رواية دراما للكاتبه سلمى نصر
المحتويات
التي تنهش فؤادها
حاضر ورقة طلاقك هتوصل بس هترجعي ټندمي وساعتها مش هسامحك يا بنت عمي
أخطأت خطئ لا يغتفر ذلك الشعور الذي بداخلها لا تستطيع التحكم به عدم ثقتها بالجميع ينبع في داخلها
الخۏف من القادم والذكريات المريرة المؤلمة يحيطوها في دائرة مظلمة
توسله بألا تتركه كلماتها الازعة طلبها الإنفصال بسهولة
نزعت كل شيء وفقدت حبه لها بسبب تفكيرها الخاطئ و خۏفها المستمر الذين يحيطون بها في دائرة مظلمة
لها بنبرة هادئة_
أرجوك حاولي تتأقلمي مع اللي حواليكي الحفرة اللي انتي ډافنة نفسك فيها دي اطلعي منها وشوفي الحياة بطريقة تانية طريقة نورا القديمة اللي ابتسامتها و هزارها كانوا دايما موجودين متعلقيش نفسك في الحفرة اكتر من كدا ابدئي صفحة جديدة مع مراد والله هو بيحبك اوي مش بعد جوازك منه لأ أنا الوحيدة اللي عارفة أد إيه كان هو ضحي بحبه ليكي عشان سعادتك اللي فكرها هتكون مع حازم
طب قوليلي اعمل إيه هو زعلان مني أوي وحتي مش عايز يسمعني
تنهدت أسما تنهيدة طويلة ثم غمغمت بنبرة جادة_
سيبيه يهدي وهو اللي هيرجع يكلمك عادي أنتي عارفة أنك الوحيدة اللي ميقدرش يزعل منها بس هو عنيد شويتين
أكملت بابتسامة واسعة_
ضړبتها نورا مبتسمة بفخر_
مراد هو اللي اقنعني وبعدين متقوليش يا نوري هو بس اللي يقولها
نهضت أسما قائلة بود_
حاضر يا ستي ادخلي اغسلي وشك وغيري لهدوم مريحة عشان مامتك جاية في الطريق أنا لسه مكلماها وأنا هنزل أجيب اكل نتغدا أنا وأنتي ولسه لينا كلام مع بعض
هو أنا ليه مش حاسة أنك زعلانة بسبب انفصالك بعلي يعني قصدي أنتي كنتي بتحبيه إيه اللي حصل!
خرج صوتها مبحوح محملا بچرح في عمق قلبها_
متعرفيش أنا مبسوطة أد إيه عشان أخيرا خلصت منه أيوا أنا حبيته مهو جوزي وحبيبي ابو عيالي كنت عارفة أنه بيكلم ويقابل غيري حتي قبل ظهور ديما بس العذر الوحيد اللي كنت بخترعه إني مقصرة في حقه و مهتمة بولادي آه كنت بخترع كدا مع اني كنت عادلة جدا معاه كام مرة كنت بنام مغمومة حاسة بۏجع كبير أوي مع كل مرة بكتشفه اكتر سبع سنين وأنا مستحملة سهراته مع صحابه الفاشلين و محادثاته مع بنات ومع كل مرة كان حبه في قلبي بيقل اكتر واكتر شكيت لعمي اسماعيل وهو زعق وحذره بس الكلب كلب وصلت بيه الندالة أنه يخون أخويا يبقي ملوش مكان عندي
عقدت فاتن حاجبيها بتعجب من الملامح المقتضبة على وجه ابنتها فتسائلت بتوجس_
مالك كدا وشك ناشف وحالتك حالة!
و الواد مراد فين اوعي يكون عمل فيكي حاجة
هزت نورا رأسها بإنكار ثم أبتسمت ابتسامة لم تقابل جفينها قائلة بخفوت وارتباك_
مراد كان هنا ومشي أكيد هو في الشركة دلوقتي
غمغمت فاتن في تهكم_
حاضر هعمل نفسي مصدقة أنك محصلش معاكي حاجة يالا تعالوا ننزل نقعد تحت بلا خنقة
فين عمر يا ماما مش طلعتيه ليه انا عايزاه
تسائلت نورا بحزن لتقابلها فاتن بمط شفتيها ثم هدرت بها بنبرة ساخرة متهكمة_
أخيرا افتكرتي أن عندك أبن و بتسائلي عليه مش ملاحظة أنك معنتيش مهتمة بيه خالص ولا إيه يا ست نورا على العموم الصغير مع نسرين وعمك رآفت تحت وياريت يعني لو مش هتقل عليكي تبقي تنزلي تشوفيه أنتي
حدجتها أسما بنظرات تحذيرية حتي لا تحزن نورا بكلامها أكثر
بينما رمشت نورا بأهدابها بتلقائية وهي تضع يدها على صدرها قائلة وهي تخفض رأسها_
آسفة يا ماما تعبتك معايا والظاهر إني فعلا بالغت إني كل شوية اجيبه ليكي وشكرا على كل اللي عملتيه
نهضت سريعا عندما همت فاتن بالحديث وأخبارها بأنها لم تقصد أن تجرحها ولكن كانت نورا الأسرع وهي تغلق باب المرحاض خلفها بعد أن سحبت فستانها و حجابها من فوق الكرسي
ربتت أسما على كتف فاتن هامسة بهدوء_
يا خالتي لو كنتي كلمتيها بطريقة أفضل كانت هتتقبل كلامك وبعدين انتي عارفة أنها لسه أول مرة ومتنسيش خۏفها لما بتبقي مسكاه دا معناه أنها عندها عقدة لسه و أكيد بيفكرها بأبوه بلاش تقسي عليها وخلينا نستنى لما تتعالج وتهدي كدا
تنهدت فاتن قائلة بحزن_
قلبي واكلني عليها وحاسة لو قربت من أبنها ممكن تخف وتنسي حاجات كتير
سحبتها أسما وخرجوا من المكان تاركين إياها
في الأسفل
أبتسمت نسرين باتساع تلاعب الصغير الذي لا يكف عن ابتسامته البريئة التي جعلتها تشعر بافتقادها لهذا الشعور الأموي الجميل حقا لا تدري لما تحب ذلك الطفل بهذه الطريقة
كانت تعتقد أنها سوف تبغضه فقط لأنه أبن غريمتها ولكن حدث عكس ما توقعت
تنهدت وبدأت الدموع تتحجر في عيناها متذكرة ملامح حازم التي تشبه ملامح ابنه كثيرا حملته بين ذراعيها برفق قائلة بابتسامة صغيرة مستأذنة عمها_
بعد اذنك يا عمي هاخد عمر ونمشي في الجنينة شوية أنت عارف طنط فاتن متعودة تمشيه
أومأ لها رآفت قائلا بضحكة صغيرة_
دا اللي اضمن أنه يهد حيل العيلة كلها بسبب دلعه ده
هزت قسمت رأسها بعدم رضا ثم حدثت نفسها في حقد_
ولسه ياما هنشوف على أيد فاتن وبنتها حقيقي لو اختفوا من حياتنا حاجات كتير حلوة ممكن تحصل عقربة وبنتها بومة بسببها أبني مش موجود بينا وبرضوا مش هسيبه غير لما يرجع القصر
بينما خرجت نسرين الحديقة تسير بشرود تام تشعر بأنها تمادت في حقدها و غيرتها من نورا بالأخير حازم من اختارها ويبدو أن الحياة معه قاسېة غير عادلة
انقبض قلبها وهدرت أنفاسها وهي تتخيل لو كانت بمكان ابنة عمها التي أصبحت هشة قليلة الكلام تخاف من كل شئ!! فقط مجرد التفكير بضربه لها جعلتها ترتجف ړعبا متذكرة عندما أتت نورا منذ شهور سابقة واضعة طبقات كثيرة
متابعة القراءة