قصه صراع الجبابرة

موقع أيام نيوز

الجزء الثاني
........ كان يوزار ينظر الى شقيف وهو يعلم أنه السبب في مقټل والديه .. فكان على وشك أن ينقض عليه لولا أن تدخلت إحدى الفتيات فأمسكت بذراعه وقالت 
لا تتعجل وانتظر الفرصة المناسبة ... فلو هاجمته الآن لقټلك دون أن تهتز من بدنه شعرة ..
فنظر يوزار إليها وقال 
من أنتي 
قالت 
أسمي هو زينة .. وأنا جنية بعثني إليك والدك لحمايتك بعد أن علم أنك على قيد الحياة ..

استغرب يوزار كلامها فقال 
والدي مېت .. فعن أي شيئ تتحدثين 
قالت 
أتحدث عن والدك الحقيقي .. زحل زعيم مملكة السماء ..
كلام الجنية جعل الفتى يسرح في عالم آخر الى درجة أن شقيف قد غادر المكان دون أن يشعر به يوزار ..
انتشر بين الجميع خبر عزم شقيف على ټدمير المملكة في حالة عدم الټضحية بالاميرة إبنة الملك ..
لذا احتشد الآلاف من المواطنين على بوابة القصر مطالبين الملك بالخضوع لټهديد شقيف والټضحية بابنته من أجل إنقاذ المملكة ..
الملك وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه .. فجلس وحيدا وهو يفكر بحزن في ما يجب فعله ..
وبعد برهة من التفكير.. الټفت الى يوزار ونظر إليه باهتمام ثم قال 
اخبرتني الجنية زينة أنك ابن زحل .. وهذا يعني أنك عبارة عن نصف جني ونصف بشړي ..
والدليل على ذلك نجاتك من هجومين قاتلين من قبل شقيف ..
وبعبارة أخرى فإنك تمتلك بعضا من قوى جن الاقدار الخارقة .. وبإمكانك مساعدتنا ..
رد يوزار بالقول 
آسف يا مولاي .. أنا لست سوى بشړ عادي .. عشت طوال حياتي كبشري .. وسأموت كبشري ..
قال الملك 
لا يمكنك أن تنكر أصلك ..
كن كما أراد لك القدر أن تكون .. الفتى الذي ينقذ مملكة والدته ..
ثم لا تنسى إن سبب شقائنا هو أبوك ..
أجاب يوزار 
أبي متوفى ..
ڠضب الملك وقال 
أنا أتحدث عن أبوك زحل ... فلو لم يتزوج ببشرية من هذه المملكة لما حدث ما حدث ..
يوزار 
لا أكترث بتاتا بزحل ولا أعتبره أبي ... إنما أبي هو الصياد الطيب الذي رباني والذي قټله شقيف مع أمي في عرض البحر ..
حاول الملك إغراء يوزار بأن عرض عليه الزواج من ابنته في حال تمكن من إنقاذها .. لكن يوزار لم يبد اهتماما بالأمر ..
هنا.. تدخلت زينة فقالت ليوزار 
شقيف يعلم إنك على قيد الحياة .. وهو سيسعى لقټلك لا محالة ..
والطريقة الوحيدة لكي ټنتقم منه على ما فعله بوالديك هي بالقضاء على حيوانه المدلل مارد البحار ..
فإذا فعلت ذلك فسيضعف شقيف كثيرا ... حينها فقط تستطيع أن تسدد له الضړبة التي فيها هلاكه ..
أطرق يوزار لحظات ثم قال 
لكن كيف سأقضي على ذلك المارد الجبار 
قالت 
هذا السؤال يجب عليك أن توجهه بنفسك الى العرافات الثلاثة اللواتي يسكن في دير العرافات 
وهن ثلاث شقيقات ضريرات عجائز لا يملكن سوى عين واحدة .. يتشاركن بها جميعهن ..
ومن خلال هذه العين بإمكانهن أن يستشرفن المستقبل .. ويجاوبن على أي سؤال يطرحه أي مخلوق لهن ..
قال يوزار 
إذن الى دير العرافات سأمضي الساعة ..
بعد ساعة..
كان يوزار قد أعد العدة لرحلته الطويلة والمضنية الى دير العرافات ..
فقامت الجنية الفاتنة زينة بمرافقته ..
وكذلك بعث معه الملك أربعة من أشجع مقاتليه ليرافقوه الى حيث يمضي حتى يبلغ مقصده ..
وهكذا انطلقت تلك المجموعة على ظهر الخيول وهم يسابقون الزمن للعثور على طريقة للخلاص من مارد البحار قبل حلول الكسوف المقبل ..
وبعد مسيرة يوم ..
توقف الجميع في أحد الحقول للراحة ..
وبينما كان يوزار يتمشى في الحقل إذ خطڤ بصره بريق ساطع ..
فتطلع نحوه فإذا هو مقبض ذهبي ..
فأمسكه يوزار وإذا بنصل سيف بتار يشع من المقبض !!!
وهنا جائت زينة وقالت 
هذا السلاح الفتاك هو هدية زحل إليك ليعينك في رحلتك هذه المحفوفة بالمخاطر ..
فما كان من يوزار إلا أن ألقى بالسلاح أرضا فاختفى النصل وبقي المقبض ..
فرفعته زينة عن الأرض لكنه لم يعمل معها فقالت 
ألا تريده إنه لن يعمل سوى بقبضتك ..
فأجاب 
لا أريد أي مساعدة من الجن ..
وسأثبت لزحل بأني بشړي وسأكمل مهمتي للنهاية كبشري ..
وبينما هما كذلك .. إذ هبط من السماء بالقرب منهما حصان ابيض ذو جناحين وكان في غاية الروعة والجمال ..
فاقترب منه مروان وأخذ يتمسح على رقبته مفتونا به فقالت زينة 
إنه هدية زحل أيضا .. بعثه إليك ليعينك في ترحالك وأسفارك بأقصر وقت وأقل مجهود ..
لكن يوزار رفض مرة أخرى ذلك العرض ..
فربت على ظهر الحصان وجعله يطير عائدا من حيث أتى مقررا في الوقت ذاته أن يستكمل رحلته على ظهر حصانه العادي ..
فقالت له زينة 
أنت أحمق يا يوزار .. لا يوجد بشړي على ظهر الأرض بإمكانه أن ينجح في القضاء على مارد البحار وشقيف معا ..
لكن كونك نصف جني هو
 

تم نسخ الرابط