رواية الدهاشنه بقلم ايه محمد رفعت

موقع أيام نيوز


انتظاره فصعد على الفور للأعلى وما أن ولج للداخل حتى ألقت نظرة متفحصة على حاله والذهول ينال منها كانت تحاول تستوعب أن من يقف أمامها هو نفسه ابنها المغرور التي حرصت على زرع به كبرياء لا يتنازل لأحدا قط فتحرر لسانها أخيرا وهي تشير له پصدمة 
_أيه اللي أنت عامله في نفسك ده يا ولدي ده أني مصدقتش عمك لما قالي إنك اهنه في بيت فهد ومشغلك كيف الخدامين ازاي تسمحله يعمل فيك اكده 

لاح على وجهه الرجولي ابتسامة ساخطة واتبعها صوته المستهزأ من حديثها 
_عملت اللي حسيته صح لأول مرة في حياتي.. 
رفعت حاجبيها باستنكار 
_الصوح إنك تخليه يزلك ويكسرك! 
في ذلك الوقت كان بدر يؤدي مهامه المكلف به من قبل عمه كل يوما حتى بات يكره ذاته وكأن فهد يعلم بمدى كره بدر اليه لذا كانت مهام استدعائه لتناول الغداء من نصيب بدر فكاد بطرق باب الغرفة ولكنه توقف حينما استمع لصوتها الذي يخبره بأن عمه يتعمد أن يكسره ويزله فترقب سماع ما سيقول آيان وبالفعل أتاه صوته يجيبها 
_بالعكس أنا اللي زلته وكسرته وبالرغم من كل ده ومعاه الف فرصة يعمل فيا زي ما عملت فيه بس معملش لانه أصيل واتربى وربى عياله بنفس الطريقة اللي اتربى فيها انا مشوفتش أي اهانة منه ولا من عياله بالعكس كلهم بيحاولوا يحتوني كلهم عندهم شفقة عليا من التربية اللي أنت ربتيهالي والكره اللي زرعتيه في قلبي.. 
جحظت عينيها في صدمة ليتبعها قولها المشتت 
_مالها التربية اللي ربتهالك ربيتك عزيز وغالي وتعرف كيف تاخد تارك من اللي ظلموك.. 
ابتسم وهو يجيبها بسخط 
_من الحريم! انتي معلمتنيش ازاي أكون راجل حتى وأنا بأخد حقي انتي خلتيني أستحقر نفسي في كل خطوة كنت بخطيها وفي الاخر مطلعش فهد ولا عيلته اللي ورا اللي حصل لأمي.. 
عارضته بصوته الصارم الذي مازال يحمل الكراهية تجاه نسل الدهاشنة 
_بس برضك اللي عمل اكده من عيلتهم ونسلهم انت مغلطتش يا ولدي.. 
ضحك بهسترية وسرعان ما ثبتت انفعالاته فتحولت عينيه لسواد كاد بابتلاع من تقف أمامه فداهمته نبرته الخشنة
_أنتي أيه قلبك ده مخلوق من القسۏة والحقد حتى بعد ما آسر ابنه انقذ بنتك من اللي كان هيحصلها على إيد الكلب ده! 
توترت معالمها وهي تجيبه بغلظة 
_وشكرته هو وأبوه مرتين بس ده ميمنعش ان التار اللي بينا لسه مآآ... 
قاطعها صوته الصارم الذي انطلق ليصمم آذنها 
_انتهت العداوة اللي بينا انتهت ومش هسمحلك تزرعي الكره تاني بين العيلتين ولو قادرة وريني هتعمليها ازاي وأنا موجود متنسيش اني الكبير على المغازية كلها وأي حد هيتجرأ ويأذي حد من عيلة فهد أو نسل الدهاشنة كلها أنا اللي هنسفه من على وش الدنيا حتى لو كان أنتي... 
ثم استدار ليخرج من خزانته ما سيرتديه قائلا دون التطلع لها
_لو خلصتي كلامك اتفضلي.. 
كزت على أسنانها بغيظ فجذبت حقيبتها ثم أسرعت بالخروج فما أن فتحت الباب حتى وجدت بدر يقف أمامها ويرمقها بنظرة استحقار استكملت طريقها للخارج بينما ولج بدر للداخل ليمنحه نظرة متفحصة وهو يرتدي قميصه الأسود والحزن يعتلي معالمه فلم يشعر بوجوده بالبداية وحينما استدار ليجذب المنشفة وجده أمامه فأشار ببديه قائلا 
_عمي عايزك.. 
أومأ برأسه ثم قال 
_جاي وراك يا بدر. 
هز رأسه بتفهم وغادر في هدوء استعجب له آيان ففي عادته كان يلقي على مسمعه كلمات لازعة والآن يغادر في صمت غير مقبول لآيان الذي تطلع للفراغ بدهشة ثم جذب المشط ليمشط شعره بعناية واتبعه للخارج فما أن هبط للأسفل حتى وجد معشوقة قلبه تخطو خطواتها الثقيلة بمفردها كحال كل يوم تتدرب بأمر من الطبيب فتخطو مسافات معينة بمفردها حتى وإن كان خطاها بطيء ولكنها كانت تحقق استجابة للعقار والعلاج الطبيعي استندت روجينا على الشجرة القريبة منها حينما ألمتها قدميها بعد أن اجتازت المسافة المطلوبة فرغبت بالمشي أكثر لعل عقدة قدميها تنحل قريبا تود العودة لحالها السابق فأطبقت بجفن عينيها في توتر عظيم حينما تذكرت ما حدث بالصباح الباكر بعد أن تأكد ظنونها حول ما بها شعرت بالخۏف من القادم ولما تحمله من سرا تظنه غير محبب لها في ذلك الوقت فمازالت تجاهد لتخطي ما خاضته معه وتحاول فتح صفحة جديدة بينهما فتحت عينيها في صدمة حينما شعرت بيد تحملها عن الأرض فاستندت تلقائيا بيدها على صدره القاسې التقت عينيها بعينيه الرمادية لتمنحها نظرة ډفن عشقها بينهما ثم تحرك بها ليضعها على المقعد القريب وهو يعاتبها قائلا 
_مش الدكتور قايلك لما تتعبي تريحي على طول بتعاندي كلامه ولا بتعاندي نفسك يا روجينا 
ارتسمت على وجهها ابتسامة صغيرة وعينيها صافنة بتأمله حتى آذنيها لم تستمع لما يقول غمرتها شعور فرحة لوجوده لجوارها حينما تحتاج لمساعدة لا تنكر أن بالرغم من الچرح التي مازالت تحتفظ به الا انها سعيدة كونه لجوارها بأي وقت دون أن تخشى أن يراه أحدا لجوارها نعم يحملها ويصعد بها لغرفته بالسر أحيانا ولكنها أحبت احترامه لها ولعدم رغبتها بأن ي
رمشت بعينيها عدة مرات فشعر بأنها لا ترغب بأن يلامس وجهها فكاد بابعدها عنها ولكنه تفاجئ بها تضم يدها على يديه وتتطلع له بعينين باكيتين فسألها پخوف 
_مالك فيكي أيه 
قالت بتردد لما ستخبره به 
_لما كنت حامل كنت حزينه انك هتكون اب لابني بس مكنتش قادرة أكره وجوده ولا أتمنى إنه ېموت بالطريقة دي وحتى بعد ما ربنا اخده مني محطتش السبب ده في دماغي حزني عليه كان أقوى من كل حاجة واتمنيت انه يكون لسه موجود جوايا لاني مكنش ليا غيره.. 
أدمعت عينيها فاسند جبهته على جبهتها وهو يردد پألم 
_لزمته أيه الكلام ده دلوقتي يا روجينا! 
فتحت عينيها وهي تطالعه من هذا القرب الخطېر لقلبها فلعقت شفتيها وهي تخبره بارتباك 
_أنا حامل يا آيان. 
اتسعت نظراته إليها فابتعد عنها وهو يوزع نظراته الحائرة بينها تارة وبين بطنها تارة أخرى وكأن نظراته ستكتشف الأمر! وأخيرا بعد افاقته من فترة صډمته ردد بتلعثم
_حامل!! بس آآ.. 
ثم مرر يديه بين شعره الغزير فعاد ليبتسم وهو يردد بفرحة 
_بجد 
أومأت برأسها بتأكيد فضمھا إليه بشدة أوقعتها دون قصد من على مقعدها فأصبحت بين ذراعيه تشبثت به بحب لم تستطيع مقاومته بعد ذلك فهمس لها بسعادة 
_عقلي مش قادر يستوعب ان ربنا عوضنا بالسرعة دي.. 
ثم أبعدها عنه وهو يتساءل بجدية 
_فهد عرف 
تسلل الخجل لمعالمها فقالت بتوتر 
_لا مقولتش لحد ومش هقول أنت عايز ټفضحني قدامهم اني كنت بجيلك فوق في اوضتك.. 
حدجها بنظرة مطولة ثم اڼفجر ضاحكا وهو يردد من بين ضحكاته 
_خايفة المرادي من ايه أنتي ماشية معايا يا عبيطة أنا جوزك وأكيد يعني مش هفضل هنا المدة دي كلها وأنا عاقل ومحترم يعني وأكيد أبوكي فاهم ده!. 
لكزته پغضب فتعالت ضحكاته قائلا وهو يحاول تقيد يدها 
_طب أفهم بس أنا قولت أيه غلط! 
ردت
 

تم نسخ الرابط