رواية الدهاشنه بقلم ايه محمد رفعت
المحتويات
يبذل أقصى ما يمتلك حتى يمنحها الراحة والأمان فتحركت بجسدها تجاهه ثم وضعت رأسها على صدره ابتسم وهو يحاوطها بذراعيه ثم أغلق عينيه في محاولة للاستسلام للنوم فوجدها تتشبث بجاكيت بذلته السوداء وصوتها الناعم يخبره بخجل
_بأحبك.
أغلق عينيه في محاولة بائسة لمحاربة تأثير تلك الكلمة التي تستهدف مشاعره المكبوتة فمرر يديه على خصرها ثم نطق بحروف ثقيلة
ضغطت باصابعها الممسكة به ثم رفعت عينيها الباكية تجاهه ظلت تتأمله لدقائق ونظراته تمنحها حنان يطوفها كرداء صنع من صوف فمنحها دفء في ليلة قارصة البرودة فعجزت عن الانسحاب من ذاك الدفء فأجبرت لسانها على نطق ما يتردد بداخلها
_ساعدني أنسى كل اللي اتعرضت ليه يا آسر أنا عايزة أبدأ حياتي معاك وأرمي كل ده ورا ضهري.
منحته ابتسامة هادئة وردت عليه قائلة
_بس المهم إنك معايا دلوقتي ومش هتسبني.
قربها اليه وهو يؤكد لها
_معاكي ومش هتخلى عنك أبدا.
وقطع المسافة التي تجمعهما حتى بات لا يفصلهما شيء فلم يجد منها اعتراض بقربه لذا سمح لرغباته بأن ټحتضنها فتعمقت المشاعر فيما بينهما وتلك المرة حرص بالا يتركها لغيمات الماضي المؤلمة كلما شعر بأنها ستلتهمها أسرع بايفاقتها على طرب غرامه العتيق فسقط أخر حاجز بينهما لتصبح ملكه مثلما رغبت ورغب بذلك حطم ذاك الخۏف بداخلها وهواجسها تجاه الرجال أخبرتها أفعاله بأنه مختلف عن معشرهم وليس فريدا من نوعه بل هناك رجال تستحق ألقابهم لا ذنب لهما بما فعل السفهاء منهم ربما حالتها كانت تستدعي لطبيب نفسي يعالجها ولكن بوجود زوجا يضمها إليه ويحتويها ليست بحاجة لأي علاج نفسيا بعد ذلك فكثير من النساء تحتمل مشقة وصعاب لا وصف لاوجاعهما ولكن بمجرد كلمة معسولة أو كف يد حنون يطبطب جرحها تنسى كل شيء بل تحارب عالم بأكمله لأجله فالمرأة تمتلك قلب رقيق تحواطه المشاعر من كل اتجاه وهاشة كلوح الزجاج تكسرها أي كلمة.
استندت روجينا بجسدها على الفراش بإرهاق شديد فما أن أصبحت بمفردها حتى سمحت لنفسها بالاڼهيار تعلم بأن البكاء في تلك اللحظة لن ينفعها ولكنها بحاجة له علها تفرغ ما بداخلها اعتدلت بجلستها ومن ثم أزاحت دمعاتها سريعا حينما شعرت بمقبض باب غرفتها يفتح لتظهر رواية من أمامها فاقتربت منها لتضع صينية الطعام من أمامها وهي تخبرها بنبرة هادئة رغم تلألأ الدمعات بعينيها
ابتسمت روجينا ثم جذبت الملعقة لتتناول ملعقة صغيرة من الأرز ثم قالت
_أنا ھموت من الجوع.
ابتسامتها اوحت لها بأنها ستمنحها فرصة الحديث المفقود فيما بينهما لذا جلست رواية لجوارها ثم قالت
_الف هنا على قلبك يا روحي.
رفعت عينيها تجاهها ثم نهضت عن محلها واتجهت لتجلس أسفل قدميها وأدلت برأسها على قدميها ثم سحبت نفسا عميق قبل أن تقول
ثم رفعت عينيها الباكية تجاهها وهي تسترسل حديثها
_كنت عنيدة ومش عايزة أدي لنفسي فرصة أفهمك بيها سامحيني يا ماما أنا غلطت في حق نفسي قبل ما أغلط في حقك.
_مالوش لزمة الكلام ده يا نور عيني بكره فرحك بلاش تفكري في اي حاجة ممكن تزعلك في يوم زي ده عيشيه بالطول وبالعرض يا روجينا وصدقيني أحمد شاريكي وبيحبك وعمرك ما هتندمي أبدا انه كان اختيارك..
ابتسمت وهي تجيبها
_مش محتاجة أني أشوف ده بعد الجواز يا ماما لاني شوفته بنفسيأحمد راجل بجد ويعتمد عليه.
ربتت رواية بيدها بفرح على ظهرها فكانت تشعر بالذنب تجاهها ولكنها الآن تشعر بأن حملا ثقيل ازاح عنها فحملت الصينية لتضعها على الكومود ثم عاونتها على التمدد وهي تشير لها
_سيبك بقى من كل ده ونامي عشان تصحي فايقة كده ورانا يوم طويل بكره.
ووضعت الغطاء عليها فتمسكت روجينا بيدها ثم قالت بصوت مخټنق يحبس الدموع من خلفه
_ممكن تنامي معايا النهاردة.
تعجبت رواية من طلبها ولكنها لم تمانع أبدا فخلعت حجابها ثم جذبت الغطاء وتمددت لجوارهافاندثت روجينا باحضانها تخشبت حركة يد رواية فلاول مرة ټحتضنها ابنتها منذ وقتا طويل کسى الفرحة لمعة من الحزن بعينيها فضمتها وغفت هي الاخرى....
ظل المصباح مضيئا إلى أن أطفئه الذي أتى خلفها حينما تأخرت بعودتها ليجدها تغفو جوار ابنته المتعلقة بها ابتسم فهد وهو يراقبهما فجذب الغطاء عليهن ثم انحنى ليطبع قبلة صغيرة على جبين كلا منهن وأطفئ الضوء ثم عاد لغرفته التي سيبت بأحضانها بمفرده تلك المرة بدون شريكة العمر والقلب والروح..
كسرت ضوء الشمس عتمة الليل الكحيل فتسللت لتداعب عينيه ففتحهما بانزعاج لتجحظ عينيه في صدمة حينما وجد زوجته مازالت تغفو لجواره بالاسطبل فحانت منه نظرة للاسفل سريعا خشية من أن يكون أحدا من عمال الاسطبل قد أتى فحمد الله كثيرا بأن المكان مازال أمنا إلى حد ما لذا هزها برفق وهو يناديها
_تسنيم..
عبثت بعينيها بنوم
_ها.
هزها وهو يجذب الملابس من جواره
_قومي بسرعة قبل ما حد يجي.
فتحت عينيها بتكاسل ففزعت حينما تذكرت ما حدث بالأمس وخاصة حينما استعاب عقلها مكان وجودهما فصړخت به وهي تجذب ما امسكت يديه
_يا نهار أسود هنتفضح.
جذب القميص عن يدها ثم قال بمرح
_بتاعي ده.
وألقى لها فستانها فحاولت ارتدائه ولكنها لم تستطيع لضيق المكان فلكزته پغضب
_انت قاعد جنبي!!
سألها بعنجهية
_والمفروض اروح فين!
صاحت بانفعال
_اطلع أمن المكان بره.
رفع حاجبيه بسخط
_نعم!...
منحته نظرة متعصبة فجذب قميصه ثم قفز من الاعلى ليرتديه باهمال ليتمتم وهو يتجه للخارج
_هخرج حاضر.. أنا بقيت بخاف على حياتي منك أحيانا.
ابتسمت وهي تتأمل طيفه الذي يبتعد عنها ثم هبطت لتستكمل ارتداء حجابها وفور أن انتهت حتى خرجت اليه فجذبها وابتعدوا عن الاسطبل فجلسوا على اقرب طاولة ثم جذبوا المياه ليرتشفوها بعد ركض مسافة طويلة فحانت منهما نظرة مطولة لبعضهما البعض ثم اڼفجر كلا منهما من الضحك فقال اسر بصعوبة بالحديث
_لو عمي صالح كان بدر شوية كان زمانا بنتزف في الارياف دلوقتي وحلني بقى عما يتعرف علينا أو يبنلنا صحاب.
سالته باهتمام
_ليه هو ميعرفكش!
ضحك وهو يخبرها
_لحد امبارح أيوه لكن النهاردة معرفش حسب حالة الذهايمر اللي عنده وغالبا بتخليه
متابعة القراءة