قصه انا والطبيب بقلم سارة نبيل
المحتويات
ومن هذا الشخص المجهول!!
لكن هذا لا يغير من أنها معرضة للخطړ..
توارى ووقف في أحد الزوايا المخفية عندما رأى هذا الشخص يتحرك للخارج متنكر بزي ممرض وقناع طبي..
عاد قيس لغرفته بوجه مجعد وكثير من التساؤلات هاجت بعقله وقد أصبح كل شيء أمامه ضبابي..
جلس خلف مكتبه مستندا على سطحه بذراعيه ليغرق في التفكير العميق حتى ألمه رأسه رفع أصابعه وأخذ يمسد رأسه بإرهاق ليغفو جالسا بعقل تائه...
بغرفة قدر جلست فوق فراشها وبين يديها هذا الدفتر الذي دسه هذا الطبيب المختلف إليها ابتسمت بشرود لتتفتح ملامحها الجميلة رغم ذبولها أخذت القلم بين أصابعها تتحسسه بسعادة ثم شرعت تفتحه ونقشت تكتب في الصفحة الأولى بخط متوسط وأعينها تضوي هذه المرة ببريق السعادة..
حامي الحمى
تنهدت براحة ليغرق عقلها في هذه الذكرى التي كانت البداية لكل شيء اليوم الذي تغيرت عنده حياتها وأصبحت تكتسي بالسواد..
ضجت المنازل بالحيوية وانتشرت رائحة طعام الأفطار الشهي..
وفي هذا المنزل المتوسط الذي يعمه السکينة والود..
أنا مش عارفة أيه السر العجيب في أنكم تعملوا فطار يوم الجمعة فطير..
الناس تفطر على حاجة خفيفة كدا على معدتها وإحنا يا عيني نصدمها بفطير مشلتت بالقشطة..
لوت السيدة حليمة والدة قدر فمها بتحسر ثم أردفت
أو ممكن مثلا بلاش الفطير علشان عندي بنت مش عايزه تكلف نفسها وتساعد قبال أمها.!
أبوك وأخواتك وأنت بتحبيه وبطلي لماضة وأيدك معايا علشان نطيبه..
ارتفعت ضحكات قدر في المنزل ودلفت تحتضن والدتها بشغف وتقبلها وهي تقول
عيبك أنك فهماني صح يا ست قلبي..
يلا أوريك شطارة قدر يكش يطمر في الجحشين رائف ورائد عيالك الطفسين..
وبمجرد انتهاءها من سبها حتى دلف المطبخ شابان في السادسة والعشرون من عمرهم يكبروا قدر بخمس سنوات هرعوا نحوها لتبدأ معركتهم الصباحية وصاح رائد بعنفوان
بينما قال رائف وهو يضربها على رأسها من الخلف بخفة
الناس تقوم الصبح تقول أصبحنا وأصبح الملك لله وأنت من الصبح جارة شكلنا كدا..
خليك شاهدة يا حليمة على بنتك..
وكعادة كل صباح خرجت صړخة من حلق حليمة لفض تلك المعركة بينما تجذب مغرفة الطعام الثقيلة ليسرع ثلاثتهم هارعين لغرفهم بحماية..
ما أنا قولتلك يا سي رائف بلاش شيبسي بالطماطم ولا مولتو إللي جبناهم بليل وإحنا راجعين دول خسارة فيها يا عم..
أيده رائد بمكره بينما يجذب شيء ما من الحقيبة البلاستيكية التي تجاوره وقال
عندك حق يا رائف .. يلا حلال علينا الشيبسيات والمولتو ده...
ولم يكمل جملته حتى اقټحمت عليهم الغرفة بإبتسامة عريضة وهرعت تجلس بينهم تقول بحب
أخواتي حبايبي .. ملايكه نازلة من السما رائوفتي ورائودي أحن أخوات في المجرة..
تعرفوا أن إمبارح عملت حسابكم معايا واشتريت بيف مخصوص من إللي بينزل في قلبكم ده ودلوقتي هعمل حتة طاسة بيض بالبيف المعتبرة إللي أنا بعملها..
انهالت فوقها القبل بمرح وحنان وأخذوا يدغدغونا بدلال لټنفجر ضحكا فيقول رائف محتضنها
قدرنا الأبيض إللي شبه النور وإللي محلية حياتنا ياض يا رائد..
جذبها رائد لأحضانه يقبل فروة رأسها وقال
هو أنا أقدر على يومي ألا ما يبدأ بقدر حبيبة قلب أخوها..
لم يكن مجرد مزاح فقد كانت هي لحياتهم وهج ونكهة لا يستطيع الجميع التخلي عنها ورغم عنفوانها وعصبيتها وقوتها التي لا يستطيع أحد مجابهتها فهم لها سند واحتواء وهم بأعينها العالم أجمع تلقى منهم دلالا واحتواء فهي أميرتهم الوحيدة..
تجمعت الأسرة والتفوا حول طعام الإفطار يتناولون في جو مليء بالسعادة والود والمرح..
وبعد الإنتهاء من الإفطار خرجت قدر حيث شرفة المنزل الأرضية الأمامية الواسعة والتي تطل على حديقة المنزل الصغيرة ثم الشارع تحمل أكواب الشاي الذي أخذت رائحة النعناع الطازج تفوح منه..
وضعته بالمنتصف حيث يجلس والديها وشقيقيها فوق الأرائك تحت أشعة الشمس الصباحية الدافئة..
رددت قدر بمرح
شاي بالنعناع إنما أيه محدش يقدر يعملها ألا قدر ربنا ما يحرمكم مني أبدا..
لوى رائف ورائد أفواههم بضجر وأخذ رائد في الهمس بضحر
يلا أسطوانة الشاي بالنعناع بتاعة كل يوم ... مكانتش كوباية شاي يعني..
طوقت قدر خصرها وصاحت بإحتقان
سمعني صوتك يا سي رائد أنا عارفة بتقولوا أيه يا ناكرين المعروف .. مكانتش كوباية شاي يعني ماشي بكرا لما ميبقاش في قدر هتتشوقوا على كوباية الشاي دي وتقولوا فينك يا قدر ولا يوم من أيامك..
لا يعلم والدها لماذا ارتجف من هذا الحديث جذبها لأحضانه مقبلا رأسها بحنان ثم قال
ربنا ما يحرمنا منك أبدا يا نن عيني دا أنت الخير ونوارة البيت ده يا قدري الأبيض الجميل..
نظرت لشقيقيها بغيظ بينما قالت والدتها وهي تجذب كوب الشاي
أقعد دلع فيها يا أبو ياسين لغاية ما شايفه نفسها علينا ومستقوية على أخوتها.
قال فتحي والد قدر بحنان
تستقوى وأعيش وأدلعها يا أم ياسين ربنا يجعلها قوية طول العمر..
جلست قدر بأحضان والدها الدافئة وأخذت تأكل الأشياء التي قد ابتاعها لها رائف ورائد بتسلية..
قال والد قدر بسعادة
صحيح يا ست حليمة .. ياسين كلمني وقال إن هيوصل على أول الأسبوع الجاي..
تهلل وجهها بسعادة لعودة ولدها البكري لتنطق بفرحة
بجد .. يوصل بالسلامة يا كبد أمه والله واحشني أوي..
ابتهجت قدر وهتفت بسعادة
يااه واحشني موووت حقيقي البيت من غيره ناقصه كتير ومش ليه أي طعم..
وأكملت بمكر وهي تنظر لرائد ورائف
يلا بقاا يا أم قدر نقعد نفكر في الوليمة إللي هنعملها ... بس طبعا لياسو فقط...
محشي مثلا .. ولا نقول مكرونة بشاميل بتاعتي هو بيحبها من إيدي جدا .. وممكن لحمة بالصوص ...إللي أنا بعملها دي يا حليمة .. عارفها وياسو بيحبها أووي...
امتعض وجه حليمة لتقول باستسلام
أنا معرفش في الأكل المايع إللي بتعمليه ده بس ياسين بيحبه مع إن عايزه أعمله أكل يرم عضمه..
بس يلا اعملي كل الوصفات إللي بيحبها..
سال لعاب كلا من رائف ورائد واللذان أسرعا يجلسون على جانبي قدر وأسرع يقول رائد بود واهتمام
بقولك يا قدر أنا نازل الأسبوع ده المكتبة في كتب نقصاكي أو نفسك فيها .. روايات ناقصة لأجاثا كريستي أو مجموعة هولمز..
بينما أخذ رائف يقول
بقولك يا بت يا قدر أنا شوفت حتة فستان في المول مرسوم عليه فراشات كتير أوي إنما أيه لقطة .. أنا أول ما شوفته قولت هياكل حتة منك ولونه أيه .. لافندر كمان..
هنزل عالطول وأجيبه قبل ما حد ياخده..
رفعت قدر رأسها بكبرياء ثم هتفت بغرور بينما تقضم حبات الشيبس
هفكر وأرد عليكم..
وكادوا يتحدثون إلا أن صوت طرق شديد جدا على باب منزلهم الرئيسي جعلهم ينتفضون بفزع..
انتفضت حليمة وهي تطبطب فوق قلبها قائلة
متابعة القراءة