رواية قلب ارهقته الحياة بقلم هناء النمر

موقع أيام نيوز

اعتلته 
عادت بعينها مرة أخرى واخذت تدور بعينيها بين الجميع وجدت أن الزفاف سيتحول إلى مجزرة بسبب الشرف 
وقعت عينيها على أمها و أخواتها وجدتهم ېصرخون ويبكون وكل منهم تحتمى بالأخرى 
أن لم تستطع إثبات عكس ما قيل سيهدر ډم الكثير ولن ټموت الشائعة ابدا 
وستسوء سمعة اخواتها وستتحول المتزوجات منهن لمطلقات ولن تتزوج الأخريات فهم خمس فتيات تربين على يد امرأة بدون رجل فى حياتهم 
لم تعلم هدى كيف واتتها الشجاعة لتواجه ما يحدث 
صړخت فى الجميع بأعلى ما فى صوتها قائلة
بس بس كفاية
بدأت الأصوات تهدأ شيئا فشيئا وانتبه لها الجميع 
إيه اللى انتوا بتعملوه ده وليه عشان واحد ولا واحدة ژبالة بنت كلب قالت كلام زى ده من غير أى أساس انا واخواتى متربيين فى وسطكوا من يوم ما اتولدنا ومفيش مخلوق قدر يقول فى حقنا نص كلمة جايين دلوقتى عشان كلمتين فاضيين صدقتوهم فى ثانية وهتموتوا بعض كمان
استدارت لمحمود ابن عمها وقالت له
روح يامحمود هاتلى خالتك أم إبراهيم الداية 
استدارت لام زوجها وقالت
طلبتيها واديكى نولتيها يالواحظ مكنتيش عايزة الجوازة تتم وأهى مش هتم
وعادت تواجه جميع الحاضرين وهى تقول
الډخلة هتتعمل بلدى وبإيد الداية 
والتفتت لزوجها وهى تقول
وفى شقة المحترم جوزى وعلى سريره كمان جوزى اللى الكتمة جاتلوا ومفتحش بقه بكلمة

________________________________________
يدافع بيها عن شرف مراته مراته اللى مسمحتلوش يمسك ايدها ولا حتى بعد كتب الكتب
ثم استدارت مرة أخرى للجميع وقالت
 والباب هيبقى مفتوح أى واحدة منكم عايزة تتفرج تتفضل وعلى عينك ياتاجر 
عادت بنظرها لابن عمها مرة أخرى وهى تقول 
مش سمعت انا قلت ايه يلا روح وفى دقيقة تكون هنا
والتفتت مرة أخيرة للحضور وقالت
من هنا لوقتها مش عايزة مخلوق يفتح بقه لا رجل ولا مرة خسارة حد يتأذى عشان كلمتين فارغين من واحدة ساڤلة على بنت ناس أشرف منها مليون مرة
قالت كلماتها وهى تقصد بها امرأة بعينها
رفعت هدى فستانها ونزلت سلم المسرح وانطلقت وحدها من بين الجميع باتجاه بيت زوجها تبعها أمها وأخواتها وهم يحاولون أن يمنعوها عن ما نوت عليه لكن بدون فائدة 
وقفت أمام شقة العرس التى جهزتها بنفسها وهى لم تملك حتى مفتاحها بعد 
صعدت عمة العريس وقامت بفتح الشقة وتبعها خال العريس وهو يقول لهدى
مفيش داعى للى انتى ناوية تعمليه دا يابنتى كلنا عارفينك ومربينك على ادينا
لو انتو فعلا كدة كنتوا رديتوا عنى لكن خلاص انا اللى هرد عن نفسى وعن اخواتى
دخلت الشقة واتجهت لغرفة النوم شدت الفستان پعنف ومن شدة ڠضبها مزقته اتجهت هدير لها وهى تبكى لتساعدها فى خلع الفستان 
وقفت بقميص النوم الأبيض الداخلى اتجهت للسرير نامت عليه وفتحت قدميها تقدمت منها الداية العجوز وهى تبكى هى الأخرى ووقف أكثر من خمسة عشر امرأة من أهلها وأهل زوجها وليس من بينهم والدته
تحملت الألم والمڈلة من أجل أربع فتايات يبكون حولها ومن أجل امرأة ضاع عمرها عليهن ومن أجلهن امرأة تقف بجانبها تنوح حظ أقرب بناتها لقلبها تنوح حظ سندها وظهرها كما كانت تقول دائما عنها 
أما فى الخارج فيقف الجميع على أحر من الجمر 
وفجأة صدعت الزغاريد من كل أنحاء الشقة تبعها زغاريد فى كل أنحاء البيت والشارع وكأنها صادرة من كل أنحاء البلد وتدوى أيضا فى كل أنحاء البلد لتنفذ فى أذن كل من أراد تشويه سمعتها وشرفها 
سندوها أخواتها لتقف طلبت منهم أن يلبسوها عباءة بيضاء جائوها بالعباءة المجهزة للصباحية بيضاء ومرصعة بفصوص فضية ارتدتها وخرجت أمام الجميع وقفت أمام زوجها وعائلته وقالت
ورحمة أبويا اللى عمرى ما حلفت بيه لأبكيكو بدل الدموع ډم
وتركتهم وابتعدت وحولها اخواتها الاربعة ووالدتها باتجاه بيتها 
وقفت أمام مرآتها تتأمل نفسها فى ليلة زفافها 
خرجت من بيتها عزراء وعادت له فى نفس الليلة بعدما فقدت عذريتها بدون أن يلمسها رجل
خرجت هدى ثانى يوم مبكرة جدا رغم اعتراض كل من حولها على خروجها لكنها لم تأبه بإعتراضهم 
وصلت لبيت صديقتها منى وهى صديقتها وأكثر من أخت لها معا من أيام بداية معهد تمريض مرورا بالجامعة سويا حتى مكان استلام العمل الحكومى كانا الاثنان فى نفس المستشفى ونفس القسم أيضا 
كان والد منى محامى معروف ويكن لهدى احترام وتقدير عالى جدا لقدرة الفتاة على مواجهة أزمات حياتها ومساعدة أسرتها وفى نفس الوقت الحفاظ على نفسها من وظيفتها ومشاكلها 
جلست هدى أمام والد منى الأستاذ محسن عنتر 
أنا عارفة ياأستاذ محسن أن مش معايا فلوس كفاية اصرف على قضية زى دى بس ممكن اتفق مع حضرتك على حاجة ممكن ادفع لحضرتك ربع كل اللى هتقدر تجيبه منه
مفيش داعى لده كله ياهدى القضية هرفعهالك والفلوس دى نبقى نتكلم فيها بعدين
لا معلش اللى أوله شرط آخره نور لأنى فعلا ممعيش ادفع وكل اللى انا عايزاه انهم يدفعوا تمن اللى حصلى ده 
متقلقيش وحياة اللى حصل ومرضاش انه يحصل لبنتى لألففهم حوالين نفسهم عايزك بس تروحى تعمليلى توكيل 
حالا اروح اعمله لحضرتك 
وأنا هعملك قضية تخرب بيت اهله هطلقك وهجبلك تعويض ورد شرف كمان
ربنا يخليك بعد اذنك بقى الحق اعمل التوكيل قبل ما الشهر العقارى يقفل
استنى منى بتلبس وجاية معاكى 
مفيش داعى عشان متعبهاش انا هروح لوحدى 
وده من انتى ياهدى دا انتى كنتى بتيجى تتحايلى عليا عشان اسيبها تروح معاكى المشاوير
هههههههههههههههه صډمتى غيرتنى بقى 
لا ميهمكيش يمكن ربنا شايلك اللى احسن

________________________________________

الحمد لله
دخلت منى وهى تقول أنا جاهزة 
لحقتى
يابنتى انا جاهزة من الصبح لما اتصلتى بيا وقولتى انك جاية استأذنت بابا أنى اروح معاكى واقعد معاكى شوية 
أه قولى كدة لا يافالحة البيت عندى مولع دلوقتى مينفعش للقعاد روحى معايا الشهر العقارى وبعدين تعالى على هنا 
ماشى
بعد اذنك ياعمى
أنهت هدى اجرائات التوكيل وأعطت الورقة لمنى لتعطيها لوالدها ثم اتجهت الاثنتان لأحد الكافيهات ليجلسا سويا ويتحدثا بتصميم من منى 
ها ناوية على ايه ياهدى 
معرفش لسة اخلص بس الحوار ده وبعدين نشوف ومتنسيش أن الأحداث اللى حوليا هى اللى بتحركنى دلوقتى
 هههههههههههههههه
بتضحكى على ايه ياهبلة انتى 
افتكرت كلامك يوم ما كنا بنلف على الفستان لما قولتى أن نفسك فى اى حاجة تيجى من عند ربنا تفركش الجوازة دى اهى جت ياختى 
بصراحة اتمنيتها بس مش بالطريقة دى 
أحمدى ربنا انك طلعتى سليمة من الليلة دى 
سليمة هو انا كدة طلعت سليمة آمال اللى ضايعة تبقى شكلها ايه
ضايعة ايه يابنتى متقوليش كدة دا الناس كلها دلوقتى بتحترمك جدا لما حكيت لبابا على اللى حصل امبارح حلف بالله انه لو عنده ولد متجوزش مكانش سابك ابدا بس للاسف الوحيد اللى عنده متجوز ومخلف 
أه يا اختى وماله عشان تبقى كملت اتجوز المتخلف اخوكى
ههههههههه والله طيب 
دا انتى اللى طيبة 
بس
تم نسخ الرابط