رواية قلب ارهقته الحياة بقلم هناء النمر

موقع أيام نيوز

اطباق الطعام وقف خلفها وهو يقول 
 أنتى مغطية شعرك ليه
تجمدت هدى

________________________________________
من سؤاله وتوففت يدها عما تفعل لكنه لم يهتم وأكمل 
أنا لوحدى هنا معاكى وفرض أنى جوزك 

أدارها لتواجهه امتدت يده لفك حجابها أنزل الحجاب وفك رباط شعرها فانسدل على ظهرها 
ابتعد عنها خطوة وتأملها للحظة ثم قال
تعرفى أنى كنت مراهن نفسى على لون شعرك 
 مراهن على ايه
إن لونه بنى
كويس كسبت الرهان 
تعرفى كمان انك فعلا جميلة جدا 
بالتأكيد مش أجمل من برنسس ليان 
عندى انا أجمل
فقط استسلمت بل بادلت أيضا فهى تريده هى الأخرى ارادته رغم كل الظروف ارادته رغم أنها تعلم أن ما يحدث هو بداية النهاية 
فتحت عينيها وهى نائمة وحاولت تبين ما حدث ابتسمت بخجل حزين من المفترض ان هذه صباحيتها كما يقال فى مصر لكنها لا تشعر حقا بذلك رغم انها لا تنكر استمتاعها ليلة امس فيبدوا انه محترف فى اسعاد المرأة التى معه أللهذا كانت ليان تعشقه 
تشعربهدوء رفعت عينيها لوجهه استمرت لثوانى تتأمل قسمات وجهه 
لأول مرة تعترف صراحة بينها وبين نفسها انه تحبه 
نعم تحبه لكن ما يجعلها تتراجع عن اعترافها هو ما يحوطها من ظروف ارغمتها على التسليم لأرادتهم
فتح عينيه وجدها تتأمله رفع يده يمررها على وجهها وهو يقول
صباح مبارك لعروسى الجميل 
أبعدت يده بيدها وقامت من جانبه وهى تقول
تفتكر
قامت من مكانها ارتدت روب حريرى واتجهت للحمام وعينيه تتبعها 
ادار وجهه لسقف الغرفة ووضع يده على رأسه تنهد طويلا وهو يفكر كيف يسترضى هذه المرأة لحين أن يجد حلا لهذا الوضع 
بعد أسبوع قضاه الاثنين على جدول ثابت 
هدى تقضى نهارها فى القراءة والحديث مع أهلها ومطالعة حسابها على الفيس والتليفزيون فى أوقات قصيرة أما خالد فنهاره يقضيه فى متابعة أعماله مع والده وأخوه بالإضافة ليومين كاملين قضاهما فى مصر لإنهاء بعض المسائل الهامة 
أما الليل فهو المشترك بينهما يقضيانه فى ممارسة العشق الصامت دون أن يتحدثا باللسان رغم اشتياق كل منهما للأخر واستمتاعهما بعلاقتهما المشتركة إلا أنهما يكتفيان بالتعامل بالنظرات لا أكثر 
كانت تقف فى المطبخ تجهز طعام الإفطار كعادتها خرج هو بعدما ارتدى ملابسه للخروج رأته ولم تعلق وأكملت ماكانت تفعل 
أنا هشرب النسكافيه بس 
ناولتنه كوبه دون أن تتكلم واستدارت مرة أخرى
أنا هخرج دلوقتى وممكن معرفش ارجع الليلادى هنا فكرى فى كلامى ارجوكى حاولى تكونى طبيعية معايا اكتر من كدة شوية 
وسألت نفسها هل سيذهب اليها الليلة 
مر اليوم كله على هدى وهى تجزم بأن الغيرة تأكل قلبها فهى لا تفكر فى غير أنه معها الآن ولم يشفع له اتصاله المستمر بها يكاد يكون كل ساعتين تقريبا أو كلما خلى به الوقت والبشر من حوله 
وبالطبع هى لا ترد بغير بضع كلمات بسيطة مثل 
الحمد لله انا كويسة تنام لا مش عايزة حاجة 
لا تسأل أين هو أو ماذا يفعل أو متى سيعود أو أى شئ يشبه ذلك بالرغم من ذلك لم يغضب أو حتى يكف عن الاتصال بها 
وما أطاح بباقى صبرها انه بالفعل لم يأتي الليلة أو حتى اليوم التالى وصلت لمرحلة الغليان ولم تعد تستطيع السيطرة أرادت الخروج لعل الحركة وتغيير الوجوه تخفف من وطأة الڠضب الذى ېهدد بالانفجار 
لكن هو أخبرها

________________________________________
أن لا تخرج أو حتى تحاول فهى مراقبة ومراقبيها سيمنعوها أن خرجت ماذا ستفعل الآن 
أتت بجوالها واتصلت به وانتظرت الرد 
 أول مرة انتى اللى تكلمينى انتى كويسة
الحمد لله مفيش حاجة انا بس كنت عايزة حاجة 
كنت عايزة أخرج اتمشى شوية واشترى شوية حاجات 
تتمشى فى الجو ده انتى مش عارفة درجة الحرارة كام انهارضة
اكيد فى المكان اللى هروحه هيكون مكيف يعنى وبعدين انا مخڼوقة اوى بجد عايزة أخرج بأى شكل
طيب بصى فى اتنين واقفين على باب الشقة لحد ما تلبسى هكون كلمتهم هم معاهم عربية هيوصلوكى مكان ما انتى عايزة وهيفضلوا معاكى لحد ما ترجعى ماشى
ماشى
خدى بالك من نفسك 
إن شاء الله
ولما هجيلك هعوضك عن اليومين دول عندى هدية حلوة ليكى ومتأكد أنها هتعجبك اوى
 أن شاء الله
خرجت فى حدود الساعة الثالثة ولم تعود إلا باتصال منه وقد تعدت الساعة العاشرة اتصل به الامن اكثر من مرة على رفضها العودة فقد كانت تدور من المول للسوبر ماركت لمحلات الملابس الكبرى تشترى فى أشياء حتى أنها لا تحتاج لها لا تريد العودة تريد إطالة الوقت خارجا فهى تعلم أنها ستعود لتقضى ليلتها فى التفكير السلبى الذى بدأ يسبب لها الأرق المستمر 
وهى فى طريق العودة داخل السيارة ومعها الأمن الخاص بها رن تيليفونها وكان ذينب المتصلة فقد تعودت الاتصال بها مل يوم منذ أن تركت البيت إلا يوم أمس لم تتصل بها لانشغالها بعض الوقت 
أيوة يازينب ازييك 
الحمد لله عاملة ايه انتى ياهدى معلش معرفتش اكلمك امبارح كنت مشغولة اوى
ولا يهمك مع أنى كنت مدايقة اوى وكنت محتاجاكى تكلمينى بس برضه مرنتش انا زى ما وعدك
متزعليش انهارضة بس ومن هنا وجاى هفضالك واكلمك على طول
اشمعنى يعنى هتترقى ههههههههه 
بتتريأى حضرتك لا ياستى هى شغلتى دى فيها ترقية بس اكتر مزعجات فى القصر مسافرين
مين دول
الأميرة دانيا والأميرة ليان 
عند نطق الاسم انقبض قلبها وانقبضت يدها على التيليفون إذن هذا هو السبب خلف هذا الغياب هو هناك ليقضي معها الوقت قبل سفرها 
هدى روحتى فين 
 معاكى بتقولى الاتنين هيسافروا مرة واحدة
أيوة ياستى الأميرة ليان والدها فى المستشفى والأميرة دانيا تبقى صاحبة والدة الأميرة ليان اوى فهتسافر معاها عشان تكون معاهم هناك
هو تعبان اوى
معرفش بس هو عنده القلب اصلا ودخل المستشفى اكتر من مرة قبل كدة
يرجعوا بالسلامة
مظنش الأميرة ليان اول مرة تلم حاجتها كلها بالطريقة دى دى لمت تلتين الدولاب فى الشنط حتى جزمها خدتها كلها والأمير خالد بيقولوا انه بقالوا أسبوع هنا ومجاش القصر خالص طول الفترة دى 
ظلت هدى تستمع للحظات بعدها ما عادت تستطيع أكثر فاوقفتها بقولها
أنتى رغاية كدة ليه انهارضة خليهم فى حالهم واحنا فى حالنا
على رأيك انتى عارفة أنى مبقولش حاجة لحد بس بصراحة أنا فرحانة اوى البيت بيبقى من غيرهم جنة والأمير طلال والأمير خالد بييجوا كتير 
انتى رغاية انهارضة ياذينب انا هقفل دلوقتى عشان عندى شغل ونتكلم بعدين سلام
فقد أخبرت زينب أنها انتقلت للعمل فى أحد مستشفيات الرياض بعدما أنهوا عقدها معهم بعد اتهامها بالسړقة 
الغريب أن حديث زينب لم يضايقها كما اعتقدت فى البداية وزكر الأمر بهذه الطريقة قد خفف من ڠضبها لأسباب لا تفهمها بل جعلها تبتسم ابتسمت بسخرية لتعقيد حياة هؤلاء الناس وحرمانهم من اجمل معطيات الحياة المشاعر الحقيقية الاخلاص والخلف الصالح لديهم المال
تم نسخ الرابط