رواية نعيمى وجحيمها بقلم أمل نصر
النبض للحظات وعيناها تتطلع بالقلوب الحمراء نحو الشاب صاحب العيون الخضراء والشعر الأصفر وبشرته القريبة من بشړة الأجانب على وسامة نافست نجوم الأفلام التي تشاهدها استعادت وعيها اخيرا على قول ميرفت وهي تقدمها للشاب الذي كان ينظر لها بجرأة
اهي دي بقى تبقى غادة صاحبتي اللي قولتلك عليها قبل كدة ياماهر احلى بنت بلد تقابلها.
توسعت ابتسامة بلهاء على فمها وهي ترد بتلعثم
اا مش لدرجادي يعني يا ميرفت.
لا لدرجادي واكتر كمان .
قالتها ميرفت وشاركها الشاب وهو يجلس بجوارهم على الطاولة
عندك حق ياميرفت انا مكنتش اعرف ان مستوى الجمال اتطور لدرجادي في البلد .
واديك عرفت وشوفت بنفسك ياخويا.
قالتها ميري بمشاكسة قابلها الشاب بابتسامة متسلية أما غادة فكانت ترفرف بأهدابها غير مصدقة ليزيد الشاب بكلمات الغزل نحو عشقه للبلد وفتياتها أيضا تبادلت ميري وميرفت نظراتهم بمغزى قبل أن تستاذن واحدة منهم لتسحب معها الأخرى تاركين غادة مع المدعو ماهر على الطاولة وحدهم
ها بقى ممكن تعرفيني على نفسك.
قالها بابتسامة اربكتها لتسرد في الحديث عن نفسها بعفوية حمقاء غافلة عن نظراته التي كانت تتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها
وفي مكان اخر
ولجت زهرة متأبطة ذراع زوجها الى ردهة الفندق الفخم خلف عامر ولمياء في البداية ليتلقاهم مصطفي عزام بترحيبه الحار مع شقيقه وزوجته الممثلة نور فهمي بابتساماتها المعروفة ودودة ولطيفة في تعاملها مع زهرة وكاميليا ولمياء عكس الزوجة الأخرى لشقيق مصطفي وهي ترحب بابتسامة متحفظة ولغة عربية غير متقنة ثم يتقدمهم مصطفي ليأخذ الجميع معه الى القاعة المخصصة لكبار الزوار في فندقه الشهير حيث كانت والدة الشقيقان في انتظارهم.
شهقت لمياء بصوت خفيض محدثة زوجها فور أن رأتها
يانهار اسود ياعامر دي ايه اللي جابها دي
رد عامر بصوته الهامس معها بمشاكسة
ايه يا لميا هي لدرجادي بهيرة شوكت بتخوف
تمتمت لمياء بغيظ
وماخافش ليه وانا اكتر واحدة عرفاها!
تقدمت المرأة تصافح وترحب بابتسامتها المتعالية مع الجميع وخصوصا زهرة.
أجلسهم مصطفى في وسط القاعة المذهبة في كل ركن بها حتى الارئك الكلاسيكة بفخامة والثريات الكبرى في الوسط تتدلي منها حبات الكريستال المضيئة لتبعث في الجو مزيدا من الرقي المبالغ فيه مع موسيقى هادئة تليق بالمناسبة.
توزعت الجلسة لمجموعات مصطفى وشقيقه مع عامر وجاسر ومعهم طارق وكارم لمياء اضطرت لمجالسة بهيرة بحكم معرفتها بها ومعهم كانت الزوجة التركية لشيقق مصطفي وانفردت نور مع الفتيات زهرة وكاميليا واندمجن في الحديث معها
شوفوا يابنات انا عايزاكم تاخدوا عليا كدة وتعتبروني صاحبتكم ماشي يعني تفكوا وتهزروا معايا.
قالتها نور وردت كاميليا
كدة على طول طب مش لما نعرفك الأول وتاخدي علينا وناخد عليك.
فغرت فاهاها تدعي الصدمة قبل أن ترد بعتاب مرح
اخص عليك دي كلمة برضوا تقوليها في وشي كدة قال وانا اللي كنت فاكرة نفسي مشهورة .
ضحكتا الاثنتان لتواضع المرأة معهم فخاطبتها زهرة ملطفة
هي مقصدهاش والله هي قصدها معرفة شخصية بس انت عسل صراحة احلى كمان من التمثيل حلوة وعلى سجيتك.
يعني بجد انا حلوة
قالتها بابتسامة شقية وأكملت
وايه كمان والنبي قولوا قولوا انا ماشبعش من الكلام ده على فكرة
عدن للضحك مرة أخرى فقالت كاميليا
انت جميلة قوي يانور من برا ومن جوا عكس ناس كتير بنشوفهم في الوسط بتاعكم.
ردت نور
وانتي كمان يا حبيبتي بصراحة انا مبسوطة اوي بيكم يابنات حلوين كدة ومش مكلكعين زي بعضهم.
قالت الأخيرة بمغزى وسألتها زهرة ببرائة
بعضهم دا يبقى مين
اصدرت ضحكة مضطربة مع نظرة ماكرة برفع حاجبيها فهمتها كاميليا فهمست لزهرة وهي تتطلع نحو الناحية المقصودة
انا هفهمك يازهرة واقولك بعدين.
أومأت لها زهرة برأسها فقالت نور
انا دلوقتي بس عرفتي سر تمسك جاسر الريان بيك جميلة وبريئة في نفس الوقت يابخته .
تأثرت بمقولتها زهرة حتى زحفت على وجهها حمرة الخجل رغم زينتها هللت نور بمرح
الله يازهرة وكمان بتتكسفي وكيوت.
اومأت لها كاميليا بتصديق
هي فعلا كدة والله لدرجة انه أحيانا بيتسفزني جدا خجلها دا.
ردت نور
وتستفزك ليه بقى دي تجنن .
صمتت لحظة ثم أكملت بروحها المرحة
هاتصدقوني بقى انا النهاردة حبيت مصطفي عشان عرفني بيكم .
قالتها وانطلقت ضحكاتهم حتى التفتت نور على سهام نظرات حادة مصوبة نحوهم فغمزت للتنبيه
خلوا بالكم يابنات من صوت الضحك احنا مش ناقصين.
ومن الجانب الاخر الټفت بهيرة برأسها بعد أن حدجتهم بنظرة ممتعضة لتعود مخاطبة لمياء
شوفتي بقى ياحبيبتي ادي نتيجة الجواز الغلط بتضحك بصوت عالي ولا مقدرة شكل جوزها قدام الناس ولا حتى مراعية أصول الإتيكيت .
اومأت لها لمياء صامتة وتابعت المرأة بخبث
بس على الأقل هي مشهورة واسمها مسمع مع الناس لكن مرات ابنك انت بقى....
ابتعلت ريقها لمياء لتسألها بتوتر
ومالها مرات ابني بس يا بهيرة هانم ماهي زي القمر اهي ولبسها حلو وقعدتها رزينة كمان وحتى ضحكها صوته واطي.
اشاحت المرأة بعيناها قليلا ثم عادت ترد بعدم رضا
بتضحكي عليا وعلى نفسك يالميا ولا انت فاكراني مش عارفة بالتريند اللي قلب الدنيا عن جوازها بأبنك واصلها وسمعة والدها انا كبرت شوية في ألسن اه بس اعرف برضوا في التكنولوجيا .
شعرت لمياء وكأن دلوا من الماء البارد سقط فوق رأسها فجاهدت حتى خرج صوتها بنبرة طبيعية
طبعا انت عندك حق بس انا اعمل إيه بقى والولد حبها
ردت باستحفاف
حب! حب إيه وكلام فارغ إيه بس يالميا هو ازاي أساسا يبص لبنت زي دي شغالة عنده سكرتيرة ويطلق بنت خالته ميري بنت الوزير اهو دا النسب اللي يشرف ويرفع الراس لكن اقول إيه بقى
صمتت لمياء ولم تعد بها قدرة على المجادلة مع المرأة التي خاطبت زوجة ابنها الثاني بلغة تركية لم تفهمها لمياء فانتظرت حتى نهضت الفتاة وانصرفت من جوارهم ثم الټفت نحو بهيرة ناظرة بتساؤل وكان جواب الأخرى
انا كلمتها تروح تطمن على حال البوفيه والأكل مطيعة أوي سوزان اهي دي بقى كانت اختياري لابني الصغير بعد ماشوفت خيبت اخوه الكبير في جوازه بالممثلة دي بنت من أكبر العائلات في تركيا طبعا امال إيه الواحد لازم يتجوز باللي يليقله.
أومأت لها صامتة فكلمات المرأة المتعجرفة تضغط بشدة على وترها الحساس نحو المظاهر والتكافؤ بين الزوجين مع فرق الطبقات فقد أوجعها ابنها في هذا الموضوع بشدة لتأتي هذه المرأة الان لتضغط على جرحها أجفلتها فجأة قائلة
قوليلي صحيح يا لميا هي مين البنت اللي زي القمر اللي قاعدة في الوسط دي
أجابتها بنبرة مېتة
دي كاميليا اللي كانت مديرة مكتب عامر سابقا حاليا هي ماسكة المصنع مع طارق على فكرة هي مخطوبة لكارم .
اممم
زامت المرأة بصوتها بتفهم قبل ان تكمل وعيناها على كاميليا
ماشاء الله تبارك الرحمن خلبوص الولد كارم ده عرف ينقي بصحيح.
عندك حق.
قالتها بقنوط وتحسر على وضعها ونسب ابنها الغير مشرف بنظرها والذي افقدها متعة الحفل والإحتفال
وإلى جلسة الرجال التي كانت صاخبة بأصوات ضحكاتهم وحديثهم المرح مع
مصطفى الذي كان يسرد لهم عن مقابلته للوزير فهمي حيدر الغاضب من شراكته لهم وتوببخه بكلمات غير لائقة لوضعه أو مركزه الأجتماعي
معقول هو قالك كدة الراجل دا اټجنن ولا إيه
قالها جاسر بدهشة ورد مصطفى غير مبالي
هو فعلآ اټجنن على فكرة لما ېهدد واحد زيي انه هايوقف شغلي