شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
يبدو أن جميع ثيابها متسخة فوالدتها لم تغسل الثياب بعد زفرت بضيق تحاول إيجاد شيء ترتديه حين وصل لمسامعها صوت تأفف عمتها وكأنها هي من ټقتحم غرفتهم وليس العكس ...لذا وحتى تتجنب أي كلمة قد ټسمم مسامعها سحبت أحد قطع الملابس القديمة الخاصة بها والتي كانت تضعها في خزانتها من أسفل ...
سحبتها وخرجت للحمام حتى تبدل ما ترتديه لكن بمجرد أن ارتدت الجيبة حتى سقطت من خصرها تفترش الأرض أسفلها ...نظرت لها فاطمة بحنق شديد وهي تنحني ساحبة إياها مجددا لاعنة في سرها عمتها وتعنتها الشديد لتزفر بضيق وهي تمد يدها وتنزع ذلك الرباط الخاص بحذائها والذي كانت تعلقه على باب الحمام من الخلف بعد غسله ...لتقوم بربطه على خصرها حتى يمنع ثيابها من الانزلاق ثم تأكدت من وضع ثيابها جيدا والبنطال الذي ترتديه أسفل الثياب وبعدها خرجت لتحضر ما طلبته عمتها .
_ رقي في التعامل إنت عبيط يا رشدي بقولك اختك لبستني كوباية المانجة في وشي وانت عارف كويس اوي اني مش بحب عصير المانجة .
صمت هادي قليلا يستمع لصوت رشدي عبر الهاتف وهو في طريقه للمكتب الخاص به ...ليضحك فجأة على حديث رشدي
_ اه فعلا انا هبهدل اختك معايا ...اصل انا قاسې اوي واختك يا عيني مکسورة الجناح ...يا جدع ده انا من يوم ما قولت عايز اتقدملها وهي عدماني العافية
_ قصره يبقى تعالى بكرة مش انهاردة لاني هكون في الشغل لغاية الساعة 1 .
_ طب ما اجيلك 1 يا رشدي عادي يعني مش هنزعج متقلقش
اطلق رشدي صوتا ساخرا من حنجرته وهو يردد على مسامع هادي
_ انا هنزعج يا اخي ..... وبعدين عشان تاخد راحتك كده وتفكر في افعالك شوية بدل الهبل اللي متخذه منهج في حياتك ده .....اشوفك بكرة بقى وسلام عشان عندي شغل .
نظر هادي للهاتف بحنق شديد فهو أراد اليوم أن ينام وقد ضمن أنه خطى اول خطواته لتصبح شيماء ملكه وله دائما لكن يبدو أن ذلك تأجل للغد ...
_ يلا على الاقل تكون البدلة اتغسلت من المانجة...ماشي يا شيماء أما ربيتك والله لااااا
نظر هادي لساعة يده ولولا أنه تأخر على المكتب لكان ذهب لمنزلها وسألها ما حدث فرغم أنه لم يسامحها بعد على كذبها إلا أنه ما يزال مسئولا عنها .
_ بكام دي
أشارت فاطمة لبعض الحضروات قبل أن تنحني لتنتقي منهم ما يناسبها وبعدها نهضت ووضعته للبائع حتى يحدد ثمنهم لكن أثناء ذلك شعرت فجأة أن الجيب الخاصة بها قد أصبحت أوسع وبدأت تنزلق ....لذا مدت يدها وامسكتها جيدا حتى لا تفضح في وسط السوق وحملت ما اشترته وتحركت سريعا صوب المنزل بعدما انتهت من التبضع وجلبت كل ما طلبت عمتها .....
سارت في الشارع بسرعة كبيرة بعد مكالمة والدتها وهي تدعو ربها ألا تكون عمتها تنتظرها أيضا ....
نظرت فاطمة للحقيبة بيدها وهي تمسك باليد الأخرى الجيبة الخاصة بها والتي كانت واسعة بعض الشيء بسبب استعجالها وذلك البنطال أسفلها لا يساعد ابدا بسبب قماشته التي تسبب انزلاق الجيبة أكثر ......
في الطريق المقابل كان زكريا يسير سريعا وهو يتحدث في هاتفه ويبدو أنه كان على وشك الشجار
_ يا استاذ جمال مينفعش ابدا اللي حضرتك بتقوله ...مينفعش انا مش هدرس لمدرسة بنات ارجوك ...مش عشان حاجة بس عشان .......
توقف زكريا عن الحديث وهو يرى فاطمة تسير كالبلهاء تنظر في الحقيبة معها وتنفخ بضيق كاد يبعد نظره عنها بسرعة كما يفعل لولا ما حدث بعد ذلك جعله يفغر فاهه....
سارت فاطمة ټلعن عمتها في تلك اللحظة فهي من أصرت على أن تهبط هي وتشتري الاشياء الخاصة بطعام مدللتها منار الذي ستأخذه معها للمدرسة ....فجأة سمعت رنين الهاتف لتضع سريعا حقيبة المشتريات أسفل ذراعها وأخرجت الهاتف لتجيب دون أن تنتبه أنها تركت الجيبة الخاصة بها والتي كان الرباط الذي يمسكها قد انفكت عقدته أثناء انحنائها لشراء بعض الخضروات ....
رفعت فاطمة يدها سريعا تجيب بضيق
_ ايوة يا عمتي ....
لكن فجأة توقفت وهي تشعر بالجيبة الخاصة بها تسقط ارضا فتحت عينها پصدمة كبيرة تسمع صړخة عالية جوارها وجسد يتوقف أمامها بسرعة هائلة مشكلا حاجز وهو يعطيها ظهره يفرد يده صارخا
_ رباه
نظرت فاطمة لظهر زكريا وهي تحاول ألا تبكي من ذلك الموقف الذي وضعت بها نفسها وشرعت تحاول تبرير الأمر
_ والله مش قصدي هي اللي واسعة و....
_ فقط ارتديها ارجوك ....
قال زكريا بصوت زاجر يحاول التحكم في نفسه حتى لا يستدير وېصفع تلك الغبية التي تقف خلفه وتبرر له الأمر بدلا من محاولة إصلاحه ..
بكت فاطمة من صراخه لكنها سريعا انحنت ورفعت الجيبة بسرعة قبل أن يلاحظ المزيد من الناس الأمر فيكفيها ما تعرضت له من احراج وأمام الشيخ الذي يبدو وكأنه لا أحد في هذا العالم سواه حتى تضع معه دائما في مواقف مخجلة ....
تحركت فاطمة بهدوء شديد من خلف زكريا وهي تحاول الذهاب من أمامه دون كلمة واحدة فماذا ستقول وهي في هكذا موقف ....لكنها توقفت فجأة عن السير لسماعها صوته الذي كان خاڤتا قليلا
_ والدتي مستنياك في البيت ...
أنهى كلماته دون حتى توضيح سبب انتظار والدته لها أو أي شيء تاركا ايها تنظر لظهره بتعجب كبير ...لكنها سريعا تحركت قبل أن يتحدث مجددا إليها وأثناء ذلك اصطدمت بالخطأ في أحد حاويات القمامة الكبيرة لتسقط بها ارضا ...
اغمض زكريا والذي كان على وشك التحرك عينه بحنق شديد مرددا بغيظ
_ يالله لا يعقل أن تحتكر كل هذا الغباء وحدها..کاړثة ذات ارجل وأيدي تسير مسببة العديد من المصائب .
كان يسير وهو يضع يده على قلبه الذي يحقق پعنف ...تلك اللحظة التي كان يخفض بصره عنها للارض ورأى فيها الجيبة تسقط شعر يتوقف قلبه للحظات قبل أن يهرع ويغطيها سريعا كردة فعل غبية منه ...ربت زكريا على قلبه وهو يتنهد بۏجع كبير متمتما
_ يالله يوما ما ستتسبب هذه الفتاة في توقف قلبي عن الخفقان ....اه كاد قلبي يسقط أرضا .
ذلك الخۏف الذي شعره منذ لحظات عليها _ حتى أنه لثوان كاد
متابعة القراءة