حبيبي محامى بقلم منى ارام
المحتويات
تقف أمام قبري امها وابيها في المدافن
بعد حديث شوق طويل معهما روته بدموعها قرأت لهما الفاتحة رفقة مهاب وودعتهما وغادرا
في السيارة كان دموعها مزالت تنساب تأبى التوقف
نظرة إليها مهاب فصف السيارة على جانب الطريق الخالي نسبيا ثم ترجل وذهب إلى جهتهاوجثى أمامها وادارها إليه واخد يمسح دموعها بأنامل
مهاب انا ما كنش واخدك هناك علشان ټعيطي كدا .اناكنت حاسس انك محتاجة تزوريهم وتتكلمي معاهم قبل خطوة سفرك الصعيد دي
لم يكمل كلامه فقد ارتمت بين أحضانه بدون مقدمات
نوجة ماتتاسفش انا فعلا كنت محتاجه المشوار دا
انا بعيط علشان وحشوني بس
هما كانو كل الي ليا في الدنيا بس الحمدلله ربنا عوضني بناس كثير وقفت جنبي ومابقتش لوحدي
واهم واحد في الناس دي انت يامهاب . ربنا يخليك ليا
لو مرة واحدة ماردتيش حتلاقي هناك ومعيا المؤدون
نوجة ضاحكة من بين الدموع انت بتتلكك بقا
مهاب وهويركب ويدر السيارة بالضبظ كدا
بعد مدة ليست بالقصيرة كانت نوجة تجلس محتضنة صفاء رفقة اسيل وعماد الجد
وكانت نوارة وابنتها قد حضرتا ايضا بحجة أنهما تودان الترحيب بها
نوارة ماانت خابر ياجدي هو مابيقعدش في البيت واصل بسبب الشغل
صفاء بصوت منخفض سمعته نوجة الشغل بردو ولاوشك يابومة
نوارة بس اكيد عياجي ييشوفها اكيد ضيافتها لس مطولة عندينا
رحمة بنفس خبث امها بس اناي عمري ماشفت ضيوف عياجو ساحبين ضيوف ثانين في يدهم
اطرقت رأسها في احراج من كلام الاخيره
وجد نوجة تسبقه في الحديت قائلة
نوجة من امتى حد بيضايف في
بيتو يا مرات عمي
ثم اسيل مش ضيفة كمان هي اخت جوزي وجياومعايا عشان كتب كتاب وتقعد في المكان الي اقعد فيه ولاانت مش واخده بالك أن دا بيت اخويا يارحمة
رحمة بعد ان أحرجت واه بهزر معاكي يابت عمي ماعتهزيريش
صفاء في فرق بين الهزار و السماجة
صفاء قوليلي يا اسيل انت بتدرسي ايه
اسيل تجارة انجلش
رحمة وسبتي جامعتك وجيا تجعدي في الصعيد
اسيل الاجازة ابتدت من اسبوعين
صفاء اعذوريها يا اسيل رحمة بعيدة عن الدراسة من اعدادي
نوجة ليه كدا ماكملتش ليه يا رحمة
نوارة مش محتاجة . بت الزيات عتعوز ايه من العلام والدنيا كلياتها تحت رجليها
نوارة مش كل البنة في العيلة كيف بعض كل واحدة ومجامها
نوجة تؤ تؤ ليه كدا يامرات عمي تقولي أن رحمة مش من مقامنا انها ماكملتش علام ماكنت تشدي عليها من الاول بدل ما تحرجيها قدامنا كدا
وقفت نوارة ورحمة وغادرتا غاضبتين
صالح انا توكدت دلوك انك رضعت نجوان يا صفاء
عماد معاك حج ياجدي انا عمري ماشفت وحدة عتعرف ترد على مرة عمي نوارة وتخرصها بعد امي غيرك يا نوجة
صفاء محتضنة لها طبعا مش بنتي
صالح اوعاكي تزعلي يا اسيل يا بتي من حديث رحمة وامها انت كيف ما نجوان جالت مش ضيفة
انت صاحبة مكان يابتي
عماد بثقة ماعتخافش ياجدي جريب جوي كل واحد
عيعرف مجامو وعنعرف الضيف من صاحب البيت
ابتسم الحج صالح برضى عن كلام حفيده
وابتسمت معه نوجة التي فهمت مقصد أخيها بكلامه
مر وقت طويل وهي تنتظر اتصاله .أوشك النهار على نهايته ايعقل أنه مازال في الشركة
لم تجد حلا سوى الاتصال بامل وسؤالها
نوجة الو ازيك يا امل وحشاني
امل الحمدلله وانت اكثر يا حبيبتي ازيك عامله ايه مع جو الصعيد
نوجة الحمد لله كلو حلو وأمي صفاء طلعت عسل
بقول ايه يا امل
هو مهاب لس في الشركة
امل ايوى لس هناك اصلو عندو شغل كثير النهاردة وعندو اجتماع مع موكلة
نوجة
موكلة مين دي
امل والله مش فاكره كان اسمها ايه اهي موكلة وخلاص
نوجة طب ربنا يعينو اسيبك انا بقا يا حبيبتي سلام
امل سلام يا حبيبتي سلميلي على كل اي عندك
أغلقت الخط مع امل وبدأت تغلي بڼار الغيرة
نوجة موكلة يا مهاب بقا انا مستنيه من الصبح تليفونك وانت قاعد لي مع موكلة
دهيا لو تكون البت اياها ام برفان دي
اكيد هي اكيد هي اعمل ايه دلوقتي
مافيش غير أن اتصل بيه واشوف حيرد عليا وهو معاها ولا لا
والله لو ما ردش يا مهاب لكون رفع عليك قضية خلع
في الجهة الأخرى
امل خلتني اكدب عليها ليه
انا ضمير بانبني نحيتها حرام عليك يامهاب
دا جزاتها انها بتتصل تسال عليك
مهاب وهي بتتصل عندك ليه مكلمتنيش انا ليه
امل يمكن فكرتك مشغول مش راضيه تزعجك
مهاب ضاحكا وهو يريها الهاتف مش قلتيلها اني لاجتماع اهي بتتصل اهي ماعملتش كدا من الصبح ليه
امل طبعا لازم تتصل عاوزني اقولها أن جوزك في اجتماع مع موكلة في اخر الدوام والشركة فاضية
وماتتصلش رد يا مهاب لتبقى ليلتك سودة ثم تركته
أجاب مهاب
مهاب الو
نوجة الو ازيك يا استاذ مهاب
مهاب استاذ دا انا حتى جوزك
نوجة لس فاكر
مهاب ودي حاجة تتنسي
نوجة لا ماهو اجتماع مع موكلة حلوة بينسي الدنيا ومافيها
مهاب مافيش حاجة أو وحدة تنسيني نوجتي
نوجة امال ماتصلتش بيا ليه من الصبح
مهاب وانت مااتصلتيش ليه
نوجة انا لي مسافرة الناس بتتصل تطمن على الى المسافر دا وصل بسلامة ولا لس ولايمكن يكون حصلو حاجة في السكةبس انا ولا على بالك شكرا يا استاذ مهاب عموما انا حقفل التلفزيون خالص علشان
ماتزعجش نفسك خالص وتجتمع مع موكلاتك براحتك
مهاب اوعي يا نوجة وغلاوتك متصل باسيل كدا مرة من اول ما وصلتو بس كنت حابب اشوف اذا ماتصلتش حتتصلي انت ولا حتنفضيلي
ثم إنا في البيت اصلا لا اجتماع ولا موكلة
بس ماكنش عارف انك بتغير اوي كدا داانت اتصلتي بعد ما افلتي مع امل على طول
نوجة بتشتغلوني انت واختك يا مهاب
حسابك معايا يا امل
مهاب لا الحساب معايا انا وبس كلها يومين ونتحاسب برحتنا
نوجة لا هو انت ماتعرفش انا لس مصممة على فترة السنة وابقى رخم براحتك يا استاذ
مهاب قلبك اسود يا نوجتي
نوجة اوي سلام وأغلقت الخط
مهاب يادي النيلة اهي بقت ليلة سودة زي ما امل قالت .ايه الي خلاني اعمل معها كدا بس وماانا عمري ماقدرت اخد منها لاحق ولا باطل
اشرب بقا يا مهاب
الفصل الخامس عشر
وقفت في شرفة الغرفة التي خصصت لها تستنشق بعض الهواء العليل وتستمتع بجمال الارضي الخضراء على مد البصر حين لمحته يقف في حديقة الفيلا
يضع الهاتف على ادنه ويده في جيب بنطاله بدى مندمجا جدا في حديثه على الهاتف وملامحه كانت جادة يبدو أنها مكالمة عمل
ظلت تتامله للحظات فتلك النظرة الحادة بعيون كالصقر وتللك السمرة المحببة تمنحه رونقا رجوليا بامتياز
استفاقت من تاملاتها الهائمة وهي ترى
لكن وقوفه وحديثه معها فقط قد اغضبها
غادرت رحمة تتقصع في مشيتها مثلما قدمت
نفخ عماد بضجر ثم مسح بيده على شعره والتف ليدخل المنزل ليجدها تقف في الشرفة عاقدة ذراعيها أمام صدرها ترمقه بنظرة عڼيفة بها ڠضب الدنيا
ثبت بصرها عليه ترميه بسهام موميتة ثم تتفطن لنفسها فجأة فتذخل غرفتها هاربة
اسيل انا ايه الي عملتو دا حيقول عليا ايه دلوقتي
انا مالي بيه يكلم رحمة او غيرها .ثم هي بنت عمو اكيد حتكلمو مع بعض يعني
بس العقربة كان لزقة فيه تقريبا
طب مايمكن في بينهم حاجة. هو كدا اكيد فيه حاجة
وانت كنت واقفة زي الغبية بتبحلقيلو
اكيد دلوقتي بيسال نفسو الي كانت بتعملو الهبلة دي
ياربي انا ايه الي بيحصلي
اجمدي يا اسيل مش كل مرة تندلقي كدا .
عند عماد فقد غلبته الحيرة عن سر تلك النظرة وسر ذاك الڠضب
عماد لنفسه هي شافاتني مع زفت الطين الي اسمها
رحمة
بس هي عزلت ولا انا عميتهيالي
عتزعل كيف ياعماد انت عتعشم نفسيك ولا ايه
بس كان باين عليها زعلانة
اف يابوووي اناي اعمل ايه دلوك
صفاء انت بتكلم نفسك يا عماد
عماد هاااااا لاع يا امي وعكلم نفسي ليش
صفاء على ماما يا حبيبي انت حالك متغير فيك حاجة متلخبطة كدا
عماد لا متلخبطة ولا متجلبطة .انا زي مااني
صفاء خلاص ياحبيبي مش حضغط عليك .لما تعوز تتكلم انا موجودة
بس قولي يا عماد انت زعلت اني نجوان طلعت اختك وماقدرش تتجوزها انها اصلا طلعت متجوزة
عماد لا والله يا امي بالعكس أنا فرحت بحكاية الأخوة الي ما بيناتنا دي كثير جوي
وحتي جبل ماعرف انها اختي مازعلتش لان الجواز في الاول والاخر جسمة نصيب .
صفاء ربنا يملك بعقلك ياابني .بس قولي انت ازاي كنت موافق تتجوز نوجة مع انك كنت رافض تتجوز من العيلة
عماد جصدك على رحمة رفضي الرحمة يا امي مش لأنها بت عمي لابالعكس دا لي عشفع ليها عندي وعيخليني صابر على تصرفاتها لحد دلوك
بس اني رافضها عشان طباعها وطباع امها كلياتها
حجد و غل وانانية وطمع عاميهم
بس نجوان غير يا امي جدي كان كل فترة عيخلني ابعت اطجس اخبارها
وكل الي كان عيوصلني عنيها زين ويشرف
الكل كان عيقول عنيها بت محترمة وجدعة وبميت راجل .
حتى لما جدي كان يبعتلها فلوس كانت ترفضهم .
عشان كده لما طلب جدي مني اجوزها ما رفضتش
عشان هي بحج تستاهل .
صفاء انا كمان حبتها اوي اوي والله كمان على حسب ما سمعت من جدك ان جوزها انسان محترم وابن ناس وبيحبها .دا كفاية اختو الي جت مع نوجة دي
بت تتحط على الچرح يبرى جمال واخلاق ما فيش زيهم
عماد اسيل عجباكي يا ام عماد
صفاء بخبث ايوي عجبتني جدا زي ما عجبت عماد. ياابن ام عماد
عماد هاااا ايه الي.......
صفاء بلاش تنكر انا امك وحفظاك انت عنيك بتاكل البنت كل ماتشوفها
ثم دا يوم المنى يا حبيبي لما تحب وتتجوز
أما عن نوجة فقد نفدت ټهديدها وأغلقت هاتفها طوال اليوم .كما أنها رفضت الحديت مع مهاب عندما يتصل باسيل
بالرغم أنه اتصالاته كانت كثيرة جداومر اليوم كاملا دون أن تتراجع عن قرارها
وفي المساء
نوجة تحمل هاتفها كفاية عليه كدا حفتح التلفون بقا
هو اصلا واحشني
اسيل نوجة مهاب
نوجة عارفة مهاب عى التلفون .هاتي اكلمك يمكن اخلص منزنك انت واخوكي
اسيل لا مهاب برى
نوجة برى فين
اسيل برى في الصالون
نوجة صالون مين
اسيل صالون بيتنا يعني في الصالون الي هنا يا نوجة مالك تنحتي كدا ليه
نوجة ياليلة سود على دماغك يا نوجة اهو دا لي ماعملتش حسابو
اسيل هههههه تستهلي قلتك خفي واهو جالك وحيعلق
نوجة بتحامي لاخوكي يا اسيل ماشي انا كمان ليا اخ ومسيرك تقعي في
متابعة القراءة