تعالى إلى جحيمى بقلم أميرة الشافعى
المحتويات
ربما وجدت عملا آخر اخذت تدعو الله ان يوفقها لاجل شقيقها التي تحبه حبا جما فهي تشعر انه ابنها وليس مجرد اخ
وتخاف كثيرا ان تفقده
قررت ان تحاول لتوفر لاسامه مصاريف دراسته وكذلك نفقات العلاج الغاليه وايضا من اجل امها التي كافحت معهم كثيرا
نامت بعد ان اضناها التفكير
في صالة الشقه جلست نادره مع ابنها اسامه يتهامسان حتي لا يزعج حوارهم مي
سمير جارنا ھيموت عليها وكل ما يبعت مرسال وتعرف
ترد وتقولي يا ماما انا ورايه رساله لازم ااديها معنديش استعداد ارتبط بحد دلوقتي
دمعت عينا اسامه وقال مي يا ماما ربنا هيرضيها لانها طيبه وقريبه منه قوي وانا لما اتخرج هشيلها علي راسي
ولكن قلبها كان يئن ويقول يا رب يا بني المړض ميهزمكش وتعيش وتتخرج واشوفك عريس
في الصباح الباكر استعدت مي للذهاب الي القاهره وبالتحديد في المهندسين لتذهب الي شركه نور الدين للاستيراد والتصدير بيدها ورقه بها عنوان الشركه
استقلت تاكسي الي العنوان المدون معها وذلك بعد وصولها للقاهره بعد ان استقلت القطار من المنصورة
شعرت بالحيره والارتباك ولكنها خطت بضع خطوات الي البوابه العملاقه لتسال رجال الامن الواقفين علي بابها
لو سمحتم انا عاوزه نور الدين بيه
نظر الرجلان بعضهم لبعض بتعجب
وقال الاطول منهما بخشونه ليه
الاخر بسخريه انتي فاكره المقابله سهله كدا دا انتي بتحلمي
مي بتساؤل طب اعمل ايه
رد احدهم بغلاظه ولا حاجه حتى لو ډخلتي الشركه صعب تقابلي الباشا الكبير
قالت مي تستعطفه اتوسل اليكي تسبني أدخل الموضوع يا حضرت حياه اوموت
لم تتمكن مي من اقناع الرجلان ان يسمحا لها بالدخول الي الشركه ووقفت حائره هل تتصل بوالدتها لتخبرها
فجاه وقفت سياره فخمه امام الباب ونزل منها رجل يضع نظاره شمسيه كبيره تخفي ملامحمه ويحمل حقيبه
من اه راه الرجلان الا وتنحيا عن الباب بعد ان قام اخدهم بفتحه
وقال الاخر اتفضل يا سعادة البيه وحمل عنه حقيبته
استغلت مي فرصة انشغال الرجلان بذلك الرجل وانطلقت الي الداخل كالقذيفه
انتي يا انسه انتي يا انسه وانطلقت صفارات الإنذار ومي تهرول وهي متعجبه ان كل ذلك يحدث لانها دخلت الشركه
صعدت الي اول سلم قابلها وهي لا تدري الي اين تذهب
وجدت ممر طويل فسارت به الي ان وجدت سيده انيقه تجلس علي مكتب
اقتربت منها وقالت لو سمحتي عاوزه اقابل المدير
السيده معاكي ميعاد
مي ايوه هوا قال لماما اجي له النهارده ثم استئنفت هوا حضرتك اسمك ايه
السيده اسمي بسنت مديره مكتب الباشا
مي يا مدام بسنت حضرتك بس ادخلي قولي له مي عاوزاك وعندها ميعاد معاك مي محمود
نظرت لها بسنت بريبه وقالت لها طيب استني هنا
ودخلت ثم خرجت بعد قليل وقالت اتفضلي
دخلت مي وهي مبتسمه وسعيده لانها اخيرا نجحت في اتصل الي هدفها
طرقت الباب وسمعت اتفضل
دخلت لتجد ذلك الرجل ذو النظاره السوداء الكبيره جالس خلف مكتب
كبير وامامه بعض الملفات
مي السلام عليكم
عليكم السلام افندم
مي بابتسامه كبيره انا مي
ردبتجهم ما سالتش عن اسمك قلت نعم عاوزه ايه وميعاد ايه ال بيني وبينك
مي انا مي محمود ال ماما طلبت حضرتك بخصوص
لم تكمل كلامها وفوجئت به يقف امامها ويصيح
فين الكرنيه
مي كرنيه ايه
انتي صحفيه متطفله صح انتو مبتحرموش الاعيبكم دي
الاعيب ايه وصحفية ايه انا مي انا جايه اشتغل هنا في الشركه
لا والله فرحتيني وعينتي نفسك ايه ان شاء الله
مي ببراءه محاسبه
انتي انسانه حقيره كذابه والامن بلغني انتي ډخلتي ازاي ثم
شدها من كف يدها وقال يلا بره قبل ما اسلمك
للبوليس ولو صورتي اي صوره لاي ملف هرفع قضيه ع الجريده الصفرا بتاعتكم
مي سيب ايدي انت واحد مچنون
انا مچنون يا متسوله يا حقيره
وضغط علي زر بالمكتب وصاح
يا عويس يا سامح تعالو ارمو المجنونه دي بره
مي انا مجنونه يا متخلف يا متكبر
دخل الحجره رجلان ضخمان حمل احدهم مي علي كتفه وهي تصيح ربنا يخدك انت وال مشغلك سبني يا حيوان
ويحثه الرجل ويقول يلا ارمي الحثاله دي بره ناس تافهه
ما ان اقترب الرجل من نهاية الممر ليدخل بها الي الاسانسير هو وزميله الا وسمعت مي
صوت يقول اهلا وسهلا نور الدين بيه
صاحت مي سبوني يا كلاب يا عم نور الدين الحقني انا مي بنت محمود نور الدين ارجوك الحقني يا عم نور الحقووووني
نظر اليها نور الدين الرجل الخمسينيي وقال سيبوها
فورا تم تنفيذ الامر وانزلها للرجل من فوف كتفه وهو يقول
يا فندم شهاب بيه هوا ال امر نشيلها ونرميها بره دي اكيد الصحفيه ال جالنا اخبار انهم هيبعتوها تتجسس علي الشركه
زي ال فاتت
ماان نزلت مي من علي كتف الرجل الا ولکمته في وجهه بغيظ وعڼف وجرت لتقف ام نور الدين
نور الدين انتي مي بنت محمود نور الدين ابن عمي
مي باصرار وهي تلهث اه والله يا عم نور الدين والبطاقه اهي
بس البني ادم العجيب ال جوه ال امرهم يعملو كده
نور الدين بابتسامه هادئه شهاب اصل كل يوم بعتين صحفيين يتجسسوا علينا علشان ينشروا صفاقتنا
مي برجاء طب حضرتك انا اعمل ايه دلوقتي
نور تعالي معايا
دخل نور الدين الي مكتبه وجلس وامر مي بالجلوس
وطلب لها كاس من العصير الطازج ثم قال مبتسما معلهش يا مي متزعليش اكيد شهاب ميعرفكيش وكمان هوا كدا ما بيتفاهمش
مي بغيظ دا بني ادم مچنون رسمي
ابتسم نور الدين وقال
والدك كان غالي عندي اوي يا مي الله يرحمه ولما ساب البلد وهاجر من زمان محدش عرف عنه حاجه
كان عنيد وعمل مشاكل مع والده بعد ۏفاة امه وتصميم والده يتجوز الانسانه ال كانت سبب تعب والدته وقهرها لانها خلت جدك يتجوزها عرفي ولما ماټت جدتك رفض محمود ان ابوه يعلن جوازه منها ويجيبها تعيش معاه ف البيت احتدت الخلافات لدرجة انو ابو محمود مد ايده عليه وطرده ومن يوميها سافر ابوكي وساب كلية الحقوق في اخر سنه وانقطعت اخباره
مي بتعجب تصور يا عمي نور اول مره اعرف التفاصيل دي ثم قالت طب وجدي عمل ايه
نور الدين مسكين ال خسر ابنه علشانها طلعت خاينه ومتستهلش وضحكت عليه وضيعت كل ثروته حتي الفيلا الكبيره ال كانو عايشين فيها خدوها الديانه سداد دين حاجه واحده بس ال فضلت له
مي بتعجب حاجة ايه يا عمو
نور الدين هقولك عليها يا مي لازم تعرفي بس مش دلوقتي ادام شويه
مي حاضر يا عمو انا عارفه ان اكيد حاجه رمزية بسيطه
نور الدين باصرار ما تحاوليش تتذاكي انا قلت هقولك بس بعدين
مسكين جدك ماټ وهو ا بيقول اسم ايوكي حس بغلطته بعد فوات الأوان انا الوحيد ال كنت جنبه ساعتها
تاثرت مي لما سمعته وقالت
كده مين ال مسكين بابا ولا جدي
نو ر الدين ابوكي كان مش ابن عمي وبس دا كان اخويا وصاحبي انا فرحان يا بنتي قوي اني شفتك احكي لي عن حياتكم
مي بهدوء حياتنا بسيطه بنتشارك فيها انا وماما واسامه اخويا الصغير
عندنا شقه صغيره في المنصورة وانا خلصت كلية التجاره السنه دي ومحتاجه شغل
طيب ليه انا اديكي ال انتي عاوزاه انتي بنت اخويا
مي ربنا يخليك يا عمي بس لو عاوز تخدمني اديني شغل
نور الدين اكيد يا بنتي هديكي احسن شغل كمان
مي بابتسامه كبيره ربنا يخليكي يا سعادة البيه
نور بيه ايه بقي يا مي ما كنتي كويسه وبتقولي عمي انا عمو نور الدين بس فهمتي
مي شاكره فهمت يا عمو
حمل نور الدين سماعة الهاتف
الموضوع علي مكتبه وقال لسكرتيرته ابعتيلي شهاب ثم استئنف
بقولك ايه يا ناديه جمال جه ولا لسه
نادية لا يا فندم جمال بيه ماجاش حالا هقول لشهاب بيه
بعد لحظات قليله
دخل ذلك الرجل الطويل ذو النظاره الداكنه ببدلته السوداء الانيقه دون استئذان
وقال سلاموعليكم
ما انا راته مي حتي نظرت اليه نظرة انتصار وزهو غاضبه وقالت بصوت عالي بس حضرتك يا عمو نور الدين لازم تختار موظفينك دا بني ادم شرير جدا وقليل ذوق اممم وسمج جدآ
اقترب منها شهاب وقال پحده انتي قاعده هنا تعملي ايه انا قلت لك اطلعي بره
مي وهي تشير اليه باصبعها احترم نفسك بقي كفايه ال عملته فيه انت انسان بغيض حتي النظاره الكبيره ال علي وشك ما نجحتش انها تخفي ملامحك الغبيه
اخرسي قالها شهاب وهو يكور قبضته
في وجهها ويصر علي اسنانه في محاوله لكظم غيظه
نور الدين بعصبيه خلاص اسكتو ثم اضاف
اسمع يا شهاب مي هتشتغل معانا هيه تبقي
قاطغه شهاب وهو يشير بيده تبقي زي
ماتبقي مستحيل البت دي تشتغل هنا ابدا
مي بغيظ بت لما تبتك
شهاب پحده اخرسي بقي
مي بتحدي اخرس انت
نور الدين بتصميم اخرسو انتو الاتنين
اسمغ يا شهاب مي بنت اخويا
شهاب اخوك مين ان شاءالله انت ليك اخوات غير بابا وعم ناجي
وضح له نور الدين بقصد ابوها يبقي ابن عمي وصديق شبابي
شهاب بسخريه ودي بتطلع لنا منين البلاوي دي
مي بلاوي تاخدك
شهاب وهو يشير لعمه شايف سفالتها
مي بنبره طفوليه انا سافله مع الساڤل بس
نور الدين خلاص انتي هتشتغلي مع جمال ابن ناجي اخويا وهترتاحي ف الشغل معاه
شهاب بلهجه آمره اهم حاجة متخلنيش اشوف وشك
نور الدين وهو يضحك دي وشها زي القمر يا وله
شهاب بتجهم انا شايفها عفريته قدامي
مي بعند وانا شايفاك شيطان
شهاب انا ماشي يا عمي عن اذنك
نور الدين اتفضل
مي بهمس غور
استدار لها شهاب وقال محذرا متفتكريش علشان صعبانه علي عمي تتعدي حدودك فاهمه انا برمي من نوعك دا كل يوم بالعشرين في الشارع
مي بصوت منخفض وقد ترقرق الدمع في عيناها انت انسان بشع انت اپشع انسان علي وجه الارض
خرج شهاب وصفق الباب خلفه بغلظه
نور الدين بحنا ن معلهش يا مي شهاب طيب بس مر بظروف صعبه خلته جاد زياده عن اللزوم
مي وهي تغطي وجهها بكف يدها اليمني
مش عاوزه اعرف عنه حاجه يا عمو الله يبارك لك ان شاءالله هحاول ماشفوش تاني ابدا
نور بصي يا مي انا هديكي راتب 5000 الاف جنيه وان شاء الله هزودك لما تاخدي خبره
حاولت مي ان تخفي سعادتها العارمه لقد تفاجئت بما قاله وهمست تحمد الله فاخيرا ستحل مشاكل عائلتها
قالت له بخجل بس يا عمو
قاطعها نور الدين وقال بعد اسبوع تكوني
متابعة القراءة