رواية بقلم زينب سمير
المحتويات
تضع يدها علي فم فريدة
_اششش متضحكيش تاني يخربيتك فضحتينا..كل الزباين بييصوا عليكي
نظرت الفتيات حولهن ليجدن معظم الزبائن ينظروا لفريدة بالفعل وبعضهم يفتح فمه مشدوها من جمالها الخلاب
أميرة وهي تقول
_لا دا احنا نمشي بقي ...الهانم كل مرة تلم الناس علينا
فريدة ببراءة
_انا اتكلمت
ريما
_حرام عليكي يااميرة هي بس بتخلي تسعين عين تقعد معانا
_اهو قالتلك..وبعدين محدش يتجرئ يقرب
صمتت ثم أكملت بشراسة وقوة
_دا انا كنت اكله بأسناني
سالي
_ياماما...فريدة بقت بتخوف ياجماعة
وعند تلك اللحظة تحديدا جاء النادل بالطعام
وهنا تذكرت انها منتظراه منذ وقت طويل لتقف وتقول پغضب
_علي فكره دا مش اسلوب نهائي انتوا كدا بتاذوا سمعتوا بتاخيركم دا ازاي يعني أنا هنا من ساعة تقريبا ولسة الاكل واصل حالا الأمر دا لو تتكرر تاني انا هقفل ال وكمان هيبقي في أسباب لانكم مش ملتزمين ومش مهتمين بحالة زبونكم
_انا اسف يافندم مش هتتكرر تاني أن شاء الله لكن كان في عطل بنحاول نصلحه
فريدة بعصبية شديدة
_دا عذر اقبح من ذنب كنتوا قلتوا لينا كدا واحنا نقرر ننتظركم أو نمشي لا لا دا مش اسلوب انا همشي حالا
سالي متدخله لتهدئه الأمور
_فريدة اهدي وبعدين هو ملهوش ذنب لو هتتكلمي فإنتي كلمي صاحب المطعم مش هو خالص
_اوك ..اوك انا تمام
ثم نظرت له قائلة
_انا بعتذر ليك جدا والله مكنش قصدي بس حقيقي اتعصبت
النادل متقبلا اعتذارها
_ولا يهمك يافندم واتمني تفضلي زبون عندنا دايما
فريدة
_ان شاء الله...ميرسي ليك جدا
وابتسمت له بهدوء ابتسامة أظهرت غمازتيها فسحر منهم ونظر لها مشدوها وقد نسي تماما ما حدث
_يخربيتك الواد باين اتصنم
ضحكت بخفه وهي تنظر حولها لتلمح أحد من بعيد يشير لها بعلامة تم
لتقول وهي تنظر لهم
_طيب أية رأيكم ناكل بسرعة علشان انا عايزه انام
لتقول ريما
_اوك يلا...علشان انا بقفل وعايزه انام انا كمان
سالي وهي ترفع أكمامها قائلة بضحك
_طيب يلا يابنات..بسم الله
فريدة ضاحكة
_يخربيتك ياسالي... هتفترسي الاكل
_الطيارة هتوصل أمتي
اجابه امير وهو ينظر لساعته
_كمان ساعة يافندم
بلال بصوته الجاد
_هناك هتكون الساعة كام
_عشرة الصبح ياباشا
بلال
_تمام ...جهزتوا اوراق الصفقة
أمير
_ايوا ياباشا
قال بلال بتحذير مخيف
_مش عايز غلطة في الصفقة دي لان لو حصل ولقيت في حاجة مش مظبوطة
صمت وتكلم بنبرة بطيئة
_حياتك هتكون التمن
أمير
_كله تحت السيطرة ياباشا
بلال
_الناس اللي قلت عليهم لقيتهم
أمير
_ايوا ياباشا وحاليا هما في المخزن
بلال بنبرة مخيفة
_عايزهم يطلعوا من المخزن مينفعوش لأي حاجة
_حاضر ياباشا
ترك بلال الأوراق بعد دقائق قليلة وتطلع بنظره من الشباك للسماء ناظرا لها بشرود فخلف ذلك الهدوء والبرود يوجد ڠضب عاصف ... وثورة لا تنطفئ ابدا..
يابنتي بطلي جنون بس واستهدي بالله احنا الفجر دلوقتي يافريدة تسافري ازاي يعني
ردت بتلقائية
_بالعربية يامامي
فيروز
_فريدة بطلي جنون بباكي لو صحي وعرف بقرارك دا احتمال يتجنن فعلا من تصرفاتك
فريدة باصرار
_يامامي لازم اسافر الموضوع مهم جدا
تعجبت من إصرارها وحديثها الغير المفهوم وتعجبها خرج علي صيغة سؤال قائلة
_مهم ازاي ! هو مش يدوب فسحة مع اصحابك
اجابتها سريعا
_هي فسحة اها لكن هروح انا لوحدي
فيروز
_برضوا مش هينفع... انتي متخيلة عايزة تعملي أية
صمتت فريدة لثواني تفكر ثم سرعان ما قالت محاولة أن تقنع والدتها
_بابي مش معترض علي فكره السفر عموما صح
اؤمات فيروز بنعم وهي تنتظر منها أن تفهما ما تريد
لتتابع فريدة
_لكن هيعترض علي التوقيت
فيروز
_بالظبط
فريدة وهي تغمز لوالدتها
_والدور هنا عليكي بقي
فيروز بتعجب
_ازاي يعني مش فاهمة !! عيزاني اعمل ايه يافريدة قالتها وهي ترمقها بغيظ
لتقول ببراءة
_بابي بيصحي الساعة سبعة يعني كمان تلت ساعات اوك..وعقبال ما ياخد شور ودا كله هتكون الساعة وصلت تمانية وهو متعود يتابع شغله واخر الاخبار قبل اي حاجة فأخيراا هتكون تسعة انتي بقي مهمتك وقت ما يسأل عليا تقولي بالحرف اني لسة ماشية من نص ساعة
فيروز بزهول
_عيزاني اكدب يافريدة
فريدة
_ياماما دي كدبه بيضة
ثم همست لنفسها دا انا مخبيه عليكوا حاجات كتيير اوي واهو حتي دلوقتي انا بقنعك اني راحة مكان غير اللي رايحه ليه تماما
فيروز
_بيضة ..سمرا ..فوشيا انا مليش دعوة بالحكاية دي واخر كلام مفيش سفر
قالت بترجي وهي تقترب منها مقبله أحد وجنتيها برقة
_يامامي ساعديني المرة دي بس... please
فيروز
_بصي انا كل اللي اقدر اعمله اني اسمحلك بالسفر لكن هقول لبباكي سفرتي امتي ومليش دعوة بقي
فريدة
_اوك تمام ...تمام وانا هتحمل النتايج
وفي داخلها لازم اروح مهما كان التمن...ثم اصلا انا احتمال مأرجعش الا وانا مېته
في غرفة خاصة للعمل علي طاولة متوسطة الطول بعض الشئ كان يجلس بلال علي مقعده واضعا قدما فوق الاخري كما وضع احدي يديه علي أحد ركبتيه وبيده الاخري يطرق علي الطاولة طرقات متتاليه ويظهر علي ملامحه ڠضب مخيف وهو يقول
_امير لو موصلوش خلال ربع ساعة تلغي الصفقة حالا..والشركة تتصفي انت سامع
اجابه بهدوء
_حاضر ياباشا
ظل يتابع الطرق علي الطاولة وهو ينظر أمامه بتركيز وكان يجب هنا أن نوصف ملامحه القاسيه حيث كان يملك انف منحوت مدبدب و عيون ليست واسعة ولكنها ليست بالضيقه أيضا كانت تحمل لون العسل الصافي يمكن أن نقول إنه ذهبي يلمع في الشمس وشفاه قاسيه بلون وردي غامق غطاها لحيته الخفيفة وشاربه وبشرته البرونزية يمكن أن تميل للقمحاوية فهو مصري اصيل بملامحه الا في بعض الاشياء ولا ننسي خصلات شعره البيضاء البسيطة التي توجد بلحيته وشعره فهو بعمر السابعة والثلاثون عاما
بينما جسده كان رياضي بعضلات رائعة ولكنه ليس بالضخم الذي يرهب من يقف امامه بينما طوله كان يعطيه هيبة وشموخ
الذي يرعب الرجال أمامه لم يكن شكله الوسيم لكن تحديدا النظرات الي تخرج من عينيه الحادة ..القاسېة ..المرعبه
هدوئه كان عاصفة قبل حديثه
رفع نظره فجأة قائلا
_الوقت خلص وهما موصلوش صح
اما امير بنعم وهو متوتر ولا يعرف ما الذي سيحدث الان بينما وقف هو واتجه للخارج قائلا
_الصفقة أتلغت... وخلال ساعة صفي شركتهم
ثم خرج
ليتنهد أمير وهو يخرج هاتفه متصلا بأحد الأرقام قائلا
_اهلا انا من رجال الشيطان وبعرض عليك تمتلك سهوم في شركاتنا هنا بضعف تمن سهوم في شركات............ بشرط تبعلي الأسهم دي
دخلت لذلك المكان البعيد عن عيون أي شخص وهي تقول
_ها كل حاجة تمام وظبتوا كل حاجة ولا لسة
نظر كل الموجودين لها
وقال أحدهم بلهجة مختلفة عن لهجتها قليلا
_لك شو جابك هيك بكير يافريدة
فريدة وهي تتنفس بعمق وكأنها خرجت من سجن
_احمدوا ربنا اني جيت يااما مكنتش هاجي خالص
...المهم السفر أمتي
قال آخر
_بكره
فريدة بتساءل
_هنفضل هنا لبكرة
_اها
تابعت بتساءل أيضا
_مين هيسافر ومين
قال الأول
_راح اسافر انا وهاد
وأشار لشخص آخر واكمل
_وانتي ورفيقتنا راح تنداروا بالشكل الجديد
فريدة
_مجهزين كل حاجة ! يعني اضمن أن المكان هيبقي فحم
قال
_اي بأكدلك هاد الشئ
ابتسمت وهي تقول
_خير يارب
قالوا جميعا بصوت واحد
_خير أن شاء الله....
ف ياتري اين ستتجه فريدة بذلك الفريق !
وما هو المكان الذي سيتحول لفحم !
في تمام الساعة الثانية ظهرا بتوقيت مصر كان بلال يخرج من المطار ولكن توجد عاصفة ڠضب تحتل معالم وجهه تعكس تماما
متابعة القراءة