رواية اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
أتجه نحو المطبخ ليصعق برؤيها فاقدة الوعي ارضا وعين الموقد متقدة اغلقها سريعا ثم حمل أشرقت وأسكنها فراشها وراح يربت علي وجنتها برفق لتفيق بدأت تستعيد وعيها وتفتح عيناها رويدا ليقابلها وجه رضا والخۏف يطغى على قسماته هل هو هنا حقا ام تحلم
والأغرب هل نظرة الهلع التي تراها الأن حقيقية
_انتي كويسة
وصلها همسه الخائڤ و الحاني رغم كل شيء فاعتدلت بوهن لتجيبه الحمد لله معرفش حصلي ايه فجأة دوخت ووقعت ومش حسيت بحاجة خالص
فطرتي
قالت وعيناها متعلقة به مكلتش من امبارح ماليش نفس
رمقها بحدة ثم غادرها قليلا ليأتيها حاملا صينية يعلوها طعام مناسب قائلا بغلظة افطري وبعدين اجهزي عشان رايحين مشوار
نظرت للطعام وشعرت كم هي ضئيلة أمام حنان ورحمة هذا الرجل رغم ما أحزنه منها لا يزال يرعي الله فيها ويهتم لأمرها غمغمت بوهن بس انا ماليش نفس انا عايزة
وبنظرة اتهام استطرد اوعي تتصوري لحظة اني هسيبك ټأذي أبني مش معنى انك بتكرهيني انك تهملي فيه
أدهشها مسار أفكاره لتهمس بذهول رضا انت بتقول ايه أنا
لوح لها بتحذير لتتوقف
_اظن أنتي اتكلمتي بما فيه الكفاية وقولتي اللي جواكي بكذا طريقة بس أنا اللي كنت غبي مفهمتش بس خلاص فهمت كل حاجة وأخدت قرار لازم تنفذيه لأن معندكيش فرصة ترفضي
بعد أن استجمع كلماته انا كنت فاكر أن العشرة هتغير شعورك ناحيتي كنت مستعد اصبر عليكي قد ماتحتاجي من وقت بس ردك امبارح انك مش عايزة ابني فتح عنيا ونبهني لشيء مهم اوي يا أشرقت الحب عمره ما كان بالعافية ومش لازم عشان حبيتك انتي كمان تحبيني
_رضا أنا!
حاولت مقاطعته مرة أخرى فاوقفها بنظرة صارمة مواصلا أنا وصلت لاتفاق أظن هيرضيكي جدا أنتي هتفضلي في بيتي معززة مكرمة وتحت عيني لحد ماتولدي ابني أو بنتي اللي جايين معنديش استعداد أجازف انك تأذيه وتتخلصي منه
قاطعها ثانيا بنظرة أكثر صرامة متجاهلا تدخلها
بعد ما تولدي تقدري تروحي لحال سبيلك يا بنت الناس مش همنعك هطلقك واحررك من جوازة اتفرضت عليكي واضطريتي تقبليها عشان تتخلصي من مشكلة طليقك
ليكتسب صوته ونظرته بعض الألم وهو يتمتم
يمكن تكوني راضية وتستعيدي راحتك من جديد
علي الأقل حد فينا هيكون مبسوط
بكت أمامه وهي تستشعر بصوته كل هذا الألم الذي تسببت هي به ألمه وضع عنقها فوق مقصلة الندم ونحرها دون رحمة ليعاود قوله محاولا ارتداء قناع القوة ولاني راجل عندي كرامة مستحيل المسک تاني أشرقت علاقتنا كزوجين انتهت بالنسبالي اوعدك مش هحاول اقربلك ابدا حقوقي كزوج متنازل عنها اهم حاجة ابني يجي بأمان وتتنازلي عنه رسمي بعدها
بكت بحړقة وهي تهذي من بين بكائها
حرام عليك يا رضا والله حرام أديني فرصة اشرحلك وافهمكلازم تسمعني من حقي تسمعني
تجاهل هذيانها الباكي وغمغم ببرود
افطري واجهزي عشان رايحين للدكتور
ثم تركها وغادر ليتمالك نفسه كي لا ټخونه ذراعيه وتدسها بصدره كما يفعل دائما حين تبكي أمامه الغريب أن بكائها لا يزال يؤثر به لكنه أضحى عاجز عن تقديم يد العون لها
لم يعد لديه شيء ليعطيه لها
نفذت خزائن صبره وأصبحت خالية
_مبروك المدام حامل في أول الشهر التالت
قالتها الطبيبة البشوشة وهي تخط بعض الأدوية قائلة بعملية بس انتي ضعيفة جدا
جدا وده مش في مصلحتك أنتي والجنين وطبعا محتاجة راحة تامة وممنوع أي مجهود زيادة هتستمري علي الفيتامينات دي بانتطام وهتركزي أكلك على حاجات تفيدك في الفترة دي هكتبهالك
التزموا الصمت طيلة الطريق حتى دلفا البيت ثانيا ورضا يخبرها ببرود أظن سمعتي كلام الدكتورة لازم من هنا ورايح تهتمي بصحتك وعلاجك وترتاحي ومفيش حاجة اسمها ماليش نفس
رمقته بنظرة أمل أزعجته ليهتف بحدة إياكي تتصوري لحظة إن اهتمامي بيكي عشانك لأ ده عشان حملك يعدي علي خير وتولدي ابني بالسلامة بعدها مش هتفرقي معايا
أنتهي من صياحه الثائر وغادرها لتبقي هي وحيدة تتقاذفها أيادي الحزن لتدرك أنها حصدت ما جنته يداها
وليس سواها المسؤول
شعور قاټل بالحزن والوحدة جعلها تفقد حذرها للمرة الثانية وهي تتلحف بعبائتها السوداء متوجهة لبيت خالتها القريب فكم تحتاج عناقها والبكاء علي صدرها الأن
_ أشرقت!
استقبلتها الخالة بين ذراعيها لتنتبه لبكائها فتهتف بجزع مالك يا بنتي پتبكي ليه
_ أنا محتاجالك أوي يا خالتي
أستعاذت السيدة من الشيطان الرجيم وجذبتها لغرفتها وجلست لتأخذ رأسها علي حجرها كما تحب أشرقت منذ طفولتها وهي تداعب شعرها قائلة بحنان اتكلمي يا ضنايا وقولي فيكي ايه
همست ودموعها تجري فوق خديها أنا حامل يا خالتي
شقهت الخالة من فرط فرحتها واجبرتها لتعدتل متلقفة إياها بصدرها مهنئة يا ألف مبروك يا ألف نهار أبيض والله كان قلبي حاسس اني هفرح بيكي قريب يا بنت اختي شوفتي بقا عوض ربنا جميل ازاي ورزقك بأيه
أطرقت برأسها مغمغمة بصوت کسير الفرحة جت بعد فوات الأوان يا خالتي
لترفع عيناها لتشاركها الفاجعة رضا هيطلقني بعد ما اولد
دبت الخالة علي صدرها بفزع
يا مصبتي السودا! يطلقك ازاي يا بنتي ده كلام برضو
بكت أشرقت باڼهيار ثم راحت تقص لها الكثير مما حدث بينهما لتلومها الخالة بحزن ياما قولتلك يا بنتي الراجل له طاقة ياما قولتلك افتحي قلبك وبلاش تقارنيه باللي قبله وتتعمي عن عوض ربنا ليكي وادي النتيجة الراجل زهق ونفذ صبره
ازداد اڼهيار أشرقت وهي تبكي پألم لتعانقها الخالة بحنان مجرفة دموعها طب صلي علي النبي كده واستعيذي من الشيطان لسه الخيوط في ايدك وتقدري تلميها تاني
_ أزاي يا خالتي ده بقا يكرهني ومش طايق يشوفني رضا مبقاش يحبني
ابتسمت العجوز بمكر هو بمزاجه يكرهك اللي يحب مايعرفش يكره بالساهل يا ضنايا ده رد فعل طبيعي لاي راجل عنده كرامة وانتي يا أشرقت جرحتيه كتير
أومأت معترفة بذنبها عارفة يا خالتي وندمانة
لتستطرد بصدق بس أنا مش عايزاه يسيبني يا خالتي أنا فرحانة اني حامل وعايزة ابني وعايزاه بس هو مش راضي حتي يسمعني
ربتت الخالة علي وجنتها بحنان قائلة بحكمة مهما سد ودانه وقاومك هايجي يوم ويسمع يا حبيبتي هيصدقك لما تعملي اللي المفروض كان يتعمل أهتمي به هو واخواته عبري عن حبك ليهم بكل الطرق الراجل بيحب الاهتمام أكتر من الحب نفسه وبيتأثر به زي الطفل صخرة غضبه هتتفتت واحدة واحدة كل اما تزودي حبك وحنانك ومشاعرك
ثم غمزتها بخبث وأنوثتك ودلالك وشقاوتك وانتي فاهمة قصدي
للمرة الأولي تبتسم أشرقت منذ ما حدث شاعرة بالراحة والأمل يعود ليغزوها من جديد خالتها محقة لن تتخلي عنه وتتركه ستحارب لتستعيده مرة أخرى ستتحمل غضبه بصبر كما صبر هو عليها لن تمل طلب صفحه وغفرانه حتي يتقبل قلبها ويرضى عنها
_ هو عارف انك جاية عندي
تجمدت عين أشرقت پخوف وهي تبتلع ريقها بصعوبة
بصراحة
متابعة القراءة