رواية نعيمى وجحيمها بقلم أمل نصر
زهرة وردت ببعض الحلم
حتى لو كان غرضك كويس ياغادة انا ساعتها كنت في حالة ما يعلم بيها الا ربنا ومكنتش متحملة أي سؤال أو أي كلام يعني كان لازم تقدري.
ردت بحدة غادة
تقدير إيه يا ماما دا انت اللي نفسيتك كبرت وما بقتيش شايفة حد قدامك عربية اخر موديل ووظيفة محترمة ومتجوزة باشاا........ الله يسهلك ياعم عينك بقى هتشوف ازاي الناس الغلابة
بصقت كلماتها والتفتت لتتخذ طريقها نحو الدرج تاركة زهرة متسمرة محلها وقد المتها كلمات غادة وتفكيرها ومن ناحية قريبة كانت تشاهد منذ دقائق معظم ماحدث حينما دلفت بالصدفة داخل مقر الشركة وانتبهت على وقفتهم الغريبة أمام المصعد أخرجت هاتفها للتصل بها وكالعادة أتاها ردها سريعا
الووو ياقلبى عاملة ايه النهاردة.......... بقولك ايه ما تيجي عندي المكتب نرغي شوية.
بعد قليل
كانت جالسة معها على الاريكة الجانبية بداخل غرفة المكتب الواسعة ذات الزوق العصري ترتشف من كوب العصير أمامها وجسدها يهتز من الڠضب سألتها الأخرى بمكر
ياااه دا انت شكلك متعصبة قوي هو انت خارجة من خناقة يابنتي ولا إيه
أجابتها بوجه مكفهر
لا عادي ما تخديش في بالك انت شوية كدة وهاروق نفسي اصل مافيش حد في الدنيا دي كلها يستاهل إني اتعصب ولا احړق في دمي عشانه صدق اللي قال شبعة من بعد جوعة .
ردت مرفت بابتسامة وقد أطربها كلمات غادة
تقصدي زهرة صح عشان ينطبق عليها كل كلامك بس هي زعلتك في ايه بقى
أجفلت غادة من سرعة البديهة لدى الأخرى والتي خمنت الأسم سريعا بذكاءها فقالت بمواربة
اهو بقى عملت اللي عملته انا مش عايزة احكي ولا اتكلم عشان معصبش نفسي على واحدة متستاهلش دي اتغيرت وشافت نفسها اوي بعد ما كانت پتخاف من خيالها وما بتتحركش في أي حتة غير وهي معايا.
لوت شفتيها مرفت تقول بكيد وابتسامة مستترة
حقها بقى ياغادة مش خلاص وصلت .
حدجتها الاخيرة بنظرة ڼارية صامتة قبل أن تشيح بوجهها لترتشف من عصيرها بغيظ فتابعت مرفت
ماقولتليش صح هو انتوا كنتوا واقفين قدام الأنساسير بتقولوا ايه اصل بصراحة شوفت وقفتكم واستغربت.
اجابتها غادة بتفاخر
كانت بتترجاني عشان اصالحها لكن على مين انا ادتهمولها فوق دماغها ولا هامني.
صمتت قليلا مرفت بتفكير قبل أن ترد
وهاتستفيدي ايه بقى لما تديلها فوق دماغها ياعبيطة دي ممكن تقلب جاسر عليك وتخليه يرفدك.
ناظرتها پخوف تسألها
تفتكري هي ممكن تعملها صح بس انا اعرف زهرة وماظنش انها تعملها.
ردت مرفت بفحيح
وماتظنيش انها تعملها ليه بقى مش انت بنفسك بتقولي انها اتغيرت
ظلت غادة على صمتها تنظر لها بارتياع واستطردت الأخرى
ما تخافيش قوي كدة بس انا رأيي انك تروحيلها بنفسك وتصالحيها وتفهميها انه كرم اخلاق منك وبشطارتك بقى تخليها ترضيك وتدعك كمان.
سألتها بتشتت
ترضيني ازاي يعني مش فاهمة
ردت مرفت بابتسامة متسعة
هاقولك ياغادة ازاي
ماجبتيش البنات معاك ليه
تفوه بالسؤال محروس لزوجته اثناء زيارتها له في قسم الشرطة والذي كان بحالة يرثى لها وكأنه كبر في العمر ٢٠ سنة فجأة أجابته سمية بهدوء لا يخلو من التقريع
اجيبهم فين يا محروس انت عايز بناتك يدخلوا القسم على سنهم الصغير ده ويشوفوك بالحالة دي
مصمص محروس بشفتيه يقول
قال يعني خاېفة على شعورهم قوي امال لما اخد حكم هاتحرميني من شوفتهم خالص على كدة بقى.
شهقت سمية بجزع ترد على كلماته
بعد الشړ يامحروس بلاش تفول وتقول كدة الله لا يسيئك إن شاء الله تطلع قريب وماتوصلش قضيتك للمحكمة دي سي الاستاذة نوال مافيش اشطر منها والمحامي التاني بتاع الباشا جوز بنتك كمان بيحكوا عليه قصص في القضايا اللي كسبها قبل كدة.
رد محروس بعد أن أصدر همهمة ساخرة
قال الباشا جوز بنت قال! هو دا لو هامه الموضوع بجد كان سكت لحد دلوقتي واكتفى بالمحامي الخايب بتاعه دا انت بنفسك بتقولي باشا يعني يقدر جيب اللي يشيل القضية عني بدل الواحد الف .
تطلعت سمية بدهشة الى هذا الرجل الذي ما زال يصدمها بحجم أنانيته المفرطة
جوز بنتك راجل محترم يامحروس يعني مش هايقبل يلبس قضيتك لحد مظلوم واهو بيعمل اللي عليه جايبلك محامي كبارة وموصي عليك هنا جامد محدش من الواغش اللي في الزنزانة معاك يقدر يقربلك دا غير انه مسلط رجالته يدور ع الواد اللي وقعك في المصېبة دي عايز ايه تاني بس
همس بانفعال جازا على أسنانه وعيناه تتنقل كل ثانيه نحو باب الغرفة الجالس خلفها رجل الأمن
عايز مزاجي ياختي دماغي هاتنفجر ومش متحمل متخليه يبعت لي حاجة تريحني شوية تبع الأكل اللي بيبعته.
فغرت فاهاها وتوسعت عيناها لتتجمد محلها مذهولة للحظات قبل أن تتدارك نفسها وتنهض فجأة مستئذنة
بقولك ايه يامحروس انا هقوم ياخويا قبل ماتنزل عليا جلطة ولا يحصلي حاجة بناتك مالهومش غيري دلوقت .
هو دا بقى المحل اللي كلتي دماغي بيه طول السكة
أردفت بالعبارة زهرة وهي تلج بصحبة غادة لداخل المطعم المشهور بأطعمته الرائعة تلفتت غادة حولها بانبهار وهي تشكر بداخلها مرفت التي أشارت عليها بهذا المطعم قبل أن تجلس على احدى الطاولات أمام زهرة وردت
ليكون يعني مش عاجبك ياست زهرة ولا مش قد المقام اهو دا اللي خطړ في بالي بقى ولا انت ندمانة على العزومة اللي ورطتك فيها عشان تصالحيني
عبست زهرة بوجهها قليلا قبل
أن تجيبها بعتاب
انت لسة هاتلقحي برضوا بالكلام انا بفوتلك ياغادة لكن بزعل والله مافيش حاجة تجبرني اصالحك بعد الكلام السم بتاع الصبح غير اني بعزك ياغادة واعرفي دي كويس.
ماشي ياستي .
تمتمت بها وهي تتناول قائمة الطعام أمامها وقالت
هاتختاري ايه انت بقى
صدح صوت الهاتف الخاص بزهرة فردت بعجالة قبل ان تجيب على المتصل
اطلبي انت اللي عايزاه وانا هارد على جاسر .
اخفت أمتعاضها غادة لتضع غيظها في اختيارات الأطعمة التي بالغت في عددها للنادل حتى صدح هاتفها هي أيضا فأجابت بغبطة مرحبة وكأنها تقصد لفت نظر زهرة التي انهت مكالمتها سريعا
الوو ياقلبي عاملة إيه ........... أصوات كتير اه ما انا قاعدة في مطعم .... مع بنت عمتي عشان هانتغدى فيه......... ايه مش سمعاني كويس......... طب ثواني طيب هاغير مكاني وابعد عن الزحمة شوية ......
قالتها وهي تنهض عن مقعدها تستأذن من زهرة التي أوقفتها بحزم قبل أن تبتعد
حاولي ماتتأخريش في مكالمتك عايزين نلحق نتغدى ونروح لكاميليا كمان .
اومأت لها برأسها بسأم قبل أن تبتعد لتجري مكالمتها .
ومن الجهة الأخرى كانت تراقبهم من الطابق الثاني للمطعم وهي تتحجج لغادة بالأصوات في الهاتف حتى جعلتها تبتعد بمسافة كافية لعزلها عن زهرة التي أتى اليها النادل بعد قليل بكوب من عصير فريش فسألته باستغراب
ايه دا بس انا مطلتبش عصير .
اجابها النادل بعملية
الهانم اللي كانت مع حضرتك هي طلبت اخدت واحد مني وبعتني بالتاني ليك .
أومأت له برأسها بتفهم ليضعه على الطاولة أمامها وهي في انتظار رجوع غادة والتي كانت مندمجة في الحديث الشيق لمرفت التي مازالت تراقب في الطابق الثاني.
ايوة ياغادة زي مابقولك كدة ماهر راجع بعد كام يوم وانا عايزة اعمل حفلة تعارف لأصدقائي عليه هاتيجي انت طبعا صح...............
ابتسمت باتساع وهي تستمع الى لهجة غادة المتلهفة