روايه للكاتبه اسراء عبداللطيف
المحتويات
و توجهت ناحية الحمام الخاص ب السيدات و دخلت لتجد فتاه تقف أمام أحد الأحواض و تبكي بشده و تغسل وجهها ب الماء
عقدت نور حاجبيها و أقتربت منها و وضعت كفها علي ظهر الفتاه متسائله
_ في حاجه حضرتك شكلك تعبانه تحبي أساعدك
ألتفت الفتاه ب رأسها ناحية نور و وحاولت رسم الأبتسامه علي وجهها و قد أختلطت عبراتها ب قطرات المياه قائله ب هدوء
أبتسمت نور قائله بهدوء
_ بجد و الله لو محتاجه أي مساعده مني أنا تحت أمرك لأن واضح جدا عليك التعب طيب في حد معاك هنا و لا جايه لوحدك !
_ أنا جايه أنا و خطي
لم تكمل جملتها حتي أعلن الهاتف عن وصول رساله ف فتحتها و قرأتها و أعادت النظر إلي نور قائله
_ ده خطيبي زهق من القعده جوه و خرج مستنيني في ال open area و أنا هروحله حالا
_ شكرا ليك يا
_ نور اسمي نور
أبتسمت الفتاه و مدت كفها مصافحه نور و هي تقول
_ أنا نهله و فرصه سعيده إني أتعرفت بيك
أبتسمت الأخري قائله ب أبتسامه
_ أنا أسعد
_عن أذنك
قالتها نهله و توجهت ناحية الباب و لكنها شعرت ب دوار فجاءه و أستندت علي الباب ف أسرعت نور إليها و أسندتها قائله ب قلق
حاولت نهله الثبات قائله و هي تستند علي نور
_ اها أنا بس حاسه بدوخه شويه يمكن لأني ما أكلتش النهارده !
أمسكت نور ب حقيبتها و فتحتها و أخرجت منها علبة دواء و سحبت منها كبسوله و مدت يدها بها ناحية نهله قائله ب أبتسامه
_ خدي دي هتريحك شويه أنا بيحصل معايا كده كتير لم بكون مش واكله و باخد منه و أستريح علي طول مفعوله قوي
_ ماتخفيش ده مش حاجه وحشه والله أنا أختي دكتوره و هي اللي قالتلي عليه حتي شوفي أسمه و اسألي عنه بره صدقيني مش وحش والله
أبتسمت نهله و ألتقطت الحبه من كف نور و أبتلعتها و من ثم ساندتها نور للوقوف قائله ب أبتسامه
ظل كلا من عمر و مها يتبادلوا الأحاديث سويا بعد أن توجهت نور إلي المرحاض
أبتسم عمر قائلا
_ مها ممكن اسألك سؤال من غير زعل و لا حساسيه !
أبتسمت مها قائله
_ أكيد طبعا
ثم وضعت كفها أسفل خدها و أستندت ب مرفقها علي الطاوله و مالت ب رأسها قائله
تردد عمر كثيرا قبل التحدث و ظل يفرك أصابع يده معا بتوتر و هو ينظر إليهم ثم رفع رأسه و نظر إلي مها ب عمق قائلا
_ هو آآ هو أنت يعني ليه كنت مخبيه إنك بتشتغلي !
أغمضت مها عيناها ب آسي و زفرت ب هدوء و جاهدت أن لا تغلبها عبراتها و تسقط قائله
_ علش علشان خاېفه خاېفه من بصة صحباتي ليا لم يعرفوا إني فقيره و قاعده في حاره شعبيه أوي و كمان بشتغل جرسونه !
ثم أخذت نفسا عميقا و لم تستطع أن تحبس عبراتها أكثر من ذلك ف أطلقت سراحه قائله ب حسره
_ أصلها صعبه أوي يا عمر لم حد يهينك ب ظروفك اللي أنت أصلا مالكش دخل فيها بابايا من ساعة ما عمل حاډثه و هو مش بيقدر يمشي علي رجليه و اللي زاد و غطي إنه طلع عنده القلب و بيحتاج أدويه بالشئ الفلاني و يعيني علي المعاش اللي بيصرفوه لبابا مايقضناش شهر ناكل عيش حاف كان لازم أنا أشتغل و والدتي بتشتغل و في الزمن ده لا عم بيساعد و لا خال بيحن
ثم تابعت ب حسره و العبرات تنهمر علي وجهها
_ و يا حسره عليا ماليش أخ يكون سند و ضهر و يساعدنا في الظروف دي اااه يا عمر اااه لو قولتلك قد أيه أنا بټعذب و أنا شايله المسئوليه دي كلها عارف آآ عارف أنا ليه أخترت مطعم يكون بعيد علشان أشتغل فيه لأني مش عايزه حد يشوفني و أنا و أنا بشتغل و بنضف و ألف علي الترابيزات أمسحها و اللي لسانه يطول عليا و اللي أيده تطول
و تنهدت ب حزن شديد و هي تحاول كبح شلالات
عبراتها متابعه
_ عرفت ليه بقي !
تأثر عمر بشده بما قالته مها و لمعت عيناه ب عبرات ساكنه بداخلهما و مد يده و أمسك ب كف مها محاولا رسم البسمه علي ثغره قائلا
_ بنا يقدرني و أعوضك عن ده كله يا حبيبتي
ثم مد يده الأخري و جفف عبراتها ب أنامله قائلا
_ بس أوعي أشوف دموعك دي مره تانيه سااامعه !
حركت مها رأسها ب الموافقه و أبتسمت من بين حزنها قائله ب خفوت
_ أوعي تقول لحد يا عمر مفيش أي حد يعرف عني كده غير نور
نظر عمر إليها ب ڠضب قائلا
_ أيه اللي أنت بتقوليه ده يا مها هو أنا أهبل !
أدركت مها أنها أرتكبت خطأ ب قولها هذا دون وعي منها ف أسرعت قائله
_ لا ابدا والله ما أقصدش يا عمر !
و حاولت تغيير مجري الحديث سريعا قائله ب أبتسامه
_ طيب تعرف يا عمر إن أنت أحلي حاجه في حياتي و أول حب يسكن قلبي
أبتسم عمر قائلا ب هدوء
_ و أنا كنت أعمي لأني ماحستش ب الحب ده علي طول
سيبك بقي و خلينا نبدأ حياتنا من جديد و ننسي كل اللي مرينا بيه و حصل زعلنا ممكن !
أبتسمت مها قائله
_ ممكن !
في الشاليه الخاص ب عائلة الشناوي
وقف عاصم ب الشرفه متحدثا ب الهاتف قائلا
_ أنت متأكد من الصفقه دي يا جلال !
_ يا عاصم باشا أنا بقولك دي صفقه ماتخرش المايه و لو حطيت فيها مليون هيرجعلك اتنين يعني الضعف ب مجرد وصول البضاعه لمصر و توزيعها علي التجار !
فكر عاصم قليلا ثم قال
_ مش عارف ليه مش مطمن للصفقه دي !
_ يا باشا أطمن أنا قبل كده جبتلك حاجه واقعه برضو دي صفقه محبوكه ميه في الميه !
لوي عاصم فمه ب ضيق متسائلا
_ اممم طيب هو في عقود هتتمضي !
_ أكييييد يا باشا نسخه هتكون معاك و نسخه معاهم علشان تضمن حقك !
_ طيب تمام هفكر و أرد عليك
_ براحتك يا باشا بس ياريت متنساش تقولي قرارك
_ تمام يلا مع السلامه أنت
أغلق عاصم المكالمه و أستند ب مرفقيه علي حافة الشرفه و هو
متابعة القراءة