لحن الزعفران بقلم شامه الشعراوى

موقع أيام نيوز


عيناها بقوة لعلها تتخلص من تلك الذكريات السيئة لقد مره أكثر من شهر على زواجها من ذاك المتعجرف فقد سلب منها حريتها وحياتها وروحها فأنه أخذ يعاقبها على ذنب لم تقترفه قامت بأغلاق زجاج النافذة ثم ابتعدت قليلا وهى تشد الستائر عليه تحركت بخطوات مرهقة لتجلس على المقعد الجانبي وبدأت أن تضع تلك المراهم المعالجة..

لحظات ودلف إليها رائف الذى قال ببرود
أخوكى أنيس أتصل من شوية .
نظرت إليه بوجه شاحب وقالت فى حاجة ولا ايه.
وقف أمام المرآه وهو يعدل من ملابسه
أهلك عايزين يشوفوكي أصل الهانم وحشتهم.
تحدثت بضيق تمام بس ياريت حضرتك متجيش معايا مش حابه وجود واحد زيك فى وسطنا.
استدار بجسده إليها وقال والله أنا أجى بمزاجي ياحلوة..ثم أقترب منها وأمسك خصلاتها الطويلة وأكمل پحده
عارفة يافيروزة لو لسانك الحلو دا نطق بحرف قدام أهلك أننا مسافرناش ولا كنا فى شهر عسل هعمل فيكي ايه وطبعا أنتى مجربة جزء بسيط منه فبلاش أوريكي الوش التانى لان ساعتها مش هرحمك.
نظرت إليه بقوة وقالت وأنا مش خاېفة منك واللى عندك أعمله .
شد على شعرها بقوة فجعلها تتألم أكثر وقال بنبرة غاضبة قسما بالله لو مانفذتيش أى حرف من اللى بقولك عليه هيكون عقابك كبير.
ثم نظر إليها فأكمل بخبث قائلا
اممممم فكره بردو ممكن نوريكي جزء من العقاپ وليه لا....فبدأ أن يقرب منها بلهفة وهو ينزع تلك المنامه الرقيقة فدفعت پغضب وقالت پبكاء
لو سمحت يارائف متقربش حرام عليك جسمي كله لسه بيوجعني ومش مستحمله أى لمسه.
رائف بعيون مظلمة أنتى مراتى ودا حقى أخده فى أى وقت فاهمه ولا تحبي أفهمك بطريقة تانية.
حدقت به فيروزة پخوف وذعر تخشى أن يضربها مرة أخرى فهى لن تتحمل هذا مجددا فأبتسم إليها بخبث وهو يقول مټخافيش مش هضربك هكون رحيم معاكى النهاردة لان مليش مزاج فخليكى هادية كدا معايا بدل ما أغير رأيى...ثم جذبها نحوه دون مقاومة منها هذة المرة فهى ليس لديها روح أو طاقة للمعافرة.
فى حديقة القصر كانت تجلس سهر أمام حمام السباحة وكان يجلس بجانبها طارق يراقبها بينما هى مازالت تأكل ولا تهتم بوجوده أمسك الطبق منها وقال بضيق
حرام عليكي كفاية أكل خلصتي على مخزون الشهر كله ايه بلاعه.
رفعت حاجبها الأيسر ببرود كنت دافع حاجة من جيب أبوك هات الطبق يازفت...ثم شدت الطبق من يديه لتكمل أكلها بشراسة.
حدق بها پصدمة قائلا أنتي لا يمكن تكوني بنادمه زينا ياشيخة أعتقى نفسك شوية...وبعدين هى البعيدة معندهاش ډم ولا بتحس.
تركت الطبق من يديها وقالت بنفاذ صبر عايز ايه يازفت مني .
طارق ما هو البعيدة مش بتحس بس أعمل ايه أنتى مش ملاحظة أنى بقالى كتير سنجل بائس مش كدا.
سهر أنت أهبل ياطارق ولا عندك خال أهبل.
ضربها بخفه على رأسها قائلا هو لسانك الطويل دا لو مسكتش هيجراله حاجة.
نظرت سهر إليه قائلة بهدوء اه و هات من الأخر وقول عايز ايه.
رد عليه وهو يشير نحو ابن عمه أدم الذى كان يجلس بجانب خطيبته سارة يتغازل به عايز أعمل زى اللى هناك دول.
استدارت تنظر نحوهم ثم التفتت إليه وقالت طب وأنا مالى دول أتنين مجانين بيحبوا بعض وهيتجوزوا 
وبعدين ماتروح تخطب زيهم هو حد قالك لا.
زفر بضيق فقال هو حد قالك قبل كدا أنك متخلفه ومابتفهميش.
اردفت بثقة كتير قالولى كدا لكن نحن لا نهتم بأراء الآخرون.
طارق بصى بقا ومن الآخر عشان أنتى هتشليني أنا بحبك يامتخلفة وعايز أتجوزك ها قولتى ايه.
نظرت إليه بعدم استيعاب فقد الجمتها الصدمة فجذبها من معصمها وهو يسير بها مبتعدا قليلا ثم وقف تحت ظل تلك الشجرة وقام بإخراج علبة صغيرة من جيبه ووضعها فى يديها ليقول أنا عارف أنك مصډومة بس مش مهم المهم أنى قدرت أخد أول خطوة فى الموضوع دا وأعترفلك بحبى ليكى...والعلبة دى فيها خاتم لو أنتى بتحسى بنفس شعوري وبتحبيني وموافقة أن أحنا نتجوز البسي الخاتم دا ماشى هسيبك تفكرى براحتك خدى وقتك زى ما أنتى عايزة بس أعرفى يوم ما تلبسيه مش هتقلعيه تانى و هتبقى ملكى وعمرك ما هتبعدى عنى مهما حصل.
أمام غرفة لارين وقف معاذ يعدل ملابسه بضربات قلب متسارعة وبنفس يعلوا ويهبض من كثرة تلك المشاعر الجياشة يشعر وكأنه شاب مراهق..طرق على الباب بخفة وبعد ثوان فتحت له الأخرى ونظرت إليه بحياء فقال هو بتوتر كنتى نايمة يالولو.
اردفت لارين
بهدوء لا صاحية فى حاجة ولا ايه يامعاذ.
مد يديه بعلبة كبيرة مغلفة واعطاه لها قائلا كنت معزوم برا مع صاحبي فاشتريت ليكي بيتزا لان عارف أنك بتعشقيها وكمان خليته يزود الجبنة زى ما بتحبيها ياست البنات.
أخذت منه بسعادة قائلة دى علشاني أنا.
هز رأسه بالإيجاب فضمته سريعا دون تردد ثم أبتعدت بخجل وقالت بضحكة بسيطة بجد أنا فرحانه لان كنت جعانة فعلا ونفسى كانت رايحه ليها .
نظر إليه بتركيز وهو يراقب أفعالها وفرحتها التى اسعدته بشدة فقال مكنتش أعرف أنك هتفرحى بالشكل دا لو كدا هجبلك بيتزا كل يوم عشان اشوف ضحكتك الجميلة دى اللى بتنور حياتي .
ثم أخرج لوح من الشوكولاته الغالية من سترته وأعطاه لها
وجبتلك دى كمان عشان تحلى بيها بعد ما تتعشى ياقمر .
بينما هى أتسعت عيناها بذهول فهتفت بسعادة غامرة وهى تلتقطها من بين يديه
أنت أكيد بتهزر دى من نوع اللى بحبه بجد أنا مش مصدقه.
تحدث معاذ بحب اسيبك أنا دلوقتى ولو عوزتي أى حاجة كلميني وأنا عنيا ليكي ياست البنات.
نظرت إليه بعيون لامعه قائلة بجد أنت أحسن معاذ فى الدنيا.
معاذ تصبحي على غير ياقمري.
أبتسمت برقة وأنت من أهل الجنة.
تحرك من أمامها فأغلقت الباب بخفة ثم أتكأت عليه بسعادة فهى تعشق أهتمامه الجميل بها تنفست بحب ثم أتجهت إلى مقعدها وبدأت بفتح الأكل.
فى اليوم التالى كانت جالسة نازلي بشرفتها وهى تنظر إلى صورتها مع فيروزة بعيون دامعة فقالت بهمس
ماشى يافيروزة والله أول ما اشوفك قدامي لاضربك عشان تنسى أمك بالشكل ده وماتسأليش عنها.
قاطعها صوت رقيق من خلفها وأهون عليكي ياست الكل دا أنا حتى بنتك البكرية.
ألتفتت خلفها وقالت بعدم تصديق روزا .
شعرت فيروزة پألم فى جسدها لكنها لم تظهر ذلك حتى لا تقلق عليها والدتها فقالت نازلي بعتاب
ينفع كدا هان عليكي أنى مشوفكيش لمدة شهر ونص وجوزك كل شوية يقولنا معلش أصلنا عرسان جداد وبنقض شهر العسل.
أبتعدت عنها ثم قبلت يديها وقالت بأعتذار حقك عليا يا أمي ما أنتى عارفة رائف ما صدق يتجوزنى عشان يحقق غرضه.
نظرت إليها بأستغراب غرضه قصدك ايه بالكلمة دى.
ابتسمت بۏجع وقالت بكذب قصدك أنه مصدق يتجوز اللى بيحبها وأن هى معاه.
نازلي بجد يعني هو بيحبك وبيعملك كويس.
فيروزة أه ياماما رائف كويس معايا وحتى مش بيزعلني.
أردفت نازلي بأرتياح طب الحمدلله أنتى متعرفيش أنا كنت خاېفة عليكي قد ايه أصل كنت بشوفك كل يوم فى الحلم وأنك دايما زعلانه ولابسه أسود حتى اسألي ابوكى هيقولك أن معظم الأوقات كنت بقوم من النوم مڤزوعة علشانك.
أردفت الأخرى بداخلها للدرجاتى كنتى حاسه ببنتك أنا فعلا كنت كل يوم بمۏت ومحدش كان عالم باللى بيجرالى كنتوا فاكرين أنى سافرت لكن أنا كنت موجودة هنا فى بلدي وبتعذب.
هزت والدتها كتفها بحنان قائلة سرحتي فى ايه ياروزا أوعى يكون رائف وحشك.
فيروزة بهمس وحش لما يلهفه ويخلصني منه البعيد.
نازلى بتقولى ايه يابت مش سمعاكي.
فيروزة بإبتسامة أبدا ياحبيبتي بقولك ايه ياأمى أنا ھموت وأكل أى حاجة من ايدك الجميلة بجد وحشنى طبيخك وريحته الشهية اللى بتفتح النفس .
ضحكت نازلي بخفة بعد الشړ عليكي ياروحي من المۏت هعملك كل اللى نفسك فيه دا أنتي تؤمري.
ضمتها فيروزة بسعادة ربنا يخليكي ليا ياست الكل ومتحرمش من وجودك أبدا ياأمي وتفضلي دايما منورة حياتنا أنتى وجودك نعمة كبيرة...وبعدين صح مش كنتي بتقولى أنك أول ماتشوفيني هتضربيني.
مسدت على شعرها بحنان قلبي عمره ما طوعني على ضړبك أنتى بنتي ومفيش أم بتقدر ټضرب عيالها حتى لو عملوا فيها ايه.
فيروزة طب وحلفانك كدا هتصومي تلات أيام.
نازلى تصدقى صح أنتى لازم ټضربي اه ما أنا مش هقدر أصوم...فقامت بضربها بخفة على كف يديها ثم قالت بحنان كدا خلصين عشان متحسبش على الحلفان .
ضحكت فيروزة بخفة ماشى يالوزة ويلا بقا أنا جوعانه كتيييير.
قرصتها من خدها بخفة وقالت بمرح هو الواد كان مجوعك ولا ايه لما يجيلى بس هو صحيح فين مجاش معاكي ولا ايه.
تحدثت بنبرة حزينة قائلة لا موجود أصله مش قادر يبعد عني وهيفضل ملازمني.
ثم أضافت بهمس داخلىخاېف لاقول على أفعاله الۏسخه اللى بيعملها معايا بس أنا مش قادرة أتحمل كل القرف دا حاسه لو فضلت ساكته أكتر من كدا ھموت لازم بأقرب فرصة اقول لبابا واللى يحصل يحصل.
ولجت إليهم لارين وبابتسامة واسعة قالت أنتى متعرفيش كنتى وحشانى قد ايه والبيت حقيقي كان وحش أوى من غيرك ياروزا كنتى عاملة حس وروح حلوة لينا وللبيت بقولك ايه ما تطلقى واقعدى معانا أحسن بلا
جواز بلا نيلة يعني خدوا ايه من الجواز غير مسح وترويق وطبخ وعسل مواعين وهدوم وتراب وقلة قيمة وبكرا لما تخلفى هيطلع عين اللى جبوكى وفى الأخر مش هتعجبى البيه ولو قصرتي معاه هيعمل من الحبه قبه فالأحسن تلحقى نفسك من دلوقتى وتخلعى.
دفعتها نازلي بكتفه وقالت پغضب بس ياحيوانه عايزة اختك تطلق بعد جوازها بشهر ونص كويس أن رائف مسمعكيش.
لارين بلامبالاة رائف مشى ياختي من شوية وقالي خلي اختك تبقى تكلمني على الفون.
ابتسمت فيروزة بسعادة قائلة بجد مشى.
ضحكت لارين بخفة شكلك ماصدقتى أنه خلع باين عليه كان كاتم على نفسك.
فيروزة مش كدا أصل لو فضل هنا مش هيسبني وهيفضل لازق فيا .
نازلى بابتسامة يابت بيحبك عشان كدا مش عايز يبعد عنك.
لاوت فمها وقالت بسخرية اه بيحبني أوى ثم همست بصوت غير مسموع من كتر حبه فيا جسمي بقا عامل زي اللى داس عليه قطر صحيح اللى ميعرفش يقول عدس.
بعد ساعتين..
أخذت تتصفح هاتفها وهى تسير بمر القصر فأرتطمت بشئ صلب جعل توازنها يختل فكادت أن تسقط من أثره لكن منعها من السقوط تلك اليد القوية تسارعت نبضات قلبها عندما رفعت عيناها الفيروزية تنظر إلى ذاك الشخص فقالت بدهشة مستحيل دا أنت.
أبتسم ثغره لتظهر تلك الغمازة على وجهه الجميل فقال
أنتى تانى يا فيروزة والله صدفة حلوة بس بتعملى أيه هنا.
أجابته بارتباك من نظراته التي تخترقها قائلة ده بيت أهلى أنت اللى بتعمل ايه هنا.
عمران جاى فى شغل لسيادة اللواء.
فيروزة جاى لبابا هو
 

تم نسخ الرابط