رواية كامله للكاتبه الرائعه

موقع أيام نيوز

الفصل الاول ..
فى صباح يوم ربيعى هادئ كانت أسيا تجلس حول طاوله الطعام الصغيره الموجودة بداخل مطبخها فى منزلها المتواضع فى احد شوارع اسطنبول الجانبيه فبرغم صغر المنزل الا انه كان انيق فقد اختارت كل قطعه اثاث منه بعنايه فائقه وذوق مرهف كعادتها كانت تنظر الى الخارج من خلال النافذه المقابله لها برضا وهى تستنشق عبير الزهور القادم من حديقتها الصغيره والتى زرعتها بنفسها واهتمت بها طوال السنين الماضيه تنهدت براحه وهى تتذكر كيف كان وضعها فى مثل هذا الوقت منذ ٥ سنوات عندما اتنقلت حديثا إلى ذلك المنزل وكيف أستطاعت تأسيس حياه جديده لها افاقت من افكارها تلك على صوت صغير محبب إليها مناديا برقه 

ماما .. ماما انا خلاص خلصت الاكل بتاعى .. 
طب ممكن انا واميرتى الصغيره نتحرك دلوقتى علشان مامى عندها شغل كتير النهارده ويادوب اوديكى الحضانه بتاعتك والحق اروح المستشفى ! ..
جائها اجابه سؤالها على هيئه حضڼ صغير دافئ جعل عينيها تمتلئ بالدموع فتلك الصغيره هى حياتها ودنيتها وسبب بقائها على قيد الحياه ....... 
................. 
اوصلت اسيا طفلتها الصغيره واطمأنت على جلوسها مع اصدقائها قبل ان تتحدث إلى معلمتها 
زى ما اتفقنا والدتى هتخلص وتيجى تستلمها زى كل يوم ..
اومأت لها معلمه طفلتها رأسها بأيجاب مطمئنه قبل ان تتوجهه إلى صغيرتها تقبلها مره اخرى وهى تحدثها بحنان
أسو زى ما اتفقنا حبيبتى هنقعد هاديين لحد ما جدتك تمر تاخدك وانا هشوفك بليل ان شاء الله ..
...................
.. نظرت أسيا إلى ساعه يدها بقلق وهى تستقل سياره الأجرة قبل ان تتنهد براحه فالوقت مازال مبكرا والمرور يخدمها نوعا ما كان اليوم هو يوم استقبال المالك الجديد للمشفى وبأعتبارها رئيسه قسم الاطفال يجب ان تكون اول المتواجدين لحظه استقباله وصلت إلى المشفى لتجد صديقتها عائشه فى انتظارها عند استقبال الطابق الارضى تصفر بأعجاب واضح عند رؤيتها 
واو الطقم هياكل منك حته انا مش عارفه دماغك دى بس اللى تعباكى وتعبانى !! لو تسيبى نفسك وتبطلى تصدى اى حد يحاول يقرب منك او حتى يبينلك اعجابه كان زمانى مطمنه عليكى ..
نظرت إليها أسيا بعتب صامت فسارعت عائشه تضيف 
خلاص خلاص سكت اهو ..
وتشير بحركه مضحكه للتعبيرعن إغلاق فمها 
كانت عائشه محقه فهى كانت جميله فعلا بكل ما تحمله الكلمه من معانى فعلى الرغم من ضئاله حجمها الا ان جسدها كان ممشوق متناسق تمتلك وجهه صافى مستدير رائع الجمال بعيون بنيه واسعه واهداب طويله وأنف يونانيه صغيره إلى جانب تلك الغمزه اللى كانت تزيد إلى جمال ضحكتها جمال من نوع خاص إلى جانب شفايف ورديه منتفخه وشعر بنى طويل يمتد إلى منتصف ظهرها كان يعجب بها كل من يراها اما عن ملابسها فكانت ترتدى بلوزه زرقاء رسميه وبنطال ابيض فضفاض يضيف إليها القوه والمهنيه اما شعرها فرفعته للأعلى على هيئه ذيل حصان ثم تركته ينسدل بنعومه كانت تسأل صديقتها عائشه بسخرية واضحه 
يا ترى المالك الغامض وصل ولا لسه هنستنى عشان نعرف هو مين !! ..
اجابتها عائشه بنفس السخريه 
لا نجم اليوم لسه موصلش دكتور طارق بس هو اللى هنا وكان بيطمن عليكى وصلتى ولا لسه .. 
ثم اكملت عائشه حديثها بأستغراب 
يا ترى كل التكتيم ده ليه تفتكرى فى حاجه !! ..
لترد اسيا بعدم مبالاه 
كلها شويه ونعرف متشغليش بالك تعالى نشوف شغلنا ولما يوصل اكيد حد هيبلغنا ...
...............
كانت اسيا داخل غرفه الاستقبال تفحص احد المرضى عندما سمعت احدى الممرضات تعلمها بوصول المالك الجديد إلى مكتبه وتطلب منها الصعود للطابق العلوى للتعرف عليه تحركت إلى الطابق العلوى مباشرة وهى تسمع همهمات من الممرضات حولها 
شفتى شكله حلو ازااااااى !!!! ..
لتقاطعها اخرى مضيفه بحماس 
لا ولا هيبته !!!.. عليه هيبه ولا احلى من ممثلين السينما
..
لتقول الثالثه بأعجاب واضح 
ولا جسمه ولبسه ومشيته شفتوا ماشى ازاى مش هامه حد!!.. 
ابتسمت اسيا من حديثهم وهزت راسها بسخريه من تعليقاتهم السطحيه وهى فى طريقها إلى دخول الطابق الرابع التقت بعائشة التى سرعان ما علقت بأستهزاء عند رؤيه آسيا
اخيرا هنعرف الامير الغامض قصدى المالك الغامض ...
ثم غمزت لها بخبث لينفجرا فى الضحك سويا وهما يستأنفان سيرهم إلى التجمع 
رفعت أسيا رأسها وهى لاتزال تبتسم لتتجمد الابتسامه على شفتيها وينسحب الډم من عروقها فالمالك الجديد للمشفى لم يكن إلا ذلك الذى يسكن احلامها ويقظتها معا ....
الفصل الثانى ..
نظرت أسيا پصدمه تشعر كما لو أن الارض تنسحب من تحت أرجلها والأصوات تتلاشى من حولها ويدها ترتعش من شده التوتر اما هو فكان ينظر إليها بتفحص شديد وعينيه تضيق عليها .. 
سألتها عائشه بقلق 
اسيا مالك حصل حاجه!!! ..
هزت رأسها نافيه وهى تبتسم محاوله أستجماع شجاعتها وأخذت تحدث نفسها بقوه اجمدى اوعى تخليه يحس بحاجه متنسيش وعدك لنفسك كل يوم انتى تقدرى تعدى الموقف ده ..
ثم رفعت رأسها بكبرياء لتجده مازال ينظر إليها كالصقر 
قطع الدكتور طارق الصمت بحديثه 
موظفى المشفى الكرام احب اقدم لكم السيد مراد سويدى المالك الجديد للمستشفى بتاعتنا طبعا السيد مراد رجل اعمال مشهور وغنى عن التعريف وان شاء الله ناوى يطور من المشفى بتاعنا وده لمصلحته ومصلحتنا ومصلحه المړيض طبعا فمن فضلكم رحبوا بيه معايا ..
ارتفعت الأصوات بالترحيب والتصفيق معا. 
تحدث الصوت الرجولى العميق الذى تتذكره جيدا كما لو انه كان يهمس فى أذنها البارحه ببضع كلمات مختصره وافيه كعادته 
اهلا بيكم احب ارحب بنفسى وسطكم النهارده المستشفى دى ملككم قبل ما تكون ملكى وعشان كده اتمنى نتحد كلنا مع بعض ونتعامل كمجلس اداره وطاقم طبى وادارى عيله واحده للوصول لأحسن النتائج اللى تخلينا المستشفى رقم ١ بالمدينه وبالتوفيق وشكرا .. .. 
دوت أصوات التصفيق مره اخرى وبدء بعض مسئولى المشفى بالتجمع حوله .
نظرت أسيا مره اخرى فى اتجاهه تتأمله فوجدته كما تركها منذ ٦ سنوات لم يتغير به شئ كأن كل هذا الوقت لم يمر عليه !!! لا انها كاذبه فقد تغير به كل شئ فلقد ازداد وسامه إلى وسامته وقوه إلى قوته حتى جسده اصبح مصقولا اكثر كأنه تمثال يونانى منحوت وهو يرتدى بذله رماديه متناسقه تماما مع عضلات جسده وقميص ابيض اسفلها يعكس سمار بشرته كان مسيطر كعادته تحيط به هاله من الوقار تضيف إليه هيبه وسيطره فى اى مكان يتواجد به كان يتحدث بأسترخاء مع احد موظفى الاستقبال ويبتسم لتكشف ابتسامته تلك عن أسنان بيضاء تتناسب تماما مع ذقنه المشذب فييدو كشاب فى العشرينات وليس بعمر السادسه والثلاثين اما اكثر شئ يميزه فهى تلك العينين الرماديه الثاقبة التى تستطيع اختراق افكار أى شخص ببساطه وبروده معا نهرت اسيا نفسها بشده فهو لم يعد ملكها منذ عده سنوات وليس لديها الحق فى التفكير بأى شئ يخصه حدثت نفسها بقوه انه زوجها السابق فقط السابق ...!! 
سحبها من تلك الافكار رنين جهاز النداء الألى قادم من احدى الغرف لتركض إليها فى عجله ..
الفصل الثالث ..
مر يومها بدون ان تشعر به فعاده ما يكون يوم الاستقبال مضغوط بالنسبه إليها ولكن فى هذا اليوم بالتحديد كانت ممتنه لذلك الضغط الذى اخرجها من افكارها وأعاد إليها شئ من هدوئها وتوازنها فكما كانت دائما بمجرد ان تصل إلى العمل وتتعامل مع هؤلاء الملائكه الصغار حتى تنسى كل ضغوط حياتها وتندمج معهم نظرت إلى ساعه يدها فوجدتها تشير إلى الثامنه والنصف اذا امامها فقط نصف ساعه وتنتهى مناوبتها التفتت على صوت احدى الممرضات تقول لها 
دكتوره أسيا دكتور طارق كان بيسأل على حضرتك هو طلبك فى مكتبه فوق ..
ابتسمت لها اسيا بود كعادتها فى تعاملها مع جميع الموظفين قبل ان تقول 
اوك هطلعله على طول .. 
تحركت على الفور فى أتجاه مكتبه وهى تبتسم لمجرد التفكير به كان طارق هو رئيس الأطباء فى المشفى رجل فى منتصف الخمسينات من العمر متوسط الطول والجسم ذو وجهه ابيض مستدير وعينين سوداء بدء
شعره بالانحصار الى الوراء بفعل السن كان متزوج من قريبته السيده أمل التى تشبهه فى الملامح ولكن للأسف لم يرزقا بأطفال لذلك كان يتعامل مع اسيا كما لو انه والدها الذى فقدته منذ صغرها فمنذ ان وضعت قدميها فى ذلك المشفى وهو يعاملها كأبنته يساندها دائما ويشجعها ولا يبخل عنها بأى معلومه بالعكس فهو حريص على تعليمها كل ما تعلمه خلال سنوات حياته كما انه يستمع ويهتم إلى كل تفاصيل حياتها بلا كلل او ملل مما جعله والدها وصديقها المقرب وكاتم اسرارها الوحيد بالرغم من فارق السن بينهم الذى يتجاوز العشرين عام ..
................
طرقت اسيا على الباب برفق ليأتى إليها الرد من الطرف الاخر ادخل ..
فتحت اسيا الباب وهى تبتسم لتتفاجئ بذلك المتسلط يجلس على احد المقاعد المقابله لطارق كان يجلس بتملك واسترخاء وهو ينظر إليها بكسل تراجعت خطوه إلى الوراء فألتوى فمه بنصف ابتسامه ساخره فقررت التقدم برأس مرفوع متجاهله وجوده ونظراته تتحدث لطارق بأبتسامه مشرقه 
حضرتك طلبتنى ! .. 
تحرك طارق من مقعده بود واضح فى اتجاهها 
ايوه يا اسيا .. انتى الوحيده اللى لسه متعرفتيش على السيد مراد .. 
تحدث لمراد بفخر واضح فى نبرته 
استاذ مراد اقدملك دكتوره اسيا اصغر واكفأ رئيسه قسم عندنا وبالمناسبه هى رئيسه قسم الاطفال اسيا اقدملك السيد مراد ال الجديد للمستشفى .. 
تجاهلت اسيا ذلك التعريف والټفت إلى طارق تحدثه 
اه معلش وقت التعريف وصلت حاله طارئه واستدعونى .. 
خاطبها طارق بمرح 
وطبعا مادام استدعوكى فلازم تنسى نفسك ..
ابتسمت من انتصارها الصغير فهى تعتقد انها تخلصت من اولى مواجهتها معه لم تنتهى من فكرتها تلك حتى وجدته يتحرك من مقعده بكسل وثقه يقف أمامها يمد يده بأبتسامه ساخره وفم ملتوى
دكتوره اسيا اتشرفت بمعرفتك ..
نظرت إليه بړعب فوجدته يرفع احدى حاجبيه ويده مازالت ممدودة فى اتجاهها مدت يدها على مضض تتلمس يده بتوجس فأخذ يدها بكلتا يده يخفيها داخلهما وضغط عليها برفق فسرت رعشه فى يدها امتدت على طول عمودها الفقرى من اثر لمسته البسيطه ابتسم بانتصار لرده فعلها تلك فسحبت يديها پعنف توجهه كلامها مره اخرى لدكتور لطارق
لو حضرتك مش عايز منى حاجه تانى اسمحلى انزل عشان عندى حاله تحت ..
أجابها طارق باستنكار 
لا ابدا اتفضلى انا كنت بحسب مناوبتك خلصت عشان كده طلبت منك تطلعى بس تقدرى تتفضلى واه يا اسيا بكره عندنا
تم نسخ الرابط