رواية الدهاشنه بقلم ايه محمد رفعت

موقع أيام نيوز


الكراهية للحيرة فباتت أعينه تراقبها طوال الطريق للإسكندرية وهي بغفلة حتى عن ملاحظة ذلك. 

بشقة يحيى. 
وقف الجميع أمام غرفة النوم بإنتظار خروج الطبيبة التي ما أن انتهت من فحصها وإعطائها الأدوية المناسبة خرجت فهرعأحمد إليها ليتساءل بلهفة 
_خير يا دكتورة ماسة مالها 
تجاهلته الطبيبة ثم دنت حتى إقتربت من يحيى فقالت بتعصب شديد 

_أستاذيحيى أنا من البداية شرحتلك حالة ماسة الحرجة وقولتلك إنك هتتعامل معاها كطفلة مش كزوجة وأنا كنت سعيدة جدا إنك بدأت تستوعب ده لكن باللي عملته النهاردة فأنت رجعتنا لنقطة الصفر.. 
وقطعت روشتة الدواء ثم قدمتها لآسر لتغادر على الفور انتقلت نظرات أحمد المحتقنة تجاه يحيى الذي تنسدل دمعاته في صمت تام فقطع المسافة فيما بينهما ليجذبه من تلباب قميصه الابيض صارخا به بقسۏة 
_أنت عملت أيه 
إهتز جسد يحيى پعنف تجاه دفعة أحمد له فشدد من قبضته المحاطة بجلد رقبته وهو يصيح به 
_وصلت بك الوقاحة لكده أنت ډمرت كل حاجة عملناها. 
تدخل آسر على الفور ليحيل بينهما فقال بحزم 
_خلاص يا أحمد اللي حصل حصل.
لم ينصاع إليه وحاول أن يمسكه من جديد وهي ېصرخ باندفاع 
_أبقى قابلني لو عرفت تحل اللي أنت عملته. 
وقف آسر مقابله ليصده للخلف وقد إرتفعت نبرته بعصبية شديدة 
_ما قولتلك خلاص هو واحد من الشارع وغلط معاها ده جوزها فووق. 
انتقلت نظراته إليه ثم قال بإلم 
_وأنت شايف حالتها تسمح بكده! 
بصرامة أجابه 
_قولتلك خلاص إقفل الموضوع. 
_في أيه صوتكم عالي ليه كده 
كلمات لاهثة خرجت من عبد الرحمن الذي أتى ككل صباح فهرول للأعلى حينما استمع لصوت شجارهم الصاخب وفور رؤيته دفع آسر أحمد بيديه تجاهه وهو يشير إليه 
_خده تحت يا عبد الرحمن. 
لم يستوعب ماذا يحدث بينهما ولكنه تفهم بحاجة آسر لإبعاده بذاك الوقت فجذبه للأسفل عنوة فأغلقآسر الباب ثم دنى ليجلس قريبا منه طافته نظراته قبل أن يسأله بهدوء 
_أيه اللي حصل يا يحيى وليه عملت كده 
رفع عينيه الحمراء من أثر كبته لدموعه المتحجرة فترة طويلة ليخرج صوته الشاحب كحال قلبه 
_غصب عني والله يا آسر أنا معرفش عملت كده إزاي يمكن مقدرتش أسيطر على نفسي بسبب اللي بنت ال عملته. 
ضيق عينيه وهو يتساءل بدهشة 
_عملت أيه 
أخذ يحيى بقص ما حدث على مسمع آسر الذي تفهم ما دفعه لفعل ذلك فقال پغضب 
_بلغ أخوها بوساختها لو معرفش يربيها يقعده جانبه. 
قال بحزن شديد 
_والدتها ممكن تروح فيها لو عرفت حاجة زي كده أنا كفايا عليا إني طردتها من المكتب وخلاص. 
رد عليه آسر قائلا 
_معتقدش إن البت دي هتسيبك في حالك يا بحيى لازم تعملها وقفة وحاجز قبل ما تفكر تأذيك تاني. 
شرد بحديثه المتعلق بها ولم يفق الا على صوت إلهام الباكي 
_ماسة فاقت بتصرخ وبتعيط وأنا مش عارفة أعملها أيه يا أستاذ يحيى. 
ابتلع تلك الغصة المؤلمة التي عصفت برئتيه فور سماعه لما قالت فإنتقلت نظرات لآسر الذي حثه على النهوض قائلا 
_حاول تاني تقرب منها هتواجه شوية متاعب بس أنا متأكد إنك هتقدر تقربها منك تاني. 
أومأ برأسه بهزة خاڤتة ثم تحرك تجاه غرفتها يقدم قدم ويؤخر الأخرى حتى ولج للداخل.. 

بالأسفل.. 
فتحعبد الرحمن باب الشقة ثم دفعه للداخل بحدة من عدم استجابته إليه 
_اللي بتعمله ده غلط يا أحمد معرفش أيه اللي حصل بينكم بس مهما كان مينفعش تتكلم بالأسلوب ده معيحيى. 
رفضأحمد دخول الشقة ثم صاح بعنفوان 
_ما أنت متعرفش هو عمل أيه 
رد عليه بعقلانية 
_ومش عايز أعرف بالعقل والتفاهم الأمور هتتصلح لكن مش بالخناق وعلو الصوت يا أحمد. 
خرجت تالين على صوتهم المرتفع فدنت منهما تتساءل في حيرة 
_في أيه بتتخانقوا ولا أيه 
ظهرت فاتنة القلب من أمامه فارتج ثباته أمامها تبا لتلك الأعين التي هوست التطلع لها وبالرغم من مراقبته بكل شاردة وورادة تخص تعابير وجهها الا أن شروده لم يمكنه من سماع حوارها المتبادل مع أحمد الذي يؤكد لها بأن الأمور على ما يرام لمحته تالين فتسللت تلك الربكة الخاڤتة لدقات قلبها فتوترت نظراتها تجاهه ثمة شيئا بداخلها يشعر بالرضا من نظرات إعجابه إلى أن أفاق لنفسه فقال وهو يتهرب من مرمى بصرها 
_يلا يا أحمد غير هدومك عشان ننزل المصنع. 
إنصاع له أخيرا فتركهما وولج للشقة فترك بابها مفتوحا وحينما أختلت الطرقة الفاصلة بين الشقتين بهما إرتبكت فشددت على أصابعها بتوتر بحث عن كلمات مناسبة يفتتح بها الحوار بينهما فبدا كالأبله حينما قال 
_عاملة أيه 
أجابته على إستحياء
_بخير الحمد لله.. 
وأضافت بخجل 
_وأنت كويس. 
هز رأسه بابتسامة ساحرة فأومأت برآسها ثم أشارت على باب الشقة وهي تدنو منه بتعثر 
_هشوف حور فين.. عن إذنك. 
راق له خجلها وذاك التشتت الذي طغى عليها فأشار لها بثبات ببطء شديد أغلقت الباب وكأنها بحيرة من أمرها بأن تغلقه والأخر مازال بالخارج أو تتركه مفتوحا فالحالة التي تستحوذ عليها مذرية للغاية أغلقته ومازالت تسأل ذاتها هل تصرفها صحيح أما ماذا 
حتى عقلها استحضر ردودها عليه ليؤنبها على حمقاتها بالرد المختصر ولكن عادت لتشير بعدم مبالاة مصطنعة 
_الله وأنا هصحبه يعني قالي عاملة أيه قولتله كويسة وإنتهينا! 
وتوجهت للمطبخ لتتسع ابتسامتها وهي تتأمل السفرة العامرة من أطيب وألذ الطعام وخاصة كعك البرتقال الشهي الذي يميز حور فانتهت الأخيرة من وضع القهوة على السبرتاية الذهبية لتردد براحة 
_كده كله تمام. 
اقتحم صوتتالين المطبخ حينما تساءلت بذهول 
_أيه الجمال ده كله يا حور 
ارتسمت بسمة مشرقة لا تفارق شفتيها الوردية 
_بنت حلال كنت لسه هدخل أصحيك يلا اقعدي إفطري عما أصحيتسنيم.. 
ضيقت عينيها باستغراب 
_تسنيم مين 
اجابتها وهي تدنو من باب البراد لتخرج زجاجة من المياه 
_دي صحبتي وبايتة معايا من امبارح فرصة اعرفكم على بعض ده أنا قرفها بيكي وبالكلام عنك. 
قالت وهي تتذوق قطعة من الكعك 
_ياريت.. 
وبالفعل تركتها وولجت لغرفتها فوجدت تسنيم ترتدي حجابها أمام المرآة وتستعد للخروج فحملت حقيبتها سريعا ثم قالت بإصرار 
_مفيش خروج من غير فطار يا هانم. 
عقدت تسنيم الحجاب حول رأسها جيدا ثم قالت بضجر 
_يا بنتي قولتلك ماليش نفس ليه مش بتصدقي أنا يدوب أجري ألحق الشغل. 
ثم أبعدتها عن طريقها لتجذب الحذاء فقالت حور پغضب 
_قولي اللي تحبيه بس بالنهاية هعمل اللي أنا عايزاه.. 
فتحت باب الغرفة ثم جذبت الحقيبة من يدها لتشير لها باستعطاف 
_مرة تانية عشان متأخرش بالله عليكي يا حور. 
تركت الحقيبة فحملتهاتسنيم وإتجهت سريعا لباب الشقة قبل أن تتمكن من إيقافها مجددا فإتبعتها لتجذب اسدالها المعلق جوار الباب ثم خرجت لتوقفها على الدرج فعاتبتها بحزن 
_أنتي بجد هيجيلك قلب تمشي وتزعليني! 
استدارت تجاهها ثم قالت 
_غصب عني والله هتتعوض مرة تانية لازم أنزل عشان ألحق المواصلات والا كده هتأخر خالص عن الشغل يرضيكي أترافد من أول إسبوع كده! 
_هتترفدي على التأخير ومديرك لسه مرحش! 
ابتلعت ريقها بتوتر وهي ترفع عينيها لأعلى الدرج لتجد آسر يقف من أمامها ومع كل درجة كان يهبطها للأسفل كاد بها قلبها أن يتوقف أكثر من مرة وخاصة حينما أصبح مقابلهما فشكت له حور قائلة 
_إتكلم أنت يا آسر لحسن أنا ريقي نشف معاها.. 
سلطت عينيه البندقية عليها ليبتسم رغم جدية حديثه الصارم 
_مفيش حد بيدخل بيت من بيوت كبير الدهاشنة وبيخرج من غير ما واجبه يكون كامل يا تسنيم. 
يا الله سماع نبرته تردد صوتها زرع الخجل
 

تم نسخ الرابط