رواية الدهاشنه بقلم ايه محمد رفعت
المحتويات
جوارها من الناحية الأخرى لتعاتبها پبكاء
_كده تخضيني عليكي!..
استندت بجذعيها لتستقيم في جلستها لتندس بأحضان شقيقتها باڼهيار وجدت من يطيب جرحها بحنان فمد حبيبها يديه لها واحتضنتها شقيقتها فما الذي ستحتاج اليه بعد الآن.... العون أحيانا من الأقرباء يدفعك للمضي قدما دون الحاجة لسماع أقوال زائفة من أناس لا يعرفون الكثير عنك فسرعان ما سينقلبون ضدك ربما من كلمة نقلت اليهم وربما من صورة أو مقطع فيديو كهذا ولكن بالنهاية سيظل القريب هو من يعرفك أكثر منهما فبالتأكيد لن تغره مثل تلك الشائعات القاټلة!
حينما يبتعد الطفل عن أمه لوقت طويل يشعر بالاضطراب حينما يراها مجددا فيخلق بداخله الف سؤال لا اجابة له لماذا تركتني وابتعدت عني ألم تعد تحبني مثل سابق عهدها لذا ابتعدت عني هل ارتكبت خطأ لذا تخلت عني.... الف هاجس يهاجمه فيصبح أسير للفكرة التي ستنتصر بداخله بالاخير هكذا كان حال ماسة التي تشعر بالاستياء لابتعاد ريم عنها لما يقرب العام والنصف تركتها لتتابع مع طبيبها الخاص وودت لو تمكنت من السفر اليها ولكن هناك مسؤوليات منعتها كما منعت رواية من قبل فاستكفت كلا منهما بمتابعه الاتصالات الهاتفية بهن للاطمئنان عليهم ولكن قليل من الحنان والحب كفيل باستعادة ذكرياتها اللطيفة معها لذا كان من السهل على ماسة تقبلها فتناولت الطعام الذي قدمته لها ريم بهدوء وما ان انتهت منه حتى مسحت لها فمها بأصابعها وهي تردد بابتسامة
ابتسمت لها ماسة هي الاخرى ثم قالت بطفولية
_هتأكلي منه حور
ضحكت على صفاء قلبها الذي مازالت تتصف به فحتى بعد تدهور حالها الا انها مازالت تكن معزة خاصة لصديقتها القديمة فاحتضنتها وهي تجيبها
_أول ما تاچي وأني هعملها الحلو كله..
اتسعت ابتسامتها ثم قالت
أشارت لها بحنان
_اطلعي يا نور عيني بس خلي بالك من السلم..
ضيقت عينيها بعدم فهم
_ليه
ارتبكت من اجابتها ولكن سرعان ما قالت بابتسامة هادئة
_عشان ما توقعيش وتتعوري السلم اهنه واعر أوي.
هزت رأسها ومن ثم صعدت للطابق الأول باحثة عنه في الغرفة التي قضوا ليلهم بها ولكنها لم تجده فخرجت للبحث عنه بالخارج سكنت عينيها الحائرة حينما لمحته يدنو من الدرج الجانبي فأسرعت خلفه لتتبعه للأعلى دون أن يشعر بها...
أجابها على الفور وهو يجذبها بعيدا عن الأبواب المرصدة حتى بات بالقرب من الجناح الخاص بأحمد
_مفيش يا حبيبتي يلا ننزل..
اتبعته حتى كادوا بالاقتراب من الدرج ومن ثم تركت يديه وبداخلها احساس قوي بأنها صعدت هنا من قبل فأسرع تجاهها وهو يسألها بقلق
لم تجيبه واستدارت للخلف حتى سلطت نظراتها على ذاك الباب الذي جذبها بالتطلع اليه وبالرغم من كثرة الابواب من حولها الا أن قدميها ساقتها نحوه لتحرر بابه بيديها ومن ثم ولجت للداخل ويحيى يتابع ما يحدث بدهشة فأسرع من خلفها ليجدها تقف أمام الحائط الذي يحمل صورتها بالفستان الأبيض جواره انعرج حاجبيها بدهشة فرددت بتوتر
_ماسة عندها فستان ابيض!
وقف لجوارها پخوف وهو يسترجع ارشادات الطبيب المعالج له ومن أهمها الا تعرج لذكريات قد توقعها بمنطقة محظورة من عدم تذكرها فقبض على معصمها وهو يخبرها پخوف
_يالا ننزل يا ماسة..
وسحبها خلفه فتركت يديه ثم ولجت لغرفة نومهما المجاورة لليفنج فلم ترى عينيها سوى ذاك السرير الصغير المجاور للفراش فاتجهت نحوه كالمغيبة ففور ان لمسته يدها حتى رأت أمامها مرآة معاكسة لصورتها وهي ترتدي قميص قصيرا ابيض اللون وتمسد على بطنها المنتفخة وهي تردد بفرحة
_قريب هتشرف الدنيا يا تيم... وهتشوف بابا يحيى بيحبك اد ايه
رفعت يدها عن السرير ثم تراجعت للخلف پذعر فأمسك بها يحيى وهو يسألها بړعب
_مالك
وزعت نظراتها بينه وبين من رأتها فوجدتها اختفت تماما لعقت شفتيها بارتباك فانحنت بجسدها تجاهه وهي تردد بصوت مرتعش
_خرجني من هنا... أنا خاېفة....
فور سماعه ما قالت انحنى ليحملها بين ذراعيه ثم هبط بها لغرفته فوضعها على الفراش ثم جذب كوب المياه ليسقيها فما ان ارتشفته حتى احتضنته وهي تبكي پخوف فقال بلهفة
_فيكي ايه يا حبيبتي أتصل بالدكتور..
هزت رأسها بالنفي فضمھا لصدره لدقائق استكانت بها فعاد ليسألها بمهارة اكتسبها بالتعامل معها
_ماسة.... ايه رأيك ننزل نشوف الحصان الابيض اللي كان عجبك..
ابتعدت عنه وهي تشير له برأسها بحماس
_يلا..
دنا منها للغاية وهو يسألها بمكر
_هننزل بس بشرط..
قوست شفتيها وهي تردف بضيق
_ايه هو!
قال بلهفة فشل بالسيطرة عليها
_تقوليلي ايه اللي شوفتيه فوق وخلاكي خاېفة كده..
اطبقت بشفتيها پخوف وهي تجيبه
_شوفت ماسة واقفة فوق وبتقولي ان تيم هيجي...
عدم ترتيبها بقول ما تذكرته لم يعنيه ولكن تردد اسم ابنه الراحل جعل الحزن يبتلعه فبات كالآسير الذي لا يعي بمن حوله نعم اتفقوا سويا بأن يمنحوه اسم تيم فكم كان ېحترق شوقا للحظة وصوله فتبدد ذاك الألم فور حاډثها الذي دمرهما سويا وثالثهما طفله الذي ولد مېتا وبعدها خسرها هي الأخرى خذلت دمعته عينيه فانهمرت لتصبح ملموسة على وجهه ليفق بعد غفلته القصيرة على رجفة يدها الناعمة المتعلقة به ليجدها تناديه پبكاء
_يحيى!
أزاح دمعته سريعا وهو يجيبها بابتسامة جاهد لرسمها
_ايوه حبيبتي...
سألته بتأثر
_انت بټعيط ليه ماسة قالت حاجة زعلتلك..
ابتسم وهو يضمها لصدره
_أبدا أنا بس عيني بتوجعني..
ثم نهض عن الفراش ليشير لها
_يلا ننزل..
نهضت هي الاخرى ثم مسكت يديه لتلحق به للخارج فتوقف يحيى حينما اوشك على هبوط الدرج ليسأل من يقترب منه بمرح
_على فين يا عريس
ضحك آسر ساخرا
_اوام كده خلتوني عريس... يا عم اهدى عليا انت والغجر التانين انا لسه على باب الله..
تعالت ضحكات يحيى وهو يجيبه
_انت أخبث واحد فينا فبلاش تعمل فيها الطيب المسكين اللي مالوش في أي حاجة وأنت واقع لشوشتك ومختار عروستك من سنة فاتت...
راق له مدحه المستهزأ به فغمز له بمكر
_منك بنتعلم...
رد مستنكرا
_لا متلزقهاش فيا انت متعلم من الكبير من قبل ما تشرف الدنيا..
_وماله الكبير يا ابن جاسم!
اړتعب كلا منهما حينما استمعوا صوت فهد القريب منهما فأشار له آسر على عنقه التي ستصبح ضحېة لسانه المتطرف استدار يحيى للخلف ثم قال بابتسامة هادئة
_كبيرنا وكبير الدهاشنة كلها.... ده أنا بقوله يتعلم من حضرتك وياخدك مثل أعلى...
ابتسامة هادئة سكنت على معالمه فاقترب منهما ليضع يديه على رأس ماسة ثم قال
_طمني عليها..
کسى وجهه معالم الحزن المخبأة خلف ابتسامته
_بخير الحمد
متابعة القراءة