رواية قلب ارهقته الحياة بقلم هناء النمر

موقع أيام نيوز

من أفراد الأمن بالإضافة للخادم الخاص بفيصل لجمع متعلقاته وملابسه كاملة فى حقائب 
تركها معها وأكد عليها أن لا تتركها ابدا إلا عندما يسمح لها أو يعود هو بنفسه 
مال عليها خرج من غرفتها واتجه للأسفل لينهي بقية الأمور المعلقة مع فيصل عندما وصل لأسفل السلم قابله نفس الرجل الذى أحضر الطبيب لهدى وهو رئيس المجموعة التى أرسلها خالد
تمام ياخالد باشا 
 وصلتهم
 لباب شركة الأمن وماهر بيه بعت الأمن اللى حضرتك طلبته 
كويس خليك معاهم وهم بيتوزعوا انت عارف المزرعة كويس 
حاضر ياباشا
دخل خالد من باب المكتب وجده يجلس على أحد الكراسى وحوله ثلاثة من الأمن أحدهم حمل كرسى ووضعه مقابل لمكان جلوس فيصل جلس عليه ووضع قدم فوق الأخرى ثم أشار لهم خالد بالخروج وبكامل الهدوء أجرى معه هذا الحوار
 ليش فيصل 
أبيك تتألم مقابل اللى سويته معى 
 كيف عرفت ان هدى راح تؤلمنى
كنا بعرف أنها

________________________________________
كانت مقيمة معك فى سكنك فى الرياض وكان هاذ السبب اللى جعلك تمنعنى عنها
بس
اعتقدت انه هيك لكن الآن الأمور مختلفة وأبى أفهم
 مالك حق عندى فى اى شي فيصل وبهاالشي ياللى عملته تكون انتهت علاقتنا تماما فى العيلة وفى العمل
 بتحبها لهاالدرجة خالد أه لو كنت أعرف لكن انت ما تقدر تنهى كل شي انا ابن عمك ومصاريا فى المجموعة 
انتهينا فيصل ومصاريك تابى تاخدها مافى مانع تأبى تتركها وتاخد أرباحها مافى مانع لكن انت ما راح تعمل معى مرة تانية أما بالنسبة للعيلة ما فى عيلة ما بقى غيرى انا واخى طلال وهذى عيلتنا احنا وما ابيك فيها من دالحين
والله وقدرت تنهينى خالد 
بسبب أعمالك فيصل 
ماراح اسمحلك
 ماعاد بأيدي شي د ضيعت كل شي بغبائك
وقف خالد وهو يقول
على اى حال اشيائك فى السيارة والطائرة جاهزة ومنتظرة تشريفك راح توصلك للمملكة وانت اعمل مثل ما بدك 
ثم مال على كرسيه ووضع يديه على جانبى الكرسى 
وهو يقول
 لكن هدى بالذات لأ لأ فيصل لأ 
والله اللى رفع سبع سموات لو فكرت تقربلها مرة تانية راح استحل دمك وراح اقټلك بإبدى ومالك شفيع عندى 
فتح الباب وأشار للأمن بالدخول وهو يقول
خليكم معه ووصلوه 
هم بالخروج فإستوقفه صوت فيصل
خالد إيش علاقة هدى بإياد 
استدار له وعاد باتجاهه ببطئ ووقف أمامه بكل تحدى 
أمه هدى أم إياد بمعنى أن بقمة القسۏة أخبرت أم بمۏت ابنها
اتسعت عيناه من قمة المفاجأة وهو يقول
وليان
ليان تبقى أمه على الورق بس 
وتخطاه بمسافة خطوتين باتجاه الداخل وظهرها له
يلا وصلوه
تحرك معهم فيصل باستسلام فقد أقصاه خالد من كل شئ من الشركات والعائلة وكل شئ وكانت هذه خطته كن البداية فيما يخص فيصل لكن فيصل قد عجل كلمة النهاية بيده أن لم تكن هذه النهاية وسيحاول فيصل الاڼتقام 
وقف خالد فى شرفة المكتب خلف الستائر ېدخن سېجارة وهو يتابع ركوب فيصل السيارة
أستدار ليدخل فوجئ بها تقف عند الباب كانت قد غيرت ملابسها وعدلت هندامها كثيرا 
ياإلهى مازالت متحفظة بكامل جمالها أن لم تكن أجمل وأكثر انوثة من ذى قبل 
لكن ما يعمر صفو هذا الجمال الشحوب والعين المتورمة من البكاء 
ونفس الشئ لاحظته هدى عن خالد فعينيه مملوءة بالحزن لطالما كان ولكنه أكثر بكثير أما فى الشكل فالفرق واضح رغم أنه مازال محتفظا بوسامته كاملة ولياقة بدنه كامل إلا أن شكله العام يعطيه أكثر من سنه بكثير فهو الآن تقريبا لم يتعدى الخامسة والثلاثين من عمره منذ سبع سنوات كان شاب يافع أما الآن فهو رجل وقور جدا ونا يزيده ذلك الشعيرات البيضاء التى تزين رأسه 
قومتى ليه
لم ترد هدى اقتربت منه ومازالت عينيه معلقة به لكن هى بالفعل مازالت غير قادرة على الوقوف كثيرا لكنها حاولت التماسك وجلست على أحد الكراسى القريبة منه تقدم هو وجلس أيضا بالقرب منها 
بدون اى مقدمات سألته كان اسمه ايه 
فهم فورا ما ترمى إليه فرد بعدما ظهر حزنه واسفه واضحين على وجهه قال إياد
كررت الاسم بصوتها وكأنها تجرب شكل النطق به ثم رفعت عينيها له مرة أخرى 
ماټ امتى وإذاى 
سكت لثوانى فقد كان لا يريد تذكر ما حدث ولكن على الأقل لها الحق أن تعلم ما حدث لطفلها
من خمس سنين كان عنده سنتين 
وسكت بعدها
سكت ليه كمل أذاى 
كانت مناعته ضعيفة بسبب ولادته قبل ما يكمل 7 شهور وكمان فضل شهر ونص فى الحضانة سافرت بيه أوروبا متحملش الجو هناك جاله التهاب رؤوى وبعد أسبوع سلم روحه
كانت كلماته كصياط من ڼار على اذنها ودموعها شلال على وجهها دون بكاء 
مش قولتلك مش هتقدر تحميه 
لجمته جملتها فللأسف هو يعتبر نفسه هكذا بالفعل قصر فى حماية ابنه ووصله للمۏت بنفسه خذله وخذل نفسه وخذل من وعدها بحمايته وعاقب نفسه لسنين على ذلك 
عايزة اشوفه معاك صورة ليه 
رفع تيليفونه وفتحه فقط فقد كانت صورة ابنه هى خلفية الهاتف كان حقا يشبه كثيرا فى ملامحه
أنا عايزة الصورة بس ممعيش تيليفون

________________________________________
اخدوه منى
اتجه لدرج المكتب وأخرج هاتفها منه واعطاها اياه فتحته وأرسل له مجموعة من الصور والفيديوهات له 
  شكرا آخر طلب حد يوصلنى بس للطريق عشان معرفش حاجة هنا
خليكى شوية انتى لسة تعبانة وبعدين احنا داخلين على الفجر هتروحى أذاى دلوقتى
لا معلش انا عايزة أمشى مش عايزة أفضل هنا اكتر من كدة
لم يجادلها هو يعلم أنها ليست فى حالة تسمح بالجدال ويكفيها ما حدث لها اليوم وما اكتشفته عن ابنها 
حالا تكون فى عربية جاهزة هتوصلك لحد والدتك مش عايزة تروحى هناك برده
عند ذكر والدتها جائتها فكرة مچنونة من الممكن أن تحدث جعلتها تشهق منادية
خالد
طبعا تخيل أنها تناديه فرد أيوة 
لا خالد ابنى ممكن أبوه يروح ياخده من هناك 
وهى والدتك ممكن تدين لأى حد بمكالمة من والده 
لأ طبعا مستحيل انا منبهة عليها 
خلاص متقلقيش جوزك مراحل يمة هناك خرج من المزرعة لمقر الشركة لمكتبه لبيته وبعدين راح الديسكو ومن وقتها وهو هناك مروحش 
اندهشت من متابعته له بهذه الطريقة الدقيقة لكنها لم تعلق وحينما همت بالخروج سألها 
أنتى سميتى ابنك خالد 
هنا أدركت فداحة ما فعلت للتو لكنها لن تعلق أو تنطق التفتت واتجهت خارجة وجدت السيارة تنتظرها بالفعل فى الخارج وبه شخصين السائق وفرد أمن معه 
استقلت السيارة وتحركت بها تحت أنظار خالد التى لم يرفعها إلا بعد أن اختفت السيارة بعيدا
يتبع
رغم أن ۏفاة ابنها كان كالکاړثة بالنسبة إليها إلا أنها بدأت تشعر بالراحة لوجود ابنها فى مكان معين هى تعلمه 
رغم حزنها القاټل عليه إلا ان مجرد فقدانها لاحساس القلق على أحواله وصحته يجعلها تحمد الله على أحسن الأسوأين 
بدأت حالتها النفسية
تم نسخ الرابط