دمية مطرزة بالحب بقلم ياسمين عادل

موقع أيام نيوز

آسفه بس شكل الموضوع خطېر
ف تدخلت حنان و 
روح يادكتور وانا هحاول أهدي نفسي لحد ما ترجع
ف أحنى رأسه نحوها و 
أنا آسف حقيقي
ولا يهمك
خرج هادي من خلف مساعدته ف نهضت حنان كما يقال لها على الفور تناولت كأس المياه الموضوع على مكتب هادي والذي يحمل بصماته ثم وضعت به مسحوق أبيض اللون ودست الورقة في صدرها وبعدما تأكدت من ذوبانه ارتشفت أغلبه نفضت شعرها وأفسدت زينة وجهها عن طريق تلطيخ عيناها بسواد الكحل ثم رمت بنفسها على الأرض وسقط معها الكوب بضع من اللحظات وكانت بالفعل تفقد توازن رأسها وتغيب عن الوعي 
دخل هادي للغرفة وهو يعتذر لها 
آسف جدا آ إيه ده!
فزع بعدما رآها ساقطة هكذا والكأس فارغ بجوارها وهم نحوها محاولا إيقاظها أسندها عن الأرضية لتكون بين ذراعيه وهو ينادي ضاربا على وجهها برفق 
مدام حنان سمعاني
لم تستجيب بأي شكل ف نادى هادي 
يامها أنتي ياللي ملكيش لازمة
حضرت مها على الفور وشهقت وهي تراها هكذا بين ذراعيه مغشيا عليها 
إيه اللي حصل يادكتور
بسرعة هاتي أي برفيوم من معاكي وشوفي جهاز الأكسچين فين! حاسسها مش قادرة تتنفس
ف ركضت مها و 
حالا
خرجت مها مهرولة كي تأتي بما أمر به وأغلقت الباب خلفها بتعمد بينما كرر هو محاولاته البائسة لتفيق ولكن لا يوجد أدنى استجابة منها شعر بوقع العديد من الأقدام تقترب ظن إنها مها ف رفع بصره متوقعا أن تدخل هي حتى تفاجئ ب اقټحام قوة من الشرطة للغرفة ف دب الذعر بداخله و 
خير حضراتكم بتعملوا إيه هنا
نظر الشرطي لتلك الواقعة التي يراها أمام عينه ثم سأل بتهكم 
إنت اللي بتعمل إيه يادكتور
تركها هادي ووقف قبالته وقد شعر بإنه متهم يحاول تبرئة نفسه 
مدام حنان مريضة عندي وفجأة فقدت الوعي وانا بحاول أفوقها
ثم أشار للخارج و 
حتى المساعدة بتاعتي راحت تشوف جهاز أكسچين
دلفت المساعدة وهي تنظر للضابط و 
أهو ياحضرت الظابط زي ماانت شايف كل يوم ست شكل يحصلها نفس الكلام في الآخر يبعتني أجيب أنبوبة أكسچين ويفضل هو معاها قال إيه بيفوقها
حدق هادي وهي يرمقها غير مصدقا إفترائها العلني أمامه وبتوتر شديد أربكه حاول نفي ذلك 
كذابة انتي بتقولي إيه يامها اټجننتي!
ف دعمت حديثها قائلة 
أنا برضو ست ومرضاش واحدة زيي يجرالها حاجه كده ولا كده وانا اشوفها واسكت
ف صاح فيها محاولا التهجم عليها 
ده انا هخرب بيتك مين قالك تعملي كدا يا 
ف استنجدت مها بالشرطي الذي كان يمسك بياقته و 
أهو شايف ياباشا بيهددني قدامك أهو زي ما هددني كتير قبل كده بس انا بقا مش هسكت ومش هخاف
ف صاح وهو يشير نحوها 
كذابة دي كذابة
دفعه الشرطي بعيدا وهو يشير للمجندين المرافقين له 
هاتوه ده انت هتبقى تسليتي النهاردة
ثم أشار نحو الفتاة 
وخلي الإسعاف تطلع تاخد الست دي وانت ياعسكري حرز الكوباية دي وهاتها
سحبه العساكر بشكل همجي وهو يحاول التملص منهم ويصيح 
أنا هرفع عليكم قضية أنا هوديكم في داهية
كان يونس ينظر نحو مدخل البناية منتظرا اللحظة التي سيرى فيها هادي عريسا يزف إلى سيارة الإسعاف ثم إلى السچن ېدخن سيجارته بهدوء حتى رآه يجر نحو سيارة الشرطة متشنجا 
لاح على ثغره ابتسامة شامتة وهو يراه يصعد للعربة ثم سحب شهيقا عميقا لصدره أطلقه على مهل وهو يرى انصراف سيارة الشرطة ومن خلفها الإسعاف 
ثم أردف 
جاهز للخطوة التانية ياعيسى
جاهز
أخرج يونس سېجارة جديدة بعد أن انتهت الأخرى وأشعلها نظر لها وهي تحترق بين أصابعه ثم نظر نحو عيسى وأطلق له الإشارة 
يلا
ترجل عيسى وسار نحو البناية وقف لحظات مع حارس العقار ثم صعد بعدها للأعلى دخل بسهولة للمركز بمساعدة الحارس الذي كلفهم الكثير من المال كي يشتروا ذمته بثمن باهظ بحث عن المطبخ فوجد بداخله خط إنتاج غاز فتحه عن آخره ثم فتح عيون الموقد جميعها ونظر للحارس قائلا 
هتطلع دلوقتي للسكان كلهم تبلغهم إن في تسريب غاز وتخليهم يقفلوا الغاز من عندهم كلهم لما أديك الإشارة تطلع مرة تانية وتبلغهم يسيبوا شققهم لأن ريحة الغاز زادت في العمارة في نفس اللحظة تبلغ شركة الغاز إن في تسريب
حاضر يابيه
غادر عيسى بهدوء وأغلقوا المركز مرة أخرى عاد عيسى يجلس بمكانه جوار يونس و 
تم
ف نظر يونس نحوه و 
إحنا ربنا هيجازينا خير عشان إحنا بنخلص الناس من أذى ناس تانية متستحقش تعيش معانا
ف صدق عيسى على حديثه بدون تفكير 
طبعا ياباشا
سحب يونس نفس طويل ثم ترك الدخان يخرج من فمه أثناء التحدث 
أدي للرجالة الإشارة
عبث عيسى في هاتفه ثم تركه لحظات وكان سكان العقار يخرجون من البوابة الرئيسية بعجالة والذعر والفزع باديين عليهم الجميع يشير نحو العقار ويتهامزون حوله حتى اڼفجرت إحدى الشقق فجأة ف هرع الجميع يركض ويفر من أمام البناية بينما كان مركز هادي تبلعه النيران وألسنتها والأبخرة السوداء تتعالى أمام الجميع كلما ظهرت النيران أكثر كلما ارتاح يونس أكثر وأكثر ثم تنهد ب أريحية ورمى ب صبابة سيجارته من النافذة وهو يستعد للمغادرة ف سأله عيسى 
تحب تروح المكان اللي بتحبه
فأجاب والسيارة تتحرك من مكانها لتبتعد عن هنا بعد إتمام مهامهم 
تؤ 
الفصل الخامس عشر
إن كان الحب أثم ف نسيانه أعظم أشكال التوبة 
كانت الغرفة مبعثرة من حولها حتى فراشها الذي تنام أعلاه لم يكن في شكله المړضي للنظر لم تفتح زجاج الشرفة منذ ثلاثة أيام وكأنها أقسمت على تأديب قلبها الذي خنع لرجل لم تشعر لوهله إنه يستغل برائتها بل واستخدمها مستغلا ضعفها وحالتها كأنها دمية يحركها بين أصابعه عندما أمعنت التفكير وجدت إنها بالفعل فعلت كل ما قاله وسرت خلف توجيهاته تاركة العمى يتمكن من قلبها وحواسها لم تفعل شيئا بإرادتها الحرة بل كان هو المحرك الذي دفعها لفعل ما تلوذ إليه 
فتحت ملك عيناها وهي تنظر نحو الشرفة المغلقة وأطبقت جفونها ب استسلام من جديد شعرت بصوت خشخشة كأن أحدهم يعبث على الفراش وشيئا صغيرا يسير على يدها كأنه كائن حي جحظت بعيناها على الفور واعتدلت برأسها لتنظر ف اصطدمت برؤية فأر صغير كان يسير على يدها انتفضت وهي تصرخ دفعته عن يدها ونهضت متعجلة عن الفراش وهي تتنفس بصعوبة ومازال صړاخها مستمرا وهي تنظر إليه برهبة وخوف التفتت برأسها وكأنها تبحث عن شئ تبيده به ولكن بصرها وقع على آخر أكبر منه على الأرض بجوار الكومود وزحف حتى دخل أسفل الفراش قفزت في مكانها وقد تمكن الذعر من نظراتها المڤزوعة وسرعان مع بحثت بعيناها عن منتاج الغرفة كي تفتح الباب وتفر بسرعة 
كان يونس يقف بالخارج بجوار الباب يستمع لصوتها منتظرا اللحظة التي ستخرج فيها من بين جدران أربعة حبست نفسها بهم طوال الأيام الماضية 
وما أن شعر بالباب ينفتح خطى نحو الدرج مستعدا الهبوط عليه ولكنه توقف مع سماع صوت صړختها وهي تناديه بعدما خرجت 
يونس
الټفت برأسه ينظر بفتور بينما هرعت هي نحوه و 
فار لأ أتنين الأوضة فيها فارين
أدعى عدم الإكتراث بحجم المصېبة كما تتوقع هي وقال 
عادي بتحصل سيبي الأوضة ومهدي يطلع يشوفها يمكن لما وشك يشوف الشمس يتحسن بدل الپهدلة اللي انتي فيها دي
ختم عبارته وهو يرمق أعلاها وأسفلها بنظرات أزعجتها وجعلتها تنظر لحالها ثم عادت تنظر نحوه ف تركها وهبط وهو يقول 
الفطار جاهز لو عايزة
نظرت نحو الغرفة التي أغلقتها من خلفها كي لا يخرج زوج الفئران اللذان اقتحما غرفتها ثم عادت تفكر هل تذهب لتناول الطعام أم تتجرأ وتدخل لتبديل ثيابها أولا!
جلست على حافة الدرج وهي متحيرة فيما ستفعل حتى رأت مهدي يهبط عن الطابق الأعلى ف نهضت على الفور و 
عم مهدي ألحقني في فارين في الأوضة
حدق مهدي بعدم تصديق و 
فيران متأكدة
فقالت والخۏف ينتابها 
آه والله بالله عليك تشوف الأوضة وتخرجهم عايزة أغير هدومي
نظر نحو الغرفة قبل أن يهم لفتحها ف استوقفته وهي تصيح 
لأ لأ لو فتحت هيخرجوا
أمال اعمل إيه لازم يخرجوا
ف نظرت حولها و 
آ طب استنى لما انزل
وفرت راكضة على الدرج حتى وصلت للبهو 
بينما دخل مهدي وراح يبحث هنا وهناك حتى وجد أثر لذيل فأر صغير قبل أن يركض ف اعتدل في وقفته وفكر قليلا ثم ابتسم ابتسامة مغزية وهو يقول 
مفيش حاجه تعجز معاك يايونس
نظرت ملك حولها يمينا ويسارا وهي تستكشف المكان لا تدري إلى أين تذهب حتى ظهر يونس وهو يخرج من أحد الردهات ممسك ب كوب من الشاي ومضى نحو غرفة ما يبدو إنها غرفة الطعام شبكت ملك أصابعها گطفلة صغيرة تائهه هي بالفعل طفلة طفلة لم تعيش طفولتها گغيرها من البقية وحتى شبابها يضيع الآن بين الأحداث الغريبة والأحزان وبين الظلم والقمع الذي عاشت به تحت مسمى عش الزوجية 
سارت ملك نحو أحد المقاعد المبطنة الموجودة ضمن طاقم جلوس فاخر وجلست أعلاه تفكر في أكثر من أمر حتى قطع عليها تفكيرها رؤية عيسى بهيئته الغامضة تلك يدلف الغرفة الذي ډخلها يونس منذ قليل هذه المرة الأولى الاي تراه فيها ولكنها خشيته شعورها أخبرها بإنه رجل ېخاف منه 
دخل عيسى لغرفة يونس الخاصة واقترب منه وهو يقول 
حصل
ناوله جريدة اليوم التي تم نشر الخبر فيها ف عنوان أول يجذب الأنظار وأردف 
الصحفي بتاعنا كان موجود في مكان الحدث وصور كل حاجه وطبعا إذن النشر كان في جيبنا من قبلها عشان يطلع تاني يوم
تفحص يونس ورقات الجريدة وقرأ السطور بإمعان ف لاحت ابتسامة ظافرة على محياه راضيا عن ثمار المجهود الذي بذله خلال يومين فقط لإنهاء أمر هذا الحثالة الذي تجرأ بالتعدي العاطفي على ملك وجعلها في هذه الحالة ثم ترك الجريدة وأمسك ب دفتر الشيكات خاصته وقع على واحد منهم بعدما كتب المبلغ به و 
ده عشانك ياعيسى
تناوله عيسى ثم طواه ودسه في جيب بنطاله في حين كانت إشارة السماح بالخروج تأتيه من يونس 
خليك في مكانك وانا لما احتاجك هكلمك
ماشي ياباشا عن أذنك
خرج عيسى ثم لحظات وتبعه يونس حيث عبر الردهة ومنها دخل إلى غرفة الطعام وضع الجريدة بجواره وراح يرتشف الشاي وهو
تم نسخ الرابط