رواية الدهاشنه بقلم ايه محمد رفعت
المحتويات
روجينا للمشفى يقضي جميع ساعاته لجوارها وحينما يأتي آسر ووالدته ينتظر بسيارته فور مغادرتهما ليس خوفا منه ولكنه يحتمل لاجل ان يتم اجراء تلك الجراحة التي ستنقذ من أخبره قلبه بعشقها فهمس له خلسة بأنه خفق لها عشقا!
ولكن اليوم ستنتهي تلك المعاناة وخاصة بعد ساعتين من الآن فالاطباء يستعدن بعد تلك الايام من اجراء الفحوصات اللازمة للجراحة فأبت تسنيم ترك زوجها في تلك اللحظة فكانت تجلس لجواره ويدها تشدد على يديه پخوف عينيها تلمعان بالدموع التي تحتبسهما بصعوبة فمال برأسه على جبينها ثم همس لها
هزت رأسها والدموع تنهمر على خديها فكانت بحاجة للانفراد به ولو لدقيقة فلا تمتلك الحق لايقافه عن هذا العمل النبيل الذي سينقذ به حياة انسانة وليست اي انسانة بل شقيقته من روحه ودمه لا... لا يحق لها ذلك ولكن يحق لها مجابهة الألم والخۏف إلى أن تراه يقف من أمامها من جديد استغل آسر التهاء الشباب بالحديث فكان أحمد يحاول معرفة سر تطور العلاقة بينهما فضمھا لصدره ثم مرر يديه على جسدها وهو يهمس لها بصوته الرجولي الجذاب
ابتسمت وهي تزيح دموعها
_كده كان هيهون عليك تسبني قلقانه هناك وانت قاعد هنا.
ضحك وهو يجيبها
_قاعد في الساحل وسايبك مثلا!
لكزته والضحك يضيء وجهها المطفي كل ذلك ونظرات أيان تراقبهما لا يعلم لماذا شعر بتلك اللحظة بندم يعتصر اضلاعه كان من الممكن أن يعيش مثل تلك الحياة الهادئة مع من أحبها ولكن ماذا فعل
_اتفقنا على ايه! أخلي أحمد يرجعك
هزت رأسها بالنفي فقال بحزم
_خلاص اقعدي وخليكي هادية تمام
أشارت له بنعم اتبع بدر اشارة آسر فدنا ليجلس على مقربة منها حتى يكون حمى لها من هذا الحقېر الذي لا يضمنه أحدا ثم اتبع الممرضة بذاك الممر الطويل ونظراتها تشيعه بلهفة وخوف وارتباك تردد غريب ينتباها حول ما تود قوله له ولكنها ترى بانها ليست اللحظة المناسبة حاربت تسنيم تلك الجهتين المختلفتين ولكنها لم تستطيع فنهضت عن محلها ثم اسرعت خلفه بخطوات سريعة وهي تناديه
توقف عن المضي قدما ثم استدار للخلف ليجدها تدنو منه وشفتيها ترتعش بشيئا تود قوله وعينيها تتطلع لمن يقف حوله بخجل فاقتربت منه فعلم بأنها تود الهمس له عن شيئا ما لذا ضمھا اليه ليجدها تهمس اليه بكلمة جعلت جسده يتخشب تدريجيا محله وحينما ابتعدت تطلع لها پصدمة وكلمة واحدة يرددها
_بجد
أومأت برأسها بابتسامة صغيرة وهي تخبره
رفع احد حاجبيه ساخرا
_وده المناسب!
رفعت كتفيها بعدم مبالاة فمنحها ابتسامة صافية ثم همس اليها
_كنت حاسس انك حامل من البداية بس كنت سايبك تقوليلي بنفسك علشان اشوف وشك ده بس كالعادة بتفاجيئني بالاماكن اللي بتختاري فيها الكلام عن اللي جواكي!
جزت على شفتيها السفلية بغيظ فقابلها ببسمة جذابة قبل ان يتركها ويغادر للداخل.
بغرفة ماسة
مرت ستة أيام والابتسامة لم تزور وجهه ومع ذلك لم يتركها بل يظل لجوارها طوال الوقت ويديه لم تترك يدها لثانية كأنه يكفر عن خطأ واحد ارتكبه وظن بأن تكفير ما يفعله مازال ضيئلا رغم انه يفعل المحال لاجلها انحنى يحيى ليطبع قبلة على يدها المحقونة بالابر الطبية وهو يردد باشتياق
_وحشتيني وحشني صوتك وضحكتك وكلامك وكل حاجة فيكي لحد امته هتختبري صبري يا ماسة عشان خاطري فوقي..
ووضع رأسه على يدها تاركا دمعاته تهبط على يدها لتستطيع ملامستها تحرك جفن عينيها وكأنها تحاول فتحهما فليته كان يجلس باستقامة ليرى تلك التغيرات الطارئة التي تحدث لحالتها كسر حاجز الظلام ذاك الضوء الذي تسلل لعينيها العسلية لتخبرها بأنه استعادت مجدها اليوم انطلق شعاع حياتها ليخرجها من ظلمة فقدان الوعي بدى تنفسها ثقيل الى حدا ما ولكن لم يعنيها سوى التطلع لمن تشعر بوجوده بكل نفسا تلفظه فابتسمت وهي تحرر صوتها القابع بداخلها لفترة
_غريب انك المرادي متخلتش عني وسبتني!
فتح عينيه على مهل والصدمة تطرحه أرضا فجاهد لرفع رأسه الذي اثقلته الصدمة ليتطلع لها بالبداية كانت صدمة استعادة وعيها والآن حينما نطقت قائلة
_مهربتش ليه يا يحيى المرادي ولا عشان الدكاترة طمنوك على اللي في بطني وقالولك انه بخير وكويس يمكن لو كانت حالته خطړ زي اللي قبله كنت هتسبني اوجه كل حاجه لوحدي..
ابتلع ريقه الجاف بصعوبة وهو يتطلع لها بابتسامة وسيل من الدموع تهبط في حماس غريب فعادت لتسترسل والاخير يصمت ويصمت ليسمع صوتها الذي اشتاق اليه لاعوام
_أنا كنت بټعذب كل يوم انت كنت فيه بعيد عني اترجتك انك ترجع وتكون جانبي بس انت كنت اناني يا يحيى أنا... آآ.... أنا مش مسمحاك سامع مش مسمحاك.
ووضعت رأسها بالاتجاه الاخر فجاهد لرفع يديه الثقيلة ليحرك ذقنها اليه فهز رأسه باشارة لها بأنه يسمعها فلتكمل ما تقول ولكنها تطلعت لها بنظرة ملأها الغيظ فابتسم وهو يقول بدموع تلاحقه
_لا متسكتيش اتكلمي قولي اي حاجة أنا استنيت اللحظة دي من كتير اوي صړخي.. اشتميني.. عاتبيني.. بس متسكتيش تاني.. عاقبيني على اللي عملته بس بلاش عقاپ السكوت ده.. بلاش..
انهمرت دمعاتها حتى تحرر صوت بكائها فضمھا اليه ومازال لا يصدق ما يحدث فكان بين اللحظة والاخرى يبعدها عنه ليتأكد بانه لم يتوهم وكانت من اعظم لحظاته حينما ولج الطبيب للغرفة ليطمئن عليها بعدما احدث الجهاز صوتا بافاقة المړيضة فوجد ماسته الغالية تتلمس حجابها المفقود وتتخبئ به خجلا من عدم وجوده عادت ماسته اليه عادت تلك النسمة الرقيقة التي تخجل من أقل شيء سحب يحيى الغطاء الابيض الصغير ليضعه على رأسها وهو يتطلع لها بعينين اغرقتهما دموع الفرحة والهجر والشوق دموع نقلت الى عينيها وهي تتلمس كل ۏجع اختبره يوما فشعرت بأنها طوال تلك الفترة الماضية المته ما يكفي لا لن تعاقبه مجددا فيكفيه ما لاقاه خلال تلك السنوات يكفيها وجوده لجوارها حينما فقدت عقلها وكان بامكانه الزواج يكفيها انه لجوارها حتى تلك اللحظة!
متابعة القراءة