رواية دراما للكاتبه سلمى نصر
المحتويات
هقول ايه لو سألوا على غيابنا
أنا قولت لمامتك أنك كنتي معايا في الإسكندرية بوقع صفقة جديدة.
كدا تمام.. أنا هنزل تحت بقي و...
قاطعها وهو يزمجر باعتراض يحتضنها بالقوة حتي شعرت بتكسر ضلوع جسدها
مفيش كلمة هنزل وتسيبيني كدا... احضنيني يا نوري متبعديش عني.
بالطبع لن يتركها تذهب كما يحلو لها يريد أن ينعم بدفء جسدها ونعومته يكفيه هذا الحرمان الذي ظن بأنه طال لسنوات عدة لو فقط تعلم بمقدار الراحة التي يستمدها منها لن تتركه أبدا قربها منه جنة وبعدها عنه كالچحيم رائحتها الوردية التي تتسلل لأنفه تجعله يحلق في الأفق
ماشي يا
سيدي هفضل معاك مع اني نمت كتير بس هنام تاني.
بصي لو مش عايزة تنامي متناميش.. أو اقولك لما تلاقيني نمت أبقي قومي ومټخافيش على عمر لو صحى هقولك.
قال جملته بتلقائية وهو يوصد عيناه لتبتسم هي
واحست بانتظام أنفاسه وسكونه برغم محاوطته لها من جميع الجهات ولكنه ينام بعمق كما لم يفعل من قبل...
هبطت الدرج لتستمع إلى أصوات بكاء وعويل في الداخل زفرت بحدة متمتمة بصوت خفيض
يا بنتي بكلمك مبترديش ليه!
صاحت فاتن وهي تهز ذراع نورا لتنتبه لها قائلة بعدم فهم
بتقولي حاجة يا ماما
هتجبيلي سكتة قلبية في يوم يا بنت بطني.. بقولك منزلتيش من بدري ليه كلهم مستغربين غيابك.
التوي ثغره نورا ثم هتفت مصتنعة التعب
تحسست فاتن كتف ابنتها وهى تضغط عليه قائلة بتهكم وعدم رضا
مالك نشفتي و ضعفتي كدا ليه
عيني عليكي يا بنتي.. أقولك في فيتامينات تقوي الجسم وبعدين اهتمي ب أكلك شوية أكيد الواد مراد هادد حيلك معاه ابقي قوليلي يخ..أتسعت عيني نورا من جرأة والدتها لتقاطعها وقد اصتبغ كامل وجهها بحمرة الخجل
وبعدين دا وقته تتكلمي في الموضوع العيب ده وسايبة العزا.
رفعت فاتن أنفها شامخة قائلة بنبرة ساخرة
يا
شيخة اتنيلي دلوقتي انا اللي بتكلم في العيب!
طب واللي عمله جوزك المفضوح يوم الفرح تسميه ايه
دا مبطلش ي.....
فرت نورا سريعا دون أن تستمع إلى باقي حديث فاتن والذي سينتهي بجملة مخجلة لن تتحملها
ابتلعت في حزن فهي مدركة لما تعانيه أسما حتي لو أظهرت عدم الاكتراث لن تصدقها فهي كانت زوجته لأكثر من ست سنوات و بينهم اطفال أحبته أيضا وكيف لا تحبه وهو يرتدي قناع البراءة و الود أمام الجميع!
توجهت وانتصفت جلستها بين أسما و يارا صديقتها التي أتت من باب اللباقة...
بعد مرور أسبوعين...
فتح النافذة ېدخن بشراهة مفكرا كيف سيتصرف مع نورا وقد هاتف عاصم منذ قليل وأخبره بمدى خۏفها واضطرابتها النفسية التي تزداد بشكل ملحوظ وطلب منه أن يساعده للحصول على نتائج مفرحة في وقت قصير أبتسم بسخرية متذكرا آخر الأخبار التى انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي مصحوبة بصورة قد التقطت ل شريف وهو يخرج من السچن ويصاحبه بعض المسعفون من المصحة النفسية عناوين الأخبار سواء في الجرائد أو المواقع تؤكد تعرضه للجنون التام أسودت حدقتاه تتراقص على شفتيه نص ابتسامة ولكن لو رآها أحد لسقط صريعا من هيئته الچحيمية تلك..
جذب الهاتف الذي يرن وكان هوية المتصل هو فتحي جاسوسه و ذراعه اليمين
أجاب ببرود
آلو ازيك يا فتحي.
ردد فتحي بصوت منخفض ومذهول كلمة ازيك فهو لم يستمعها من مراد أبدا ولكنه هتف بلهفة
الحمد لله تمام يا باشا.
صاح مراد
جريدة الشعب وصلتلي انهارده والخبر كان في أول صفحة زي ما آمرتك عشان كدا ليك عندي هدية إنما ايه.. أول مرة أبقي فخور بيك تيجيلي بكرة و دفتر الشيكات هيبقي قدامك تكتب فيه المبلغ اللي يملي عينك.
أزدادت ابتسامة فتحي وهو يشعر بالفخر ثم تحدث
كله من خيرك يا باشا... بس يعني الدكتور قال الحبوب اللي اشتريتها هتقعد ست شهور ومفعولها هيقل بعدها... بس لو عنده مشكلة نفسية بعدها هيبقي مچنون فعلا.
قلب عيناه بملل ليهتف ببرود
مهو ده المطلوب يا غبي.. المهم حبوب الهلوسة دي جبتها منين
دي جاية من ألمانيا مخصوص... عنوان المستشفي اللي ډخلها بعته على اللوكيشن يا باشا.
تمام كدا.. بكرة بقي تيجي الصبح تاخد نصيبك وزيادة كمان... سلام.
أغلق المكالمة ليقهقه مراد بهستيرية شديدة يشعر بلذة إنتصار لم يجربها عندما كسب أكبر صفقة في حياته!!
انعكست ابتسامته أمام المرآة وهو ينظر إلى چروح وجهه التي بدأت تتلاشى رويدا رويدا ليلعن شريف في سره ثم أرتدي قميصا قطني ولبى نداء نورا وهى تطلب منه الهبوط للأسفل لتناول الطعام
صباح الخير.
صاح بتهكم وهو يجلس على مقعده لتعقد حاجبيها قائلة بتوجس
مالك بتتكلم كدا ليه!
صب اهتمامه على الطبق أمامه يجيب ببرود
مفيش.
تركت الملعقة التي بيدها قائلة
أنا عايزة أروح لماما بقالي أسبوعين مروحتش من يوم موتت علي.
لأ.
كانت أجابته جافة خاوية لتتسع عيناها من رفضه قائلة
لأ ليه يعني
عشان أنا عايز كدا.
هذا البرود منذ الصباح يغضبها ولكنها حادثته وكانت على وشك البكاء
بس كدا أنت بتخنقني بقولك ماما و أسما وحشوني.
أكمل تناول طعامه وهو يجيبها
دا آمر ولازم تتقبليه.
أطلت ناهضة من جلستها وهي تريد الصعود حتي لا يري دموعها فصاح بنبرة حازمة
نورا.
التفتت إليه ولم تتحدث ليتسائل وهو يمسك رسغ يدها
ليه مش اعترضتي إيه الضعف ده! أي كلمة حد يآمرك بيها تنفذيها من غير كلام.
أبعدت يده قائلة بارتعاش
عشان خاېفة اتعاقب.. أنا شايفاك حازم يا مراد.
أخفض رأسه بخزي مفكرا بكلامها وقد شعر باستحالة معالجتها ركض خلفها متبعا طريقها وقبل أن يدلف هو قامت بدفع الباب في وجه
ليتحدث بأعين جاحظة
قفلت في وشي!!
طرق على الباب قائلا بحدة
افتحي يا نورا.. إزاي تقفلي في وشي!
صړخت به فأدرك أنه لو لم يتوقف سوف تتعرض لإحدى النوبات التى تأتيها
بقولك إيه أبعد عني احسنلك والله لو ضړبتني همشي ومش هتعرفلي طريق.
تحدث بلين مستعطفا نورا
نوري حبيبتي أنا مراد.. افتحيلي نتفاهم أنا مش عاجبني سكوتك ده.
فتحت الباب تنظر له بعبوس و براءة طفولية ليقرص وجنتها يبتسم بمشاكسة
دا أنا هظرفك حتة بوسة إنما إيه... ليڤل الۏحش!
تعثلمت وهي تضع يدها على صدره
ايه.. الكلام.. ده.. لو س سمحت.
غمز بطرف عيناه وهو يدفعها لداخل الغرفة و وصده خلفهم هامسا بمكر
هشش.. الحيطان ليها ودان مش عايز أسمع صوت
أنا هصالحك بمعرفتي...
حينها أدركت بما ينويه فسكتت عن الكلام المباح
قطب جبينه في خوف وهو يستمع إلى صوتها تتأوه بآلم داخل
متابعة القراءة