رواية اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
يا عمي هو أنا أطول تكون أبويا ربنا وحده أعلم معزتك في قلبي شكلها ايه بعد ما عاشرتكم اليومين اللي فاتوا دول.
تبسم وهو يربت بحنان علي ظهرها ربنا يرضي عنك يا بنتي.
واستطرد بقولها أسمعي يا أشرقت عايزك تبطلي حساسية انتي هنا في بيتك مش ضيفة ولقمتك مش هتفقرنا دي البركة حلت بوجودك أكتر من الأول.
ترقرقت عينيها وانحنت تلثم كفه بتقدير هاتفة ربنا يخليك ليا يا عمر سلامة.
ثم ترددت قبل ان تقول طيب انا كنت عايزة منك خدمة ياريت تقدر تساعدني فيها.
_ عيوني يا بنتي أؤمريني.
_ تسلم عيون يارب كنت حابة اشتغل يا عمي اي شغلانة تعيشني منها أتسلي ومنها يبقا ليا قرش من عرق جبيني لو عايزني أعيش وسطيكم مرتاحة ساعدني وهتكون خدمة مش هنساها ابدا.
صمت و هو يرمقها بإعجاب حقيقي الصغيرة تريد أن تستقوي بذاتها من يلومها أومأ ناطقا وعده لها أن يساعدها ليس بمقدوره إلا أن يلبي مشيئتها سيدبر لها عملا شريف يليق بها.
ابتسم الرجل بوقار وهو يستقبل فرحتها بحنان غامر طبعا يابنتي وشغل حلو كمان هطمن عليكي فيه هتشتغلي في صيدلية هتبيعي العلاج وتدي حقن في واحدة هناك هتعلمك كل حاجة الصيدلية في نفس المنطقة كلنا هنروح ونيجي عليكي اي وقت وهتبقي تحت عنينا.
غمغمت بفرحة طاغية وامتنان ربنا يخليك ليا يا جوز خالتي ومايحرمني منك. ويفرحك بسارة يارب.
استيقظت اليوم التالي وهي بقمة النشاط كي تتأهب لأول يوم عمل لها في الصيدلية ياله من شعور بالرضا والراحة يغزوها بعد حصولها علي تلك الفرصة.
مش هتفطري يا أشرقت
أجابت خالتها علي عجلة من أمرها مش جعانة والله يا خالتي هشتري سندويتشات من الطعم القريب ده وابقا افطر في الصيدلية.
مرت بكفها علي رأسها بحنان و غمغمت ربنا يوفقك و يفتحلك أبواب الخير كله يا قلب خالتك.
همت بالرحيل ليوقفها زوج خالتها استني يا أشرقت
الټفت له مبتسمة نعم يا جوز خالتي.
دني منها
ليضع بين كفها بضعة نقود وقبل ان تهم باعتراض رمقها بتحذير وبعدين مش اتفقنا إني زي والدك ولا هتزعليني منك انتي زي سارة وده اول يوم شغل ليكي خلي القرشين دول معاكي محدش عارف المواقف اللي ممكن تتعرضيلها.
طاقة إيجابية كبيرة تسربت لنفسها وهي تودع خالتها وزوجها قبل التوجه نحو علمها المنتظر انطباعها الأول كان أكثر من رائع العمل ليس مرهق كثيرا وتشاركها فتاة أخري بشوشة الوجه خففت كثيرا من رهبتها في البداية ليمر يومها الأول بيسر غريب.
يعني انبسطي في شغل الصيدلية يا قلب خالتك
صاحت أشرقت والسعادة تغمرها جدا جدا يا خالتي المكان نضيف وأصحابه محترمين خالص والبنت اللي شغالة معايا مونساني وشكلها عشري اوي فكرتني بسارة.
لتتدخل الأخيرة والله خير ما عملتي يا شوشو أنا كمان مجرد ما اتخرج هشتغل.
واستطردت باقتراح لقولك بما إنك هتخرجي كل يوم كده هتعوزي لبس كتير ايه رأيك يوم ااجمعة نخرج نشتري كام طقم
أشرقت بقلق كام طقم لا يا سارة ماينفعش اصرف فلوسي كلها في اللبس واحدة واحدة.
_ يا بنتي مټخافيش أنا هوديكي محل حلو اوي في فيصل أسعاره مش عالية وهتعجبك اطمني أنا فاهمة قصدك و أوعدك أظبطك بمبلغ خيالي.
أستسلمت لاقتراحها أخر الأمر قائلة ماشي يا ستي أما أشوف شطارتك.
هتفت سارة بثقة هبهرك يا شوشو.
بمهارة يتقنها جيدا راح يشكل الكرات الخضراء المرصعة بحبوب السمسم والكزبرة و رائحتها الزكية الدافئة تجذب كل من يمر جوارها ان يشتريها و يتذوقها راح رضا يغمس الكرات بزيت ساخن غزير و حدقتاه تكاد لا تحيد عن موضع ولوج زبائن مطعمه الشعبي ذو السمعة الطيبة ينتظر حضور جميلة المقلتان التي تأتي إليه كل صباح تأخذ نصيبها من عجينته الخضراء الساحرة ويأخذ هو نصيبه من سحرها هي راضي بتلك الدقائق القصيرة التي ينالها برؤيتها كل يوم وهي تشتري شطائرها منه صار وكأن صباحه لن يبدأ شروقه إلا عندما تطل هي عليه بوجهها الضاوي.
أتت الجميلة الغامضة تشق طريقها بين الزبائن تبا لهم جميعا ألا يرون الأميرة تمر من بينهم ليفسحوا لها الطريق
ألا يوجد احترام لهيبة جمالها الأخاذ
سريعا ما أضحت قبالته باسطة يدها بعفوية هاتفة
عايزة اتنين طعمية واتنين فول وشوية مخلل.
ليأخذ منها النقود مغمغما و واحد بابا غنوج مني للانسة.
رفعت أحد حاجبيها الجميلة باعتراض أنت هتبقشش عليا يا جدع أنت
استقبل سخطها الذي كشف عن عفة نفسها صائحا وهو يستغل تقديم نفسه لها گ فرصة جاءته علي طبق من ذهب
انا أسمي رضا يا ست البنات وانا هدفي نعمل واجب مع الغريبة عن حارتنا اللي نورتنا.!
صاحت بتهكم ما غريب إلا الشيطان يا أخينا خليك في حالك أنا مش بقبل واجب من حد معرفوش.
رد عليها مبتسما رغم حدتها خلاص ماتزعليش نيتي خير والله دقايق واجهز طلبك بنفسي اتفضلي ارتاحي هناك لحد ما أخلصه!
انزوت أشرقت تنتظر تجهيز شطائرها بعين شاخصة تتفكر في حالها الأن ها هي تمارس عملا شريف يكفيها شړ الحاجة ويعفيها من أن تصبح عبء على العم سلامة و خالتها لا تحتاج منهم غير الأمان والونس والرفقة تدعوا الله سرا أن يدوم استقرارها وسعادتها تلك وألا يعكر صفوها شيئا.
_ اتفضلي ياست الكل!
فاقت على صوت رضا ينزعها من شرودها وهو يقدم لها شطائرها التي فاحت برائحتها الزكية فتمتمت بشكر مقتضب وغادرت فراقبها بعيناه البنية المولعة برؤياها وغمغمته الهامسة لذاته سرا ياترى حكايتك إيه ياست البنات! وليه النصيب رماكي في سكتي تاني بعد ما شوفتك صدفة!
رواية أشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
______
تمدد جسدها الهزيل باسترخاء فوق فراشها والتعب احتل عظامها أخر الليل تطوعها لتفعل كل شيء نيابة عن زوجة أبنها قمر نال من صحتها وقوتها التي نضبت لم تعد قادرة على منح المزيد خاصتا وزوجته لا تراعي لها عمرا تتركها تفعل كل أعباء منزلها وتطهو طعام غدائهما كل يوم حتي حفيدها هي من ترعاه وتحممه وتشرف علي طعامه.
تخاف أن تستمر بتغفيل أبنها رفعت فتضره دون أن تقصد هل الأجدر بها أن تدعه يكتشف مساويء زوجته التي تتفاقم يوم عن يوم أم تستمر
متابعة القراءة