شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز


من كل شيء فها هو خاتمه يزين بنصرها بعدما اخبر هادي أنها وافقت وأنه يود أن يجعلها ترتدي خاتمه الآن وقد أحضره معه ....ذلك اللعېن جهز لكل شيء لكن مخطئ إن ظنها قد استسلمت فهو جعلها أكثر إصرارا على تنفيذ ما كانت تخطط له منذ وقت ...هي ستبعد شيماء ونهائيا عن هادي وتفسخ خطبتها من ذلك الغبي ثم تتزوج هي بهادي .

خرجت من شرودها على صوت قرب أذنها ولم يكن سوى صوت تلك اللعېنة الآخرى التي لم تأخذ بثأرها منها حتى الآن ...
انحنت ماسة على بثينة مدعية أنها تبارك لها لتهمس في أذنها 
_ مبارك يا بوسي يا قلبي اخيرا لقيت واحد يلمك بعد ما كنت كل شوية تتبعتري على واحد وياريتك فلحتي ...يا حبة عيني كل واحد تحطي عينك عليه يبقى نصيب غيرك يا مسكينة ...معلش اديك هتتجوزي ونخلص منك ..
انهت حديثها وهي تستقيم مطلقة زغرودة عالية رن صداها في المكان كله لتلمح بعينها رشدي الذي ابتسم لها بحب لتبادله البسمة وهي تغمز له بشقاوة جعلت ضحكته تعلو المكان ..
بينما هادي كان كل ثانية وأخرى يوجه بسمة لشيماء بغباء شديد وهي تخجل وتخفض نظرها ارضا ...
وكل ذلك تحت انظار بثينة التي توعدت للجميع بالويل فا هم جميعا سعداء وهي فقط التعيسة هنا ....حسنا اللعبة لم تنتهي بعد .
_________________
مر يومان على كل تلك الأحداث وقد عاد الجميع لعمله وحياته الطبيعية وكذلك فعل زكريا الذي عاد للتدريس مجددا مع بدأ العام الدراسي الجديد لكن هذه المرة في مدرسة بنات وليس التي كان بها قديما والتي كانت للصبية...
تحرك زكريا في أحد ممرات المدرسة متجها صوب أحد الفصول وعندما وصل له استمع إلى صوت غناء و ضحكات عالية ليتجه صوب الباب يطرق عليه ثم ابتعد بعدها معطيا ظهره لهم حتى تعود كل فتاة لوضعها وحتى لا يضع أي فتاة في موقف حرج .
انتظر زكريا خمس دقائق ثم توجه للفصل بأقدام ثابتة وبسمة بسيطة مرتسمة على وجهه ملقيا السلام على الفتيات ليجبن بصوت منظم مرتب معا .
ابتسم زكريا لهن ثم تحدث بهدوء شديد متحدثا لهن بكلمات حذرة مختارة 
_ اولا كل عام وانتم بخير ...ثانيا خلوني اعرفكم بنفسي ..انا الاستاذ زكريا اللي هدرس ليكم اللغة العربية هذا العام واتمنى تكون سهلة وشرحي يكون ميسر ليكم ....ودلوقتي خلونا نتعرف سريعا قبل ما نبدأ شرح ...
بدأت الفتيات في التعريف عن أنفسهن لزكريا الذي كان يهز رأسه محاولا حفظ جميع الاسماء حتى جاء دور إحدى الفتيات التي شعر كما لو انه رآها سابقا لكن أين وهو في حياته لم يرفع عينه في فتاة خارج حدود تلك الجدران إلا في والدته و زوجته مؤخرا ..
نهضت الفتاة تعرف عن نفسها ببسمة مريبة بعض الشيء 
_ منار احمد .
انهت منار تعريف نفسها لتجلس بعدها وتنهض التي تجاورها لتعرف عن نفسها بعد أن أدرك زكريا أين رآها فتلك هي الفتاة التي كانت تهبط من عمارته 
وايضا هي قريبة لفاطمة فذلك اليوم نادتها فاطمة باسمها ثم رحلت معها ...
انتهى زكريا من التعرف على الجميع ثم تحدث وهو يخرج بعض الاشياء من حقيبة ظهره الرياضية وهو يخبرهن أن يخرجن الكشكول المخصص للكتابة لكن تناهي لمسامعه صوت متحدث بطريقة مزعجة 
_ بس احنا يا مستر مش معانا كشاكيل ..
رفع زكريا نظره من حقيبته وهو يقول بهدوء شديد 
_ اولا يا آنسة منار انا مدرس لغة عربية لذا يفضل لما حضرتك تناديني... تناديني بمعلم أو استاذ والكلام ده موجه للجميع هنا ممنوع استخدام أي ألفاظ من أي لغة أخرى أثناء حصتي لأن دي حصة لغة عربية واظن أقل شيء نعمله هو احترام لغتنا الام وعدم خلطها بغيرها من اللغات .
صمت ينظر لجميع الوجوه الساخرة منها والمحترمة لحديثه ثم أكمل 
_ ثانيا من لم يملك أي شيء للكتابة فليخرج ورقة ويكتب عليها .
أنهى حديثه ثم أخرج الكتاب الخاص بها وحمل القلم ليكتب بخط جميل جدا منمق على السبورة تحت الهمسات الساخرة منه والضحكات المكتومة اللغة العربية 
_________________
_ لا ده أنت شكلك جنيتي على الاخر يا منيرة انا فكرت لما قولتي اللي قولتيه إنك بتهزري .
ابتسمت منيرة بسخرية على ملامح زوجها المڤزوعة والتي أظهرت جيدا رفضه التام لما تخطط له 
_ ايه يا مرسي ما هو كده كده هيعرف...فيعرف مننا افضل ما يعرف بنفسه و يبقى شكلنا أننا ضحكنا عليه.
نهض مرسي يصيح پجنون في زوجته وهو لا يصدق ما تقوله 
_ أنت مچنونة عايزة تروحي تقولي لجوز بنتك إن مراتك مغتصبة 
_ مش احسن ما يعرف بنفسه 
_ ما يتنيل يعرف احنا مالنا وقتها يبقى يتصرف هو وهي بس مش دلوقتي ابدا .....أنت عايزة بنتك تطلق 
زفرت منيرة بحنق شديد هي قررت وانتهى الامر فهي لن تقبل أن تزف ابنتها ابدا له وهو لا يعلم ما حدث معها من يعلم لربما ېقتلها يوم الزفاف ظنا منه أنها بلا شرف لذا الحل الامثل أن تخبره هي بما تعرفه فليس هناك رجل شرقي واحد يقبل شيء كهذا على امرأته ...وهي تعلم أنها لو تركت الأمر هكذا حتى يعلم بنفسه فلن يعطي هو فرصة لابنته يومها لتوضيح الأمور فقد يجرها ويلقيها خارج منزله كما هي ودون أي فرصة وحينعا ستعيش ابنتها تلك الحاډثة بنفس البشاعة لكن اسوء واسوء...
_ انا قررت خلاص يا مرسي واتصلت عليه أنه يعدي علينا وهو راجع انهاردة من المدرسة لاني عايزاه في موضوع وهقوله كل حاجة
_ محدش هيقوله حاجة يا ماما .
استدار كلا من منيرة ومرسي الذي ابتسم جهة فاطمة التي كانت تنظر لهم بملامح مېتة تقريبا ..
تحرك مرسي جهتها ببسمة واسعة لقرارها هذا لكن فجأة توقف پصدمة كبيرة وهو يسمع كلمتها التالية 
_ انا اللي هقوله كل حاجة بنفسي ...وكل اللي محتاج يعرفه هيعرفه مني انا ...يا ريت لما يجي يا ماما تسبينا لوحدنا .
انهت حديثها متجه لغرفتها بأرجل واهنة تفكر بأن تلك اللحظة التي كانت تخشاها قد اتت...حسنا لربما يكون هذا سببا ليتركها وحدها تتعفن بسلام .
_____________________
عاد هادي من المحكمة بعدما ترافع لقضية الفتاة القاصر وحصل لها على الخلع ونجح اخيرا ...
كانت الفتاة تقف مع خالها الذي كان يضمها بحنان شاكرا إياه 
_ مش عارف يا بني اقولك ايه ولا اشكرك ازاي انت خدمتني خدمة العمر وانقذت بنتي .
بكت الفتاة بفرحة شديدة وهي تضم خالها والذي كان اكثر حنانا من والديها نفسهما وهي تشكر هادي 
_ بشكرك من قلبي يا استاذ هادي مش عارفة بجد اقدملك ايه مقابل الخدمة دي بس ربنا يسعدك يارب ويبعد عنك اي شړ .
ابتسم لها هادي وكاد يجيبها بأنه لم يفعل سوى واجبه لكنه لمح فجأة شيء غريب ليبتسم للفتاة وخالها ثم استأذن منهما وتحرك سريعا جهة أحد الأزقة الضيقة التي تتفرع من الشارع الرئيسي الذي كان يقف به ...وبعدها
 

تم نسخ الرابط