رواية قلب ارهقته الحياة بقلم هناء النمر
المحتويات
مرة أخرى ولكنها لم تهتم اهتمت فقط بمن شعرت بغيرته منذ لحظات
المحزن أنها انتظرته طويلا حتى تعدت الساعة منتصف الليل ولم يحضر او يهتم حتى بإرسال اعتذار
المشكلة أن للأمير جرعة علاج الساعة الخامسة فجرا وهى حتى لا تعلم بأى غرفة هو وقد اعتمدت أن يخبرها خالد بذلك عندما يأتى لكنه لم يفعل
فى النهاية قررت الاستسلام والنوم لمدة ساعتين قبل الخامسة ووقتها ستتصرف
انزلقت تحت غطائها بعدما غيرت ملابسها بأخرى قطنية بسيطة للنوم وضعت رأسها على المخدة
ثم ابتسمت بسخرية وهى تقول لنفسها
معلش ياهدى هتلاقى البرينسيس الجميلة كانت واحشاه اوى طبعا مش ههيفتكرك اصلا انشالله تولعى انتى واللى خلفوكى
لم تستطع النوم ولو للحظة ېقتلها التخيل ماذا يفعل الآن معها حاولت كثيرا منع خيالها من الولوج فى هذا الاتجاه لكنه رفض بشدة الانصياع لعقلها
الساعة تعدت الرابعة قامت وجهزت ادويتها وارتدت زييها وانتظرت لا تعلم ماذا تفعل وكيف ستتصرف
فجأة سمعت طرقات خفيفة على الباب وقفت خلف الباب لتسأل
تفتكرى مين ممكن يجيلك فى الوقت ده
تنفست الصعداء ثم فتحت له الباب
برافو عليكى لابسة وجاهزة ومستنية
أه مستنية الڤرج وبعدين ايه برافو عليكى دى بتكلم بنت اختك
أفندم
لا ولا حاجة كلمة وراحت ممكن يلا بقى عشان الوقت
اغلقت غرفتها وانتظرته ليتحرك أمامها وجدته يشير للدخول فى نفس الدور تحركت أمامه وهو خلفها
نعم
كيف ما سمعتى
والبس ايه بقى أن شاءالله
حاجة من اللى جبتهملك معجبوكيش ولا ايه
أنا مشوفتهومش اصلا
نعم
نعم الله عليك انا مش محتاجة حد يجبلى لبس وجبتهم معايا لما لقيتك مصمم هلبس منهم بس أو خرجت مع والدك غير كدة انا عندى لبسى
لم تشعر فجأة إلا ويد قوية أشدها جانبا وتثبتها فى الحائط سقط ما كان بيدها على الارض لكنه لم يهتم
كانت هذه اول مرة يتحقق كل منهما فى ملامح الآخر لحظات مرت بصمت بينهما لحظات اختصرت مسافات ومساحات وأوقات قد يقضيها كل منهما
ساد الصمت لبرهة بينهما على نفس الوضع وهى من تداركت نفسها أولا همست قائلة
لم يرد عليها وظل على وضعه عادت تقول وعيناها بدأت تلمع بالدموع
ايدى بتوجعنى
دمعة واحدة انزلقت من عينها هى فقط ما افاقته عندها انتبه انه يضغط على يديها بكل قوته ابتعد عنها ببطئ وهو يحرر يدها
اخفضت عينيها فى الارض لتجمع شتات نفسها ثم رفعتها له مرة أخرى بعدها انحنت لتجمع أشرطة الدواء من على الأرض كل هذا وهو يتابع ما تفعل بصمت وانفاسه مضطربة
عندما اعتدلت أشار لها على باب مقابل لها وقال
ده جناح الأمير انا صحيته قبل ما اجيلك وهو مستنيكى دلوقتى وبعد ما تخلصى نامى عايزك تنامى وترتاحى ياهدى
تركها وعاد ادراجه مرة أخرى بدأت تعدل من هندامها وهى تقول
ارتاح ! ارتاح ازاى فى مكان انت موجود فيه
استيقظت هدى على صوت زينب وهى تجهز لها طاولة الإفطار
صباح الخير
صباح النور ياانسة هدى
مدام انا مدام
أنا آسفة الامير خالد قاللى الصبح صحى الآنسة هدى الساعة 12
أنا عندى حل احسن لا أنسة ولا مدام هدى على طول
ده ممكن لو بينى وبينك لكن قدام أى حد لازم اديكى لقب
خلاص قولى يامس هدى
ماشى يامس هدى
قولنا قدام الناس بس
ماشى اتفضلى الفطار
إيه ده كله انا مش جعانة اصلا
مش جعانة ازاى انتى امبارح رفضتى العشا وقلتى مش جعانة والأمير خالد قاللى انك آخر مرة اكلتى كان سندوتش صغير اوى فى الطيارة
الأمير خالد الامير خالد ايه الحكاية
ماهو اصلا انا الميد الخاصة بالأمير خالد من أول ما جيت من مصر من 12 سنة كان ممنوع عليا اهتم بأى حد تانى غيره حتى لما بيسافر مبشتغلش كتير والأميرة ليان لها حد تانى غيرى
لكن الزيارة دى امرنى أنى اهتم بيكى والأمير الخاصة بيكى باخدها منه هو بس ويلا بقى متعطلنيش وراايا شغل والعلبة اللى هناك دى
الأمير خالد قاللى اديهالك اول ما تصحى
ماشى شكرا يازينب
بعد اذنك
تحركت من سريرها فى اتجاه العلبة فتحتها وجدت فيها تابليت ابيض صغير يكاد يكون أصغر تابليت رأته وجدت معه رسالة صغيرة فتحتها
ده ليكى موجود فيه خط سعودى وعليه
________________________________________
كل الخدمات حتى الانترنت وكمان عليه رصيد كفاية وخدمة دقايق لمصر تقدرى تفتحيه هو جاهز للاستخدام كلمى اهلك واطمنى عليهم
وضعته أمامها وجلست بجانبه هذا الشخص مستحيل فهو يهتم بأدق التفاصيل التى ينساها الكثير لبسى واكلى واهلى والبقية تأتى
لكن السؤال لماذا يهتم لهذه الدرجة
مر ثلاثة أيام والحال هو الحال تقضى هدى معظم وقتها فى غرفتها لا تخرج إلا فى مواعيد العلاج أو حتى أن أرسل لها الأمير فياض اذا أراد أى شئ حتى خالد تجنبها تماما طوال هذه الفترة لكن تصله أخبارها من ذينب التى أصبحت همزة الوصل بينها وبين كل شئ فى هذا المكان
تتصل بأخواتها كل منهم على حدا لتطمئن على أخبارهم بالتفصيل تحدثهم طوال الوقت واتس وفيس وبكل طريقة ممكنة أما والدتها فتتصل بها صوتيا أكثر من مرة يوميا لتطرد من داخلها القلق عليها
تعودت أن تخرج بعد الثانية عشر تتجول بعض الوقت فى الحديقة الخلفية فهى رائعة ومنسقة بعناية فائقة تحتوى على جميع أنواع الزهور والنباتات النادرة تستمتع هدى بوقتها التى تقضيه وحيدة بعيدا عن جدران الغرفة التى أصبحت
سجينتها غافلة تماما عن عيون الصقر التى أصبحت تراقبها بمجرد خروجها من غرفتها ليلا أو حتى نهارا
من ناحية أخرى تقف ليان أمام المرآه تتزين ترتدى قميص طويل يصل لقدمها بفتحة جانبية كبيرة وحمالة معلقة فقط فى رقبتها
كان خالد يجلس على مكتب صغير فى أحد جوانب الجناح يطالع بعض الأوراق
تقدمت منه ليان وجلست على جانب الكرسى الذى يجلس عليه
أبعد يدها عنه اتركينى دالحين ليان عندى شغل
ابيك تترك الشغل ما وحشتك ليانك
ليان بليز قلتليك عندى شغل مهم غير أنى مالى مزاج
إيش بيك خالد مو ملاحظ أنى بقرب وانت لا من وقت ما رجعت وانت مو طبيعى
اقتربت منه ووضعت رأسها عل كتفه وقالت
أنا زعلتك فى شى ابيك تقول لو فى وأنا راح اراضيك دالحين وايش ما كان انا بحبك وما ابغيك تزعل منى
مافى شى ليان إيش فيها يعنى انا مالى مزاج الحين مرهق وإذا عافرت مع نفسى ماراح يكون مثل ما بدك منى
مسح على شعرها ثم قبلها من جبينه وقال
انا راح أخرج شوى
خرج خالد من الغرفة تنفس الصعداء كأنه
متابعة القراءة