رواية نعيمى وجحيمها بقلم أمل نصر
إنت بقى بتتصلي كدة ليه
ردت كاميليا بمرح
تاني برضوا بتسأليني يازهرة طب انا بتصل عشان الضجة اللي ع النت بسبب بيان جوزك ياستي .
جوزي أنا طلع بيان
قالتها باستغراب قابلته الأخرى بهتافها
لااا دا انت باينك نايمة على ودانك اقفلي يابت شوفي صفحة جوزك وبعدها كلميني
صفحة جوزي كمان ماتفهميني ياكاميليا انت قصدك إيه
ضحكت الأخرى من محلها ترد بمشاكسة
انا برضوا الغلبانة افهمك دا انت معاك استاذ ورئيس قسم يابنتي هاقفل بقى واتصل بيك بعد شوية تكوني استوعبت!
قالتها وأنهت المكالمة لتترك زهرة تتخبط في تخميانتها قبل أن تنفذ ماقالته وتلقي نظرة على حساب زوجها في أحد المواقع الشهيرة فتفاجأت بصورتها التي جمعتهما معا من حفل الأمس وهو يضمها إليه من خصرها مقربا وجهها من وجهه وهي تبادله ابتسامة سعيدة التقطها المصور رغم خجلها وفوقها كانت كلمات البيان ابتدأها بمقدمة مقتضبة وبعده كان نص البيان.
عن ما انتشر منذ فترة والتقطته صفحات الأخبار والسوشيال ميديا وتناولته بعض الأقلام المغرضة بزرع الإشاعات عن زواجي من سكرتيرتي والتهمة التي كتبت عن أباها أما عن الرجل فقد ثبت بالدليل القاطع براءته من تهمة تم تلفيقها إليه وعنها هي نفسها فيسرني أن أعلنها بملئ فمي لتصل إلى الطير في كبد السماء وإلى الجنين ببطن أمه هذه المرأة هي زوجتي زوجتي زوجتي حلم عمري الذي تحقق اخيرا لينشر بساتين من البهجة في قلبي الذي كان مصاپا بالعطب والجفاف قبل لقياها حبيبتي التي كافأني الله برزقها رغم عصياني له كي اعود لصوابي وأحسن عبادتي له بالحمد والشكر سكرتيرة كانت أو عاملة نظافة أنا فخور لارتباطي بها ولا اقبل أو اتهاون بأي تقليل منها أو التدخل في اختياري لها هذا إعلاني وتحذيري أيضا
انهت القرأة مغلقة فمها بكف يدها تكتم شهقاتها ودموع الفرح تسيل منها دون توقف حتى شعرت بحركة من خلفها استدارت إليه سائلة بصوت متقطع
إنت اللي كاتب المنشور دا ياجاسر
أومأ لها مراقصا حاجبيه بمرح وهو يقترب منها فارتمت بين ذراعيه تعانقه مرددة بهذيان
ومخبي عليا من امبارح انت إيه يا أخي معندكش قلب.
اطلق ضحكة مدوية متفاجأ بردها
ههههه انا برضوا اللي معنديش قلب ولا انت ياجاحدة يا اللي سبتيني ونمتي!
أصبحت ټدفن رأسها بصدره لتداري ضحكاتها الغريبة مع البكاء وصار هو يقلد صوتها بقهقهة مرحة استفزتها لضربه بقبضتها على ظهره
بس بقى وربنا هازعل صح.
بطرف سبابته وابهامه رفع وجهها ألذي اصبح كتلة ملتهبة حمراء بشكل فكاهي من صخب انفاعلاتها بالبكاء والفرح معا وقال بغيظ
لازم تعوضيني عن ليلة امبارح اللي انقلبت بكوابيس بعد ما كنت مخططلها بالإحتفال.
ردت ضاحكة
يعني انت كل غايظك دلوقت هي الليلة اللي ضاعت عليك
اومأ له بحماس يطل من عينيه همت تجاريه في الحديث ولكنها تذكرت فجأة
اه صحيح انت قولت في البيان ان والدي خد براءة
ماهو فعلا خد براءة.
أجابها ببساطة قابلتها هي هاتفة بصياح
امتى ياجاسر بقى انا عايزة افهم .
تنهد مطولا واضعا يديه في جيبي بنطاله البيتي ليشرح
ياستي احنا لقينا الولد اللي ورط ابوكي في الموضوع صغطتنا عليه انا ورجالتي وعرفنا منه إن اللي سلطه واحد من عندكم اسمه فهمي ...
فهمي سنارة.
قالتها زهرة بلهفة فقال مستغربا
ايوة هو ده شكلي كدة موعود بيهم فهمي حيدر الوزير وفهمي سنارة بياع البرشام دا كمان المهم بقى عرفنا نلاقي تفاهم مع الولد يخرج السيد الوالد براءة وانا وصيت عليه جمعية محترمة تراعيه في سجنه وبعد ما يخرج من السچن كمان ان شاءالله فهمتي بقى
ردت بنظرة عشق يغمرها الإمتنان
كل ده عملته عشاني ياجاسر
واعمل قده أضعاف كمان ولا اشوفش نظرة حزن واحدة منك.
قالها مقبلا أعلى رأسها متنفسا عبيرها بعمق تقبلته هي هي بكل حب وارتفعت كفها بالهاتف تتطلع فيه قليلا لتقول
بس الصورة حلوة اوي ياجاسر انت نقيت أحلى واحدة فيهم صح
اعتدل ليرد وهو يشاركها التطلع في الهاتف
لأ طبعا كل الصورة كانت حلوة انت اصلا كنت تجنني امبارح
بجد
قالتها بتسائل وهي تنقل نظرها إليه لتكمل برجاء
امال ليه والدتك امبارح كانت هاتجنن على كاميليا وانا كانت نظرتها عادية ليا
أجابها بابتسامة ساحرة
اقسم بالله كانت عينها هاتطلع عليك بس هي كدة ماتحبش تبين عشان شوية الڠضب اللي في قلبها مني اما عن إعجابها بكاميليا فدا شئ طبيعي دي أول مرة تشوفها بإطلالة مختلفه عن الإطالة العملية ليها دايما في الشغل....
شغل! يانهار اسود صحيح احنا اتأخرنا جدا ع الشغل .
قالتها بلهفة صاړخة وهي تركض من أمامه نحو خزانة ملابسها
غمغم في أثرها بتعجب
وما نتأخر وماله يعني ما انا المدير أساسا
التف مستدركا يرد بتفكه مع نفسه
اه صحيح دا انا نسيت انها لسة پتخاف من مديرها القديم! هههه
وفي الناحية الأخرى وبعد أن أنهت اتصالها مع زهرة وهي في طريقها نحو غرفته وقفت قليلا تأخذ شهيقا مطولا قبل أن تطرق على بابه مستئذنة بالدخول والذي أتاها في صوته مرحبا فدلفت إليه بهيئتها العملية
صباح الخير يافندم .
قالتها بروتينية لفتت نظره فقال يرد تحيتها
صباح الفل ياكاميليا اتفضلي واقفة ليه
سمعت منه لتقترب واضعة مجموعة من الملفات على سطح المكتب أمامه تقول
دي ملفات بعض العقود الأخيرة ارجو ان حضرتك تراجعها وتبلغني
برأيك عن الملاحظات اللي ارفقتها بكل ملف عشان نصلح وضعنا في العقود الجديدة.
القى نظرة نحو ما تشير إليه قبل أن يرفع رأسه إليها قائلا بدهشة
هو انا ليه حاسس بجفاف في لهجتك هو انت زعلتي مني على موقف امبارح
مطت بشفتيها تقول بنبرة مبهمة
أزعل منك! لا حضرتك ماتزعجش نفسك انا نسيت الكلام. واعتبره موقف وعدى.
انتفض مستقيما عن مقعده قائلا پغضب من كلماتها
موقف وعدى ازاي يعني هي الحاجات دي فيها هزار ياكاميليا
قابلت غضبه تقول بنبرة هادئة ساهمت في اشتاعله أكثر
أومال عايزني اقولك إيه هو انت نسيت إني مخطوبة
التف من خلف مكتبه ليواجهها
لأ مانسيتش ياكاميليا زي ما انا فاكر كويس انها لسة مابقتش رسمي يعني عندك فرصة لسة.
تكتفت بذراعيها لتقول بحدة
فرصة لإيه بالظبط اني افكر فيك يعني طب انا اعرف عنك إيه غير الصورة الأنيقة بتاعتك قولتلي مثلا ان عندك ابن من صديقتك الأجنبية سايبه لأهلك في كندا يربوه هناك.
تغضن وجهه يسألها هادرا
وانت عرفتي منين الكلام ده هو اللي قالهولك صح
سمعت منه أو من غيره الكلام دا صح ولا غلط
سألته بقوة تبينت الإجابة على اثرها من ملامح وجهه المرتبكة مع قوله
الموضوع مش زي ما انت فاهمة .
بابتسامة لم تصل لعيناها رسمتها لتخبئ من خلفها صډمتها ردت بتامسك
مافيش داعي لارتباكك دا انا ماليش حق اني احقق معاك ولا اقررك أصلا حضرتك حر في اللي انت تعمله وانا كمان حرة في اختياري عن إذنك.
قالتها وتركته مغادرة ليسقط بثقله على المقعد من خلفه وكأن هموم العالم أجمع سقطت فوق رأسه
.... ..
برأس مثقلة رفعتها عن الوسادة تطلعت حولها في الغرفة الغريبة عن غرفتها الأثاث الغير المرتب مع الفوضى المنتشرة في كل شئ حولها حتى وقعت عيناها على فستان سهرتها بالأمس وهو ملقى على الأرض بإهمال فتذكرت جميع أحداث ليلتها من وقت رقصها الجامح في الملهي مع مارو حتى مجيئها إلى هنا بصحبته تأوهت