بيت القاسم بقلم ريهام محمود

موقع أيام نيوز

الوسائل متاحة والأساليب مفروضة 
حلاوة الحياة تكمن في التفاصيل وهي لا تفوتها تفصيلة تخصه وأصبح هو أيضا مثلها وأكثر وذلك لم يكن الحب المعترف به حيث انه لم ينطق بها صريحة ولا هي تجرؤ على نطقها تخاف المحاولة فتفشل بل كان شئ أشبه بالاعتياد ومنطقة الراحة لكليهما 
كانا اليوم بطوله بالخارج وملك ترافقهما ومجد رفض الذهاب وفضل الجلوس مع اولاد كمال بعد أن صاروا أصدقاء حيث اليوم كانت الزيارة المؤجلة لبيت أهلها المغلق ومكتبتها 
وبداية اليوم تجاوره بسيارته تلك مرة من ضمن المرات النادرة التي تركب بها سيارته وهاته المرة كانت أروع وأجمل مرة حيث أنه بدا مهتم يسحب كفها من لحظة لأخرى يضعها أعلى فخذه وكأنه معتاد على فعلها والأمر أشبه بلقطة شاهدتها بفيلم وانتقدت المؤلف على خياله الواسع 
يتبادل حديث مرح معها عن سيارته ملابسه حتى رائحة عطره سألها أن كان ثقيلا يضايقها أم عادي واجابتها كانت بإبتسامة بلهاء حيث أن رائحة عطره ليس لها مثيل تميزه هو عن غيره عطره له تأثير الخمر يسكر دون معصية!! 
ولهانة هي تقع في حب عطر رجل وساعة معصمه الأنيقة! 
وأول اليوم حيث منتصف النهار تقف بداخل المكتبة وملك معها تتلاعب بأوراق بالية ويقف هو بالخارج بترفع وانف شامخ يرتدي نظارته الشمسية السوداء فتختفي عيناه وما يكنه يضع كفيه بجيبي سرواله الرمادي كل دقيقة يسألها بغيظ من بين أسنانه أن تنتهي مما تفعل 
وهي لا تفعل شيئا محددا فقط اشتاقت لمكانها الجميل فجائت 
وهو من فرض نفسه والآن هو نادم أشد الندم حيث أن الحارة والناس والتجمعات تثير أعصابه هو رجل اعتاد الهدوء قليل الاختلاط 
تهتف ب إسمه برقة متأصلة بها فيجيبها بنزق والمعنى اختناق 
تعالى هات الكتب اللي فوق ع الرف بعد إذنك! 
ترفرف بأهدابها تتوسله بشبه رجاء وهو أصبح ضعيف ضعيف جدا أمام رفرفة الأهداب 
يخطو بغير رضا للداخل يقف أمامها 
طب ماتجيبيها إنت!! 
ترفع ذراعيها فلا تطول تضحك وضحكتها كانت عفوية نابعة من فرحتها اليوم 
انت طويل هاتهم يللا
يتسع صدره بغرور واستجاب يمد ساعده يأتي بهم ببساطة دون تعب يفردهم أمام أنظارهما 
وتلك الكتب كانت مجموعة مميزة ونادرة لروايات قديمة لنجيب محفوظ 
فسالها مبهوتا من أين لها بتلك المجموعة!! 
عمو حسين قارئ قديم أوي من الناس المثقفين اللي قلبك يحبهم أول مافتحت المكتبة جابهمللي هدية!! 
رفع حاجباه بإعجاب وتقدير وضعتهم أمامه بحقيبة فتسائل 
هتاخديهم معاكي! 
طبعا 
المدة التي جلساها معا بالمكتبة لم تكن طويلة ولكنها كانت كافية بأن توطد العلاقة بينهما أكثر حيث أنه لم يكن يعرف انها تحب القراءة ولا هي تعرف انه يشاركها نفس الشغف يبدو أن كتب نجيب محفوظ ستكون من ضمن حلقات الوصل بينهما 
وعند المغادرة جعلته يغلق بابها بالطبع فهو الرجل ولن يقبل بأن تميل أو تنحني أمام الأعين هكذا عيب كبير بحقه وليس لأنه يغار لاسمح الله!
وللمرة الثانية بهذا اليوم الرائع تركب
بسيارته وبجواره وملك بالخلف بالكرسي المخصص لها يفاجأها بغمزة باتت تلازمه مؤخرا 
هنتغدى برة انهاردة 
والغذاء كان بمطعم فاخر على البحر أكلة سمك مشوي متبل بالبهارات الخاصة مقطع فوقه شرائح من البندورة والبصل والفلفل الحار وأضافات جانبية من السلطات المتنوعة والطحينة 
وعند المغيب جذبها تتأبط ذراعه والوضع شبه حميمي أو بمعنى أدق حميمي يحمل ملك على ذراعه الآخر يسيران بهوادة على الممشى الخاص بالشاطئ 
يتجولان بالمول القريب حيث محلات الملابس تتأمل فستان معلق أعجبها فيشتريه لها بعد أن يدفع ثمنه دون نقاش رغم اعتراضها وحرجها 
يبحث عن وشاح يناسبه فيختار لها ويقارن بين الألوان يرفض هذا لأنه قمشته حريرية وهي خصلاتها ناعمة فسينزلق وهذا لأنه لا يناسب بشرتها 
وهكذااا!
من أين له بكل تلك المعلومات والخبرات 
ملك تريد غزل البنات فيأتي بواحدة لملك وأخرى لها ملك تريد الحلوى ف يضحك ويشتري لكليهما 
واليوم كله وثقه بالصور يلتقط لهما صورا بأوضاع مختلفة هنا وهناك على الشاطئ وأعلى الممشى وبالسيارة وأخرى عفوية وأنفيهما ملطخة بالايس كريم 
كان يوم حلو كما يقال يوم للذاكرة 
ليت اللحظات السعيدة تدوم للأبد ليتنا نبقى هكذا ببال رائق ماتبقى من عمرنا 
واخر اليوم حيث الليل أسدل ستاره وتجاوزت الساعة الحادية عشر تترجل من سيارته واليوم للأسف انتهى تسبقه بالحقائب الخفيفة الموجودة بها ما اشتراه لها من ثياب وأوشحة وهو خلفها على كتفه ملك غافية
يسألها حيث أن وجه الصغيرة مختفي عن عيناه
ملك نامت!! 
استدارت تتأمله وصغيرتها على كتفه أغمضت عيناها وكأنها تشكره 
اتبسطت وتعبت فنامت
فابتسم لها يعبث بخصلات النائمة بعمق على كتفه يوعد بالمزيد 
نبقى نكرر الخروجة دي كتير بقى 
وأغلق البوابة الحديدية خلفهما يصعد وهي بجواره متشابكي الأيدي 
وعند باب شقة والدته كان يقف قاسم فجذبها للجهة الأخرى يضع كفه على خصرها بتملك واعجبها هذا الشعور يميل على أذنها 
اسبقيني إنت هتكلم مع قاسم وأطلع 
حاولت أن تأخذ الصغيرة منه ولكنها تململت على كتفه فطلب منها أن تتركها له وتركتهم تصعد درجات السلم بسعادة عانقت السماء 
بأحلامها البسيطة لم تتخيل أن تحيا مثل هذا اليوم 
وقف أكرم أمام قاسم يرمقه بنصف عين يسأله بشك 
واقف كدة ليه كأنك مستني حد!! 
واخر كلامه وازى نظرة خبيثة للباب المقابل باب بيت جده 
يحدق بقاسم بحاجب مرفوع يقيمه بنظرة ثاقبة 
ممممم حالق دقنك وكاوي القميص ولابس البنطلون اللي ع الحبل!! 
يتشدق بمكر 
مش خير بردو 
يدور من حوله والآخر يهرب بنظراتهوالوضع محرج على ثور مثله بهيئة رجل يحدثه من بين أسنانه 
إنت مالك يابارد يللا اطلع 
يصطنع الدهشة 
بقى كدة!! 
يزيد بحزن زائف 
بقى دي اخرتها عموما أنا هطلع عشان مش حابب أكون عزول 
يتحسس ذقن قاسم بأنامله الغليظة رغم ضجر الآخر وزفراته المخټنقة يغمز بعبث
شكلك ناوي تبوس 
شهق قاسم پعنف يرمقه بحنق قبل أن ينحني بجزعه ليخلع حذائه ونيته قڈف الوقح بها 
والوقح تدارك الموقفنجا بنفسه يصعد الدرجات بخطوات أشبه بالهرولة يحدثه بصوت مسموع من الطابق الأعلى وقد أصبح بأمان يحذره ب تفكه
خد بالك أنا براقبك وعيني عليك 
بعد أن أطمئن أنه انصرف ودخل شقته استقام بطوله يعدل من شكل قميصة يمسح عدة مرات على ياقته وسأم الانتظار 
يرفع هاتفه يرى الوقت وكم مر عليه منذ إرسال رسالته لها حيث أنه أرسل رسالة نصية لحنين والنص كان أنا هستناكي اودام الباب اطلعيلي
لا يعلم مايتوجب عليه فعله أينتظر المزيد أم يستدعيها برسالة أخرى! 
زفر بقوة ووقف ينتظر بصبر رغم أنه قليل الصبر ولكن نظرا لتاريخه معها فهو لايفعل شئ سوى الصبر 
ابتسم براحة ظهرت على ملامحه وهو يرى الباب يفتح وهي تخرج من خلفه وقف مبهوتا ممايراه بعينين متسعتين تظهر أمامه بكامل هيئتها 
فستان طويل حتى الكاحل بلون أبيض مطفي
تغطي خصلاتها الناعمة بحجاب أبيض نفس درجة الفستان وجهها ب هاته اللحظة كان ملائكي ملامحها ناعمة وابتسامتها جعلتها تبدو مكتملة ناضجة 
وقد فاجأته بهيئتها الجديدة وحجابها!! 
يسير كالمغيب نحوها مأخوذا بالطلة وكانت هي أول من تحدثت وقطعت سحر اللحظة 
إيه رأيك 
تدور حول نفسها ككل مرة كانت تريه فستانا جديدا 
فرد بصوت خشن وعينان تنطقان بحب
جميل أوي 
توردت وجنتيها بحمرة طفيفة إثر خجلها من

نظراته المنبهرة قرار الحجاب أخذته بعد تردد لم يدم كثيرا وأرادت أن يكون هو أول من يراها به 
زاغت بعينيها العسليتين عن عينيه قليلا تعيد السؤال بصيغة أخرى 
إيه رأيك ف الأبيض عليا!! 
واجابته كانت واثقة حد اللاحد
ميليقش عليكي غيره 
لا هذا كثير عليها قاسم هادئ ونظراته ولهة لو كانت تعلم بأنه سيصير هكذا ل كانت تحجبت منذ زمن كانت وفرت عليهما مشقة الطريق 
حمحمت بحرج وملامح محتقنة 
كنت عايزني في إيه! 
وللحظة أفاق من حلمه الجميل وانتبه ضړب على رأسه يحاول التذكر ثم نطق بعد مدة
نسيت 
تهكمت ضاحكة 
لأ بجد 
غمغم صادقا 
والله العظيم نسيت 
الفصل السابع والعشرين
بسم الله والصلاه والسلام علي رسول الله 
ببنطاله الاسود الرياضي وبتيشرت رمادي قطني يجلس علي طرف السرير ينتظر زوجته لتعود بعد ان استهلكت الكثيير من الوقت تحمل بكفيها صينيه عليها كوب شاي وطبقين وتضعها أمامه
سارةباقتطاباتفضل
يوزع نظراته بين الصينيه وزوجته 
بتساؤلايه ده!
سارةتهز بأكتافهها بلامبالاهايه
بقالك ساعه وجيبالي ف الاخر جبنه ومربي
سارةعقدت يدها امام صدرهاوهي الناس بتفطر ايه يعني 
يمسك بكوب الشايمضيق عينه باشمئزازاومال الشاي ده لونه عامل كده ليه !
بنبرة مهتزه اجابتماله ماهو حلو اهو
يقرب الكوب من فمه ويتذوقه بحذر لتمتعض ملامحهاووف ده طعم شاي ويقوم باتجاهها خدي اشربيه كده 
لا لا شكرامبحبش الشاي قالتها سريعا مبتعده عنه
يوسفوالله لا هتشربيه ويقربه من فمها رغما عنه لتأخذ رشفه من كوبه فتنكمش قسماتها بتقزز من مذاقهيع ده طعمه وحش اوي
يوسفبتحديكملي الكوبايه بقي
سارةبنحيب طفوليلا حرام ده طعمه وحش اوي انت عارف اني مش بعرف اعمل حاجه 
لا هتشرييه ليتدافعا سويا الكوب عن بعضهما بحركه لااراديه يندلع كوب الشاي نحو صدر سارة 
بصړاخعاجبك كده اهو اندلق عليا 
يوسف بقلق وهو يمسح بكفه علي صدرها لو سخن اقلعي بسرعه
منغمسه في بلوزتها السوداء المفتوحه من الصدر فتحه بسيطه ولم تنتبه للمساتهتؤ مش سخن ااوي 
لتتبدل لهجته للخبثطب اقلعيها لو مضيقاكي !!
بأعين متسعه وفم مشدوه تنتبه علي تصرفاته فتهتف بكلمتها المعتاده وهي تبتعد عنه وقح
مازالت عينيه علي فتحه صدر البلوزه ينظر بوقاحه ليهتف بتلاعبوقاحه ايه بس انا لو عايز اوريكي الوقاحه مش هتخرجي من باب الاوضه لأسبوع
لتسير بضيق بعيدا عنه صوب خزانتها وتجلب منها بعض القطع المناسبه لارتدائها قبل ان تدلف الي المرحاض تتمتم ببعض الكلمات غير المسموعه وتغلق الباب وهي ترمقه بضجر 
ليهتف بنبرة عاليه ماكرة متلاعبه عموما انا برة لو عوزتي مساعده ولا حاجه
بعد ساعات من السفر الطويل من القاهرة لأسيوط والتعب ل هايدي بسبب بعد المسافه اخيرا توقفت السيارة أمام احدي المنازل الكبيره بالمدينه منزل يبدو عليه انه أثري قديم واسع المساحه
منقوش علي مدخل المنزل من الخارج بعض النقوش الفرعونيه 
ترجلا الاثنين من السيارة مقتصدين منزل عائلة الدالي بخطي مستقيمه للامام واخري متراجعه يسير أحمد ممسك بالحقيبه بيساره وهايدي بيمناه ليتوقفا قليلا امام باب المنزل وهم ينظران لبعضهما بتوتر 
قرع أحمد الباب بتردد لتفتح له احدي الخادمات بالمنزل 
سکينهالخادمهتضيق عينها تتأملهم في محاوله للتعرف عليهمايوة يابيه اؤمر 
أحمديبتسم بجانب فمهايه ياخاله مش عرفانيانا أحمد
سکينهباعين متسعه ونبرة وانفرجت اساريرها من الفرحه الباشمهندز يادي الهنا يادي الهنا لتدلف لداخل المنزل مهلله وباعلي صوت الغايب رجع الغايب رجع 
ليوستوقفها رجل من هيئته يبدو انه في أواخر الخمسينات بجلباب رمادي مهندم وعمامه بيضاء خصلات رماديه تعطيه وقار وهيبه ايه ياوليه يامخبله انتي مين ده اللي رجعتحدث لسکينه وهو يشيح لها باستخفاف
لتبتلع ريقها قليلا وتهتف پذعرال البشمهندز أحمد ولد الغالي رجع ياحاج منصور 
الحاج منصورانعقد حاجباه وتجهمت ملامحه وهدربنبرة حاده روحي شوفي شغلك ياوليه وانا هروح اشوف مين 
ليتركها ويسير باتجاه المدخل 
بحاجبي مرفوعين ونظرات استغراب تبدلت الي شماته منه لابن أخيه رفع
تم نسخ الرابط