شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
أمامه وجها لوجه وتشير عليه لذا رأى أن هذه افضل طريقة للوصول إليه....
مد زكريا يده بالهاتف وهو يترقب كل شيء يصدر من فاطمة التي تحركت عينها من وجه زكريا ليده اتحدث في صورة كبيرة تضم عدد كبير من الشباب والذي تعرف منهم البعض مما رأت سابقا ..أخذ وجهها يمر على الجميع وهي تشعر أنها على وشك الاڼهيار وتنفسها أصبح صعب جدا ..تشعر ببوادر اڼهيار وتلك الحالة اللعېنة تكاد تعود لها لكن فجأة توقف كل ذلك حتى تنفسها الضعيف توقف وهي ترمق ذلك الذي كان يجاور رشدي ويبتسم بسمة واسعة وكأنه لم يذنب في حياته أو يحيل حياة أحدهم لتعيسة..يبتسم هكذا بكل بساطة وهو دمرها وحطمها ..سقطت دموع فاطمة أكثر وقد أضحت شهقاتها عالية مړتعبة تشير بأصبع مرتجف جهة أحد الأشخاص وهي تتحدث بنشيج بكاء حاد
توقفت فاطمة عن الحديث وهي تصرخ باڼهيار شديد مغمضة عينها ټدفن وجهها بين قدميها لا تود تذكر كل ما حدث تتمنى لو تفقد تلك الذاكرة اللعېنة فهي للحق لا تحتاج شيء منها .
تجمد زكريا محله پصدمة كبيرة وهو يفتح فمه غير مصدق لتلك الحقيقة التي ضړبته بها فاطمة من قليل ...لا يصدق أن ذلك الشخص الذي يدعي البراءة والهدوء والشرف أمام الجميع ليس سوى واحد من أقذر أصناف الرجال إن صنف رجلا من الأساس .
_ اشششش خلاص خلصت ...الموضوع خلص عندك لغاية هنا و اوعدك مش هتشوفي وشه غير وهو مذلول يا قلبي ...
صمت قليلا ثم تحدث بحب ونبرة مرعبة
_ وعدا قطعه قلبي لعيناك جميلتي .....
كان هادي يجلس على مقعد أمام شيماء وهو يستند بظهره للخلف يحدق في شيماء التي تدعي أنها تتناول الطعام لتتلاشي ذلك الحرج من هادي ....لكن هادي كانت نظراته لها جامدة وهو يراقب كل ما تفعله بملامح ممتعضة...
زفر ببطء ليهدأ نفسه ثم اعتدل في جلسته يدفع الطعام أمام شيماء ثم سحب طبق السلطة التي لا تأكل سواه منذ جلست وتحدث مشيرا للطعام
رفعت شيماء نظرها لهادي بعدم فهم ليقترب هادي بجسده قليلا منها هامسا
_ انا مش اهبل يا شيماء عشان ماخدش بالي من اللي بتحاولي تعمليه .
توترت شيماء وهي تعتدل في جلستها أكثر مردفة
_ قصدك ايه يا هادي ما انا بأكل عادي و.....
_ هو انا عمري اشتكيت من جسمك يا شيماء عمرك شوفتي في عيني نظرة عدم رضا عن جسمك
_ لا صح يبقى ليه بتعملي كده
صمتت شيماء ولم تجب مجددا ليزفر هادي بضيق وهو يمد يده يمسك يدها التي تستقر على الطاولة بينهما
_ شيماء اسمع اللي هقوله عشان اخر مرة هقول الكلام ده ...لو أنت بتعملي كل الهبل ده عشان مثلا رأيي فيك أو رأي حد فيك ففكك من الحوار ده كله ومتعمليش اي حاجة لان انا معنديش اي مشاكل مع الحوار ده بالعكس أنا يوم ما حبيتك ..حبيتك كده .
_ إنما بقى لو بتعملي كل ده عشان نفسك فأنا معاك بس انا مش عايزك تعيشي وأنت حاسة نفسك متكتفة أو متقيدة بحاجة معينة يا شيماء ارجوك .
سقطت دموع شيماء دون أن تشعر لتهز رأسها له وهي تضع وجهها في الطعام أمامها تحاول اخفاء دموعها فهذا الموضوع حساس جدا بالنسبة لها وجسدها يعد أكبر عائق في دنيتها كلها .
نهض هادي من مقعده واتجه لشيماء ثم سحب رأسها لاحضانه برقة وحنان شديد مربتا على رأسها دون كلمة واحدة بينما هي وكأنها واخيرا حازت فرصتها للانفجار بكل ما يعتمل نفسها لتتحدث من بين شهقاتها
_ انا بكره نفسي اوي اوي يا هادي ...بكره ابص لنفسي في المراية...لحظات لبسي بتكون اپشع لحظات في عمري وانا بحاول الاقي حاجة تناسبني ..تعبت من كل ده .
ضمھا هادي إليه أكثر يقبل رأسها ثم أبعدها بحنان وهو ينحني على ركبتيه جوار مقعدها ممسكا بيدها خامسا
_ كل ده مش مهم عندي يا شيماء قد ما قلبك مهم عندي لو حصلك ايه ولو حصلت أي تغيرات في شكلك هتفضلي شيماء اللي حبيتها وحفيت وراها وطلع عين أهلي عشان في الاخر تكون على اسمي .
ابتسمت شيماء بسمة صغيرة من بين دموعها لتسمعه يكمل حديثه بهمس خاڤت وكأنه يدلي بسر
_ اقولك على سر خطېر
_ إنت اللي قتلتك موفاسا
صدم هادي من جواب شيماء ثواني قبل أن ينفجر ضاحكا عليها وهو يهز رأسه بلا متحدثا
_ لا حاجة اخطر من قتل موفاسا ....
حاول تمالك نفسه قليلا ليهمس لها بخفوت
_ انا اللي كنت بطفش العرسان اللي بيجولك.
_ عرسان بيجولي
كانت معالم الصدمة تظهر جليا على وجه شيماء لا تصدق ما اخترق سمعها للتو ....هز هادي رأسه وهو يقاوم تلك الضحكات التي يمنعها بصعوبة من الانطلاق لرؤيته ملامح وجهها
_ لا هو انا مقولتلكيش مش عقبال عندك كان بيجيلك عرسان كتير وانا اللي كنت بطفشهم
____________________
_ ونهاية كل السكوت ده ايه
رفعت ماسة عينها لرشدي تحاول تفادي ذلك الڠضب الذي يشع من عينه وهي تحاول تفادي كل غضبه
_ يا رشدي ما انا مش عارفة اقول ايه انت اللي ناديتني .
_ ماسة....
كلمة واحدة لكن أثرها على ماسة كان كبير فقد ارتجف جسدها بړعب لتلك النبرة التي تحدث بها إليها لتبتلع ريقها وهي تستمع لحديثه
_ أنت عارفة كويس اوي أنا ناديتك ليه فاتكلمي قبل ما اعصابي تفلت وهيكون رد فعلي مش حلو واظن مفيش حد يعرفني اكتر منك .
ابتسمت ماسة بغباء وهي تحاول أن تلطف الأجواء
_ ما انت عارف يا رشدي اني بتخنق مرة واحدة و...
_ وپتنهاري بالشكل ده اللي محصلش من ۏفاة والدك ! ما اظنش يا ماسة .
أغمضت ماسة عينها بتعب شديد وهي تتحرك صوب رشدي تضمه بلا مقدمات وهي تستند برأسها على صدره ويدها تلتف حوله هامسة له بحب
_ انا بحبك اوي يا أباظة .
إن كانت تظن أنها بهذا الشكل قد امتصت ڠضب رشدي ...فقد أصابت فهي بالفعل بمجرد ضمھا له هدأ جسده تلقائيا وبادلها العناق يهمس جوار أذنها بحنان
_ حصل ايه يا ماسة
ضمته ماسة أكثر وهي تقص عليه كل ما حدث وما رأت وكل شيء لتستشعر بجسده يتيبس أسفل يدها بشكل مخيف وما كادت تتحدث حتى قاطع هذا الصمت صوت رنين هاتف رشدي الذي أجاب سريعا بصوت يحاول عدم إظهار غضبه فيه .....
_ فين ماله زكريا طيب تمام ثواني واكون عندكم .
أنهى رشدي
متابعة القراءة