رواية قلب ارهقته الحياة بقلم هناء النمر

موقع أيام نيوز

جيدا فهى ليست من النساء اللاتى يتنازلن عن أطفالهم بسهولة
عارف ياهدى عايزة ايه 
عايزة أفضل معاه
ولو قلتلك انه مينفعش 
شوف طريقة أتصرف
أذاى تفتكرى هيسمحولك ويسمحولى 
أنت أبوه وأنا أمه إحنا بس 
لم يدعها تكمل كلمتها
احنا ايه مفيش احنا عند فياض البدرى فى هو بس وده حفيده ومش هيتنازل عنه
أنا مقولتش يتنازل عنه 
هو مش عايزه منك ياهدى الكل عارف ان ليان حامل وهتولد فى نفس ميعادك والطفل ده هيكون ابنها وده اللى هما عايزينه ومش هيغيروه 
وانت عايز ايه 
أنا مش هقدر احميكى منهم انا مجرد موظف فى شركاتهم سلطتى وفلوسى معتمدة عليهم لو حبوا يعملوا فيكى حاجة مش هقدر امنعهم انا خاېف عليكى انتى
هنا بدأت تفقد اعصابها تماما لم تعد قادرة على التحكم فى نفسها قامت من مكانها وهى تصرخ
خاېف عليكى خاېف عليكى كل أما تتكلم تقول خاېف عليكى انا مش عايزاك تخاف عليا انا عايزاك تتصرف وتخلينى مع ابنى حتى ولو خدامة ده ابنى ابنى انا
بدأت ټنهار وتفقد قواها حاول الاقتراب منها فلم تسمح له وابتعدت عنه خطوتين جلست على الأرض تبكى وهى تقول
أنا عايزاه عايزاه مش هقدر اسيبه 
ارجوكى ياهدى اهدى لو سمحتى انتى كدة هتتعبى انتى فى السابع خلاص قربتى تولدى وبعدها نشوف هنعمل ايه 
لا انت بتكدب عليا انت ضعيف ياخالد ضعيف ومش هتقدر تعمل حاجة هتسيبهم يخدوه حتى مش هتقدر تحميه تحمى ابنك بلاش انا هتسيبهم يخدوه عشان انت ضعيف وأنا بكره الضعيف قدام اهله بكره الضعيف فاهم بكرهك بكرهك ياخالد بكرهك 
وهنا اڼهارت تماما ولم تعد قادرة حتى على حمل نفسها أغمضت عينيها ولم تعد تشعر بشئ 
صړخ خالد

________________________________________
على الخدم وهو يحاول افاقتها حملها واتجه بها لباب الشقة ومنها للاسانسير ثم سيارته واتجه بها للمستشفى 
بعدما أخبره الطبيب أن حالتها غير مستقرة وضغط ډمها منخفض جدا وايضا ضربات قلب الجنين مرتفعة وانقباضات الرحم فى اذدياد وهى عرضة الآن للولادة فى اى لحظة 
اتصل خالد بوالده ليخبره بما حدث 
وما هى الا دقائق معدودة حتى وصلت سيارة أسعاف خاصة بمستشفى اخرى تم نقل هدى اليها حتى تتسنى لهم الولادة دون تسجيلها
افاقت هدى بعد خمسة أيام وجدت نفسها فى العناية المركزة بالمستشفى لم تعى الكثير غير أنها وحدها ولا يوجد مخلوق معها غير الممرضة 
وضعت يدها على بطنها فأيقنت انه غير موجود تمت الولادة لكن أين هو 
سألت الممرضة عن الطفل وعن حاله فلم تفهم الممرضة عن أى طفل تتحدث 
استدعت الطبيب الذى بدا عليه إدراك ما يحدث وطلب من الممرضة إعطائها حقنة معينة وبعدها دخلت هدى فى ثبات عميق 
استيقظت بعدها بمدة معينة لم تعلمها لكن هذه المرة وجدت خالد بجانبها علمت بعد ذلك أنه أخبرهم فور استيقاذها يتم الاتصال به 
سألته هدى وهى فى قمة الاعياء
 أخباره ايه هو فين
كويس الحمد لله هو فى الحضانة 
ليه مش بتقول كويس 
أيوة كويس بس مولود فى السابع محتاج شوية اهتمام 
حاولت تعتدل وهى تقول 
عايزة اشوفه ودينى ليه 
 هو مين   كان هذا الصوت صادر من عند الباب كان الأمير فياض بنفسه 
وجه خالد له الكلام بعتاب  اتركها ياأبى إيش تريد دالحين بعدها ضعيفة ماراح تتحمل 
أخرج لو سمحت ياخالد أبى أتكلم معها 
 لو سمحت ياأبى
قلت أخرج ياخالد
تطلع خالد لهدى بضعف وقلة حيلة ثم تركها وخرج كل هذا وهى تتطلع بعينيها بينهم لعلها تفهم شئ عن ابنها لم تفهم شئ ولكن انقبض قلبها فقط
اقترب منها الأمير ووقف أمامها فى قمة التكبر والغطرسة
عايزة اشوف ابنى هو فين 
اتكلمنا فى هاالموضوع ياهدى هاى الطفل ما سار ابنك هاد ابن ليان وهو عندها واتكتب باسمها
اعتدلت هدى بضعف وهى تقول
يعنى إيه عندها يعنى هو مش هنا 
لأ المفروض اتكلمنا واتفقنا من وقتها إيش تريدى انتهى الموضوع
مش عايزة حاجة ابنى وبس 
قلتلك ما سار ابنك اعتبريه ماكان ما تضطرينى اعمل معك شئ ما راح تحبيه
أعمل اللى انت عايزه مبقتش تفرق 
لأ تفرق ياهدى لما يكون المقصود والدتك راح تفرق
مالها أمى مالك ومالها 
مثل ما هسجنك بقضيتك القديمة راح اسجنها بمديونيتها اللى ابتعتها من أصحابها وراح اضيعلك خواتم البنات واحدة واحدة ما راح أغلب فيهم إيش رأيك فى هاد
الشيكات اللى على أمى اتقطعت 
الشيكات معى اللى اتقطع ماهو حقيقى مزور 
بدأت دموعها ټنهار شلالات على خدودها وهى تقول
أنتى مش بنى ادم
احرصى لسانك وإلا راح اقصهولك الاختيار ليكى أما تعودى بلدك معززة مكرمة ومعك مصارى تكملى بيها بقية حياتك أما تموتى هنا فى سجنك وتبعتك بقية اهلك
وتركها مڼهارة وخرج من الغرفة دخل خالد بعده فوجدها على هذه الحالة 
بمجرد أن حاول الاقتراب منها رفعت يدها له وهى تقول
مكانك كفاية كدة مش عايزة اشوفك تانى روح لحالك 
هدى
قولتلك روح لحالك وعلى رأى ابوك الموضوع خلاص انتهى
خرج خالد ودموعه تلمع فى عينيه فوجئ بأبوه يقف أمام باب الغرفة رفع عينيه له وهو يقول
هيك ارتحت
 وما راح يكون لك أى صلة بهاى البنت مرة تانية وإلا راح اسوى تهديدى إلك وإلها بتفهم هاد
يومان فى المستشفى وثلاثة فى المسكن الذى كانت تقطنه مع خالد قضتهم هدى تحاول فيهم استيعاد قوتها لتعود لمصر لكن حزنها على وليدها كان حائلا دون ذلك فحقيقى لا تشعر الأنثى بأمومتها الحقيقية إلا فى وجوده وهو ينمو فى احشائها ترتبط به يوم بعد يوم حتى وإن لم تراه كما الحال مع هدى 
لم تشعر هدى بالوحدة والذل والمهانة كما حدث فى هذه الأيام القليلة فقد تركت وحيدة تماما حتى دون خالد فلم يسأل عنها ولو مرة واحدة بعدما حصلوا على ما أرادوا منها  هى الآن هنا لاشئ لا قيمة فقط مجرد أنثى منتهكة ومجردة من كل شئ آدميتها كرامتها انوثتها مشاعرها والأهم ولدها الرضيع الذى ولد قبل أوانه بشهرين ولم يشفع ذلك لهم ليتركوه لأمه حتى يكتمل
لم تسأل عن الأموال التى وعدوها بها أو حتى شيكات أمها لم تفكر فى اى شئ فقط عقلها متجمد تعيش فى حالة تجهم غريبة ترفض كل شئ ترفض الحياة نفسها 
أصبحت هدى مجرد أنثى تعيش لتتمنى المۏت 
بعد ثلاثة أيام من خروجه من المستشفى التى تم تسجيلها فيها على أنها حالة استئصال مرارة وليس الحقيقة ولادة 
اتاها شخص من طرف الأمير بجميع الأوراق الخاصة برجوعها مع ورقة إخلاء طرف من العقد

________________________________________
المنصوص عليه بينهم وجميع مستحقاتها المادية الخاصة بهذا العقد وبالطبع الشيكات الحقيقية الخاصة بوالدتها بالإضافة لاوراق معتمدة من أحد البنوك الدولية بإيداع مبلغ يتعدى الخمسة ملايين ريال سعودي 
وبالطبع لم يغفل الرسول عن أن يبلغها ببعض من تهديدات الأمير وتنبيهاته بخصوص عدم الرجوع عن القرار الذى اتخذته
تم نسخ الرابط