سكر وقال لها إنه قريبا سيرحل إلى المجر مع بقية القادة لتوجيه ضړبة سريعة لمملكة المجر بعد أن علم السلطان أن ملكهم يتراسل سرا مع الفاتيكان وهم يشجعونهم على خرق الهدنة والحړب .ولقد أعد السلطان خطة منذ شهر وسينفذونها الآن وفي الغد وصلت كل هذه الأخبار السرية إلى نورهان التي أرسلتها مع أحد عبيدها إلى تاجر الأقمشة اليهودي في كرواتيا وبعد ذلك كانت في طريقها إلى المجر .
أحد الأيام كان السلطان جالسا وجاءه رسول وطلب رؤيته على عجل وسلمه ورقة ولما قرأها ڠضب ومزقها فالأخبار من أروبا الوسطى كانت سيئة وأخبره جواسيسه أن البنائين يقومون بتحصين القلاع على نهر الدانوب وشحنها بالمدافع فجمع للقادة وقال لهم لا أدري كيف علموا بالخطة !!! هناك عملاء في هذا القصر ولا بد من كشفهم !!! لما سمع أوغلو أحس أنه في ورطة كبيرة لكنه إبتلع ريقه وصمت ولما أرسل السلطان شرطته للبحث عن إيفان الصربي إكتشفوا أنه ماټ في داره ورغم أن الۏفاة كانت تبدو طبيعية إلا أن السلطان لم يعد لديه شك أن كل ما حدث ليس صدفة بل مخطط له بعناية .
جلس وبدأ يفكر لماذا رئيس الطائفة الصربية بالذات وهناك كثير من الطوائف الأخرى ثم توقف فجأة وقال نورهان صربية وجميع جواريها من ملتها وبإمكانها الوصول إلى المعلومات دون صعوبة . والأكثر من ذلك لها مصلحة في الإنتقام مني بعد ما فعلته معها !!! ثم جمع العبيد والخدم وطلب منهم أن يخبروه إن شاهدوا تصرفا مريبا في القصرحتى ولو كان دون قيمة في نظرهم ..
...
الجزء الثامن
فخ العنكبوت
كان كل واحد منهم يدخل و يحكي للسلطان محمود ما رآه إلى أن جاء دور خادمة شركسية فقالت له لا أدري يا مولاي إن كان ما سأقوله مهما أم لا فالقائد أوغلو له علاقة مع أحد جواري نورهان وأعتقد أنه يحبها !!! تعجب محمود من ذلك ثم أمرها بأن تتجسس عليهما دون أن يحسان بذلك ووعدها بمكافئة كبيرة إن أتته بأخبارهما .بعد يومين أخبرته أن الجارية ماريانا قد إختفت وهذا أمر غريب لقد سألت عنها كل من يعرفها لكن لم يرها أحد كان قاسم أوغلو على وشك السفر لما طلب منه السلطان الحضور لأمر هام ولما دخل قاعة العرش أغلق الحرس وراءه الباب فعرف أنه وقع في الفخ وندم أنه لم يهرب قال السلطان نعرف عنك كل شيئ وأنك نقلت أخبارنا لتلك الجارية ولما خفت إفتضاح أمرك قټلتها وقټلت رئيس الطائفة الصربية إيفان فما تقول لدفاعك هيا تكلم !!!
خر أوغلو على ركبتيه وقال إني بريئ يا مولاي من القتل لكن أعترف أني كنت معجبا بمارينا وأنوي الزواج منها أجاب السلطان بسخرية كم أنت أحمق ألم تتساءل عن سبب إهتمام صبية يانعة بشخص فظ مثلك ألم تجد سواك في القصر أحس أوغلو بالإهانة لكنه صمت المهم هو كيف سينجو من هذه المشكلة. أمر محمود بحمل أوغلو وضربه ثم إرجاعه بعد ساعة دخل عليه وهو في حالة يرثى لها من كثرة الضړب وصاح في وجهه له قل لي الحقيقة وسأخلي سبيلك!!! أجاب أوغلو لقد كنت معها منذ أيام لكني لم أعد أراها !!!
في هذ اللحظة دخل أحد الجنود وقال له لقد فتشنا داره ووجدنا هذه الرسالة ولما إستلمها رأى عليها ختمه فخفق قلبه فلقد كانت رسالته إلى والي البلقان بخصوص حمولة السلاح إرتعش أوغلو لما رأى السلطان يرمقه وقد تغيرت ملامح وجهه وصاح لا أعرف عنها شيئا أمر محمود برميه في السچن ورغم غضبه فقد زاد شكه في أن أحدا يحيك الدسائس من خلف الستار وأن الأمر أخطر مما يتصور. ثم إستدعى الوزير شمس الدين بك وهو شيخ جليل دو عقل وفطنة وأخبره بما جرى وأن كل العملية التي حضر لها منذ شهر قد فشلت وتسربت أخبارها إلى الأعداء وشحنة الأسلحة في خطړ!!! فكرا لوزير قليلا ثم قال هناك من يحاول إغراق أوغلو سنتظاهر بأننا لا نعلم شيئا سنستغل ذلك لإرسال معلومات مغلوطة إلى العدو وسنكشف
من وراء هذه المؤامرة !!!
قال محمود والسلاح الذي سيقع في يد ثوار