رواية الدهاشنه بقلم ايه محمد رفعت

موقع أيام نيوز


قلبي هو برضه مش بيثق في حد غير فيك وبعدين أنت ابنه الوحيد هيعتمد على مين غيرك 
ابتسم وهو يحتضنها 
_وانا متقبل ده وأخدمه بعيوني بس لازم ست الكل تديني عذر ولا أيه 
تعالت ضحكات راوية لتحتضنه وهي تردد بعدم استيعاب 
_انت مكار وخبيث.. 
أجابها بغمزة من عينيه الساحرة 
_بس بحبك ولا أيه.. 

_بتعمل أيه عنديك يا واد أنت أني مش بعتك الغيط تشوف مصالحنا واجف عندك تتمرع وتحب في أمك من غير ما تستحي. 
سلطت الاعين على من يقف أمام باب الغرفة يشير لهما بعصاه الانبوسية بضيق شديد ابتعد آسر عنها وهو يهمس بخبث 
_نسيت أن الحاج بيغير فكريني او حذريني أقفل الباب مثلا! 
تعالت ضحكات راوية حتى أحمر وجهها فنهضت عن المقعد ثم اقتربت من فهد قائلة بحنق 
_وبعدين معاك يا فهد انت مش هتبطل طريقة كلامك دي. 
تجاهل حديثها ثم لكز بعصاه صدر آسر ليخبره بغيظ 
_هم بقولك روح شوف حالنا. 
كبت ضحكاته بصعوبة ورفع يديه يخبره 
_تحت أمرك يا كبيرنا... اعتبرني مشيت.. 
وتخطاه ليهبط على الدرج الضخم الذي يتوسط الثرايا فلحقت به راوية لتناديه ومن ثم حذرته بتذكر تعليماتها 
_الأبيض خد بالك. 
تطلع لقميصه ومن ثم رفع صوته لتستمع له 
_متقلقيش حفظت القواعد الابيض أحطه في عنيا من جوه عشان غسيله بيهري القلب من بره. 
تعالت ضحكاتها حينما قلد لهجتها فاستدارت لتغادر فوجدت فهد يقف من أمامها بنظرات لا توحي بالخير اقتربت منه وتفحصت الطريق قبل ان عدل من جلبابه الكحلي ومن ثم ارتفعت يدها لعمته البيضاء فعدلتها وأنحنت بجسدها تحتضنه وهي تردد بهمس 
_انت اللي في القلب والروح. 
ابتسم فهد وضمھا اليه ليجيبها بصوت منخفض 
_واثق من ده بس برضه متزديش في محبتك لابنك وبنتك اعدلي بينا اتفقنا 
ازدادت ضحكاتها وهي تجيبه بصعوبة بالحديث 
_نفسي حد من الصعيد يسمع كبيرهم ويشوفوه وهو غيرن من ولاده! 
وتركته وهبطت للاسفل لتشير له 
_هنزل أشوف ورانا أيه أحسن ما الحاجة هنية تعلقني جنب نادين. 
التصقت بها نظراته وكأنها تحرس عشقه الوفي الذي طال لسنوات ومازال يستمر حتى أن تودعه الروح وتفارق جسده فاكمل طريقه هو الاخر للمندارة الخارجية. 

تلقتحور عناية طبية فتم تضميد چرح قدميها ويدها فوضع الطبيب المحاليل الطبية بذراعها السليم ثم أخبر عبد الرحمن وأحمدبأنها ستتمكن من المغادرة فور انتهاء المحلول فولج أحمد للداخل ثم جلس على المقعد القريب منها وقال باهتمام 
_طمنيني يا حور عاملة أيه دلوقتي 
ابتسمت وهي تجيبه بامتنان 
_الحمد لله الۏجع خف بالمرهم اللي الدكتور حطه. 
اومأ برأسه وهو يردد برضا 
_الحمد لله. 
سألته بانزعاج 
_هنمشي أمته بقا بقالنا هنا ساعتين. 
قال بهدوء 
_لما المحلول يخلص هنمشي متقلقيش. 
هزت رأسها ومن ثم تعلقت أعينها بباب الغرفة الذي فتحه عبد الرحمن فولج الاخير ليخبرها بابتسامة مرحة 
_أيه يا حور حسدناكي ولا أيه 
ابتسمت وهي تخبره 
_حد بيهرب من اللي مكتوبله يا عبد الرحمن الحمد لله على كل شيء. 
_الحمد لله المهم انك تاخدي بالك من نفسك بعد كده.. أنا هنزل أجيب عصير وأجي. 
وتركهما وغادر فشعرأحمد بانزعاج حور من حجابها لم يفهم ببدء الأمر ما يزعجها فانتبه بأنها تحاول اخفاء خصلات شعرها الظاهرة من أسفل حجابها الغير منظم فتحاول بيدها الملفوفة بالشاش ان تخفيه واليد الاخرى المحلول مدثوث بعروقها انتقلت نظراتها للحائل الزجاجي فوجدت الطبيب على وشك الدلوف كسر احمد حاجز صمته ونهض ليقترب منها ومن ثم أخفى خصلات شعرها الحريري الذي استطاع أن يلامسه بيديه فاخفاه خلف الحجاب وهو يردد 
_خليني أساعدك. 
انتهى مما يفعله وعينيه هائمة بعينيها فلعق شفتيه وهو يتراجع لمقعده بارتباك حتى هي خفق قلبها بسرعة جعلتها تستشعر بأنها ركضت لالف ميل دون أن تلتقط انفاسها انتبهت لحالتها الغريبة حينما قال الطبيب.
_المحلول خلص تقدروا تروحوا بس الاهم انها تواظب على العلاج والمرهم اللي كتبتوا. 
صافحه احمد وهو يخبرها بابتسامة عملية 
_الف شكر يا دكتور. 
ومن ثم قدم يديه لها ثم قال 
_يلا يا حور. 
وزعت نظراتها بينه وبين يديه ومن ثم قدمتله يدها بحرج شديد فهي غير قادرة على الإتكاء على قدميها بالفعل هي بحاجة للمساعدة هبطت عن الفراش ببطء فحينما استندت على قدميها صړخت ألم فرفعها أحمد سريعا عن الأرض ثم قال 
_الدكتور قالك متحمليش عليها. 
وجدها تقرب يدها السليمة من رقبته بارتباك وكأنها لا تريد وضعها فتحرك بها ليجدها تلف يدها حول رقبته هبط بها للاسفل وعينيه لا ترى سواها وحينما وصل للاسفل لم بجد السيارة باستقباله كما كان متوقع فردد بضيق 
_راح فين ده 
ثم قال 
_ حور موبيلي في جيب الجاكت حاولي تسحبيه. 
احمر وجهها خجلا وهي تقرب يدها من جيب جاكيته فجذبته ومن ثم رفعته له فاخبرها الرقم السري لتفتحه اندهشت معالمها حينما رأته يضع صورة تجمعه بروجينا منذ الصغر لا تعلم لما شعرت بالحزن بتلك اللحظة ولكنها تناست عمدا ما رأته واجرت اتصالا بعبد الرحمن كما طلب منها فخرج من المشفى ليحضر السيارة ولذاك الوقت أبى أحمد أن يتركها تقف على الارض لحينما يأتي عبد الرحمن بل ظل يحملها حتى وضعها بالسيارة وعاد بها للمنزل. 

وقف يحيى يتابعها بضحكة أنارت وجهه المنطفئ وهي تتأرجح على ذاك الحصان الذي يدور يسارا ويمينا وتتناول غزل البنات الذي تحمله بين يدها ابتسامته تتسع أكثر فأكثر كلما ضحكت هي وفجأة انكمشت ملامحه حينما وجدها تضع يدها على رأسها وكأنها ستفقد وعيها فأسرع اليها ليساعدها على الهبوط من الارجيحة وهو يتساءل پخوف 
_مالك يا حبيبتي 
كادت ماسة بأن تجيبه ولكن التقيأ اوقفها عن الحديث افرغت ما بجوفها ومازال يحيى يتمسك بها لينبع بداخله خوفا لا مثيل له من الشكوك التي هاجمته بتلك اللحظة حيال أمر حملها!! 

مر بسيارته على حقل العم فضل فرقصت ملامح وجهه فرحا حينما رآها حتى وإن كانت تتنكر بما ترتديه يعرفها قلبه جيدا ركن آسرسيارته على قرب منهما ومن ثم هبط فقال وعينيه تتابع من تحاول قطف الحشائش من الأرض 
_أزيك يا عم فضل عامل أيه 
انتبه العجوز اليه فقال بفرحة 
_بشمنهدس آسر.. منور البلد كلتها. 
ابتسم وهو يجيبه 
_منورة بأهلها يا راجل يا طيب طمني رجلك بقت كويسة ولا أيه 
قال بحمد 
_أهو أحسن من الاول الحمد لله.. 
_تستاهل الحمد. 
واستدار برأسه تجاهها ثم قال بثبات 
_ازيك يا ريس 
تهجمت معالمها وإن كانت سرت باحتفاظه بسرها أمام والدها فأشارت برأسها فأقترب آسر منها ثم جذب منها السيف الغليظ الذي يستعمله الفلاح لجني الحشائش ثم قال وهو يشير لها بعينيه 
_عنك يا ريس.. 
رفع عم فضل صوته البعيد عنهما
_ميصحش يا بشمهندس ده أحنا اللي نخدمك برموش عنينا.. 
أشمر عن ساعديه وانحنى يجني الحشائش وهو يجيبه 
_عيب يا عم فضل انا مش ابنك ولا أيه 
لم يجد العم فضل الكلمات المناسبة التي قد تشكره على كرمه السخي عمل آسر بنشاط وكانت تسنيم تحاول مساعدته بأن تجمع ما يجنيه وتضعه على العربة فانحنى للخلف ليراقب العم قبل ان يهمس لها 
_هو عم فضل ميعرفش انك بتشتغلي معايا ولا ايه 
اجابته وهي تراقب والدها هي الاخرى 
_لا بابا ميعرفش اني بشتغل أرجوك يا بشمهندس آسر متقولوش حاجة.. 
رفع حاجبه وهو يردد بذهول
_أقول أيه بس هو أنا أعرفك يا ريس! 
ابتسمت تسنيم وهي توزع نظراتها بينه وبين والدها فغمز لها آسر وهو يستكمل عمله انتهى من عمله
 

تم نسخ الرابط