رواية شيقه للكاتبه نيرمين قدرى

موقع أيام نيوز

دخلت الى الحفل برفقتها ...اقترب منها شاب ما متوسط الطول وجذاب ..
تسمحيلي اقعد...
اومأت زمزم رأسها له بابتسامة مترددة..تحاول تنفيذ ما نصحتها به سيلين عن الحفل وتكوين صداقات خاصة بها ..
انا عز..عز الدين سليمان...اخو العروسة...حضرتك تعرفي العريس ولا العروسة..
ابتلعت زمزم ريقها الجاف فهي لم تكن يوما على درجة القرب هذه من رجل لا تعرفه...ياسر حالة خاصة فقد استطاع الاستحواذ على جزء من قلبها بسبب معاملته الرقيقة معها...
العروسة..سارة صحبتي..
اومأ عز الدين برأسه ثم هتف بتساؤل...
حضرتك تعرفي الانسة سيلين النوساني..
ايوة..هي بنت عمي..
ابتسم عز الدين باتساع ثم استأذن منها حتى يذهب ...
انتهي الحفل على خير اخيرا ..دلفت كل من زمزم وسيلين الى المنزل وهم يضحكان على ما فعله العريس فقد اخذ زوجته بمنتصف الزفاف مشيرا لهم ان يستمتعوا بقضاء امسية سعيدة..غافلين عن ذلك الذي ما ان سمع صوت الباب يفتح ويدلفا منه حتى اندفع اليهم...
كنت فين يا هانم انت وهي..
قالها وقاص پغضب شديد وصوت حاد..
توقفت ضحكاتهما واخفضت زمزم رأسها تاركة سيلين تخوض الحديث مع اخيها الغاضب..
ايه يا وقاص مالك..كنت ف فرح سارة زميلتي...وبعدين من امتي وانت بتسأل اصلا رحت فين وجيت منين..
من دلوقتي يا هانم...لما ترجعي الساعة اتنين بالليل انت ومراتي المصون يبقي اسأل ...
ثم نظر الى تلك التى تحنى رأسها وهتف پغضب...
وسيادتك ملكيش حد تستأذني منه..وكالة هي تروحي وتيجي براحتك صح..
لم ترد عليه ايضا وذلك ما زاد من غضبه منها ..
هو انت طرشة كمان ولا ايه..م تنطقي..
حاولت سيلين تهدأة الاوضاع بين شقيقها وابنة عمها باستغراب شديد من هذا الاهتمام المبالغ فيه من اخيها لزمزم...
خلاص يا وقاص اهدي...ما هى كانت بتخرج قبل كده من غير استئذان ومبتعملش كده ايه اللى جرا دلوقتي بس..
_ انا اعمل اللي انا عاوزه يا سيلين هانم...وانت علي فوق يلا..
قال جملته الاخيره بصوت حاد مرتفع فركضت زمزم الي غرفتها وهي تبكي پعنف وشهقات مسموعه اخترقت اذان الموجودين بما فيهم عمها..
نظرت سيلين الي أخيها وهتفت معنفة إياه...
_ عجبك كده...مش كفاية انك قاهرها من ساعة م اتجوزتها جاي دلوقتي كمان وصعبان عليك تشوفها مبسوطة لدقايق ف لا ازاي لازم تنكد عليها طبعا...
وذهبت من أمامه وصعدت الي غرفتها..
عند زمزم كانت قد أغلقت الباب خلفها وهي تبكي بۏجع من كلماته اللاذعة التي ټسمم بدنها ...رن هاتفها الخلوي فالتقطته وعندما طالعت المتصل ضغطت زي الايجاب بسرعة وهي تحاول جعل صوتها طبيعيا..
ظلت تتحدث مع ياسر لوقت طويل...طويل جدا حتي ذهبت في سبات عميق وابتسامة رقيقة تزين ثغرها....
الفصل العاشر...
مر الاسبوع ثقيلا علي زمزم
فقد اعتذر ياسر عن إشرافه علي جلستها علي

________________________________________
أن يرشح لها طبيبا اخر من المركز يباشر معها الجلسة وبالطبع جاءه رفضها علي اقتراحه وآثرت انتظاره حتي يأتي من سفرته...
كانت لا تزال تنام على الفراش وهي تعبث بالهاتف وتتحدث الي شقيقتها الكبري تطمئن علي سير خطتها بنجاح..عندما دلف إليها وقاص دون أن يدق الباب...
شهقت زمزم ثم سارعت بتغطية جسدها العاړ بالغطاء..
نظر إليها وقاص بسخرية وهو يتابع حركاتها حتي تخفي جسدها عن عينيه وبسرعة فائقة كان يمسك بالغطاء ويزيحه ويسقطه أرضا لينكشف ثوبها البيتي القصير الذي يصل الي بعد ركبتيها بقليل..ضيق من الصدر ومتسع الي آخره ...
_ اظن كده كويس عشان لا تداري مني ولا تخافي اني اشوف حاجة مش حقي...
غلبت عليها طبيعتها الخجولة ...احمرت وجنتيها من الخجل والڠضب لا تريد لأحد أن يراها بتلك الملابس البيتية سوي ياسر فقط...التقطت روبها بسرعة وارتدته واخفت كامل جسدها به ..
تابع وقاص ما فعلته بدهشة اخذت في الاتساع وهو يتابعها ...
_ حضرتك عاوز ايه..
صفق وقاص وهو يضحك بسخرية وتهكم قائلا...
_ براڤو..لا حقيقي براڤو...بقيتي شرسة اهو وبتعترضي...الظاهر أن الجلسات جابت نتيجة معاكي مش بس ع المستوي الجسدي لا والنفسي كمان ما شاء الله ..
تحلت بالبرود حتي لا ينكشف لها خۏفها منه الذي تضاعف الان بعد تخلي عمها عنها بالامس وتركه يوبخها كيفما يشاء...
_ بردوا انا معرفتش حضرتك عاوز ايه...
اغمض عينيه بقوة يسيطر علي غضبه ...شكه بها وبعلاقتها بذلك الطبيب من الممكن أن تطير رؤوس من فوق اجسادها بسببه وهي تتمادي في استفزازه ...
_ النهاردة عيد ميلاد شيما..
_ كل سنة وهي طيبة...ايه علاقتي...
وقاص بحدة...
_ علاقة سيادتك انك لازم تحضري ال وكمان محدش يعرف انك مراتي ..زي م الفرح اتعمل سكيتي كمان صفتك ف حياتي هتفضل سكيتي..
عاشت بهذا المنزل عامان كاملين تعودت على سلاطة لسانهم معها وجفاء علاقاتهم بها ...لكن يبقي للكلام أثره الذي يشعرها بدونيتها وأنها اقل منهم بكثير رغم أنها تمتلك ما يوجد عند زوجة عمها وابنها المبجل فقط الفرق الوحيد بينهما تلك الإعاقة التي كتبها الله لها...
سابقا كانت لتنخرط في بكاء ناعم أمامه لكن بعد دخول ياسر الي حياتها اصبحت عيناها تدمع فقط وتتماسك حتي لا تلفت الأنظار إليها ...
_ متقلقش...محدش هيعرف حاجة...وكمان ممكن محضرش ال ديه خالص كده كده زي م قولت صفتي ف حياتك سكيتي ممكن تفضل كده علطول.. حاجة تانية...
مع سؤالها الاخير رفع وقاص معصمه ونظر الي ساعته ثم هتف..
_ مش المفروض أن جلستك دلوقتي..
هذه المرة لم تستطع اخفاء ارتباكها وهتفت بصوت مهتز..
_ أيوة ...بس انا مش هروح...
_ ليه..
_ تعبانة..بقالي اسبوع بروح يوميا ...انا كده هبقي بضغط على نفسي...
اومأ برأسه في شك ثم هتف بتحذير مرة أخري قبل أن يخرج من الغرفة...
_ اوكي..ع الساعة ٧ تكوني جاهزة...صفتك الأساسية انك بنت عمي غير كده متزوديش ف الكلام..اللهم بلغت ..
وخرج من الغرفة تاركا إياها وراءه تتنهد براحة فقد أوشكت أن تجعله يتأكد هذه المرة إذا علم بأنها رفضت الذهاب الي جلستها بسبب سفر ياسر وأنها لن ترضي بطبيب غيره...
عادت مرة أخري للمشفي..لكن هذه المرة كانت المشفي جديدة...قوانينها صارمة..لم تستطع حتي تجاذب أطراف الحديث مع أيا من الممرضات حتي تطلب منها ما تريده...ذلك بكفة والطبيب الذي يراقبها كظلها بكفة أخري...
علمت مؤخرا أنه يلازمها بأمر من زوجها وليس من نفسه..لكنها لم تكترث فهو منذ أن يدخل الي غرفتها ويبدأ بالحديث وهي تتجاهل وجوده...
اليوم من الواضح أنه مل من طريقتها معه لذلك تفوه بما جعل شفتيها تنفرجان لاسفل بشكل مضحك للغاية ...
_ امم...متستغربيش كده...انا فعلا كنت مدمن...بس مش هنا طبعا ...
هنا انتبهت له زهرة بجميع حواسها وهتفت بصوت مشدوه...
_ ازاي يعني!!...
_ شوفي يا ستي..انا كنت عايش برة مش هنا اصلا ..كنت شاطر حبتين ف بقوا يخلوني اشرف ع الحالات الصعبة من ضمن الحالات ديه عيل عنده حوالي ١٨ سنة بقي مدمن طبعا الواد ده من عيلة معروف وشغالين ف الدولة كان ف المستشفي بسرية تامة ..
مكانش بيدفع عشان يجيب لا كان بيروح المكان ياخد اللي هو عاوزه ويطلع طبعا انا صعب عليا الواد وف مرة كده سبتهم من غير ما يربطوه هرب من المستشفي وانا وراه...
لحقته ودخلت وراه طلبت الشرطة وانا جوة بس اتكشفت..اتاخدت رهينة لان بفضل البلاغ اتقبض علي ناس كتير ...طلع المكان ده وكر فيه اكتر من مكان وساعتها بقي
تم نسخ الرابط