رواية نعيمى وجحيمها بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

هو الكلام دا بجد

اجابتها وقد بدأت تستعيد تماسكها

دا حقيقي ياروحي دي حتى خالتو اتصلت بيا كمان وانا كلمتها وانا مڼهارة على اللي عملوا ابنها معايا وباركتلها على النسب اللي يشرف!

انتبهت مرفت واشتعلت عيناها بالحماس لتسألها

وكان رد فعلها ايه ميري قالت ايه ها

أجابتها ببعض التشفي

كانت ساكتة ومش عارفة ترد عليا بكلمة واحدة بس انا فاهمة كويس قوي بعد السكوت دا فيه ايه دي خالتوا وانا عارفاها. 

افتر ثغر الأخرى بابتسامة سعيدة قائلة بمكر

دي شكلها على كدة هاترحب بمرات ابنها الجديدة جامد.

ردت ميري وهي تبادلها ابتسامتها الخبيثة

أكيد ياقلبي وخلي الأستاذ جاسر بقى يشرب ويشوف نتيجة اختياره اللي هايخسف بيه وبشركته الأرض ولسة كمان لما والدي يتحرك انا متأكدة انه مش هايسكت. 

مطت شفتيها بابتسامة منتشية وقد أطربتها الكلمات قبل أن تجفل فجأة على صيحة ميريهان الغاضبة

بس انا بقى هاموت واعرف ابن ال...... اللي نشر الخبر الزفت ده دا ولا كأنه كان قاصدني انا .

ابتلعت مرفت ريقها بتوتر وهي تشيح بوجهها عنها بتهرب حتى الټفت إليها تجرها لحديث غيره

على فكرة ياميري صحيح نسيت اما اقولك مش انا هاعمل حفلة بعد كام يوم كدة.

سألتها مندهشة

حفلة بمناسبة ايه بقى هو انت مش عيد ميلادك كان قريب

عادت لطبيعتها تتكلم بأريحية وقد نجحت بصرف ميريهان عن حديث الصحفي والنشر

يابنتي ما انا مش عملاها لعيد ميلادي انا عملاها لماهر اصل راجع في خلال يوم ولا يومين اهو بقى منها حفل تعارف له ومنها احنا نعمل حاجة جديدة نبين فيها جمالنا واناقتنا أكيد أنت هاتحضري يا ميري دا انت ملكة الأناقة والحفلات.

عضت ميري على شفتيها وقد اكتنفها التردد وهو تتسائل

طيب هي الناس مش هاتمسك سيرتي عشان متطلقة جديد ولا بقى يشمتوا فيا زي اصحابي الأندال

ردت مرفت بتشدق لتقنعها

مين دا اللي يجرؤ يتكلم ولا يشمت فيك بحرف هو انت ناسية انك بنت مين ولا صاحبتك اللي عاملة الحفلة نفسها تبقى مين دا اللي يلمح بكلمة بس وحياتك عندي لكون طرداه شړ طردة دا انت حبيبتي واللي يمسك و يمسني 

قلبي بافيفي .

فالتها ميري بفرحة وهي تلف عليها ذراعيها لتضمها والأخرى تردد ضاحكة

دا انت اللي قلبي يا روحي انت

من الشرفة المتهالكة بالمنزل القديم كان الفتيات الثلاثة يتطلعن للأسفل بانبهار وهن يتابعن شقيقتهن التي تترجل من السيارة برفقة رجلين من الحراس الشخصين بشكل مهيب لفت أنظار المارة وسكان الحي هناك شهقت صفية مخاطبة رقية الجالسة محلها وشط الصالة بمرح

يالهوي ياستي ع المنظر بنت بنتك نازلة من العربية وحواليها الحرس ولا اكنها وزيرة ولا مرات المحافظ

هتفت رقية بين ترديدها بالآيات القرانية والأدعيةالحافظة

كبري يابت وخمسي في وش كل راجل ولا ست شافوها ولا صلوش ع النبي.

طاوعتها صفية تردد بالادعية الحافظة وهي تراقب مع شقيقاتها دلوف زهرة لداخل المبنى. 

بعد قليل 

كان الفتيات الثلاثة ومعهم سمية والدتهم ملتفين حول زهرة المستندة برأسها على حجر جدتها وهي تمسد بكفها على شعرها بحنان هي في أشد الحاجة اليه الان مع هذه العواصف الدائرة برأسها من قلق

 

وخوف وترقب لما سيحمله لها الغد تعلم أنه متمسك بها ولكن أيضا لا تدري الى متى سيظل كذلك امام هذه الحروب الطاحنة التي تقابله بسببها.

طب انت قلقانة ليه بس يازهرة مش جاسر باشا وقف كل واحد عند حده في الشركة ونصرك قدامهم

هتفت بالسؤال سمية وأومأت لها زهرة بعيناها تتنهد بقنوط دون رد فتدخلت صفية تقول

اما أمرك غريب يا أبلة زهرة يعني بدل ما تبقي سعيدة وفرحانة دلوقت باللي حصل وجه في صالحك تبقي زعلانة كدة وشايلة الهم.

تطلعت إليها زهرة بنظرة غامضة ثم ردت بابتسامة باهتة

معلش يا صفية بقى اصل شكل اختك كدة خدت ع النكد وما بتعرفش تفرح .

خاطبتها سمية بعدم رضا

بعد الشړ عليك ياحبيبتي من النكد ولا الكلام الفارغ انت بس عشان متهابة لكن بكرة لما تاخدي على الجو هاتحسي بجد ياحبيبتي ان ربنا كرمك. 

اكملت على قولها صفية

اه والله يا أبلة دا انت ربنا بيحبك قوي عشان كدة بيكرمك طب بذمتك ماخدتيش بالك من نظرات الناس وعيونهم اللي كانت هاتتلقع عليك وعلى عربيتك ولا الحراس كمان دول وأكنهم بهوات بالبدل واللبس الأوبهة.

استجابت لها زهرة بابتسامة ودودة قبل أن تجفل على لكزة على ذراعها من بقبضة رقية وهي تسألها

اه صح يامنيلة انت جاية على حارتك بالحرس ليه هي المنطقة غريبة عنك

اعتدلت بجذعها لتخرج عن صمتها وتجيب جدتها 

مش من دماغي والله ياستي جاسر هو اللي اصر على كدة دا حتى كمان شدد الحراسة على بيتنا وعليه هو شخصيا.

ضيقت عيناها رقية بريبة فلحقتها سمية تقول

هو أدرى بظروفه ياجماعة دا راجل كبارة واسمه مش هين في البلد المهم بقى ياست زهرة فوقي كدة وقومي اتنشطي في قلب المكان دا خالك موصيني على شوية اكل اعملهم ع الغدا النهاردة انما ايه عظمةاصله هايجيب في ايده الاستاذه نوال يعني القعدة هاتكمل بجمعة الحبايب

شدد عامر من عناق ابنه بحرارة واشتياق يقبله على رأسه ويريت على ظهره بخشونة محببة الى جاسر والذي كان متشبثا به هو الاخر يشعر وكأنه طفلا صغير وجد حصنه الامن بعودة والده فمتى كان السند متمثلا في القوة فقط في حضن الأباء حتى في ضعفهم نجد قوتنا.

ابتعد اخيرا عنه وعيناه تتلفت حوله في البهو يتمتم هامسا.

هي فين دلوقت مش شايفها يعني.

قالها بإشارة على والدته عبس وجه عامر وهو يجلس على أريكته يقول بضيق

قاعدة في الجناح بتاعها فوق مش طايقة تشوف وشي ولا تكلمني من ساعة ما حكيت لها وهي واخدة موقف مني ومنعزلة كل ما اجي اقرب منها تصرخ في وشي وتسيب المكان كله.

زام بفمه جاسر ليرد وهو يمسح بأنامله على ذقته الخشنة بتوتر

لما انت مش طايقاك وواخدة منك جمب وبتصرخ فيك امال انا هاتعمل معايا ايه بقى

تنهد عامر بقنوط يقول بأسف

بصراحة يا حبيبي ربنا يعينك والدتك واخدة الموضوع قوي على كرامتها وصورتها اللي اتهزت وسط الناس ورافضة أي منطق للحوار معاها واللي زود كمان هو طلاقك لميري بنت اختها. 

كز على أسنانه جاسر يقول بغيظ

وطبعا أكيد الزفتة هي اللي اتصلت بيها وسخنتها زيادة عليا.

اومأ له عامر براسه فغمغم جاسر ببعض الكلمات الحانقة قبل أن ينهض متنهدا بيأس

انا رايح لها هاجرب حظي معاها واحاول ربنا المعين.

ونعم بالله ياحبيبي انا جاي معاك.

بشرفة غرفتها الواسعة والمطلة على الحديقة الخلفية بالمنزل كانت جالسة محلها ساكنة كالبركان الخامد الذي يتنظر الفرصة فقط ليطلق حممه المشټعلة نحو الجميع دون تفريق تتطلع نحو الأشجار والخضرة أمامها تارة ثم تعود لمتابعة الاخبار في الهاتف ورسائل الأصدقاء المتعاطفة والشامتة بشياكة والتعليقات الساخرة انتبهت على الرائحة المميزة لعطر ابنها مع صوت خطواتهم خلفها حتى شعرت به يطبع قبلة كبيرة فوق رأسها مرددا بصوت دافئ

حمد الله ع السلامة يا ست الكل.

حدجته بنظرة ڼارية دون أن ترد قبل أن تعود برأسها للأمام تبادل جاسر مع والده نظراتهم بيأس قبل أن يجلسان مقابلها على مقاعدهم.

تكلم عامر يخاطبها

وبعدين بقى يا لميا دي مقابلة

تم نسخ الرابط