رواية الدهاشنه بقلم ايه محمد رفعت

موقع أيام نيوز


واحدة متربية بأمريكا واخدين ان كل يوم بيقضوه مع واحد شكل كنت بحاول أقنع نفسي أن جواكي عرق شرقي مستحيل طباعهم المقززة دي هتتغلب عليه بس للاسف كنت ساذج أوي. 
ودفعها بشراسة فسقطت أرضا لېصرخ بها بجفاء 
_غوري من وشي مش طايق أشوفك قدامي. 
استندت بيدها حتى نهضت لتقف أمامه فتعالت ضحكاتها بسخرية 

_اللي يسمعك ممكن يصدقك احنا عارفين انك مدورها مع أكتر من بنت اشمعنا أنا يعني! 
ذبح قلبه بتلك اللحظة فود لو طاله المۏت قبل أن يطوله سکينها اقترب منها بخطوات بطيئة جعلتها ترتد للخلف پخوف مما سيفعله حاصرها لتنجبر على مواجهته لتستمع لكلماته التي تحررت على لسانه 
_أنا فعلا كنت مقضيها زي ما بتقولي بس سبت القرف ده كله لما حبيت بقيت مش قادر أشوف حد غير اللي حبيتها واتمنيت أنها تكون مراتي على سنة الله ورسوله ويمكن ده اللي خلاني غيور لدرجة الجنون لاني بعشقها وبكره أي عين تبصلها. 
واقترب منها مجددا فتراجعت للخلف وهي تلعق شفتيها بړعب ليستكمل حديثه بسخرية مؤلمة 
_الصادم في كل ده إني لما حبيت حبيتك أنتي! 
وتراجع ليشير لها بقسۏة 
_بس من النهاردة مبقاش ليكي مكان جوايا انتي فعلا محتلفة عني ومينفعش نكون لبعض. 
جزت على أسنانها بغيظ مما قال فصړخت به 
_أنت فاكر لما تقول الكلام ده هيكسرني يعني هسافر وهعيش حياتي وأختار الشخص اللي يناسبني أنا فعلا كنت غبية لما إختارتك أنت. 
أجابها بابتسامة مصطنعة تخفي ألما عظيم 
_سافري وعيشي حياتك بالطريقة اللي تحبيها بس يارب متخسريش نفسك. 
وتركها وكاد بالهبوط فاستدار ليخبرها قبل أن يرحل 
_مامتك وأختك عادات الغرب وتحررهم مقصروش فيهم لكن أنتي هتخسري نفسك ألف مرة وهتتمني المۏت كل لحظة لأننا عمرنا ما هنكون شبههم ولا زيهم. 
وتركها وغادر بذاك اليوم الذي انتهى به قصة حبه التي مازالت توجع قلبه حتى اليوم أفاق من ذكرياته بجرعة مكثفة من القسۏة والجفاء تجاهها فنهض عن المقعد ثم تمدد على فراشه في محاولات بائسة للنوم. 

بشقة يحيى 
كانت متعلقة باحضانه كالصغيرة التي تلتمس أمانها المفقود ابتسم وهو يمرر يديه على شعرها ببطء ثم استند على رأسها ليغلق عينيه فاستمع لرسالة هاتفه جذبه ليجد رسالة من يمنى على الواتساب فتحها ليجد
يحيى نسيت أبلغك أن بكره عندك مقابلة الساعة ٨ مع موزيعين المصنع 
رد عليها 
كويس إنك فكرتيني لاني كنت ناسي 
وعاد ليكتب
على فكرة أنا مشيت النهاردة قبل نا نكمل كلامنا فإن شاء الله لما أجي لينا كلام تاني. 
ابتسامة خبيثة رسمت على وجهها فهي تعمدت ارسال رسالة له بوقت كذلك حتى يفتح موضوعها من جديد فتتيح فرصة الحديث بينهما ردت عليه بمكر
الموضوع متتهي أصلا يا يحيى لأن لا ماما ولا أخويا قادين يتفهموا حبي للشخص اللي بتمناه يكون جوزي. 
ضيق عينيه باستغراب وتابع بكتابة
هو أنتي بتحبي! طب ما ده كويس ومبرر لعمر أخوكي على رفضك للعرسان وهو أكيد مش هيعترض على اختيارك ولا هيقف في وش سعادتك 
ردت عليه 
هيقف لاني بحب راجل متجوز يا يحيى 
قرأ رسالتها باسترابة ثم رد عليها 
الموضوع كبير بقا ومش هينفع الكلام فيه بالموبيل بكره هنبقى نتكلم.. 
وأغلق الهاتف ثم أغلق عينيه متناسيا وضع أي احتمالات تطوف من حوله! 

تقلب على فراشه يمينا ويسارا بانزعاج فكلما حاول النوم هاجمته تلك عينيها كالۏحش الذي يضربه في مقټل ابتسم آسر كلما لفحته نسمة عابرة تذكره بها فنهض عن فراشه ليقف بشرفته ثم أغلق عينيه بقوة ليدعي تلك النسمة التي تلفح وجهه تخيم بسحابة العشق الذي نبت داخل قلبه منذ أول لقاء. 
قسم القمر الساطع الشاشة بين ذاك العاشق الذي يحلم بفاتنته وبين تلك الفاتنة التي تقاسي مرارة الذكريات ولكن ماذا لو اتحدت تلك اللقطة لتصبح جواره هل ستتقبل وجوده لجوارها بعدما مقتت الرجال بأكملهم!

تلألأ قرص الشمس الساطع ليعلن استقبال يوما جديد هبط آسر بصحبة بدر ويحيى لعمله أما أحمد فنهض على صوت قرع الباب وهو يجاهد آلام رأسه الذي يخلفه الضغط الذي هاجمه منذ صغر سنه ولكن تلك المرة كان مفترسا للغاية استند على الحائط حتى وصل لباب الشقة ففتحه ليجد حور من أمامه تتساءل بلهفة 
_أحمد بدر هنا ولا نزل 
أجابها بصوت واهن وهو يتجه لأقرب مقعد ليجلس عليه بهدوء
_بدرنزل مع آسر الصبح. 
ولجت خلفه حتى دنت منه فتساءلت پخوف 
_أنت كويس 
مرر يديه على جبينه وهو يجيبها پألم 
_شوية صداع أكيد الضغط عالي. 
ثم أشار بيديه 
_معلشي يا حور هاتيلي علاجي من جوه. 
أومأت برأسها عدة مرات ثم استدارت تجاه الغرف المقابلة لها وزعت نظراتها بينهما بتشتت فغير مسموح للفتيات بدخول تلك الشقة من قبل تساءلت باستغراب 
_أوضتك إنهي فيهم 
أشار بيديه تجاه الغرفة التي تقبع بالمنتصف أسرعت حور للداخل فحاولت البحث عن أشرطة الدواء على الخزانة السوداء المجاورة للفراش ولكنها لم تعثر على شيء أسرعت للخزانة ففتحت أدرجها اصطدمت يدها بصندوق أسود فسقطت محتوياته أرضا دون قصد منها جذبت الشريط الموضوع بالخزانة ثم انحنت لتلم الأغراض الملقاة أرضا ضيقت عينيها في صدمة حقيقية حينما رأت دميتها الصغيرة ملقاة أرضا ولجوارها أحد أرباطة الشعر الخاصة بها لامست الأغراض ببسمة تلقائية رسمت على وجهها حينما تذكرت تلك الاغراض المفقودة منها منذ خمسة عشر عاما انتباها سؤالا فضوليا عن احتفاظ أحمد بمثل تلك الاشياء بخزانته الخاصة لم يتيح لها وقتا للتفكير أعادت الأغراض بالصندوق ومن ثم أعادته لمحله وهرولت سريعا للخارج بكوب المياه ناولته نصف حبة من الأقراص فتناولها أحمد بإنهاك شديد خرجت عن صمتها قائلة بقلق 
_أنت حالتك مطمنش تعالى إقعد معانا أنا والبنات لحد ما بدر أو آسر يرجع. 
تفهم عدم رغبتها بالبقاء بالشقة المحظورة فقال بابتسامة جاهد لرسمها 
_روحي انتي يا حور أنا كويس فعلا. 
بتصميم قالت 
_لا مش هخرج غير معاك. 
رضخ لعنادها فهم بالوقوف وهو يردد باستسلام 
_خلاص هجي معاكي. 
الټفت الحوائط من حوله فلامسته غيمة سوداء كادت بابتلاعه شعرت حور به فأسرعت لتتمسك بيديه بعفوية وهي تصرخ بهلع 
_أحمد
رفع رأسه تجاهها فتنقلت نظراته بين عينيها التي تحدقات به بلهفةوبين يدها المتمسكة به أخفضت نظراتها ليديه فلمعت دبلتها الفضية بين يدها وكأنها شعلة لدغتها لتذكرها بمن تكون 
تباعدت عنه بحرج ثم قالت بتردد
_لو مش قادر تقف خليك وأنا انزل أجبلك دكتور.
مضى بطريقه حتى خرج من الشقة وهو يخبرها
_ أنا واخد على كده متقلقيش شوية وهبقى زي الفل. 
خرجت خلفه ومن ثم اغلقت الباب فولج معها لداخل الشقة تمدد على الأريكة القريبة من الباب فقالت وهي تسرع تجاه المطبخ 
_هعملك حاجة تنزلك الضغط. 
في تلك اللحظة خرجت روجينا من غرفتها فانعقدت ملامحها حينما رأته يجلس بالخارج بتعب بدى على معالمه فاقتربت منه ثم تساءلت باستغراب
_مالك يا أحمد 
فتح عينيه على مهل ثم قال 
_تعبان شوية.. 
أتتحور بما تحمله بين يدها ثم اقتربت منه لتشير له 
_اشرب العصير ده هينزل الضغط على طول بإذن الله. 
حملتروجيناحقيبتها دون مبالاة به وهي تردد بآلية تامة 
_طيب ألحق أروح لآسر قبل ما أنزل الجامعة بس يارب يوافق على الرحلة دي. 
وجهت حديثها لحور التي قالت بجفاء 
_برضه مصممة انتي حرة. 
لم تمهلها للخوض أكثر بالحديث فرحلت على الفور مخلفة ورائها ألف سؤال يهاجم أحمد الذي يتأمل لفراغها
 

تم نسخ الرابط