رواية للكاتبه منة الله مجدى

موقع أيام نيوز

 

ركضت مليكة تجاهه مباشرة جاثية علي ركبتها أسفل موضع رأسه

صاحت به پقلق

مليكة سليم....فيك إيه

همس بوهن بكلمات متقطعه

سليم أنا....أنا كويس يا مليكة مټخڤېش

إقترب مراد من فراش والده هاتفا بوالدته في قلق

مراد لا يا مامي بابي مث كويث

وضعت مليكة يدها علي جبهته فمن إرتعاد جسده بتلك الطريقة تيقنت من إرتفاع درجة حرارته وبالفعل تأكدت من ذلك ما إن لامست بشړة يدها لجبهته

مليكة سليم إنت سخن أوي

همهم بنبرات واهنة متقطعة

سليم أنا كويس يا مليكة هاتيلي بس غطا وأنا هبقي تمام

وبالفعل لم تمر ثواني حتي شعر بدفئ يسري جسده فقد دثرته مليكة بغطاء أخر وإنطلقت تهاتف الطبيب الذي حضر علي الفور

وقفت مليكة الحاملة مراد الذي رفض رفضا قاطعا ترك والده في هذه الحالة وأصر بشدة علي البقاء معهما تتطلع لسليم بنظرات يشوبها القلق تنتظر أن يطمئنها الطبيب

خلع الطبيب سماعته واضعا إياها في حقيبته الطبية متابعا بهدوء بينما تمتمت تلك المحبة القلقة تسأله عن سبب علة محبوبها

الطبيب متقلقيش يا مدام مليكة شوية برد بس جامدين حبتين أهم حاجة دلوقتي إنه يستريح وياخد أدويته في مواعيدها وطبعا الأكل وأنا هعدي عليه كمان يومين

أومأت مليكة برأسها شاكرة الطبيب في أدب وبعدها إستدعت أميرة لإيصاله إلي الباب

ثم توجهت هي للمطبخ ومعها مراد لتعد له بعض الحساء

في قصر الغرباوي

هاتف أمجد خيرية ليخبرها بوجود ابنته الضائعة بعودة طيره الغائب

هتفت به تسأله خيرية بسعادة

خيرية كيف....ومېتي ....ولجيتها فين

هتف أمجد بسعادة

أمجد مفاجأة يا ماما مفاجأة

أردفت تسأل في دهشة

خيرية إيه هي عاد

أردف هو وصوته يرقص فرحا

أمجد بنتي تبقي مليكة

ضيقت خيرية عيناها بتوجس بعدما ظهر شبح إبتسامة علي ثغرها

خيرية مليكة ......مليكة مين

هتف أمجد بسعادة

أمجد مليكة مرات سليم يا ماما.....حققت لزين مراده مين غير ما أقصد .....مليكة بنتي تبقي مرات سليم ابن زين يا ماما

في منزل عاصم الراوي

جلس ثلاثتهم بإحباط بعدما أخبرتهم نورسين بما أخبرتها به مليكة بالتفصيل

وفجاءة هب عاصم واقفا هاتفا في حماس بعدما تعلقت به أبصار الموجدين بأمل

تابع هو يخبرهم بمخططه الجهنمي في رأي نورسين التي سرعان ما وافقت علي تنفيذه وهي تدعوا الله أن تخرج بسلام من بين براثن مليكة بعدما تكتشف الحقيقة

أنهت إعداد الحساء وصعدت لغرفته مرة أخري بعدما تركت مراد مع ناهد

وضعته علي الطاولة القريبة من الفراش ووضعت رأسه في حجرها وهي تمسح علي جبهته برقة بالغة شاعرة بأنها قد إمتلكت الدنيا بين يداها

تنهدت بعمق وهي تنظر إليه في وجل......كيف إستطاع أن يكسب قلبها الذي أقسمت ألا تعطي مفتاحه لأحد من ابناء آدم ....... كيف إستطاع أن يتوغل بين طيات روحها......في ثنايا عقلها بهذه الدرجة

مسحت علي شعره في حنو وقلبها يهاتف قلبه

لقد كنت أنت محبوبي آخر الأبواب......وآخر السبل وآخر مركب للنجاة وكل الڠرق

تنهدت بعمق وهي تدعوا الله أن يشفيه سريعا وأخذت تطعمه الحساء في رقة بالغة وبعد أن إنتهت من إطعامه بللت قطعة قماش قطنية ووضعتها علي جبهته كي تخفض من درجة حرارته قليلا وفجاءة سمعت هاتفها يرن فازالت عنه قطعة القماش تلك بعدما دثرته جيدا بالغطاء وخرجت لتجيب عن هاتفها

وما إن فتحت الخط حتي سمعت نورسين تصيح من الهاتف پڈعړ

نورسين بابا.......بابا يا مليكة

صاحت بها مليكة تحاول تهدئتها والسيطرة علي نوبة الذعر التي تواجهها

مليكة نورسين إهدي أنا مش فاهمة منك حاجة في إيه

تابعت نورسين بإضطراب واضح

نورسين بابا يا مليكة......بابا أمجد

صړخت مليكة پھلع ......لم تجد حتي عقلها كي يمنعها فهو أيضا كان قلقا علي والدها

مليكة بابا.....ماله

نورسين بابا تعبان يا مليكة .....تعبان أوي

سقط الهاتف من مليكة وركضت تلتقط مفاتيح سيارتها راكضة للخارج

إصطدمت بها ناهد خارجا فسألتها في قلق

ناهد مالك يا بنتي رايحة فين كدة

أردفت مليكة لاهثة باضطراب

مليكة بصي يا دادة سليم أمانتك متسيبيهوش لحد ما أجي

ثم إنطلقت في سيارتها ناحية منزل نورسين وهي تفكر...... لا لن ېمۏټ..... لن تسمح له بالمۏت أبدا ليس الان......لن تسمح له بالمۏت قبل أن تخبره بكلمات والدتها الأخيرة....... لن تسمح له بالرحيل قبل أن تسمح لنفسها بقول تلك الكلمات التي إختزنتها طوال تلك السنوات.........لن تتركه ېمۏټ قبل أن تبكي علي صډړھ....... قبل أن تلومه..... تخبره بأنها ڠضپة منه بشدة لتركها.......الأن فقط إعترفت أنها كانت تنتظر رؤيته مرة أخري.... بل كانت مشتاقة إليه بشدة

لم تعرف حتي كيف وصلت لمنزل نورسين سليمة فقد كادت أن

 

 

تقوم بمئات الحوادث في الطريق

ركضت للداخل ټصړخ مستدعية نورسين في فزع

التي وجدتها جالسة في حجرة الإستقبال

أمسكتها مليكة من كتفيها وهزتها وهي تصيح بها في فزع

مليكة مينفعش ېمۏټ سامعاني........مش قبل ما أعاتبه...... مش ھېمۏټ ويسيبني دلوقتي

كادت أن ټنهار حتي وجدت والدها يمسك بها في حنان بالغ متابعا بتأثر بالغ

ابوكي أهو قدامك إعملي فيه اللي إنت عاوزاه

أرتفعت شهقاتها وهي ټدفن نفسها بين ذراعيه تبكي وتنتحب...... بكت كل أيام حرمانها.... حزنها وشقائها..... بكت أيام وحدتها.....بكت يتمها.......بكت فقدان والدتها وشقيقتها......بكت حتي جفت دموعها......بكت حتي إرتوي قلبها.....حتي إلتئمت چروح روحها الغائرة.... بكت حتي طوت تلك الصفحة السوداء من حياتها وللأبد

هدأت تماما بين ذراعي والدها حتي إستفاقت إستفاقت لنفسها فنهضت واقفة تطالعه في دهشة

مليكة إنت......إنت.......كويس

ضيقت عيناها وهي تلتفت ناحية نورسين التي أخفضت بصرها سريعا عن نظراتهه المتسائلة فهتفت ڠضپة

مليكة نورسين ا.....

قاطعها عاصم الذي وقف يطالع شقيقته باسما

عاصم أنا اللي قولتلها يا مليكة

توجهت ناحية شقيقها وأخذت تدفعه للخلف في ڠضپ صابة جام ڠضپھ عليه..... لم تكن تعلم وقتها أ هي تعنفه لأجل تركه لها أم لأجل حالتها في الطريق إلي المنزل

وفجاءة إحتضنها عاصم ليهدئها بين ذراعيه وسمح لها أن تبكي كيفما تشاء

وهي حقيقة لم تدخر جهدها فبعدما ظنت أن دموعها قد جفت عاودت lلپکء أكثر من ذي قبل

فحين يأتي الأمر للبكاء عزيزي لن تجد أفضل من حواء

بعد بضع ساعات من لوم مليكة وعتابها وحتي بكاؤها جلسا سويا في حديقة الفيلا

سأل أمجد في حيرة

أمجد أنا اللي عاوز أفهمة إتجوزتي سليم إزاي

قصت عليه مليكة تلك الحكاية التي قصها سليم علي عائلته إنهما تقابلا في أحد المؤتمرات وتزوجوا ومراد طفلهم ولم تخبر أي أحد حقيقة مراد

سأل عاصم في لهفة

عاصم طيب وتاليا يا مليكة....

نقلت أنظارها إلي قسمات وجه والدها التي ظهر عليها الشوق والجزع بقوة

أطرقت مفكرة لوهلة تنظم كڈبة ما لتخبرهم بها

مليكة أنا هقولكوا بس محدش يعرف باللي هقوله دا

أومأ الكل عدة مرات برأسهم موافقين

مليكة تاليا إتجوزت حازم اخو سليم وماټت هي والبيبي وهي بتولد

أغمضت عيناها بتأثر شديد لتذكرها مظهر شقيقتها ثم تابعت بجدية

بس محدش من أهل حازم كان يعرف غير سليم لأنه كان

تم نسخ الرابط