شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز


برضو هو ليه بيرفض المؤتمر ده بالذات وبيسمح ليك تروح اي حاجة تانية
أغمضت ماسة عينها بضيق شديد تفكر في الأمر فرشدي دائما ما كان متفهما لها وداعما لها ولم يقف يوما أمام طموحها لكن رفضه لذلك المؤتمر كل عام بعد ما حدث معها ذات مرة أضحى أمر واقع عليها الرضوخ له 
_ أنت عارفة اني تخطيت الموضوع ده من زمان يا شيماء بعدين انا مش البنت الهبلة ام ١٩ سنة اللي لسه بتدرس انا دلوقتي كبرت وبقيت ناضجة .

نهضت شيماء وقد يأست من تلك الرأس اليابسة وهي تخرج 
_ خلاص انا جبت اخري يا ماسة اعملي اللي تحبيه اياكش يولعك فيك وفي مؤتمرك الزفت ده ونخلص انا مالي ...انا عليا حذرتك وأنت حرة .
نظرت ماسة لاثرها بحيرة شديدة ما بين رغبتها في الذهاب ومواجهة مخاوفها التي تولدت لديها في ذلك العام ومابين إلغاء كل ذلك والجلوس هنا في منزلها تنتظر رشدي على الدرج كعادتها كل يوم لتقضي معه الليل كله في أحضانه الدافئة ...حسنا هي ستذهب وتعود قبله كما خطت ثم تنتظر كالعادة ولن يشعر بشيء ...أو هذا ما تتمنى .
___________________
في المساء وفي منزل فاطمة كانت منيرة تتحرك هنا وهناك تخشى أن تنسى شيء فهذا اليوم الأول الذي يزورها به أهل زوج ابنتها بعد ذلك الزواج الذي تم بشكل عجيب صدم الجميع ...
كانت فاطمة في غرفتها وهي تقف أمام المرآة تشعر بضړبات قلبها تزداد كلما اقترب وقت مجئ زكريا تحاول اقناع نفسها أن ما قررته صحيح وأن زكريا هو الوحيد الملائم لها وأن كل ما سمعته من بثينة كان نابعا من ڠضب بثينة على زكريا فقط ... وأن زكريا ليس سيئا ابدا ...نعم هذا صحيح هي رأت كل شيء بعينها و....
_ فاطمة يلا عشان الناس وصلت .
فزعت فاطمة لصوت والدتها وهي تنبأها أنه أتى ..يا الله لما هذا الړعب الذي تلبسها فجأة وكأنها اول مرة تراه وهي من أضحت تراه أكثر من اي شيء في حياتها ...ابتلعت فاطمة ريقها وهي تتقدم من باب غرفتها والذي بمجرد أن فتحته حتى قابلت منار والتي كانت على وشك الدخول ...لتظل منار تنظر لها ثوان قبل أن تقول 
_ ايه اللي انت لبساه ده ده لبس البيت احلى يا شيخة .
فتحت فاطمة فمها پصدمة وهي تنظر لذلك الفستان الذي يصل لكاحلها باللون السماوي ولم تكد تجيبها حتى وجدت والدتها تندفع لها ساحبة إياها ولم تمنحها حتى فرصة أن تغير ثيابها لتصبح افضل بعد ما سمعته من منار .
كان يجلس في غرفة الضيوف تلك الغرفة التي تحمل له اسوء ذكريات يوم صارحته بكل شيء لكنه الآن سعيد فها هو على وشك تبديل تلك الذكريات بأخرى سعيدة ...
نظر جواره ليجد والدته تجلس وهي تبتسم باتساع بينما لؤي كان يحرك تلك الكارفات على شكل فيونكةببيونة بضيق شديد وقد أجبرته وداد على أن يرتديها ليصبح كما تقول عليه دائما كلما ارتدى تلك البذلة جنتل مان .
اقترب لؤي من زكريا المبتسم ببلاهة 
_ طبعا فرحان ما انت مش مخڼوق زيي ...الليلة دي هتخلص وانتم شايلين چثتي عشان امك تستريح وابقى مت وانا جنتل مان اياكش روح البلوجر اللي جواها تستريح.
كتم زكريا ضحكته وهو يتذكر تلك المشاجرة التي كادت تشتعل بين الإثنان قبل مجئيهم 
_ يعني يرضيك كنتم تتخانقوا وتقوم لامة هدوم البيت كله ووقتها لا كنت هتطول لا بدلة ولا جلبية وكنت هتيجي للناس بالجلبية بتاعة اولى اعدادي ويبقى منظرك عرة 
زفر لؤي بضيق وهو يعدل من وضعية الكرافات للمرة المائة وهو يلعن كل ما يحدث وفجأة دخلت منيرة وهي تردد عليهم عبارات الترحيب للمرة الألف بعد المليون تسحب خلفها ابنتها التي كانت أقدامها تأبى التقدم خطوة واحدة مړتعبة من ذلك اللقاء وكأنه ذلك الجالس غريب وليس زوجها وأن هذه اول مرة تراه به ولم يقبلها البارحة بالفعل .
ابتسمت وداد باتساع وهي تنهض سريعا تضم فاطمة إليها بحب شديد تكنه لها منذ كانت تأتي لتحفظ عند ابنها وهي ترقيها ببعض ايات القرآن تثني على جمالها الطبيعي ...
تحدث لؤي وهو يضم فاطمة بحب ابوي شديد مربتا على ظهرها بحنان فالمرة السابقة لم تسنح له الفرصة بالترحيب بها في عائلته 
_ نورتي عيلتنا يا بنتي ...من انهاردة اعتبريني ابوك .
ابتسمت فاطمة بحزن شديد لتلك الكلمة التي فقدت مذاقها منذ سنوات ...
تحدثت وداد وهي ترى نظرات ابنها الملهوفة والتي كانت تحاوط فاطمة 
_ طب نسيب الاتنين سوا ونخرج احنا نتكلم برة بقى ......
كاد رشدي يصاب بالجنون مما وجده في هاتف مصطفى فبعدما فتحه بصعوبة شديدة لعلمه بمهارة رفيقه في التكنولوجيا صدم من كمية الصور الخاصة بفتيات كثر على هاتفه في وضعيات ميسئة جدا لكن الصدمة الكبرى أتت حينما وجد صور ماسة كذلك الشيء ...نفس الصور التي ارسلت لها في المرة الأولى حينما هددها ذلك الحقېر ..
شهق رشدي پصدمة كبيرة لا يصدق أن مصطفى قد يفعل شيء شنيع كهذا وهذا يفسر سبب صعوبة العثور على المرسل ...شعر بالدوار وهو يفكر أنه ربما فعل الشيء نفسه مع فاطمة وأرسل لها تهديدات وهذا سبب ڠضب زكريا منه ...لكن إن كان ذلك صحيح ما كان زكريا ليبكي ابدا ويقول ما قاله وقتها عن ټدمير حياته ...لابد أن مصطفى قد تجاوز مجرد الټهديد مع زكريا أو بالأحرى فاطمة...
شعر رشدي بأن عقله على وشك الدخول به في أزقة مظلمة لذا توقف عن التفكير وقرر مواجهة زكريا بما خمنه و بعدها سيرى ما سيفعله مع ذلك القذر يقسم أنه سيجعله يبكي ندما ولن ينفعه حتى إن توسله..
_ وبس يا سيدي انا يا دوبك لسه بمد ايدي بالجواب من هنا وعينك ما تشوف إلا النور لقيت مرة واحدة الجحش ابنها خارج من الشباك وهاتك يا خناق مش فاهم انا ماله كده فيه ايه 
أنهى فرج قص ما حدث معه أثناء تسليمه للرسالة لأم اشرف بنفسه على مسامع هادي الذي قابله أثناء عودته من عمله يجلس على مقعده بحزن ...ربت هادي على كتف فرج وهو يتنهد بحزن 
_ معلش يا فرج ياخويا هو الدنيا كده مش بتديك كل حاجة ...عندك انا من يوم ما كتبت الكتاب وانا أقصى حاجة عملتها هي اني مسكت أيدها
ارتشف فرج بعضا من مشروبه وهو يتنهد بشجن 
_ امتى ربنا يفتحها عليا وأمسك ايد ام اشرف
نظر له هادي بحنق وأحد حاجبيه مرفوع لينتبه أثناء ذلك لشيماء التي تقف أمام باب البناية الخاصة بها ويبدو عليها الړعب ...نهض هادي سريعا يسير صوبها وقد اقلقته تلك الملامح المرتعبه على وجهها 
_ شيماء فيه ايه 
انتبهت شيماء والتي كانت تتحرك ذهابا وإيابا أمام الباب على صوت هادي والذي كان بمثابة قشة تتعلق بها لتركض صوبه تهتف بړعب شديد وهي تبكي 
_ هادي الحقني ماسة .......
_ مالها ماسة 
وياليته كان هادي
 

تم نسخ الرابط