روايه رائعه بقلم ياسمينا احمد
المحتويات
تصدق ما فعلة زين بها وفظاظته فقد رأت فى عينه شيئا من الندم بعد فعلته ولكنه اخفاه ببراعة عنها كان من دقائق تستشعر فى قبضته الحديدية عشقا لا يمكن وصفه رأت فى عينه هناك قلقا وخوفا من فقدانها ودفاعه المستميت عنها شيئا غير طبيعا ما فعله ويبدو ان الطلقة الناريه اثرت على عقلة او افقدته
اعطته فرحة مئات الاعذار فهى اعتادت دوما الاستماع الى قلبها ولا تعير عقلها الاهتمامساعات طويلة قضتها وهى تحاول النوم ولكن لا فائدة
ابتعدت فى يأس ...وهمت لتستدير
ولكن استمعت لانين خفيف ميزته سريعا انه لزين
وزاغ بصرها بقلق وترددت قبل ان تمسك المقبض وتاخذ القرار فى الخروج
تحلت بالشجاعة وفتحت الباب وتحركت نحوه بخطوات مرتجفه خوفا من ان يفهمها خطاء او يصفها بوصف سيئ او حتى محاولة تكرار ما حدث ونهرها وصلت الى الاريكة التى يتمدد عليها زين
وبالفعل كان زين يتصبب عرقا ويأن بصوت خفيض
فنادته بهلع
زين زين زين
لم يستجب زين لندائها فرفعت يدها بتردد قبل ان تلطم وجهه بخفة وهي تتمتم
دا لو صحي هيبقي اخر يوم في عمري
وعلى اثر لمستها ادركت حرارته المرتفعه
في الصعيد
تجمع كل من وهدان وامين وعثمان واسماعيل امام غرفة المستشفي وهم يتحدثون الى عزام
هتف وهدان بضيق
ليه ياولدى السرعة بس
اجابة عزام بنفاذ صبر
يا بوى جلتلك هي طلعت جدامي فجاة
بينما امسك كتفه عمة امين مهدئا
زفر عزام وهتف
مخبرش
ليسأله اسماعيل
ماعهاش اى حاجة تثبت هويتها ولا حتى بطاقة سخصية شخصية
حرك عزام كتفه بخفة
ما خبرش ودخلتلها معرفتهاش
هنا تدخل طيب ليهدر بضيق وڠضب
اتكلموا بعيد عن هنا هنا فى مرضي ما يصحش الدوشة دى
ليجيب عثمان بضيق
حاضر يا دكتور
تحركوا بعيدا واستجابوا بهدوء
عادت حنين واياد الى الفيلا فى صمت وقد شكلت حنين على نفسها حصون عالية حتى لا يستطيع اياد ان ينجح فى استمالة عواطفها فكل شيئا حولها يؤكد انه حتما سيكون سيئا معها بالنهاية
اما اياد فقد كان فى ضيقا متناهي كل ما يفعله هو ان يتحاشى الانفجار فى وجهها حتى لا تزيد الامور تعقيد ا
على غضبه ويصب فوق رأسها حمم مشتعله قد لا تطيقها
دلفت الى الفيلا وكانت فريال بإنتظارها عاقدة ذراعية وتحرك قدامها فى صورة متوترة
لوت حنين فمها فى توجس من املائتها المطولة
هتفت فريال بضيق
كنتي فين
ابتلعت حنين ريقها واجابت بنبرة متوترة
اااا كنت مع اياد ..
قاطعتها فريال بضيق
كنتى مع اياد ما انا عارفة اومال هتخرجى لوحدك هي سايبه
اغمضت حنين عيناها ..وحاولت ان تبتلغ غصتها التى ابت وتحجرت فى عنقها
وهمت لتجيب بهدوء
اااحنا ...وحاولت الاسترسال فى الكلام ولكن لا تجيد الكذب ودت لو تخفى ماضيها
وتنفرد ببعض الخصوصية ولكن فريال دائما تقيد حريتها وتمنعها
ظلت تتنفس بصعوبة لتجد ردا وتفرك اصابعها ببعض وهتفت
الا اصل احنا اااااا ....اها ع ك
وهربت الكلمات من شفاه اثر نظرات فريال الحادة والغاضبه
لتهدر من بين اسنانها
انتى هتهتهي اسمعي اطلعى غيرى هدومك والبسى الفستان البنفسج وما تلبسيش حجاب ما فيش غير انا وعمات اياد عايزين يتعرفوا عليكي على واوعك تعملي زي امبارح كسفتينى فهمتى وافردى وشك دا
حركت حنين راسها وصعدت فى صمت والم لا يمكن وصفه وظلت تدعو سرا
وهي تتحرك الى الدرج وتدعو الله
يارب تخلص الايام هنا بقى
مضت لا احد يلاحظ ذلك الانطفاء فى عينيها ولا بالآف الصراخات العالية التى تصرخ بالاكتفاء
في الصعيد
استيقظت زينات على صوت صړاخ وعويل بالاسفل
ساورها القلق ونهضت عن فراشها وهى تهتف
يا ساتر يا رب خير
نهضت فى عجل وجذبت عبائتها السوداء ارتدها فى عجل ومن فوقها
الطرحة ونزلت فى سرعة وقلق
لتجد حشدا هائلا من النساء متجمعين فى ردهة المنزل بمظهر مخيف
وضعت يدها على صدرها ونزلت وهي تحذر
كل ما دار فى ذهنها هو ابنتها الغائبة ان اصابها مكروه
امسكت ذراع هنية وهتفت بنبرة قلقة
في اية حصل اية
لتجيبها هنية وهى ترفع رأسها وتلوى فمها بتكبر
_ فوجتى اخيرا بس البعيدة ما بتفوجش الا على المصاېب
نفخت زينات بضيق وهدرت بتأفف
انتى هتبكتينى بجولك فى ايه
لتجيبها هنية بسخط
عزام عمل حاډثة
اتسعت عينها پصدمة وهتفت بخفوت
_ايه
لم تسعها الكلمات لتهدر منها المزيد وصمتت تماما وتحركت ببطء فى عدم وعي نحو الجمع النسائى والذى عند وصولها سكتت تماما وصارت الوجوه مرعبة كلا منهم يحدق بها بتفاوت فى اللوم اما شامت اما حاقد اما ساخط كلهن لا يرحمن
كانت صابحة تنحب بشكل هستيرى ...على رغم علمها ان ولدها بخير الا انها لم تتاكد الا برؤيته ڼصب عينها
وبدأت الهمهمات الجانبية
البت هربت وامها لسة جاعدة هنا
ايوة جابتلهم العاړ والشؤم بجيتهم
كل من تحت رااسها
الڤاجرة
بتها لو شريفة ما كانتش هربت
تربية عوجه
خلت فضيحتهم بجلاجل
كانت زينات تستمع لكل الفئات من حولها تتحدث عن ابنتها وعنها بسوء
ولم يردد قلبها الا دعوة واحدة خالصة
يارب يا فرحة يا بتى يسترها معاكي وتشرفينى قدام كل دول يارب ترجعى سليمه يا نن عين امك
فى ايطاليا
استيقظ زين ونظر حولة لم يجد سوى فرحة الجالسة بالارض تسند رأسها الى الاريكة المتمدد عليها
وتغدوا فى نوما عميق
اعتدل فى نومته بهدوء حتى لا يزعجها واكتشف ان على رأسه شرشف مبلول
فازاحة فى دهشة ثم وجد قنينة ماء و ابتسم
تأمل ملامحها المتعبة ومال بجذعه ليحملها بين يديه برقة ونعومه وكأنما يحمل احدى القوارير يخشى ان تنكسر وتحرك بخطوات بطيئة نحو الغرفة .... ولم يحيد نظره على وجهها الملائكي كطفلة تعلقت فى عنق ابيها ملاك مستسلم بين يديه سقطت الى عالمه واخلت توازنه
اخرجته من طوره ومن سكونه جعلته شيئا اخر عن ما كان
وصل الى الفراش وضعها عليه برفق ومن ثم سحب يدة تدرجيا بخفة
سحب الغطاء ودثرها جيدا ثم مال بجذعه ليتأملها من قريب ومد يده ليزيح خصلات الشعر الهاربه على وجهها برقه ونظر اليها مطولاوكانم يرسم لها لوحة فى مخيلته
ثم همس يحادثها بهمسات
عملتي فيا اية يا بت الناس عاملة زى الفراشة خلتينى اجرى وراكي زى العيل الصغير وقلبتى حياتى وانا اللى كنت بقول انا وانا وانا طيب وبعدين انا اهو عاجز قدامك ...ان اااا
وهما ليلتقط شفاها ليلثمها لثمت قوية تشرح ما عجز عنه اللسان ولكنه تراجع فجأة
وتأمل استسلامها الى النوم العميق
فهتف بضيق
اية اللى هعملوا دا من امته اصلا وانا بضعف
لا يا قلبي التاني انتى غالية وغالية اوى كمان يستحيل
متابعة القراءة