدوء قائلا
يبقى زي ما قولتلك يا دكتور هي موافقة إن شاء الله تقدر تيجي امتى مع أهلك
أي وقت لو تحب بكره مفيش مانع .
نفى سعد برأسه وهو يضحك بخفوت
لا بلاش بكره خلينا بعد بكره أفضل الساعه 8 مناسب
أومئ إيجابا مرددا
مناسب حضرتك .
ماشي لحد ما تيجوا إن شاء الله ملكش كلام معاها خالص في الشغل .
أردف بها سعد بجدية ليومئ له ياسر متفهما
متقلقش حضرتك مش هيكون في أي تواصل ما بينا خارج حدود الشغل .
ايه يا زهرة مش هتقدمي القهوة للدكتور
أومأت له سريعا لتنهض حاملة كوب القهوة مقدمة إياه له ثم أعطت الآخر لوالدها ..
اعذروني في السؤال بس هي مين زهرة
ضحك سعد بخفوت مجيبا
زينب .. زينب هي زهرة ..!!
وأيه جاب زينب لزهرة يعني أنا أعرف إن اسمها في الورق زينب ! .
دي حكاية قديمة أوي من قبل ولادة زهرة .. أمي الله يرحمها كانت عاوزه تسمي بنتي زهرة وكلنا كنا موافقين لحد قبل الولادة بشهر شافت أم زينب رؤية إنها هتسمي بنتها زينب وطبعا غيرت رأيها وقالت أنا هسميها زينب زي ما شوفت في الرؤية حصلت مشكله بينها وبين أمي لأن أمي مصدقتهاش وفكرت أنها بتقول كده عشان تغير الإسم وخلاص وعشان أنهى المشكلة دي قلت لأمي ناديها بزهرة وأنا كمان هناديها بزهرة بس هنسميها زينب في الورق .. ومن وقتها الكل بيناديها بزينب ماعدا أنا وأمي الله يرحمها .
نظر ياسر ل زينب ليسألها بإبتسامة
وياترى أنت بتحبي أنهي أكتر
ابتسمت بحنين وهي تجيبه
بحب زهرة أكتر .. لأني كنت بحب تيتة الله يرحمها أوي وبعتز بالإسم الي سمتهولي وبصراحة هو أحب عندي من زينب .
أردفت الأخيرة وهي تنظر لوالدتها التي ضحكت وهي تقول
بتبصيلي ليه مانا عارفة إنك بتحبي زهرة أكتر .
ارتفع
صوت ياسر وهو يقول
وأنا مادام لسه جديد في العيلة إن شاء الله فأنا كمان هناديك بزهرة لو مش هيضايقك
نفت برأسها مبتسمة بخجل تعلم أنه اختار إسم زهرة خصيصا بعد معرفته بمدى حبها للإسم ..
وقد كانت حكاية زهرة وياسر أو زينب وياسر كما تحبون أن تنادوها .. تقدم ياسر لخطبتها مع أهله ورغم رفض والدته الشديد إلا أنها اضطرت أن تخضع لرغبة ولدها .. وعن عادل أدرك أن الأسبقية
كانت لأخيه ففاز بها وللحقيقة لم يعنيه الأمر كثيرا بالأساس لا يعلم كيف فكر بها أنها تكبره بخمسة أعوام وهو مازال في الثالثة والعشرين أي زواج يبحث عنه الآن ! فصرف نظره عن الأمر ونسى أنه قد أعجب يوما بها فهي أصبحت زوجة أخيه .. ومر عام كامل بين منازعات بين زهرة وزوجة والدها حتى انفصلا عن المنزل .. وحين شعرت أن الحياة ستستقر أتت مشكلتها الأخيرة مع والدة زوجها لتقلب الموازين مرة أخرى .
يا زينب لازم تكلميه يابنتي أنت الي غلطانه ..
هتفت بها آمال وهي تحاول إقناع إبنتها بالتحدث لزوجها والإعتذار منه عن فعلتها زفرت زينب أنفاسها بضيق وهي تردد
ياماما بقولك حاولت ومبيردش أعمل ايه !!
تروحيله .. روحي شقتك وأكيد يعني هو مش هيطردك منها ! .
ايه الي بتقوليه ده يا آمال
رددها سعد وهو يدلف لغرفة المعيشة وأكمل
لأ طبعا افرضي راحت وهو لسه متعصب وشدوا مع بعض هناك ميكنش حد منا موجود ! .
ايوه يعني تفضل قاعدة كده بقالها اسبوع ونص بعيده عن
بيتها ..
رددتها آمال بنزق وعدم رضا على حديث زوجها ليطالعها بنظرة فهمتها معناها أن تلتزم الصمت ووجه حديثه لإبنته قائلا
زهرة يابنتي كلنا معترفين إنك غلطي .. مهما كانت أمه دي ايه مش مسموحلك أبدا تمدي ايدك عليها وجوزك حقه يزعل وياخد موقف عشان كده هكلمه ييجي هنا وحاولي تصلحي الوضع معاه ومتعرفيهوش إنك حكيتلنا حاجه .
أومأت برأسها موافقة ليخرج هاتفه ويدق ل ياسر مرة واحدة وكان يجيب ليطلب منه الحضور مساء فوافق الأخير مخبرا إياه بقدومه .
اهو هيجي بليل شوفي هتصلحي الوضع ازاي .
أومأت برأسها بتنهيدة عميقة .. لم يكن سهلا أن تبقى كل هذة المدة بعيدة عنه وعن بيتها ..
.
كان ينتظر هذة المكالمة منذ أول يوم لها ببيت أبيها .. كاذب هو إن قال أنه لم يشتاق لها كان يتركها بمنزل والديها وهو يتمنى لو تعود له باليوم التالي بأي مبرر مهما كان سخيف وهو كان سيصدقها فقط لتعود له .. ولكن لا يمكنه إظهار رغبته في عودتها فقد أخطأت مهما كان السبب لكن يبقى الخطأ جثيم لا يمكنه إمراره دون عقاپ .. وهو يعلم جيدا أن البعد عقاپ مناسب تماما لها لكنه وقع في العقاپ هو
أيضا والآن يعقاب ببعدها دون ذنب .. لو قال أن أيامه التي مرت كانت ثقيله كالجبال بدونها لن يكن يبالغ أبدا .. كانت الأيام تفتقد مذاقها سواء كان حلوا أو مرا يستيقظ ليذهب للعمل ويعود ليتناول غدائه بالكاد ويجلس باقي اليوم يتابع أعماله حتى ينال منه الإرهاق فيذهب للنوم الذي يجافيه ولا يأتيه إلا بعد ساعات ... وهكذا كل أيامه أصبحت متشابهه كحاله تماما قبل معرفتها .. وأخيرا جاءت مكالمة والدها لتنقذه على الأقل سيكون هناك سبب لذهابه إليها ..
هتكسري ضافرك .
رددها بنزق بعدما سأم من توقفها عما تفعله .. رفعت نظرها له وقد توقفت بالفعل وأول سؤال نطقت به
مكنتش بترد عليا ليه
رد بنبرة جامدة
محستش إني كنت لسه هديت .
سألته بعتاب واضح
10 أيام مش كفاية عشان تهدى يا ياسر
أجابها بنبرة محتدة
لأ مش كفاية .. تخيلي إنهم فعلا مش كفاية وماما كل يوم تكلمني مستنية تعرف أنا عملت ايه معاك عشان أخدلها حقها منك .
هزت رأسها برفض وهي تردد
ياسر أنا والله ما بكدب مامتك فعلا عملت كده و..
قاطعها بإصرار على موقفه
هرجع تاني أقولك موضوعي مش مين الصادق ومين الكداب .. موضوعي ازاي أصلا تفكري ترفعي ايدك عليها !.
طأطأت رأسها بخزي وهي تقول
معاك حق أنا غلط ومهما هي عملت مكنش ينفع أبدا أضربها بس أنا والله مكنتش حاسه بنفسي أنا أعصابي كانت تعبانة لدرجة إني بعدين مستوعبتش أنا ازاي عملت كده .
هز رأسه بتفهم وقال
تمام طيب ايه الحل دلوقتي للوضع الي احنا فيه
رفعت رأسها له وهي تردد رغم ضيقها الداخلي لكنها معترفة بخطأها
لو عاوزني أروح اعتذر لمامتك معنديش مانع .
طالعه بصمت لثانيتان تقريبا قبل أن يزفر أنفاسه بضيق وقال
ماشي يلا عشان نمشي وهنروح لماما قبل مانروح .
أخذت نفسا عميقا تدعو الله أن يلهمها القوة والصبر للتعامل مع تلك المرأه مجددا .
أنا
راس .
أومأت زينب موافقة فهي بالأساس لا تريد أكثر من هذا نهض ياسر ليجيب
على هاتفه فأكملت والدته
بصي مفيش غيري أنا وأنت اهو وحياة عيالي أنا مقولت ولا حرف من الي قولتيه عليا وجبتلك دكتور وقالي إنك عندك برد حوار العيل الي عاوزه أنزله ده والله يمين يحسابني عليه ربنا ما قلته ولا حصل واعتقد
إنك اتأكدتي لما عرفت إنك مش حامل فعلا .
تشوش عقلها وهي تستمع لحديث والدة زوجها إذا أين الحقيقة هل يعقل أن كل ما
استمعت إليه مجرد هلاوس من المړض ! عاد ياسر ليأخذها ويذهبان لمنزلهما ..
أنا مسامحك من أول يوم أصلا عشان متأكد إنك مكنتيش تقصدي الي حصل أنت الي طول الوقت بتحاولي تكسبي ود أمي مش أنت الي هتتعمدي تضربيها .
ربنا يحفظك ليا يا حبيبي .
رددتها بعشق جارف لهذا الرجل الذي يفهمها أكثر من ذاتها ليبتسم لها بعبث ونظرة ماكرة لم تستطع تفسيرها إلا حينما وجدت ذاتها بين ذراعيه وهو يهمس لها بكل الكلمات التي ذكرت في
قاموس العاشقين .
وسارت الحياة ب زهرة وياسر كما
تسير حياة الجميع وبين تقلبات واستقرار بقى حبهم الشئ الوحيد الثابت .
زينب عانت من حديث المجتمع عن كبر سنها وتأخرها بالزواج حتى بعد زواجها مقتت جملة قطر الزواج عدى التي تكررت علي مسامعها مرارا ولن تنكر أنها كانت تجيد الخسف بحالتها النفسية وجعلها تنطوي على نفسها أكثر مقتنعة أحيانا أنها بالفعل قد فقدت فرصتها في بناء حياة أسرية مستقرة .
فقط إذا توقف الناس عن الحديث لم شعرت زهرة بما شعرت به يوما .. نحن من نأذي أنفسنا وليست الظروف وأكثر ما يؤذينا هو حديث البشر كلمة
متابعة القراءة