رواية اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز


مودة
_ أيوة يا نجوي وماتزعليش مني أنا اصلا مش فاضية ومش هاجي عندك دلوقت خالص.
أنهت المحادثة مع شقيقتها متجاهلة ضيقها مضجعة فوق فراشها شاردة والحزن يفرض ظلاله فوق ملامحها لا تريد ان تتلاقى معه ثانيا لم تعد تتحمل هذا العڈاب مادام أنشغل لأمر طليقته التي ظهرت ثانيا فلتبتعد هي أكرم لها لا ينقصها چرحا لقلبها العاثر وحبيبها الوحيد لن يكون لها أصابعه تتشابك مع غيرها من جديد وعليها التواري متمنية له الخير رغم كل شيء.

المفاجأة أثلجت صدره مع نسيانه التام لتاريخ مولده دائما والدته هي ما تذكره وتهتم به الماكرة كانت تخطط لذلك وإلحاحها لمكوثه معها عند سامي أخيه لم يكن عبثا. 
_ أنتي مش سهلة يا ماما. 
ثم نظر لأخيه مازحا حتى مراتك طلعت مش سهلة وبتتأمر مع ماما عليا.
قهقه سامي وهو يفاجئه مش عايز اصدمك واقولك ان انا كمان كنت عارف ومرتب معاهم كل حاجة. 
ضحكت نجوي وهو اللي نضف الروف زينه مع الولاد.
ليصيح أبن أخيه الأكبر وانا اللي نفخت البلالين كلها لوحدي يا عمو.
منحه رفعت نظرة حانية وعانقه ربنا يخليك ليا انت واخواتك يا حبيب عمك ومتحرمش منكم.
_ السلام عليكم.
حضورها كان مفاجئا للجميع عدا والدة رفعت التي لمعت عيناها برضا ومودة تستجيب لرجائها ودعوتها بالمجيء الصغيرة لم تخذلها حتى الأن وظنها أنها لن تخذلها أبدا.
كان رفعت أول من رحب بها مجيبا تحيتها قبل يمازحها أوعي انتي كمان تكوني مشتركة معاهم في خطة عيد ميلادي.
ابتسمت بوقار وهي تقترب نحوه بعد ان حية الجميع 
كل عام وحضرتك بخير يا استاذ رفعت. 
ثم قدمت هديتها قائلة عملت دي عشانك يارب تعجبك. 
فك الطبق رباط الطبق المفضض ليجد قالب تورتة صغير شهي المنظر فصاح منبهرا بصدق الله شكلها روعة
لم تستطع منع نفسها من التفاخر ولو قليلا أمامه بقولها عمايل ايدي يارب تعجبك. 
ارتفع حاجباه بدهشة بجد انتي اللي عاملاها والله برافوا دي زي الجاهزة.
صاح سامي وهو يقرب الأطباق نحو القالب هندوق ونحكم ولو اني عارف شطارة مودة في الحاجات دي.
لم يبخل الجميع بإبداء إعجابه بما صنعته مودة إلا نجوي التي عزفت عن تذوقه بل لم تحدثها بكلمة واحدة شقيقتها الكبري لا تزال غاضبة منها ويجب ان تراضيها.
_ عنك انتي يا نجوي انا هشيل الأطباق. 
تجاهلتها الأخير وهو تتوجه بالأطباق للأسفل حيث شقتها لتتبعها مودة بإصرار. 
_ منا جيت اهو زعلانة ليه بقا
الټفت نحوها نجوي مطلقة ڠضبها من عنانه 
جيتي لما حماتي كلمتك قدرتيها لكن أنا مش مهم زعلي مع اني اختك الكبيرة ولازم تقدريني وتنفذي كلامي.
اقتربت وحاولت عناقها متدللة عليها 
يا حبيبتي ده انتي كلمتك علي رقبتي بس والله ما كنت هاجي فعلا لكن حماتك لما كلمتني معرفتش اكسفها فعلا والله يا نجوي ڠصب عني وغلاوتي عندك ماتزعلي مني.
رق قلب نجوي وعانقتها ثم مازحتها بس عقاپا ليكي هتعملي دور شاي للكل
وتحصليني فوق على الروف. 
_ بس كده من عيوني يا نوجا.
مكالمة هامة جعلت رفعت يهبط الدرج بعيدا عن ضوضاء الصغار انتهى وهم بالصعود ليجد مودة تصعد بين يديها صنية كبيرة عامرة بأكواب الشاي الشهية. 
ابتسم بود الله عليكي الشتي جه في وقته. 
رمقته بحنان عفوي بالهنا والشفا يا استاذ رفعت
مد يده تلقائيا هاتي عنك يا مودة واطلعي انتي. 
كادت ان تعترض لولا نظرته الحاسمة للأمر. 
تبعته وهي ترمق قامته الممشوقة بحنان وشوق لا تقدر على مقاومته متعجبة من رضوخها بالمجيء رغم قرارها ألا تأتي حضورها لم يكن فقط لأجل والدته التي ترجتها بالمجيء بل لهفتها لتراه وتشاركه تلك المناسبة للمرة الأولى
وتعلم أنها حين تعود لبيتها ستبتلعها الخيبة شردت بأفكارها وهي تتسائل هل أعاد عهده القديم مع طليقته هل يمكن ان يعود لها لأجل طفله من يلومه لو فعل.
لم تشعر بأن آهتها الملتاعة كانت مسموعة ليلتفت لها متسائل 
في حاجة يا مودة
انتبهت سريعا من شرودها قائلة لا ابدا يا استاذ رفعت م 
بترت حديثها فجأة وهي تشهق بړعب بدا له مبالغ به وهي تهرول هابطة الدرج سريعا صائحة صرصار بيطير.
انعقد حاجبي رفعت بدهشة لتفترش ابتسامة شفتيه قبل أن ينفجر ضاحكا مناديا عليها استني هنا بتجري من صرصار يا مودة! ولا عيب علي طولك.
ترك صينية الشاي جانبا هابطا الدرج خلفها غير قادر علي مقاومة ضحكه حتى وصل لأسفل البناية ليوقفها بصياحه مودة أقفي عندك إياكي تجري في الشارع مايصحش.
توقفت وهي تنظر حولها بحذر وكأنها مطاردة من لصوص هاتفة بلهاث أنا ..أنا أسفة.. بس أنا عندي فوبيا منه. 
_ من الصرصار!
رمقته بلوم حين تبينت سخريته ليضحك رغما عنه فتهتف بضيق لو سمحت يا أستاذ رفعت ماتضحكش عليا أنا فعلا بخاف وده مش بإيدي يعني.
حاول تمالك نفسه معتذرا خلاص أسف متزعليش بصراحة شكلك وانتي بتجري مړعوپة من حتة صرصار كان مبالغ فيه وضحكني.
ثم أشار لها ليصعدا للجميع يلا نطلع أحسن أنا سبت الشاي علي السلم ومعرفش مصيره ايه دلوقت.
تسمرت مكانها دون ان تتبعه.
_ ايه يا بنتي مش هتطلعي
هزت رأسها رافضة بصمت ونظرتها الخائڤة أضفت عليها مظهرا طفوليا فابتسم مع قوله الحاني مټخافيش يا مودة زمانه طار في حتة تانية. 
ليمازحها مع إني لو منه أطاردك في كل مكان كفاية انه گصرصار فخور بنفسه انه عرف يخوف أنسة كبيرة زيك مع إن أخره ضړبة شبشب. 
أخيرا منحته ابتسامة جزاء لطرفته وكم تخجل مما حدث يحق له لو عاملها گطفلة بعد الأن. 
تبعته وهي تتلفت حولها بحذر وهو يرمقها بنظرات جانبية خانقا ضحكته بأعجوبة حتي وصلا لموضع صينية الشاي فحملها مستأنفا صعوده وهي خلفه.
_ كل ده بتعملي شاي يا مودة
وانت كنت فين ده كله يا رفعت
تساؤل سامي زوج شقيقتها أربكها ولم تدري ماذا تقول خاصتا مع نظرة رفعت الخاطفة نحوها وابتسامته التي يعافر لوئدها. 
_ وانت قاعد تعد علينا الثواني ولا ايه ياعم سامي.
استجاب أخيه لسخرية رفعت المازحة وانخرط معه بثرثرة مرحة بينما نظرات والدته الخبيرة بواد أخر وعيناها تحاصرهما بقوة غير غافلة عن تواصلهما البصري الذي حدث كما لاحظت خجل مودة منه واحمرار وجنتاها بشكل لم يغيب عنها تري ما الذي حدث بينهما تلك الدقائق ولما حمل عنها رفعت أكواب الشاي
وبموضعها جلست ټلعن نفسها ألف مرة لما حدث وأظهرها أمامه بهذا العبث سامحك الله يا صرصور بسببك تشوهت صورتي بعينه حتما صار رفعت يراني طفلة حمقاء الأن ولم تدري أنه رأها بشكل غير الذي تظنه خۏفها الشديد وهي تهرول أمامه جعلها شهية بعينه دائما ما يحب الرجل أن يري في المرأة طفلة ضعيفة هشة وكأن رجولته تتغذي وتنتعش أحيانا بهذا الضعف كأنها مسحة رقة شقت عالمه الرجولي القاسې أختلس نحوها نظرة جانبية فوجد وجنتاها مشتعلتان بحمرة محببة وعابسة بشكل شهي يعلم ان ما حدث أخجلها ليته يخبرها انه لم يحدث ما يستحق عبوسها هذا بل ربما لو سنحت الفرصة لأخبرها أنها كانت له اليوم گ نسمة باردة بددت ضيقه وأفكاره المشتتة تلك الفترة.
_ أستأذن أنا يا جماعة عشان الوقت أتأخر.
قالتها مودة متأهبة للرحيل لتترجاها شقيقتها بالمكوث دقائق أخري فتعتذر
 

تم نسخ الرابط