رواية اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
عيناها التي ټحتضنها أهداب سوداء كأنها تحرصها من كل عين حاسدة.
عبرت أشرقت أمامه دون ان تصافحه ليفيق من سكرة رؤيتها مغمغما بترحيب وابتسامته الدافئة تتحدي صقيع مشاعرها ولجت للداخل خلف عائلتها مستقرة فوق إحدى الأرائك دون أن تعيره اهتماما عيناها تطوف كل التفاصيل بفضول متذكرة المرة السابقة التي رأت المنزل حين أتت تغيث الصغير وتعقم جرحه لم تنتبه لشيء حولها عكس تمعنها الأن بكل ما تطاله عيناها البيت بدا شديد البساطة ويد الترتيب واضحة يبدو انه بذل مجهود ليجعله بهذا الشكل.
قالها رضا مختفيا بزاوية قريبة توصل للمطبخ لتميل الخالة علي أذن أشرقت هامسة بتحذير
بت يا أشرقت افردي وشك ده وإياكي تعملي أي حاجة تضايقي بيها الراجل في بيته خليكي عاقلة كده فاهمة ولا لأ
زفرت بحنق خلاص بقا ياخالتي عرفنا انا مش عيلة يعني هتنطط علي الكراسي وأكسر الكوبايات.
_ وانا عملت ايه يا خالتي مش انا عروسة يبقا من حقي اقول شروطي واتجوز علي عفش جديد وغالي لو مش عاجبه والله محدش جبره وضربه علي إيده.
سارة متدخلة لتهدئهما خلاص يا ماما انتي وأشرقت رضا جاي بالعصير وممكن يسمعكم مايصحش.
والله يا جماعة البيت نور بيكم أنهاردة.
العم سلامة بنورك يا رضا يا ابني.
الخالة بعد نظرة راضية حولها شقتك حلوة أوي يا رضا.
ثم رمقت أشرقت بنظرة جانبية ربنا يباركلك فيها وعقبال ما تتملي بعيالك أنت وأشرقت يا ابني.
زفرت الأخيرة بضجر واضح لم تخفيه وهي تشيح بوجهها عن خالتها بعبوس ليهتف رضا متغاضيا عن رد فعلها البركة حلت بزيارتكم انهاردة.
بغيظ شديد حدجت سارة لتدعم الخالة ابنتها وهي تدفعها لتنهض متجولة مع رضا بكل زاوية بالمنزل.
البيت بدا لها مريح ودافيء مرتب وكل شيء في موضعه تماما أكثر شيء أعجبها الشرفة الكبيرة والتي تطل علي الشارع الرئيسي من الجهة الخلفية للبناية لم يكن لديها شرفة كبيرة ورائعة گهذه من قبل الأرض المغطاه بموكيت النجيلة الخضراء التي أعطتها مظهر مريح للأعصاب مع لمسات ورود جانبية لتشعر أنك بحديقة صغيرة وبزاوية من الشرفة رأت طاولة صغيرة من الخوص خيوطها متضافرة ببراعة يحوطها مقعدان صغيران من نفس الشكل
عصفوران!
من ضمن أمانيها أن تمتلك مثلهما لتناجيهما كل صباح.
شطحات رومانسية أخذتها بعيدا عن ذاك الذي لم يحيد بعيناه عنها وهو يتشرب ملامحها عن قرب فسعادته الأن لا توصف ولا تساويها شيء أشرقت في بيته عيناها الجميلة تطل علي كل ركن به لتضع لمستها التي ينتظرها بشغف ولهفة لا يصدق أنه مر معها بكل غرفة وهو يثرثر وحدقتاه ترصد رد فعلها النافر بصبر شديد عبوس حبينها يثير به رغبة عارمة ليمسه بشفتيه ويفك انعقاده ويخبرها همسا بأحاديث ربما تشعل وجنتاها الحبيبة وكم يطوق لهذا وېموت شوقا لتلك اللحظات بينهما.
_ نورتي بيتك يا أشرقت.
أخترقها همسه شديد الخفوت والدفء لتتلفت حولها بحذر مطمئنة أن لا أحد سوف يسمعها لتهمس له بتحدي لسه مبقاش بيتي علي فكرة مش يمكن متقدرش تنفذ طلباتي ونفض الموضوع كله من أصله!
حدجها بتسلية رافعا إحدي حاجبيه قبل أن يميل قليلا نحوها ليهمس لها بمكر مش هديكي الفرصة دي ابدا هنفذ كل طلباتك وهيبقي البيت اللي انتي فيه دلوقت بيتك.
ليواصل همسه بحرارة أكبر
قريب أوي هتكوني مراتي وفي حضڼي يا أشرقت.
أهتز قلبها رغما عنها للحظات تأثيرا بصوته وكلماته لتعود وټقاومه نافضة ذاك الشعور عنها وهي ترمقه بغيظ مكتوم زافرة بضيق همت بالرحيل لتقابلها سارة حاملة قدحان من الشاي مع قولها المرح أنا قلت البلكونة الحلوة دي لازم يتشرب فيها شاي بمزاج عملت للكل وماما قالتلي أجيبلكم الشاي بتاعكم هنا تشربو براحتكم.
رمق رضا الخالة بنظرة ممتنة وهي علي مدي بصره فكم يقدر داخله تلك المرأة الحنون التي تدعمه وتصنع له معها الفرص ليتقرب إليها حتما تشعر كم يطوق لصحبة حبيبته العنيدة أطول وقت ممكن ويوما ما سيشكر الخالة الطيبة علي صنيعها معه.
استطردت سارة بثرثرة محببة علي فكرة يارضا مطبخ بيتك يجنن واسع وحلو اوي ويشجع الواحدة تقف تطبخ وتبدع فيه يا بختك يابنت
خالتي بمملكتك الجديدة ربنا يباركلك فيها يارب.
ارتشف رشفتان من الشاي الساخن قبل ان يبادر ببدء حديث معها يقربهما أكثر مش عايزة تعرفي عني أي حاجة أو تسأليني أي سؤال يا أشرقت أحنا هنتجوز قريب والمفروض تكوني.!
قاطعته بفظاظة مش عايزة ولا مهتمة اعرف أهي جوازة والسلام.
تستفزها دائما ابتسامته الهادئة التي يقابل بها نفورها وحدتها معه دائما كأنه يحاربها بها لكن إلي متي سوف يتحمل!
_ ومع كده هكلمك عن نفسي أنا عمري خمسة وعشرين سنة شغلتي انتي عارفاها المطعم ده ورثته عن والدي الله يرحمه وورثت الشقة دي كمان كنت ممكن ابيع المطعم ومكملش في مهنته خصوصا اني خريج جامعة وكنت ممكن اشتغل حاجة تانية خالص بس انا اختارت اكمل طريق والدي وحبيت اسمه يفضل موجود زي ما كان والحمد لله الدنيا ماشية معايا كويس ومرتاح وربنا بيكرمني.
عجبا لقد فاجأها حقا انه خريج جامعي لا تدري لما ظنت تعليمه متواضع گ هيئته ومهنته وحديثه الغير معقد.
واصل رضا استرساله وطبعا عندي اخواتي اللي شوفتيهم دول رحمة ومازن هما كل حياتي وقد ما بقدر بحاول اعوضهم انا اوقات بحس انهم ولادي مش اخواتي خصوصا انهم لسه صغيرين اوي إن شاء الله تحبيهم ويحبوكي.
ليكرر كلمته الأخيرة بهمس دافيء
واثق انهم هيحبوكي زي ما ....
توقف عند كلمته الأخيرة عمدا لتفيض عيناه بالكتير والكثير من خبايا خافقه أعترافه لها بحبه لن يهدره الأن سوف يدخره لوقت تكون له حرية التعبير كاملة سيقولها بكل الطرق وهو يزرعها بين ذراعيه ويسكنها فوق صدرها لسمع دقات قلبه التي تتغني بحبها.
عيناه ترسل لها مشاعره الواضحة لم ينظر لها أحد بتلك الطريقة من قبل هل أحبها حقا لهذا الحد لما أي ميزة يراها بها وهي البائسة زاهدة به وبغيره ماذا يترجي منها مقابل ما يكنه لها لو لها حرية التصرف الأن لركضت بعيدا قدر استطاعتها لتعيش أمنة وحدها دون قيود زواج ترفضه لكن ليس بيدها حيلة إلا أن تستسلم لكل ما يسوقوها إليه ردا لجميل خالتها وزجها لن تخذلهم.
_ أشرقت شوفتي تاريخ اللي مكتوب علي الدبل بتاعتنا
تعجبت سؤاله بقولها لا ما شوفتش حاجة مش فارق معايا أهو يوم زي بقيت الأيام.
ابتسم والتقط من جيبه الدبلة كأنه كان يخطط لتراها
بصي كده في التاريخ ده
حدقت بفضول لتجده
متابعة القراءة