قصه صراع الجبابرة
المحتويات
ما يؤهلك للنجاح في هذا المسعى ..
لذا عليك أن تتقبل حقيقتك وأن لا ترفض الهبات التي تعرض عليك ..
فنظر إليها يوزار ثم قال
أنتي أيضا مرسلة من قبل زحل لذا لن اصغي إليك ..
فقالت
أنا اخترت المجيئ ولم يجبرني زحل على ذلك .. لذا فوجودي هنا هو بمحض إرادتي ولن تستطيع منعي عن مرافقتكم ..
فأنا أحب البشر .. وقد اخترت أن أدافع عنهم كجنية وبأقصى ما اتيحت لي من قوى ..
فأنت تملك القوى لكنك اخترت أن تدفنها وفي ذلك تهور شديد منك يا يوزار ..
فرد عليها الفتى
ما قصتك يا زينة لماذا تعيشين كالمختبئة بين البشر
أجابت هي
أنا أيضا قد سبق وإن أحببت فتى من البشر .. وكنا على وشك الزواج ..
لكن أحد جن الأقدار الماضين قد علم بذلك فقام بلعڼي .. فجعلني حبيسة شبابي الى الأبد ..
ولك أن تعلم إن هذا الكلام قد مضى عليه أكثر من ألف سنة ..
لكن يوزار تأمل جمالها فعقب قائلا
أأنتي متأكدة بأنها لعڼة .. أن تكوني جميلة وشابة الى الأبد
قالت
قد تظن أنها نعمة .. ولكنك لم تجرب أن ترى أحبابك يقضون نحبهم بفعل الزمن مرة تلو الأخرى .. ثم تتمنى المۏت فلا تجده ..
ثم مضت في طريقها ولم تلتفت ..
فطفق يوزار يرعاها بعينيه حتى غابت عن ناظريه ..
في اليوم التالي..
اقترب الجميع من سفح الجبل المؤدي الى دير العرافات ..
فقالت زينة
لم يجرؤ أحد من قبل على الإقتراب الى هذا الحد .. إنه مكان خطېر للغاية ..
وما إن قالت ذلك.. حتى خرج لهم شقيف من العدم وعيناه تشتعلان ڼارا وهو يحمل حربة سوداء هاجم بها يوزار ..
فانذهل بقية الجنود من قوة شقيف فأحجموا عن التدخل .. عدا زينة التي شاركت مروان القتال حتى أجبر الإثنان شقيف على التراجع ..
ثم ركل شقيف الارض فانشقت .. ثم وثب داخل الشق واختفى عن الأنظار ..
ألا ترى يا يوزار بأنك تستخدم قوتك كجني حتى دون أن تشعر
فمنذ متى وأنت تجيد المبارزة
ثم إنه لا يوجد بشړي باستطاعته أن يقف ندا لشقيف .. لكنك استطعت ذلك لأنك ابن زحل ..
فرد يوزار عليها باستياء
أرجوك كفي بالله عليك فقد بات الأمر مزعجا للغاية ..
كما تشاء يا يوزار .. لكن إعلم أن شقيف سيواصل تدخلاته حتى ينجح في تحطيمك في النهاية ما لم تذعن لقدرك وتستجيب لأصلك ..
تسلق الجميع الجبل حتى بلغوا دير العرافات ..
فكان عبارة عن أطلال حجرية تنذر بالشؤم وتشعر بضيق النفس في كل زاوية من زواياه ..
فاقتربت زينة من يوزار وقالت
يوزار اسمعني جيدا .. مهما سيحدث الآن فلا تطلب من العرافات معرفة ما يخبئ لك القدر ..
وبينما هم كذلك..
إذ سمعوا حديث ثلاث أصوات مختلطة تتكلم معهم وكأنها صوت واحد ..
ثم بانت لهم العرافات العجائز الثلاثة بمنظرهن الكئيب المخيف .. وكن بلا عيون !!!
لكن إحداهن كانت تمسك بيدها عينا باصرة كبيرة ..
فلاحظ يوزار أن العرافة التي تحوز بيدها تلك العين يكون بمقدورها الرؤية والكلام كأحسن ما يكون .. ثم تقوم بعد ذلك بتمريرها الى شقيقتها المجاورة فتتحدث هذه الشقيقة وتتحرك كما كانت تفعل سلفها ..
وهكذا يتناوبن الشقيقات على تمرير تلك العين العجيبة بينهن ويتحدثن مع يوزار والآخرين وهن يكشفن في ذات الوقت عن أمور خاصة في أدق حياتهم الشخصية !!!
إستغرب يوزار ذلك فتقدم منهن وقال
إذن فهذه العين بإمكانها أن تكتشف أسرار ماضينا الدفينة ..
ردت احداهن
ليس الماضي فحسب .. بل الحاضر أيضا ..
رد يوزار ببرود
كلا .. لا أصدق ..
قالت الاخرى
ولم لا تصدق أذكر أي شيئ وسترى ..
هنا قال يوزار
حسنا .. أريد أن أعرف كيف السبيل الى القضاء على مارد البحار ..
حينها..
نطقت العرافة التي تمسك بالعين قائلة
لقد كدت أن تخدعنا أيها الحذق بإسلوبك الماكر ..
فكما ترى لا يوجد في هذا العالم شيئ مجاني ..
فإذا أردت الإجابة على سؤالك فعليكم أن تقدموا لنا شيئ بالمقابل ..
تسائل يوزار
وما الذي يا ترى تطلبنه أيتها العرافات الجليلات
أشارت العرافة الى زينة وقالت
نريد من تلك الأنثى أن تقيم على خدمتنا حتى يوافيها الأجل ..
هنا قال يوزار
من الذي يخادع الآن
فمن المؤكد أنكن قد حزرتن أنها خالدة ..
أي إنكن تطلبن منها أن تتحمل عجرفتكن وقرفكن ما دامت الحياة على الأرض ..
غير أن زينة خاطبت يوزار قائلة
لا بأس يا يوزار .. إذا كان ذلك ما يتطلبه الأمر لتكمل مشوارك فسأتقبله بسرور ..
لكن يوزار فاجئها بالقول
كلا يا
متابعة القراءة