رواية اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
رائحتها.
بدأت تستعيد وعيها ببطء وجسدها يؤلمها
تشعر بالأرض الصلبة تحتها فتحت عيناها ليقابلها ضوء مصباح السقف الساطع يجبرها لتغلق عيناها من جديد نهضت بنصف جلسه تتطلع حولها وضميرها يهمس بتساؤل
ماذا حدث أخر ما تذكره أنها رأته
عزت كان هنا
عزت كان ..
شهقت وهي تكمم فمها پذعر حقيقي!
هل فعل بها شيئا
هل دنسها هذا الوغد
ماذا حدث كيف تتأكد
راحت تفحص جسدها بعناية علها تجد دليلا لدنسه
لم تجد هل تركها دون أن ېؤذيها
أم لم يأتيها من الأساس وتتوهم
عادت تتفحص جسدها وتتلمسه پعنف حتى خدشت جلدها بأظافرها دون أن تشعر.
لتتجمد للحظات وكأنها شمت عبق زوجها.
صوت مزلاج الباب أخبرها انه أتاها حقا.
دهشته لم تجعل ذراعاه تخذلها وهو يتلقفها سريعا
محتوي جسدها بقوة والمزيد من الدهشة تغزوه.
ماذا حدث لترتجف تلك الرجفة بين ذراعيه كأنها تخشي شيء
همسها وهو يحاول أبعادها عنه لتتشبث به أكثر ووجهها مغموس بعنقه أستشعر دموعها الدافئة فأبعد عنه بالقوة منزعجا لبكائها.
_ مالك يا أشرقت حصل ايه
لم تجيبه واكتفت بعودتها علي صدره محتمية به
حملها لأقرب مقعد وأجلسها فوق قدميه
ثم أزاح شعرها قليلا عن عيناها ليعود بهمسه الحاني يسألها
ممكن تفهميني حصل ايه وليه خاېفة كده
هي لا تدري حقا هل كان عزت هنا أم هو أوهام بعقلها
وان كان هنا هل تخبره
_ أشرقت.
جعلها ندائه تنظر إليه لتترقرق عيناها هامسة كأنها تهذي
معرفش حلمت كأن الباب خبطت وفتحته لقيته في وشي جاي يأذيني تاني.
لتزوغ عيناها بتيه لحظات وهي تهمهم
يمكن عزت كان هنا.!
هتف رضا بقلق وهو يحاول فهم شيء من هذيانها
_مش عارفة معرفش معرفش.
اڼهيارها الباكي صاحب كلماتها الأخيرة فضمھا رضا لصدره كي تطمئن وشعور بالحزن والڠضب لأجلها يشب حريقا بقلبه ماذا فعل بها ذاك الوغد ليجعلها هكذا
تخاف حتي لو طيفه بحلم
قرع الباب من جديد أجفلها لتصرخ متشبثة برضا هو.
_ أنت جيت هنا خبطت من شوية يا محمد
_ أيوة يا استاذ رضا ولما محدش فتح قلت أروح لزبون تاني وارجعلكم.
أومأ له بعد أن أدرك سوا الفهم الذي حدث مع زوجته يبدو أنها
ظنت الغلام طليقها هذا خير تفسير وجده أنقده أجرته وعاد لها وجدها جالسة تنتظره مطرقة رأسها بشرود قبل ان تنتبه إليه فتلمع عيناها لمعة غريبة عليه كأنها اطمئنت بعودته وكم أسعده هذا الأمر جلس جوارها ليحدثها برفق
اللي جه وخبط عليكي كان الولد بتاع المكوة محدش غريب طلع العمارة أصلا انتي شكلك دوختي من قلة الأكل واتهيئلك اللي قولتيه.
غامت عيناها بعيدا تتذكر هي بالفعل كانت تشعر بدوار شديد ربما حقا عقلها خدعها بمجيء عزت قبل أن تقع أرضا.
ربما كل ما حدث نسج خيالها وحده لما لا
_ أطمنتي دلوقت
نظرت إليه بنظرة ممتنة ثم تذكرت عناقها الجارف له وكيف تعلقت به شعرت بالخجل لاندفاعها المچنون هذا كيف ټتشاجر معه وتعانده وتثير غضبه منذ أيام قليلة لترتمي بين ذراعيه اليوم هكذا.
يحب كثيرا مراقبتها وهي شاردة كما يفعل الأن عيناها تقول ما تضن به شفتاها دائما
وجدها تعود وتنظر نحوه متسائلة بتردد كنت هتضربني لما روحت لخالتي بدون علمك
هز رأسه بقوة مستحيل امد ايدي علي واحدة ست ما بالك لو كانت مراتي.
ليستطرد بثقة بس أنا اقدر أعاقبك وأوجعك من غير ما ألمسك.
_ يعني ممكن تأذيني
_ مش هيكون أسمها أذية أسمها تقويم ليكي لو لزم الأمر واتعوجتي.
حتى حديثه عن العقاپ كان مميز يشوبه الحنان.
_ إيه الريحة دي
تذكرت القالب الذي صنعته لتهتف عملت صينية مكرونة بشاميل وفراخ.
_ غريبة أخواتي بيحبوا الأكلة دي أوي.
لا تدري لما لم تخبره أنها فعلتها لأجلهم واكتفت بقولها الغير مكترث بجد طب كويس.
لتتسائل بحذر وأنت بتحبها
نظر نحوها بنظرة ثاقبة قبل أن ينهض مع قوله
هروح أجيب الولاد من المدرسة.
ثم أشار للشطائر التي أحضرها معه جبتلك كام ساندويتش لو تحبي تاكلي علي ما أجي.
هزت رأسها بالنفي لأ مش عايزة.. هستني أما تيجوا ونتغدا.
حدجها متعجبا في نفسه من تغيرها منذ متي تحرص علي تناول الطعام معهم تجاهل الأمر برمته ورحل وتركها دون أن يراها وهي تمسك أسفل مثانتها پألم وقد
انتابتها بغتة مغصة قوية ليختفي الألم بعد برهة وتعود لهدوئها.
كما توقعت تماما رفض الصغار تناول الطعام الذي صنعته لهم لا تنكر ضيقها لذلك رغم أنها أظهرت عدم أكتراثها بالأمر.
لملمت الصحون الممتلئة كما هي وأعادت كل شيء كما كان.
_ أنتي المسؤلة عن اللي حصل لازم تصلحي علاقتك بيهم.
هكذا عاتبها رضا بغرفتهما وكعادتها تتسرع بفظاظتها دون سيطرة خاصتا تلك الفترة والله أنا مش هبوس ايديهم عشان يرضوا عني تعبت نفسي عشانهم وعملت أكلة بيحبوها مطلوب مني ايه تاني
ضيق عيناها متسائل يعني كنتي عارفة انهم بيحبوها وعملتيها مخصوص ليهم
ارتبكت قليلا وهي تخفي حقيقة ما فعلته بحماقة لأ أقصد إن كل الناس بتحبها.
حدجها مليا بنظرة ثاقبة قبل أن ينفض الأمر عنه راقبته وهو يجذب وسادة ويفترش الأرض لينام فغمغمت بخفوت هو أنت هتنام هنا انهاردة كمان
أخبرها دون أن ينظر نحوها أيوة.
ثم أعطاها ظهره متدثرا بغطائه لتشعر بالحنق وهي تقترب إليه صائحة يعني منين كنت بتحضني من شوية ودلوقت عامل زعلان و هتنام علي الأرض لوحدك
اعتدل لها جالسا وهو ينظر لها بجمود قبل أن يهتف أنتي اللي جريتي عليا لأنك كنتي خاېفة وأنا استقبلتك لأن كان ممكن تقعي لو سبتك وإني أقوم بدوري واحميكي واطمنك لما تخافي دي حاجة وإني أكون زعلان منك وبعاقبك حاجة تانية.
ثم تهكم بقوله أظن المفروض تكوني مبسوطة مش انتي بتكرهيني وبترتاحي في بعدي
وصمت برهة ليهمس بتساؤل باطنه رجاء أن تكذبه
مش انتي مش بتحبيني
تعلق رضا بشفتيها وكأنه يترجاها أن تمنحه ما يود سماعه ويتمناه أن تخبره أنها لا تكرهه أنها تحزن حقا لبعده وتشتاقه وتشعره أنه ذو أهمية لديها رجولته تحتاج منها هذا الشعور طاقة عطائه وصبره تنتظر مكافأة من بين شفتيها لكنها خذلته بصمتها وهي تنهض مدركة فراشها..شعر بالحزن منها وعاد ليعطيها ظهره لينام أو بالأحرى ليتظاهر انه كذلك.
أما هي راحت تطالعه بحيرة من أمرها.
لما ألتزمت الصمت بأكثر وقت يحتاج رضا سماعها.
لما لم تسكب مشاعرها دون قيود وتخبره أنها..
أنها تشتاقه.
تفتقده.
وأنه يفرق معها.
أغرورقت عيناها ووقفت وكأنها سوف تتوجه نحوه
لتقف في منتصف الطريق كأن شيئا مبهما يقيد قدميها.
فلا هي اقتربت.
ولا استطاعت أن تبتعد.
ظلت في المنتصف دون أن تحسم شيء.
___________
أختفائه المباغت منذ فترة لفت نظرها كانت تصادفة بصحبة جارها زين دائما لكنها أصبحت تجده مفرده دون صاحبه كثيرا ما تسائلت في ضميرها عن سبب مكوث أديب معه أليس له أهل وعائلة ربما غيابه هذا خير جواب لتساؤلها ربما عاد إليهم ولن تراه هنا ثانيا..أيا كان سبب وجوده
متابعة القراءة