رواية قلب ارهقته الحياة بقلم هناء النمر

موقع أيام نيوز

خرج من سجن لتوه نزل للدور الأول وتوقف أمامه لبرهة لكنه عاد ادراجه وأكمل طريقه للأسفل ثم لخارج القصر بدأ يتحرك فى الحديقة بدون هدف فقط ليخفف من غضبه الداخلى ويفكر فى كل ما حدث 
لماذا لماذا ياخالد هل ستستمر فى عقابها على شئ ليس لها فيه أى ذنب لكن انا لا اعاقبها أنه احساسى بها دائما مفقود غير موجود من الأساس اقترابى منها يكون دائما لتنفيس رغبة فقط وليس رغبة فيها هى 
إلى متى المشترك الأساسى فى عذابك ماټ وابنه الأول أبى مريض ولا حول له ولا قوة والابن الثانى عمى يعيش فى أوروبا ولا يعود إلا للطوارئ فى حياتنا فقط إلى متى ستستمر فى عقاپ من حولك 
فجأة وجدها أمامه امرأة لم تغادر عقله من أول لحظة رأاها فيها امرأة تقتله رغبته بها لكن للأسف الموانع كثيرة جدا 
كانت تجلس أمام حوض زهور تداعبها بيدها 
ابتسم وقال فى نفسه ياريتنى كنت وردة منهم ياهدى على الأقل كنت أحس بلمسة ايدك
فجأة وجدها أمامه امرأة لم تغادر عقله من أول لحظة رأاها فيها امرأة تقتله رغبته بها لكن للأسف الموانع كثيرة جدا 
كانت تجلس أمام حوض زهور تداعبها بيدها 
ابتسم وقال فى نفسه ياريتنى كنت وردة منهم ياهدى على الأقل كنت أحس بلمسة ايدك
الغريب أن هدى كانت تفكر فيه وهى تداعب الزهور بيدها هى حالمة لم تلقى اجتماع الواقع بالرجل من قبل قد كانت على أعتاب العلاقة الحقيقية برجل ما لكنها لم تشهدها على أرض الواقع رغم خروجها من هذه الزيجة إذن هى فتاة فى عمر الزهور أحلامها مازالت منصبة فى البؤرة العزرية لم تحيد عنها 
من استغراقها فى أحلام يقظتها لم تشعر به وهى يجلس بالقرب منها وفجأة انتفضت على صوته وهو يقول
إيه مخرجك فى الوقت ده 
شهقتها كانت مسموعة اتسعت عيناها وهى معلقة به لثانية ثم أدارت وجهها وضغطت على أسنانها لتتحكم فى غيظها 
معقول كنت سرحانة كدة اللى واخد عقلك 
هو فى غيرهم أهلى 
مع أنى مش مصدقك بس ماشى خارجة ليه بقى فى الوقت ده 
كنت مدايقة ومش جايلى نوم 
طبيعى انتى حابسة نفسك فى الاوضة طول الوقت 
هروح فين غير أنى كمان معرفش حد هنا 
وبتعملى ايه طول الوقت جوا 
أسأل اللى بتبلغك وهى تقولك 
أنا بس بطمن عليكى منها مش اكتر 
ثم صمت كل منهما وهو ينظر للورود الموجودة امامهما ودار حوار بين كل واحد منهم ونفسه 
خالد كان حائر تماما

________________________________________
بين واقعه وكيفية التخلص منه وبين ما يريد وهو متجسد فى امرأة جالسة بجانبه 
أما هدى فحوارها مع نفسها كان مضحك تماما فهى دائما تتفنن فى السخرية من نفسها ومن كل ظروفها السيئة
وبعدين ياهدى عايزة ايه يعنى 
هعوز ايه يعنى هو متجوز اصلا 
وأما انتى عارفة بتتمحكى فيه ليه بقى أن شاء الله 
 مبتمحكش ولا حاجة ادينى مكتومة وساكتة وبعدين هو اللى جه لحد هنا لوحده  
أنتى هتستهبلى ياروح أمك ده بيته يروح مكان ماهو عايز
أه بيته بس تفتكرى هو سابها ونزل ليه 
مش بقولك بتتمحكى ما يمكن هى مش فوق اصلا وهو نزل عشان مش قادر يتحمل القاعدة من غيرها انتى شكلك مش هترجعى غير لما تاخدى على قفاكى زى كل مرة
وعند هذه الكلمة لم تستطع منع نفسها من الابتسام
اندهش من ابتسامتها المفاجئة بدون سبب لكنها حاولت تشتيته عن ذلك رفعت وجهها له ثم اخفضته مرة أخرى وهى تقول 
هو انا هفضل على طول كدة 
كدة ايه
فاضية طول الوقت
أنتى مش فاضية انتى بتابعى علاج بابا ودى مهمتك وشغلك هنا
تنهدت وقالت بأسى  أنا مبعرفش اقعد فاضية كدة
عايزة تعملى ايه
هتوافق
لو ميأثرش على علاج والدى 
 نفسى أعمل عمرة
ابتسم وهو يقول  متقلقش كدة كدة هتعمليها وحج كمان بابا ناوى على كدة وانتى طبيعى هتكونى معاه
ابتهجت كالاطفال وهى تصفق بكفيها
بجد طب احلف
أفندم
تمالكت نفسها مرة أخرى أنا آسفة 
المهم عايزة تعملى ايه تانى 
حاولت التحقق فى وجهه جيدا لتتبين صدقه
 فعلا عندك استعداد تسيبنى اعمل اللى انا عايزاه 
قلتلك شرطى صحة أبويا وبعد كدة مفيش مشكلة قولى عايزة ايه 
أكمل دراسة انا قدمت على ماستر فى جامعتي فى مصر واتقبل لكن الجواز عطل كل ده لو ينفع أقدم فى جامعة قريبة واشغل نفسى بالمذاكرة 
صمت لثوانى وحول نظره للإمام 
بالطبع اعتقدت هدى أن هذا رفض فصمتت لثوانى ثم قالت كأنك مسمعتش حاجة
ليه انتى شوفتينى رفضت 
رفعت وجهها له متفاجأة فأكمل كلامه
أنا معنديش مشكلة بس شوية كدة نطمن على بابا بس الأول لحد ما اشوف لك جامعة قريبة وتكون محاضرات الماستر فيها منزلية اكتر من عملية 
وقفت فجأة من الفرحة وهى تقول
أنت بتتكلم بجد
وقف هو الأخر وهو مبتسم  تانى
أخذت تدور حول نفسها من الفرح وهى تقول
أنت تجنن على فكرة لو ده حصل هتوفرلى اكتر من سنتين فى حياتى
 ياريت اقدر اعملك اكتر من كدة
تجمدت مكانها من الجملة التى سمعتها منه ولا تعرف لماذا تسربت الرطوبة لاوصالها فجأة 
أنا متشكرة اوى تصبح على خير بقى الوقت اتأخر 
بعدما تحركت من أمامه وعينيه تتبعها قال بلهجة آمرة
هدى فى حيوان عندك على الفيس اسمه نور الحياة اعمليله بلوك اول ما تطلعى
حاولت كظم غيظها منه وتكورت يدها وكأنها ستضربه وقالت بهم انت مستفز
ثم تركته وذهبت من أمامه حتى لا يستفزها أكثر من ذلك
عندما ابتعدت ضحك مقهقها وقال وانتى لذيذة 
بالطبع غافل عمن كان يتابع الموقف بكامله من البداية للنهاية والذى كان له رأى آخر فى ذلك 
فى الصباح كان خالد على وشك ركوب سيارته وجد يد أمسكت الباب ومنعته من الانغلاق
صباح الخيرات خالد 
امتعض خالد عندما تبين الواقف 
صباح الخير فيصل إيش في 
مافى شئ ابن عمى ابيك فى كلمتين قبل ما تطلع 
ما عندى وقت بعدين فيصل 
ما تزعل خالد بعرف انك مو نايم ياحرام 
ترجل خالد من السيارة وعينيه ينضح منهم الڠضب 
لإيش بترمى فيصل
بعدك ما فهمت خالد انت وحضرت الممرضة المحترمة 
فيصل  كانت هذه صړخة خالد باسم ابن عمه
انتبه مليح كلمة كمان واقصلك لسانك 
هيك خالد اسمحنى مليح دالحين ابن عمى 
أبعد عن هاى البنت انا أبيها لنفسى سمعت بدى إياها
يتبع

خالد يطرق على باب جناح والده فهو دائما ملازه الآمن من بعد أخيه طلال رغم الفجوة التى حدثت بينهما فى وقت ما إلا أنه يعشقه وسامحه على ما اقترف فى حقه يلجأ إليه فقط ليجلس معه حتى دون أن يتحدث عما يدايقه فقط يجالسه فيرتاح 
وهو الآن فى أوج غضبه بعد مشاجرته مع ابن عمه الوقح وټهديد ابن عمه له باخبار ليان بما رأى لكن بالطبع ڠضب ليان لا
تم نسخ الرابط