رواية اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
ويالا خجلها منها تريد ان تقول لها أنها لا تستحق هذا الفيض من حنانها بعد ما كان لكنها تصمت وتستغفر الله سرا.
_ عاملة ايه انهاردة يا نور عين أختك
ابتسمت أيتن مغمغمة الحمد لله يا أبلة بقيت كويسة.
حدجتها مرام بنظرة طويلة تفيض حنان قبل أن تتلقفها بعناق حاني وهي تخبرها انتي لسه صغيرة والحياة فيها حاجات كتير حلوة هتعيشيها اوعي تاني مهما حصل تهون عليكي حياتك في لحظة ضعف يا أيتن لو في مشكلة اتكلمي معايا انا وماما مش هتلاقي حد ېخاف عليكي زينا.
ثم التقطت هاتفها قائلة بصوت عادت براءته تعالي نتصل كلنا بابا نطمن عليه أصله وحشني اوي اوي
ربتت وجنتيها برفق
ماشي ياعمري اتصلي وانا هنادي بابا واخويا ونيجي نكلمه
تركتها واخيرا سكن قلبها الراحة والطمأنينة بعد أن عادت الصغيرة لطبيعتها.
هكذا مزحت معها حفصة صديقتها التي أتت لزيارتها لتطالعها أيتن بعين ممتنة ليأتي عناقها جارف وهي تغمغم عمري ما هنسى وقفتك معايا
في محنتي يا حفصة عمري ما هنسي إنك كنتي سبب في خلاصي ونجاة سمعتي أنا واختي من انهاردة هتكوني صاحبة عمري ومفيش حاجة هتفرقني عنك ابدا يا صاحبتي.
ضحكت ايتن وهي تبتعد عنها مجرفة دموعها حقك عليا مش قصدي بس أنا فرحانة اوي.
ربتت حفصة علي وجنتها بحنان ده درس اتعلمتيه وانا كمان اتعلمته معاكي دلوقت بقا تعالي نصلي سوا العصر جماعة وننزل عشان تعزميني ولا عايزة تهربي من مكافأتي.
ابتسمت أيتن لا يا حبيبتي ده انتي تاخدي عنيا.
_ في زيارة عشانك يا قمر.
رفعت عيناها عن مصحفها الذي صار يلازمها طيلة الوقت تنهل آياته المبجلة ليل نهار علها تمحو بعض خطاياها وتنال غفران ربها تبعت السيدة عبر رواق طويل حتى ولجت معها بغرفة ما لتجد رفعت أمامها نظراته ينبثق منها تعابير كثيرة عتاب شفقة اتهام ڠضب تعاطف حزن وأسف كل هذا قرأته بنظراتها الأولى له.
جيت ليه
لا يزال يحتفظ بصمته دون إجابة لتغمغم هي
لو جيت تعاتبني وتلومني مبقاش له لازمة يا رفعت أنا خلاص أخدت جزائي علي كل حاجة عملتها غلط بإرادتي أنا محدش ضحك عليا يا رفعت أنا اللي كان جوايا شړ شربته من أمي وعزت نقطة نقطة هو ده اللي اتعلمته منهم واتربيت عليه ومش غريبة دي تكون نهايتي.
أنا خلاص يا رفعت باقيلي ساعات في الدنيا واسيبها بطلب منك تسامحني علي اللي عملته فيك سامحني لأن واحدة زيي هي ام ابنك بس خلاص قمر هتنتهي وتتنسي وانا عارفة إن ابننا هيطلع صالح وطيب زيك لأنه هيكون تربيتك حاول تحكيله حاجات كويسة عني حاول تخليه مايعرفش حاجة تكرهه فيها أكدب عليه وارسملي صورة حلوة في عيونه وقوله إني كنت بحبه بحبه اوي.
سالت دموعه ولايزال عاجزا عن قول كلمة واحدة لها لم يكن يريد لها تلك النهاية المخزية أرادها بخير رغم كل شيء لكنه أختيارها وها هي تنال حصاده.
_ هتدعيلي بالرحمة لما أموت
أطرق رأسه يجاهد دموعه الصامتة التي تنهمر من عيناه ليرفع وجهه نحوها هامسا هدعيلك.
ابتسمت وهي تنهل من ملامحه وتشبع برؤيته الأخيرة قبل ان يهمس لها بوصاياه الاخيرة أوعي تيأسي من غفران ربنا ياقمر قضي اللي باقي من عمرك بالاستغفار وانوي توبة صادقة رحمة ربنا مالهاش حدود وبيبانه دائما مفتوحة للتوابين يمكن يتقبل توبتك ويغفرلك.
ليختم قوله بتلك الآية الكريمة
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
ابتسمت وتمتمت بخشوع صدق الله العظيم.
ثم جففت دموعها وهو تودعه شكرا يا رفعت شكرا علي زيارتك وكلامك اللي كنت محتاجاه يقويني شكرا لأنك رغم اللي عملته بتنصحني شكرا لأنك وعدتني تدعيلي بالرحمة.
ثم لوحت له وهي تغادره بابتسامة دامعة ليمضي هو الأخر بطريقه أسفا حزينا لنهايتها.
وتمضي هي لمصيرها.
ولج البيت يبحث عنها مناديا أشرقت.
لم تجيبه فعرج على المطبخ ليجدها تجلس وأمامها تشكيلة خضراوات تتناولها بنهم ولم تشعر به مظهرها كان مضحكا فمازحها بقوله أزيك يا أرنوبتي.
رفعت وجهها الذي امتلأ قليلا قائلة وخدها منتفخ بأوراق الخص اتريق اتريق الله يسامحك.
ضحك وهو يقترب ولا تزال روحه المرحة متحكمة به أشرقت أنا كل أما ارجع البيت ألاقيكي بتاكلي انتي مبقاش عندك أوبشن تلات وجبات زي الناس الطبيعية انتي بتاكلي بشكل متواصل يا ماما.
توقفت عن قضم قطعة الخيار وعبس وجهها بقلق وهي تغمغم تصدق صح يا رضا أنا باكل كتير اوي الفترة دي نفسي مفتوحة وعلي طول جعانة ومش عارفة اعمل ايه بس خالتي قالتلي ده عادي لأن البيبي بياكل معايا.
_ أيوة أيوة برري طفاستك بابني الغلبان
انزعجت ورفعت حاحبيها محذرة رضا أنا مش طفسة كله عشان صحة ابنك ولا أروح لخالتي تأكلني
_ لا حرام دول مالهمش ذنب في الفقر الغذائي اللي هيحصلهم واستطرد بمشاكسة استأذنك بس تشيلي أكلي انا واخواتي علي جنب لو مش هضايقك يعني.
ضړبت الطاولة بكفها صائحة بغيظ قصدك ايه رضا خاېف أكل أكلكم طب والله منا ..
كمم فمها وهو يقهقه بشدة ليضمها إليه وقد هدأت نوبة ضحكاته هامسا وهو يقبل بين عيناها حبيبتي تاكل عيوني.
ابتعدت عنه بدلال لأ أوعي زعلانة منك بجد لعلمك انت جرحت مشاعري.
_ هي فين دي
لكزت صدره ليقهقه من جديد قبل ان يحدثها ببعض الجدية
هتلبسي ايه في كتب كتاب سارة
_ عندي فساتين كتير مالبستهاش.
_ لأ طبعا أكيد ضاقت عليكي أنتي بقيتي فيل يا روحي.
قذفته بشيء أمامها تلقفه بخفه ومرح ثم
قال
تعالي نخرج بالليل نشتري فستان ليكي ولرحمة.
_ ومازن مالوش نفس
ابتسم وربت علي شعرها بحنان لأ ازاي نشتريله طبعا.
صمتت ولاحظ انها تريد قول شيء فحسها علي القول
عايزة تقولي حاجة يا حبيبتي
_ أيوة بس اوعي تتضايق مني.
_ متقلقيش اتكلمي.
_أنت عارف إن معايا قرشين حلوين في البنك ايه رأيك تاخد مبلغ يساعدك الفترة دي و....
_ أشرقت.
صوته الحازم أوقفها ليواصل دي فلوسك ونصيبك من ورثك في شقة والدك وما يخصنيش فيها مليم.
_ أنا وأنت ايه يا رضا انت المصاريف عليك زادت الفترة دي ولسه الولادة واللي بعدها وانا اللي بعرض عليك المساعدة.
غمغم وهو يستند على الجدار خلفه عاقدا ذراعيه
كل حاجة بتيجي برزقها يا أشرقت لحد ما اموت هفضل مسؤول عن كل حاجة تخصكم رزقكم ربنا بيبعتوا الحمد لله ومستورة.
صمتت تتامله وللحظات خاطفة قارنت رضا بعزت الذي لو كان بموضعه لما تردد باستغلالها وأخذ كل مليم تملكه دائما ما يكبر زوجها بعيناها يوما بعد يوم.
دنت إليه وطوقت خصره ورأسها يتمرغ بصدره هامسة
كل يوم بحبك أكتر يا رضا لحد ما
متابعة القراءة