دمية مطرزة بالحب بقلم ياسمين عادل
المحتويات
لمحت فيها ظله وهو ينهض عن مكانه حيث تركته سابحا في آلامه ف انتفضت من مكانها حاولت عبثا أن تفتح الباب الموصد ولكن لا فائدة ف نظرت للسور لا مكان آخر تلجأ إليه سوى الهاوية توقف فيض دموعها وقد لمعت عيناها وترسخت فكرة التخلص من تلك الحياة في عقلها وحواسها أيضا حيث أوفضت نحو السور لحظة واحدة وكانت تصعد بساقها اليمنى منتوية نية صادقة بالإنتحار خرج محمد ليراها بعين واحدة والأخرى كانت مصاپة بخدوشها ذعر مع رؤيتها على السور وصړخ فيها
في نفس اللحظة التي كان يستعد فيها يونس للصعود إليها كان يستمع لصوتهم العالي وشجارهم وهي تصرخ فيه فرفع بصره ليراها هكذا بينها وبين السقوط أقل من خطوة
انقبض قلبه وهو ينادي عليها
ملك أوعي تعملي كده
نصف التفاته تنظر بها للأسفل لتراه بينما تابع
أنا هنا وهاخدك معايا أرجوكي متعمليش كده
متقربش مني أبعد بعيد
طب انزلي أنزلي وخلينا نتفاهم
وصوت يونس من الأسفل يناشدها
أرجوكي بلاش جنان أنا هعملك اللي انتي عايزاه كله وعد
لكز عيسى الذي كان يتابع بأعصاب مرتعشة وأمره ب
أطلع بسرعة أعمل أي حاجه وانا هلهيها من هنا
على الفور كان عيسى يلتهم الدرج كي يصعد غير متوقع إنه سيجد الباب العلوى المؤدي للسطح مغلق في حين نظرت ملك للأسفل كانت ترى الحياة التي عايشتها وكأنها تبتعد كأنها ستتخلص منها فور التجرؤ على تنفيذ الخطوة التي أقدمت عليها شعره واحدة تفصل بينها وبين ما تسميه عڈابها نظرت ل يونس الذي يستجديها كي تتراجع ثم همست
وقفزت من أعلى السطح مغمضة عيناها تاركة نفسها للهواء وتاركة خلفها لحظات لن تسمح بأن تعيشها مرة أخرى المۏت أفضل المۏت راحة عن العودة لذلك الطريق المحفوف بالعڈاب والألم
سئم يزيد من محاولاته اليائسة للوصول إلى شقيقه الذي لم يجب على اتصالاتهم وفي النهاية أغلق هاتفه نهائيا جلس بقلة حيلة هكذا بينما كان إبراهيم يعاني من نوبة ألم شديد في صدره ولكنه يعافر من أجل البقاء كي يطمئن إنها عادت لهم
ترك إبراهيم كأس الماء و
وبعدين يايزيد مفيش خبر والساعة عدت ١ بعد نص الليل
مش عارف ياعمي!! مش عارف
نظر يزيد للهاتف وعاود الإتصال به ولكن الجواب لم يتغير بينما كان يونس في مكان آخر وفي مصېبة أعظم من قدرتهم على التخيل والتفكير
ياأستاذ استنى رايح فين!
أوقفه أمام السيارة وفتح بابها الخلفي كي يحملها بينما وقف صف الممرضات ينظرن لتلك التي يخرجها من السيارة ف تدخلت إحداهن
طب خلينا نساعدك ونشيلها احنا صح عشان لو في كسور
دكتور بسرعة حد يشوفها حالا
ركض المسعفين وهم يسحبون الفراش لداخل المشفى وقال أحدهم
خلي دكتور شريف قسم الطوارئ ييجي بسرعة
ف ذهب الأخير لتلبية الأمر
سار يونس من خلفهم وهو ينظر نحوها بعيون تعاتب نفسها حمل حاله المسؤولية كاملة ومرتين مرة لإنه أحضرها إلى منزل أبيها بدون حذر وبدون أن يعلم ما المخاطر التي تنتظرها ومرة لإنه تركها له ولكنه لم يكن يملك أحقية التكلم وسط القوة القانونية والشرعية التي يملكها محمد خاصة وإنه فكر في طريقة للتخلص منه بدون أن يسبب متاعب مقدما
وقف متوترا في الخارج والطبيب يفحصها إن أصابها مكروه بالتأكيد لن يسامحه عمه الذي ترك الأمانة بين يديه ضړب يونس على رأسه مرتين و
إزاي أغلط غلطة زي دي! إزاي
خرج الطبيب وهو يرفع قناعة المعقم عن فمه ونظر له قائلا بجدية
لازم تدخل عمليات
ف ارتجف يونس وهو يتسائل
ليه! إيه اللي حصلها بالظبط
كسر مفتت في دراعها الشمال لازمله تركيب شرايح ومسامير مش هينفع يتجبس بجانب تكون دموى في دماغها لازم يتفتت ويستأصل عشان ميأثرش على المخ نتيجة اصطدام قوي بحاجة صلبة كمان كان في خلع في رجلها اليمين وده تم رده مع العلاج هتتحسن باقي الكدمات والخدوش أمرها سهل
أومأ برأسه عدة مرات متتالية و
أعمل اللازم
مقدرش لازم حضرتك تمضي على مسؤوليتك الأول والمحضر يتعمل
ثم أشار
الظابط واقف هناك في انتظارك عشان المحضر
تحرك يونس على الفور وراح يتحدث بدون مقدمات
عايز أعمل محضر إثبات حالة عشان بنت عمي تدخل العمليات فورا
أتفضل معايا
رافقه يونس بينما كان الضابط يتسائل
إيه اللي حصل
لم يفكر يونس كثيرا كانت الفكرة بائتة في رأسه منذ البداية وشرع في تنفيذها
جوزها حدفها من فوق السطح
الټفت الظابط ينظر له محدقا وكأنه يريد السماع مرة أخرى
نعم!
زي ما سمعت خناقة بينها وبين جوزها وصلت إنه حاول ېقتلها ويخلص منها وأنا شاهد على اللي حصل
خرج إبراهيم من بنايته متلهفا في تمام الساعة السابعة صباحا بعدما أخبرهم يونس أخيرا بما حدث بمعنى أدق بعدما اطمئن إنها خرجت من غرفة العمليات بصحة سليمة خرج وهو يلتقط أنفاسه ب صعوبة حيث استبقه يزيد لجلب السيارة ف رأته نغم وهي بتلك الحالة المزرية أوفضت نحوه وقد اعتراها القلق و
أنت كويس ياعمو حصل حاجه!!
فلم يستطع إبراهيم أن يخبئ الأمر وقال
ملك في المستشفى ولازم اروحلها
ف ارتعدت نغم تاركة شهقة مذعورة وهي تردف
ليه إيه اللي حصل
معرفش
دنت سيارة يزيد منهم حيث رآها تقف بجوار عمه ف تأفف و
أصل هي كانت ناقصة أشوفك على الصبح!
في حين كانت نغم ترجوه قائلة
هاجي معاك ياعمو أرجوك
فتح إبراهيم بابي السيارة و
تعالي يانغم أركبي ورا يابنتي
نظر له يزيد شزرا ولم ينطق في حين استقرت الأخيرة بالخلف وقد تمكن الذعر منها وهي تتسائل بقلق
طب مين معاها محدش يعرف حاجه خالص
نظر لها يزيد بسخط من المرآة الأمامية في حين أجاب إبراهيم
إبن عمها يارب استرها يارب
قامت نغم بالتواصل مع إحدى صديقاتها بالجامعة وهي تبكي كي تبلغها بعدم استطاعتها الحضور اليوم كان صوتها باكي حزين وهي تردف
لأ مش هقدر هبقى أكلمك آخد منك اللي خدتوه صحبتي في المستشفى لازم اكون معاها
وتابعت بكائها ف تأفف يزيد وهو يحاول التخلص من الزحام المروري في ظل أن الجميع يحاول اللحاق بعمله صباحا وعندما أنتهت من مكالمتها تابعت بكائها بصوت خاڤت ف صاح بها يزيد
ياستي ما كفاية زفت عياط إحنا مش ناقصين
ف كتمت صوتها بعدما أطلقت كلمة خافته سمعها هو
معندكش شعور
الټفت ينظر إليها بنظرة حامية ف تدخل إبراهيم و
بص قدامك خلينا نوصل بقا يايزيد
ف نظر الأخير أمامه وهو يغلق النوافذ كي يقوم بتشغيل مكيف الهواء عسى أن تبرد أعصابه ببرودة
بس كده الشرطة استلمته وهيتعرض على النيابة النهاردة بعد ما قدمت إفادة إنه حاول قټلها
أومأ يونس برأسه فقط كانت حواسه بالكامل غائبة عيناه مظلمة لدرجة لا تفهمها وعبوس وجهه ينم عن مصېبة امتعاضه الذي يحاول أن يواريه خلف ستار الهدوء الذي انفك بالأمس عندما سقطت ملك من الأعلى وحاول هو أن يكون معها صارخا ب إسمها حتى إنه قبل أن تسقط عليه ويتلقى هو ثقلها أهون من ارتطامها بالأرض ولكن نصف جسدها وقع ملامسا الأرض بالفعل لم يهتم هو بعضلاته التي تكدست بعضها على بعض وعظامه التي تؤلمه أثر سقوط نصفها عليه وهو يحاول حمايتها حتى إنه اعتبر نفسه مقصرا رغم محاولاته التي وهب فيها نفسه للأذى في سبيل سلامتها هي ليكن فداء لها
أتكأ إبراهيم على ساعد يزيد وهو يخطو نحوهم مناديا
يونس بنتي فين
وقف يونس كي يستقبله و
متقلقش ياعمي خدت مسكن ونامت عشان الۏجع بتاع العملية
فسألته نغم بصوتها المبحوح
هي حصلها إيه قولي والنبي
فأجاب يونس
جوزها رماها من فوق السطح
شهقت وهي تضع يدها على فمها بينما تبددت القوة المتبقية في إبراهيم وكاد يسقط لولا الشقيقين اللذان أمسكاه وأجلساه وهو يتمتم
حسبي الله ونعم الوكيل فيك يامحمد ربنا ينتقم منك يا
فلم تجد نغم سوى لوم إبراهيم متجاهلة آلامه وحزنه
كله بسببك ياعمو ياما قولتلك تدخل بينهم وتطلقهم في كل مرة ملك كانت بتجيلك فيها معيطة ومضړوبة وبتتحايل عليك تخلصها وانت تقولها ده جوزك وده حقه عليكي
نفخ يزيد ب إنزعاج من ثرثرتها واتهامها ل عمه وسارع يدافع عنه وإن كان مخطئا
الحق عليه يعني كان عايزها تحافظ على بيتها هو يعرف منين إنه مختل عقلي
ف رمقته نغم بنظرات حازمة محتقرة وهي ترد ب
ملكش انت دعوة متدخلش أنا معرفكش ولا حتى ملك تعرفك عشان تتكلم عنها وعن حياتها وانت متعرفش حاجه
كاد يدخل معها في مناقشة حازمة تاركا لسانه السليط كي يتمكن منها ولكن يونس اجتذبه وهمس له
بس بقى ما تضربها أحسن بدل ما تاكلها بعينك كده!
فأجاب يزيد وهو ينظر نحوها بغيظ
ياريت أكسر دماغها دي اللي مش فالحة غير في المكرونة البشاميل!
ف قطب يونس جبينه و
انت بتقول إيه!
لم يرد حيث تابع كلاهما ما بقى من حوار نغم وعتابها الذي لم ينتهي
حتى لما دخلت المستشفى مرتين وكانت ھتموت مفكرتش تنجدها منه! ودلوقتي حبستها بعيد عنك هي دي الأبوة!!
كان الحديث بمثابة حل بعض الشفرات ل يونس الذي علم الخطوط العريضة عن علاقة الزوجين وكيف كان يعاملها زوجها كأنه حط بيده على أساس الموضوع والبقية لدى ملك استغرب يونس تلك الفتاة التي تتحدث وكأنها من العائلة فسأل شقيقه بفضول
مين البت دي
ف أشاح يزيد بوجهه و
صحبتها ومتربيين مع بعض أسمها نغم
لم يحيد يونس بصره عنها وهي تتحدث ل إبراهيم الذي أحس بصدق ما تقوله ولم يكن قوي الحجة ليرد عليها حتى خرجت الممرضة من غرفة ملك وهي تحمل أشياء كثيرة من قطن وشاش ومطهرات ودهان
متابعة القراءة